عاجل

  • هيئة البث الرسمية عن مصادر: التقديرات الإسرائيلية الحالية أن شروط حماس لن تشكل عائقا أمام إبرام الصفقة

كاتبة مصرية تكشف بالتفاصيل : كيف ركعت أمريكا تحت ضغوطات "طنطاوي"

كاتبة مصرية تكشف بالتفاصيل : كيف ركعت أمريكا تحت ضغوطات "طنطاوي"
غادة نعيم  

منذ بداية تولي المجلس العسكري للسلطة في 11 فبراير 2011، كانت العلاقة بين العسكر وأمريكا متوترة، ومن الجدير بالذكر وطبقا لبعض التقارير المخابراتية التي رفعها اللواء عمرسليمان إلى الرئيس السابق تفيد بأن مبارك يمثل خطورة كبيرة على الولايات المتحدة منذ عام 2010.

تضمن الأسباب التي قدمتها الاستخبارات الأمريكية إلى الرئيس أوباما، التي تبرر فيها ضرورة إسقاط مبارك وتغيير نظام الحكم في مصر وهذه الأسباب تمثلت في رفض مبارك إقامة قواعد عسكرية للطيران على البحر الأحمر، ورفض مبارك إرسال قوات مصرية إلى العراق لتحل محل القوات الأمريكية بعد انسحابها من العراق بالإضافة إلى رفض مبارك -أيضًا- تقسيم السودان واستبدال ذلك باتحاد كونفيدرالي أو فيدرالي؛ حرصًا على أمن السودان ووحدة شعبه وأراضيه وخوفًا من وصول «فيروس» التقسيم إلى مصر.

ويبدو أن مبارك كان يقف حجر عثرة في وجه الإدارة الأمريكية، فتقارير عمر سليمان أفادت أن مبارك رفض خطة أمريكية تستهدف إيجاد حماية دولية في المجرى الملاحي لقناة السويس حال تعرضه لأية مخاطر من تنظيم القاعدة، كما رفض مبارك لخطة توسيع قطاع غزة ومنح الفلسطينيين مساحة 720كم داخل سيناء لإقامة دولة فلسطينية عليها.

كما ورد في وثيقة «غيوروا إيلاند»، والحصول على مساحة مقابلة لها في صحراء النقب، رفض الرئيس السابق في عام 2008 وبعد العدوان الإسرائيلي على غزة أن تكون مصر ضامنة لأى اتفاق بين إسرائيل وحماس خشية تحمل مصر مسئولية ذلك أمام المجتمع الدولي حال نقض أي من الطرفين للاتفاق. هذه التقارير كانت تثبت أن أمريكا منذ القدم خططت لسقوط حكم مبارك.

بعد رحيل مبارك لم تتوقف أمريكا عن مخططاتها، فبعد الإعلان عن تسلم المجلس العسكري لمهام السلطة وإدارة شئون البلاد كانت واشنطن تراقب الموقف، وقد دفعت بالعشرات من رجال الاستخبارات الأمريكية الذين كانوا يتابعون الأحداث ويرفعون التقارير.

لقد بدأت لعبة الضغط من جانب المجلس العسكري على أمريكا بداية من مداهمة الجمعيات في نهاية العام الماضي كان المقصود من وراء استخدامها من قبل المجلس العسكري كورقة ضغط على طرف واحد وهو "أمريكا"، فقبل قرار المداهمة وإخضاع القائمين على هذه الجمعيات للتحقيق والمحاكمة كانت مصر قد طلبت من الولايات المتحدة توفير قطع غيار لأسلحة الجيش وهي في الأساس أسلحة مستوردة من أمريكا كجزء من المعونة خاصة أن بعض هذه الأسلحة ليس لها قطع غيار سوى في البلد التي تملك حق تصنيعها.


الولايات المتحدة ماطلت -كثيرًا- في توفير قطع الغيار مما وضع القوات المسلحة في مأزق متعلق بتطوير أسلحتها في ظل ظروف مشتعلة بالمنطقة واحتمالية قيام حرب في أي وقت، وفي نفس الوقت رصدت أجهزة المخابرات المصرية أن الولايات المتحدة لم تتأخر في توفير كميات كبيرة من الأسلحة طلبتها إسرائيل في نفس توقيت طلب مصر لقطع الغيار، بعد المماطلة الأمريكية توقفت مصر عن مطالبها بطلب قطع الغيار وبدأت المخابرات في تسريب بعض المعلومات حول نية القوات المسلحة المصرية شراءها لأسلحة متطورة من روسيا والصين وهو ما دفع الولايات المتحدة بإرسال وفد رفيع المستوى منتصف العام الماضي برئاسة وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا" لزيارة مصر ولقاء المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق.

لكن وزير الدفاع الأمريكي وجد مقابلة "فاترة" من طنطاوي لدرجة أن "بانيتا" ظل ينتظر طنطاوي لأكثر من ساعة ولم تستغرق المقابلة سوى دقائق معدودة غادر بعدها وزير الدفاع الأمريكي القاهرة متجها إلى واشنطن بعد فشله في التعرف على "نية" طنطاوي فيما يخص الاستغناء عن السلاح الأمريكي.

أما عن السبب الثاني وراء توتر العلاقة بين العسكر وأمريكا كان قيام أمريكا بعرقلة قرض البنك الدولي الذي طلبته مصر بعد الثورة في محاولة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتدهور والتي اطلع عليها المجلس العسكري، فإن الجانب الأمريكي المسيطر على البنك الدولي طلب من البنك أن يشترط على مصر رفع الدعم عن السلع الأساسية مثل الخبز والبنزين مقابل الحصول على القرض، بهدف حدوث صدام بين الشارع في حالة إلغاء الدعم والمجلس العسكري الذي يدير البلاد.

وكشف طنطاوي عن هذا المخطط الأمريكي في لقاء خاص له مع عدد من ضباط وجنود الجيش وأكد لهم -وقتها- أنه لن يقدم على هذه الخطوة وأنه طلب من الحكومة تدبير قيمة القرض من أية موارد أخرى حتى لاتتحكم أمريكا في القرارات المصرية.

ما سبق جعل لدي أعضاء المجلس العسكري قناعة بأن أمريكا تريد هدم القوات المسلحة المصرية في إطار خطة الفوضى الخلاقة وإحداث وقيعة بين الشعب وبين المجلس العسكري الذي يدير البلاد مما ينتج عنه "تحييد" الجيش المصري وإبطال قوته في مواجهة قوة الجيش الإسرائيلي وهو ماحدث مع الجيش العراقي من قبل والجيش الليبي وما يحدث مع الجيش السوري حاليًا.

قرر أعضاء المجلس العسكري أن يكون اللعب مع أمريكا "على المكشوف" ولم يجد أمامه سوى ورقة ضغط "المنظمات الأهلية" الممولة من أمريكا خاصة بعد قيام جهاز المخابرات برصد بعض خطط هذه الجمعيات التي تهدف إلى خلق فوضى في الشارع المصري وإزاحة المجلس العسكري من الحكم، ولم يعترض أي عضو بالمجلس على هذا الإجراء خاصة أنهم على دراية بالألاعيب الأمريكية خاصة من قبل طنطاوي الذي لايفضل التعامل مع الجانب الأمريكي، مثلما لايفضل التعامل مع الجانب الإسرائيلي، لأنه ومعظم أعضاء المجلس لهم تاريخ طويل في الحروب وكانوا يتعاملون مع المخططات الأمريكية التي كانت تساند "إسرائيل" على طول الخط على حساب مصر وجيشها خاصة في وقت الحرب.

التعليقات