المؤتمر الشعبي: مواجهة قوى الإستعمار والصهيونية تتطلب التمسك بالمشروع القومي العربي المتجدد

رام الله - دنيا الوطن
رأى المؤتمر الشعبي أن مواجهة قوى الإستعمار والصهيونية تتطلب التمسك بالمشروع  القومي العربي الحضاري المتجدد، وليس بمشاريع طائفية أو ديكتاتورية.

وقال بيان صادر عن مكتب الإعلام المركزي في "المؤتمر": في الخامس من حزيران 1967، أصيبت الأمة العربية بنكسة عسكرية خطيرة حين احتل الصهاينة أراضٍ عربية جديدة، لكن هذه النكسة لم تتحول الى هزيمة سياسية، كما هدفت قوى الصهيونية والاستعمار، بفعل وعي شعبي عربي شامل تمثل بنزول الجماهير العربية في 9و10 حزيران إلى الساحات رفضاً لتنحي الرئيس جمال عبد الناصر، وبفضل وعي القيادة السياسية في مصر وبعض الدول العربية وتجلى بوضع الصراع العربي – الاسرائيلي فوق أي خلافات بينية عربية، وسلوك طريق التضامن العربي المرتكز الى استراتيجية واضحة أرساها مؤتمر القمة في الخرطوم في بيان 30 مارس 1968، كما تمثل في تغيير استراتيجية بناء الجيشين العربيين في مصر وسوريا، الأمر الذي أدى إلى إنطلاق حرب الاستنزاف وصولاً  إلى حرب تشرين عام 1973 والتي كان مقدراً أن تفعل فعلها على صعيد تعزيز قدرات العرب المعنوية والعسكرية والسياسية لولا عودة بعض النظم العربية إلى نهج العصبية القطرية.

وإذا كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومعه جماهير الأمة، لم يستسلم للنكسة وأهدافها، إلا أن المرحلة التي تلت رحيله وبخاصة بعد توقيع معاهدة كامب دايفيد المشؤومة وتخلي بعض الأنظمة عن العمل العربي المشترك، أدت طيلة العقود الأربعة الماضية إلى نتائج كارثية إشتدت وتيرتها بفعل مشروع الأوسط الكبير التقسيمي الذي نشهد تطبيق فصول منه هذه الأيام في أكثر من بلد عربي، مخترقاً ما يسمى الربيع العربي ومحولاً إياه إلى خريف قاس سيكون أكثر مرارة من نكسة 1967 إذا لم يستعد النظام الرسمي العربي وعيه ويغلّب مصالح الأمة على خلافاته.

لقد أثبتت دروس النكسة وما تلاها، أن قوى الإستعمار والصهيونية تعي تماماً أن عدوها الأوحد هو المشروع القومي الحضاري الذي حمل لواءه الرئيس جمال عبد الناصر، وأن ضرب هذا المشروع يتطلب تدمير رابطة العروبة بعصبيات طائفية ومذهبية وإثنية وعرقية لتفكيل الوحدات الوطنية التي تحمي المجتمعات وتوحد الجمهور بإتجاه تحقيق الاهداف الوطنية والقومية.. ومن الطبيعي في مواجهة هذا المخطط الصهيوني الأميركي التمسك بثوابت الأمة ومشروعها القومي النهضوي بعد فشل كل المشاريع الأخرى، سواء كانت طائفية أو قطرية أو ديكاتورية، في تحقيق أي إنجاز مهم للأمة، بل على العكس زادت الأوضاع سوءاً وأحدثت مزيداً من التصدعات والفوضى والفتن والكوارث في الجسم العربي وكياناته الوطنية.

إن المطلوب على مستوى الأمة، نظاماً رسمياً وجماهير، التمسك بالمشروع القومي النهضوي العربي بعد تجديده لتلافي ما برز فيه من ثغرات، وإعادة توجيه البوصلة نحو فلسطين والصراع مع العدو الصهيوني، مما يستدعي إنهاء ظاهرة الخلافات العربية العربية ووضع خطة إستراتيجية ترتكز إلى تضامن عربي مقاوم للصهيونية والإستعمار، وبغير ذلك ستستمر وتيرة الإنحدار للأمة ولن يسلم من ذلك أي نظام عربي مهما كان الطريق الفئوي الذي يسلكه.

التعليقات