تقرير يرصد معاناة اهل اللاذقية من تشريد ودمار

تقرير يرصد معاناة اهل اللاذقية من تشريد ودمار
رام الله - دنيا الوطن وكالات 
نشرت سكاي نيوز عربية تقريرا عن نزوح وتشريد الالاف من مدينة اللاذقية وأكدت سكاي نيوز أن أم عماد نزحت عن مسقط رأسها حلب شمالي البلاد عقب دخول الجيش الحر المدينة ووقوع اشتباكات عنيفة بينه وبين الجيش السوري ما أثار خوفها وقلقها على طفليها، خاصة بعد وفاة زوجها، فاتجهت إلى المنطقة الأكثر أمانا في سوريا.. إلى اللاذقية.لا تملك أم عماد موقفا معارضا للحكومة السورية، وهي ضد الجيش الحر، لكن ذلك لم يشفع لها في المحافظة التي يعتبر غالبية سكانها من الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

تقول أم عماد لموقع سكاي نيوز عربية إن "منهم من كان لطيفا معي.. ومنهم من اعتبرني مع المعارضة فعاملني بقسوة أو رفض مساعدتي"، وأضافت "كنت أعمل كوافيرة في حلب وشغلي كان ممتازا.. أما هنا أعمل في تنظيف المنازل وعندما يعلم السكان أني من حلب يبدأ التشكيك بي وقد لا يستقدموني مرة أخرى".

تتلقى أم عماد، 33 عاما، مبلغ 500 ليرة سورية (أقل من 4 دولار أميركي) لقاء يوم عمل كامل، وهي سعيدة بالمبلغ كونه يؤمن لها سقفا تأوي إليه ليلا وأطفالها.

قرى الساحل

شكلت قرى الساحل السوري في المحافظة مقصدا لعدد كبير من النازحين، الذين بلغ تعدادهم وفقا لآخر التصريحات الحكومية الرسمية 700 ألف نازح فيما يقول شكان المدينة إن العدد فاق المليون منذ زمن بعيد.

بحث شادي، البالغ من العمر 44 عاما، من محافظة إدلب، فترة 3 أشهر متواصلة عن غرفة أو منزل في إحدى القرى إلا أنه لم يجد، فقد سبقه كثير غيره حالهم من حاله.

وقال شادي لموقعنا: "بحثت في القرى.. الأسعار أرخص بكثير من مدينة اللاذقية وجبلة.. لكن عبثا، كل الأماكن كانت قد أُجرت".

أدت زيادة عدد النازحين في المحافظة إلى رفع أسعار استئجار المنازل والمواد الغذائية 3 أضعاف كحد أدنى، فيما بقيت الرواتب ثابتة مع تدهور القيمة الشرائية لليرة السورية التي كانت تساوي بداية الأزمة في البلاد، منتصف مارس 2011، كل 50 ليرة تساوي دولارا أميركيا واحدا، أما اليوم فكل 150 ليرة تساوي دولارا أميركيا واحدا.

كان شادي يملك معصرة زيتون في قريته بريف إدلب، وكان مقصدا لذوي أراضي الزيتون في قريته وفي القرى المجاورة، ولكن مع احتدام المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة اضطر للنزوح من قريته مع زوجاته الثلاث وأطفاله الخمسة إلى مكان أكثر أمانا فتوجه إلى مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية.

اليوم يسكن شادي في بيت مستأجر في أحد أحياء جبلة ويقول إن أغلب جيرانه ينتمون لمناطق نزاع مشتعلة، منهم من حمص ومنهم من حماه وحلب، ويعمل في معصرة زيتون تعود ملكيتها لعائلة ساحلية متوسطة الحال.

"توتر"

وعن الوضع في المدينة التي يسكنها، وعما إذا كان بها توتر قال شادي "لايوجد توتر بشكل عام.. لكن كلما وصلت جثامين لشهداء الجيش السوري عن طريق مطار حميميم تتوتر المدينة ويتم إطلاق النار في الهواء بطريقة عشوائية عندها أخاف وأقلق وأكلم زوجتي لأطمئن أنهم بخير.. الحمدلله نحن بخير".

يلتزم شادي بالصمت ولا يجيب على سؤالنا عن ميوله السياسية في هذا البلد الذي انقسم سكانه بين موال ومعارض للنظام السوري، ولدى الإلحاح بالسؤال عليه يجيب: "الله يهدي النفوس.. نريد العودة إلى منازلنا وبيوتنا..".

بعيدا عن السياسة

ولا يتطرق أغلب النازحين في مدينة اللاذقية وريفها إلى الأحاديث السياسية أبدا، فهم يريدون الابتعاد عن "وجع الراس" وفقا لتعبير أم عماد.

من جهتهم، فإن سكان اللاذقية لايشعرون بالقلق من النازحين الوافدين، ويرجع حسام، أحد سكان المدينة، ذلك إلى القبضة الأمنية الشديدة والقوية الموجودة، إلى جانب كون هذه المدينة الساحلية معتادة على استقطاب أغلب السوريين صيفا بسبب طبيعتها الجغرافية حيث يوجد البحر والجبل ما يشكل مصيفا وقبلة لسكان بقية المحافظات.

وهذه القبضة الأمنية لاتنفي وجود بعض النازحين الذين توجهوا إلى أماكن التوتر في اللاذقية كحي السمكة وسكنتوري وقنينص التي شهدت في فترة ماضية حركة احتجاج وتوتر أمني ما لبثت أن تم ضبطها والسيطرة عليها، وفقا لذات المصدر.

ووفقا لحسام فإن أهالي اللاذقية عملوا على مساعدة النازحين الذين سكن قسم منهم في المدينة الرياضية وقسم آخر كان مقتدرا ماديا ما مكنه استئجار منازل وسط المدينة وريفها.

كما تحدث حسام عن وجود بعض التجاوزات من قبل أفراد الحماية الشعبية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذه التجاوزات كلها تحت المراقبة.

التعليقات