رامي الحمد الله .. وحكومة "أكاديمو-تكنوقراط"

رامي الحمد الله .. وحكومة "أكاديمو-تكنوقراط"
كتب غازي مرتجى
على مدار تاريخ السلطة الفلسطينية , كان يتم تشكيل الحكومات بناء على رغبة التنظيم الواحد , ففتح انفردت بالسلطة على مدار عشر سنوات , أشركت فيها بوزارات هامشية فصائل منظمة التحرير ومنشقين إسلاميين , كذلك فعلت حركة حماس عندما فازت بالانتخابات التشريعية , شكّلت الحكومة الأولى لها وكانت "حماس بيور" كما كانت سابقتها "فتح بيور" .. 

وبعد المناوشات الفتحاوية الحمساوية في غزة بدأ التفكير يدور حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فتشكلّت وسرعان ما فشلت وذهبت الوحدة أدراج الرياح .. في غزة استمرّت حكومة الوحدة بدون وحدة , فاستقال المحسوبون على حركة فتح واستمرت الحكومة وتم اعادة تعيين وزراء جدد ولم تتغير حتى اللحظة إلا قليلاً ..

في  الشطر الآخر من الوطن , تشكلّت حكومة أطلقوا عليها "التكنوقراط" , وربما أصل تسميتها "المالوقراط" , فكان سلام فيّاض ذو العقلية الإقتصادية الكبيرة والمدعوم أمريكياً وترضى عنه القيادة الفلسطينية وحركة فتح .. ثم ما لبثت أن استفاقت "فتح"  وبدأت بمضاربة "سلام فيّاض" فوضعوا له المطبّات وحاولوا إحراجه في أكثر من موقف , وكان "الفيّاض" صامتاً لا يتحدث .. ولحل الإشكالية الفتحاوية أشرك فيّاض حركة فتح بحكومته وبعض من فصائل منظمة التحرير , تراجعت بعض الفعاليات عن وضع المطبّات واستمر "مال فيّاض" مع "سياسة فتح" سمن على عسل ..

جاءت المشكلة الأخيرة , حركة فتح اتهمت فيّاض بمحاولة الانقضاض على فتح والسيطرة على مفاصل الدولة .. وفيّاض اتهمهم بإزعاجه ومحاولة إفشاله .. فأصبح العسل سمّاً .. وانفضّ "المولد" وذهبت العلاقات المالية - الاقتصادية أدراج الرياح ..

بعد استقالة فيّاض , بدا الشعب الفلسطيني خالياً من التكنوقراطيين , أو حتى السياسيين .. فجالت التسريبات حتى وصلت لأشخاص غير معروفين وغير محسوبين .. فكانت النتيجة .. فتح لا تريد أن يُحسب عليها كل شيء .. تريد شخصية "غير محروقة" وتريد شخص "تكنوقراطي" .. وبعيداً عن كولسات التوزير والاستوزار وقوائم المصادر الخاصة وأحاديث الكوافيرات وحكايات القهاوي ورحلات الترفيه وفنادق الانتركونتننتال .. جاء الإختيار ..

"رامي الحمد الله" , شخهص لربما يكون عند البعض غير معروف , لكن لو تحدثت وقلت "رئيس جامعة النجاح" ستجد الغالبية تقول "ونعم الاختيار" .. هذا الرجل الأكاديمي العريق والبراغماتي الغريب .. يُناسب المرحلة .. يُناسب غياب مال فيّاض و"طوشة" فتح .. فتحدّت باحترام وتقدير أنه سيكمل ما بدأه فيّاض .. وسيُشارك الجميع في قراراته ..

أحسنت القيادة الفلسطينية إختيار الحمد الله , فتجد وللمرة الأولى أن "الحمد الله" يحظى بتأييد شعبي لأنه أكاديمي مرموق .. واسم "غير محروق" .. حتى أن حركة حماس هاجمت تشكيل الحكومة ولم تهاجم شخص "الحمد الله" كما كان سابقه .. فباعتقادي أن الحمد الله شخصية  تحظى باحترام الجميع ..

أذكر في إحدى اللقاءات التي أجرتها دنيا الوطن مع "الحمد الله" كان يتحدث عن غزة كثيراً ويتمنى أن يجتمع شطري الوطن سريعاً .. ولعلّ اختياره "أبو عمرو والشرافي" دليلاً ..

تحدث أيضاً عن عائلته .. ووالده .. وأن نجاحه كان بدعم عائلته الكرمية .. فهو ابن قرية عنبتا بطولكرم .. 

في أول تصريح له أكّد أن استقالة حكومته تحت رغبة "المصالحة" و"حكومة الوحدة" 

"الحمد الله" وباعتقادي وبعد تجارب حكومات الساسة ووزارت التكنوقراط وحكومات "لنرضي الجميع" .. سيؤسس لفكرة حكومة "أكاديمو تكنوقراط" .. 

لـ"رامي الحمد الله" التوفيق  .. وعليه النزول إلى رغبات المواطن .. إعادة زرع الأمل المفقود .. وإحياء صورة القائد الشعبي .. 

ملاحظة: يجب ألا نرفع سقف التوقعات لأننا سنقوم بجلده الشهر القادم لو تأخّر الراتب يومان إضافيان ..