الاسباب الكامنة وراء صمت الولايات المتحدة على تورط حزب الله في دخول مستنقع الصراع السوري

رام الله - دنيا الوطن
نشر موقع "كاونتر بانش" مقالا للمحلل الصحافي فرانكلين لامب أعده في اعقاب جولة في ضواحي حمص، ثالث اكبر المدن السورية بعد حلب ودمشق، وكان يسكنها قبل الصراع حوالي 800 ألف نسمة (نصفهم فر منها خلال العامين الماضيين)، وتقع على بعد حوالي 22 ميلا الى الشمال الشرقي من موقع بلدة القصير، وقد سنحت له الفرصة للقاءات مع مقاتلين قالوا انهم من جبهة النصرة لاهل الشام كانوا في طريقهم الى بلدة القصير للدفاع عنها. وفيما يلي ما جاء في هذا المقال:
خلال اللقاءات القليلة التي اجريت مع ميلشيات "جبهة النصرة" الاسبوع الفائت في حمص، قال احدهم ردا على سؤال عما اذا كانوا قد واجهوا حزب الله "طبعا لكن حزب الله لا يستطيع ان يهزمنا. وسينسحب رجاله من سوريا باوامر من طهران. ولكن ليس قبل ان نهرق دم حزب الله".
وما يقوله هذا الجهادي يرن كالموسيقى في اذان الكونغرس الاميركي والبيت الابيض هذه الايام، نظرا لانه يبدو غير بعيد تحقيق المشروع الاميركي الاسرائيلي لتغيير منسق للنظام.
وفي هذا الاسبوع اقترعت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي باغلبية ساحقة على مشروع تزويد عناصر من المعارضة السورية بالاسلحة مع توصية بـ"توفير وسائل دفاعية وخدمات دفاعية وتدريب عسكري" مباشر للمعارضة في انحاء سوريا، بعد "التأكد من انها خضعت للتحقيق وان لديها مفاهيم ومصالح مشتركة مع الولايات المتحدة".
وكان هناك من بين اعضاء الكونغرس معارضون لهذا الرأي، غير ان سياسة الامر الواقع الاميركية في سوريا تقضي بمساعدة حلفاء "القاعدة" بمن فيهم جبهة النصرة والجماعات المناوئة للشيعة ولايران ولحزب الله "المسجلة على قائمة الارهاب" التي تتجمع على مقربة من بلدة القصير. وهذه المجموعات تضم على سبيل المثال لا الحصر كتيبة أهل الأثر، أحرار الشام، كتيبة بشائر النصر، كتيبة الكوماندوز، كتيبة فجر الاسلام، كتيبة الفاروق المستقلة، كتيبة خالد بن الوليد، لواء الحق، لواء الصديق، كتيبة النور، كتيبة القصير، صقور الفتح، كتائب الوادي، كتائب الوليد وكتيبة الـ77 من بين عشرات اخرى من الخلايا الجهادية العاملة حاليا في القصير وعلى مقربة منها او المنطلقة اليها.
وحسب ما ذكرته مصادر مجلس الشيوخ الاميركي فان انتصار هؤلاء سيكون ضربة حاسمة وتحديا لتعاظم النفوذ الايراني في المنطقة وللمقاومة الاقليمية والدولية لقيادة ايران ضد الصهاينة المحتلين لفلسطين لصالح العودة الكاملة للاجئين الفلسطينيين الذين خضعوا لعمليات التطهير العرقي.
وفيما كان الكونغرس يدرس ما الذي يمكن عمله اضافة الى ذلك لمساعدة "الثوار"، دعا ما لا يقل عن 11 منهم في 22 ايار (مايو) وزراء خارجية "دول العالم" بمن فيهم تركيا والاردن، للقاء في عمان للتنديد بـ"التدخل السافر" لمقاتلي حزب الله والايرانيين في الشأن السوري". ودعوا الى انسحابهم الفوري من البلاد التي مزقتها الحروب. وفي بيان مشترك دعا "أصدقاء سوريا" الى "الانسحاب الفوري لمقاتلي حزب الله وايران وللمقاتلين الاجانب الاخرين الموالين للنظام من الاراضي السورية".
