هدى غالية .. من ينساها من صورها أم من شاهدها عبر التلفاز .. صور وفيديو

هدى غالية .. من ينساها من صورها أم من شاهدها عبر التلفاز .. صور وفيديو
رام الله - دنيا الوطن-من محمد عوض 

هـــدى .. من ينساها ...
شاطئ بحر بيت لاهيا شمال قطاع غزة عندما كانت العائلة برحلة ترفيهية مساء يوم الجمعة فى التاسع من حزيران لعام 2006 م

حدث ذات جمعة ... جمعة كان ينتظرها الأطفال للتنزه مع الأهل إلى الشاطئ للمرح  واللعب أمام أمواج البحر الهادر ورمله الأصفر المصبوغ بلون الذهب ،
                
هدى لم ترد له رصاصات قوات الاحتلال أن يكتمل ليتحول إلى دمع ودماء ... ها هنا كانوا يخططون لقضاء نزهتهم ... وها هنا وضعوا متعلقاتهم ... لم يكن بينها رشاشات ولا صواريخ ولا قنابل ... كانت ألعاب محشوة بمتفجرات الطفولة ، كانت ملفوفة بعبق الحياة والعيش بأمان .

التاسع من شهر حزيران لعام 2006 وعلى شاطىء بحر السودانية كانت الفاجعة  ،  بل المجزرة بحق عائلة هدى غالية التى راحت دمائهم متناثرة على أمواج البحر التى راح ضحيتها سبعة من أفراد عائلتها بعد قصف البوارج الإسرائيلية شاطىء شمال غزة فى بيت لاهيا وقامت بقتل عائلة هدى غالية أمام العالم وعلى شاشات التلفزة   وهي تصرخ في الرمل " بابا.. بابا.. صوروا صوروا " وهي تشير لجثة والدها وعائلتها . 

هدى اليوم تعيش الذكرى السابعة وكأنها مع موعدٍ مع موت أخر ، مع ذكرى جديدة قديمة ، تتجدد مع مرور الدقائق والساعات وتنجب ألماً عند كل شروق وغروب الشمس ، تستذكر والدها وعائلتها التى خطفتهم صواريخ وقذائف البوارج فى حين كان والدها يبدأ تحضيراته لقضاء صيف جميل وومتع برفقة العائلة ، ولكن شائت الأقدار بأن يكون لهم نصيب فى أن يغادروا غزة ويتركوا الأرض ومن فيها ويسافروا بعيداً الى جنان الخلد ( بإذن الله ) . 

أعدمت العائلة بدم بارد ومزقت أجسادهم أمام طفلةً بريئة لآ ذنب لها سوى أنها تريد أن تلعب كـ باقى أطفال العلم .. إلا أن الموت غيبهم بل الشهادة خطفتهم من الحياة بقذائف إسرائيلية همجية . 

زكريا ابو هربيد  مصور الطفلة هدى غالية على شاطىء بحر غزة يروى تفاصيل إلتقاطه لعائلة غالية ويقول فى حديث خاص لنا " قبل وصولى لمكان الإستهداف على شاطىء بحر السودانية حيث كنت برفقة سيارة الاسعاف رأيت ألاف الناس يهربون من شاطىء البحر طلباً للأمان بعد إستهداف العائلة ، فى بداية الأمر لم نكن نتوقع أن الإستهداف سيكون لعائلة مدنية أمنة ، لاسيما وأن فى هذا اليوم كان هناك عدة إستهدافات من بينها إستهداف الأمين العام لألوية الناصر صلاح الدين " جمال أبو سمهدانة فى جنوب قطاع غزة حيث كانت الاجواء مشحونة  . 

فى لحظة وصولى للمكان ونزولى من سيارة الاسعاف التى كانت تستقلنا لمكان الاستهداف  بدأت بالتصوير ، وتفاجأت أكثر أن القذائف كانت موجهة لعائلة كانت "تستجم " على شاطئ البحر . 

ويواصل ابو هربيد قوله لحظة رؤيتى لعائلة مقطعة أدركت أن مجزرة وقعت فى المكان وبدأت بالتصوير بعد أن سيطرت على أعصابي بشكل كامل وبدأت أتعامل مع الموقف بمهنية كاملة  ، فصورت هدى غالية وهى تركض على والدها وتصرخ صيحاتها عاليةَ ، فهى لم ترى الكاميرا لحظتها ، ويضيف زكريا  أبو هربيد إن ما ألمه أكثر واثر به أنه عندما رأت الكاميرا بدأت تصرخ (صور_ صور _ هيو عايش ) لحظتها شعرت بأننى إقتحمت أحزان هدى غالية وأنها تعى جيداً أن الصورة مهمة جداً وخطيرة ومن الممكن أن تحرج إسرائيل وتسألها دولياً . 

الإناء المعدنى الذى يحتوى على الذرة  ، والفحم ، والألعاب والأطفال والسرير والدماء والأشلاء ، جميعها شاهدة على هذه المجزرة ووثقت بعدسة الكاميرا .





 أبو هربيد طالب فى النهاية لمحاكمة مجرمى الحرب ومن خلف هذه الجريمة البشعة التى راح ضحيتها سبعة من عائلة واحدة بقذائف همجية "مقصودة " أدت الى تقطيع عائلة كاملة منهم من كان يرضع فى حضن أمه ومنهم من كان ينام فى سريره والأخر يلعب بألعابه 



التعليقات