ولم تصدر همسة بطبيعة الحال بشأن المقاتلين من السلفيين- الجهاديين – التكفيريين القادمين من اكثر من 30 دولة يعيثون بين سكان سوريا. وحقيقة الامر هي ان الحكومات ممثلة بوزراء خارجيتها هذا الاسبوع في عمان، ستسير على هدي الولايات المتحدة وهو ما يعني انها ستساعد، رغم بعض التصريحات العلنية التحذيرية، عمليا اي حليف لـ"القاعدة" ممن يمكن ان ينظر الى مشاركتهم في القتال في سوريا على انه سبب من اسباب ضعف حكومة الاسد وانصارها في ايران ولبنان.
ونقلا عن احد معاوني الكونغرس الذي امضى فترة طويلة في عمله مع السيناتور الديمقراطي عن الساحل الغربي، فانه في الوقت الذي وصف لقاء عمان الوجود العسكري لحزب الله في سوريا على انه "تهيد للاستقرار الاقليمي"، فان البيت الابيض يشعر بسعادة تامة لوجود حزب الله في القصير". وعندما سئل لتوضيح اقواله، قال ان البيت الابيض يوافق مع اسرائيل ان القصير قد تصبح بالنسبة لحزب الله ما كانت عليه مدينة ديان بيان فو، وان الصراع السوري قد يتحول الى "فيتنام" بالنسبة لايران.. غير انه ليس هناك الا القليل هنا في مبنى الكونغرس ممن يعتقدون ان القصير ستشطب حزب الله من قائمة التهديدات التي تواجهها اسرائيل حاليا. وانه كلما تعمقوا في الرمال الناعمة هناك، كلما كان ذلك افضل بالنسبة لواشنطن وتل ابيب. ويأملون في الباء في القصير لفترة الصيف الحارة الطويلة، وانهاك صفوفه في جنوب لبنان في استنزافه في ميدان المعارك، وتستطيع اسرائيل ان تقوم باطلاق رصاصة الرحمة".
وقال المعاون ايضا "ولكن فان من الطبيعي ان يكون البيت الابيض وحليفته المتينة الثابتة مخطئين".
ان المخاطر التي يواجهها حزب الله واضحة – فقد ينجر الى اعماق أبعد في بؤرة لا قرار فيها للصراع في سوريا يتركه منهكا تماما وضحية لضربة قاتلة مأمولة من اسرائيل.
غير ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وغيره من المسؤولين في الحزب استخفوا بهذه الاحتمالات.
الا ان الاسابيع القليلة المقبلة ستأتي بالاخبار.
نشر موقع "كاونتر بانش" مقالا للمحلل الصحافي فرانكلين لامب أعده في اعقاب جولة في ضواحي حمص، ثالث اكبر المدن السورية بعد حلب ودمشق، وكان يسكنها قبل الصراع حوالي 800 ألف نسمة (نصفهم فر منها خلال العامين الماضيين)، وتقع على بعد حوالي 22 ميلا الى الشمال الشرقي من موقع بلدة القصير، وقد سنحت له الفرصة للقاءات مع مقاتلين قالوا انهم من جبهة النصرة لاهل الشام كانوا في طريقهم الى بلدة القصير للدفاع عنها. وفيما يلي ما جاء في هذا المقال:
خلال اللقاءات القليلة التي اجريت مع ميلشيات "جبهة النصرة" الاسبوع الفائت في حمص، قال احدهم ردا على سؤال عما اذا كانوا قد واجهوا حزب الله "طبعا لكن حزب الله لا يستطيع ان يهزمنا. وسينسحب رجاله من سوريا باوامر من طهران. ولكن ليس قبل ان نهرق دم حزب الله".
وما يقوله هذا الجهادي يرن كالموسيقى في اذان الكونغرس الاميركي والبيت الابيض هذه الايام، نظرا لانه يبدو غير بعيد تحقيق المشروع الاميركي الاسرائيلي لتغيير منسق للنظام.
وفي هذا الاسبوع اقترعت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي باغلبية ساحقة على مشروع تزويد عناصر من المعارضة السورية بالاسلحة مع توصية بـ"توفير وسائل دفاعية وخدمات دفاعية وتدريب عسكري" مباشر للمعارضة في انحاء سوريا، بعد "التأكد من انها خضعت للتحقيق وان لديها مفاهيم ومصالح مشتركة مع الولايات المتحدة".
وكان هناك من بين اعضاء الكونغرس معارضون لهذا الرأي، غير ان سياسة الامر الواقع الاميركية في سوريا تقضي بمساعدة حلفاء "القاعدة" بمن فيهم جبهة النصرة والجماعات المناوئة للشيعة ولايران ولحزب الله "المسجلة على قائمة الارهاب" التي تتجمع على مقربة من بلدة القصير. وهذه المجموعات تضم على سبيل المثال لا الحصر كتيبة أهل الأثر، أحرار الشام، كتيبة بشائر النصر، كتيبة الكوماندوز، كتيبة فجر الاسلام، كتيبة الفاروق المستقلة، كتيبة خالد بن الوليد، لواء الحق، لواء الصديق، كتيبة النور، كتيبة القصير، صقور الفتح، كتائب الوادي، كتائب الوليد وكتيبة الـ77 من بين عشرات اخرى من الخلايا الجهادية العاملة حاليا في القصير وعلى مقربة منها او المنطلقة اليها.
وحسب ما ذكرته مصادر مجلس الشيوخ الاميركي فان انتصار هؤلاء سيكون ضربة حاسمة وتحديا لتعاظم النفوذ الايراني في المنطقة وللمقاومة الاقليمية والدولية لقيادة ايران ضد الصهاينة المحتلين لفلسطين لصالح العودة الكاملة للاجئين الفلسطينيين الذين خضعوا لعمليات التطهير العرقي.
وفيما كان الكونغرس يدرس ما الذي يمكن عمله اضافة الى ذلك لمساعدة "الثوار"، دعا ما لا يقل عن 11 منهم في 22 ايار (مايو) وزراء خارجية "دول العالم" بمن فيهم تركيا والاردن، للقاء في عمان للتنديد بـ"التدخل السافر" لمقاتلي حزب الله والايرانيين في الشأن السوري". ودعوا الى انسحابهم الفوري من البلاد التي مزقتها الحروب. وفي بيان مشترك دعا "أصدقاء سوريا" الى "الانسحاب الفوري لمقاتلي حزب الله وايران وللمقاتلين الاجانب الاخرين الموالين للنظام من الاراضي السورية".
ولم تصدر همسة بطبيعة الحال بشأن المقاتلين من السلفيين- الجهاديين – التكفيريين القادمين من اكثر من 30 دولة يعيثون بين سكان سوريا. وحقيقة الامر هي ان الحكومات ممثلة بوزراء خارجيتها هذا الاسبوع في عمان، ستسير على هدي الولايات المتحدة وهو ما يعني انها ستساعد، رغم بعض التصريحات العلنية التحذيرية، عمليا اي حليف لـ"القاعدة" ممن يمكن ان ينظر الى مشاركتهم في القتال في سوريا على انه سبب من اسباب ضعف حكومة الاسد وانصارها في ايران ولبنان.
ونقلا عن احد معاوني الكونغرس الذي امضى فترة طويلة في عمله مع السيناتور الديمقراطي عن الساحل الغربي، فانه في الوقت الذي وصف لقاء عمان الوجود العسكري لحزب الله في سوريا على انه "تهيد للاستقرار الاقليمي"، فان البيت الابيض يشعر بسعادة تامة لوجود حزب الله في القصير". وعندما سئل لتوضيح اقواله، قال ان البيت الابيض يوافق مع اسرائيل ان القصير قد تصبح بالنسبة لحزب الله ما كانت عليه مدينة ديان بيان فو، وان الصراع السوري قد يتحول الى "فيتنام" بالنسبة لايران.. غير انه ليس هناك الا القليل هنا في مبنى الكونغرس ممن يعتقدون ان القصير ستشطب حزب الله من قائمة التهديدات التي تواجهها اسرائيل حاليا. وانه كلما تعمقوا في الرمال الناعمة هناك، كلما كان ذلك افضل بالنسبة لواشنطن وتل ابيب. ويأملون في الباء في القصير لفترة الصيف الحارة الطويلة، وانهاك صفوفه في جنوب لبنان في استنزافه في ميدان المعارك، وتستطيع اسرائيل ان تقوم باطلاق رصاصة الرحمة".
وقال المعاون ايضا "ولكن فان من الطبيعي ان يكون البيت الابيض وحليفته المتينة الثابتة مخطئين".
ان المخاطر التي يواجهها حزب الله واضحة – فقد ينجر الى اعماق أبعد في بؤرة لا قرار فيها للصراع في سوريا يتركه منهكا تماما وضحية لضربة قاتلة مأمولة من اسرائيل.
غير ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله وغيره من المسؤولين في الحزب استخفوا بهذه الاحتمالات.
الا ان الاسابيع القليلة المقبلة ستأتي بالاخبار.
التعليقات