حزب الله يبرر تدخله بسوريا بأنه " دعما للمقاومة "

حزب الله يبرر تدخله بسوريا بأنه " دعما للمقاومة "
رام الله - دنيا الوطن - سكاي نيوز 
برر حزب الله اللبناني مشاركته في معارك سوريا إلى جانب القوات الحكومية السورية بأنه وقوف إلى جانب كل من يدعم "المقاومة"، في حين انتقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان دور الحزب المتزايد في القتال بسوريا وشهدت طرابلس مظاهرة للاحتجاج على تدخل الحزب هناك. وأكد نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في لقاء تلفزيوني أن حزب الله قد أعلن منذ البداية تدخله في سوريا خاصة بعض القرى التي يتعرض أبناؤها للتهجير.

وقال "موقفنا من سوريا الآن مبني على الحق وكل من كان مع المقاومة نحن معه"، وتابع "المسلحون في سوريا يستنجدون بالخارج لإسقاط الحكم فهل هذه إصلاحات؟". 

وشدد قاسم على أن دور الحزب في سوريا هو دور مساند، مشيرا إلى أن الحل الوحيد في سوريا هو الحوار.

وعن تسمية حزب الله بـ"حزب الشيطان"، اعتبر قاسم أن هذه التسمية أطلقها المحبطون والمفلسون، مضيفا "نحن لا نرد على الشتائم لأنها تعبير على السفاهة".

سليمان ينتقد تدخل حزب الله بسوريا

وكان الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، قال إن "معاني المقاومة أعلى وأسمى من كل المعاني ومن أن تغرق في رمال الفتنة، في سوريا، أو في لبنان، أكان ذلك لدى شقيق أو صديق"، وذلك في إشارة إلى الحزب ذي الترسانة الضخمة من الأسلحة التي يشدد أن الهدف منها "مقاومة" إسرائيل.

وبحسب بيان نشره المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، فإن سليمان أضاف "إن الأمل لا يزال كبيرا بالمبادئ التي يعتنقها الجيش اللبناني ومعاني المقاومة السامية التي حاربت وحررت ليس من أجل قضية مذهبية، بل من أجل قضية وطنية قومية بكامل أبعادها".

في غضون ذلك، نظمت الجماعة الإسلامية تظاهرة في طرابلس شمالي لبنان تحت عنوان "دعم الثورة السورية والتنديد بتدخل حزب الله"، وذلك بعد تزايد التأكيدات عن تدخل حزب الله في الحرب السورية، وخاصة في معارك القصير بحمص.

وكان حزب الله شيع في الأيام الأخيرة عددا من مقاتليه الذين سقطوا في القصير، بينما نقلت وكالة فرانس برس عما قالت إنه مصدر في الحزب قوله إن 75 من عناصر الحزب قتلوا في سوريا منذ بدء النزاع.

ووفقا لمراسل سكاي نيوز عربية، فإن عشرات المتظاهرين عمدوا إلى إحراق الأعلام الإيرانية ورايات حزب الله، ورددوا هتافات تصف الحزب بـ"الميليشيا" مستنكرين تدخل الحزب في القصير.

يشار إلى أنها المرة الأولى التي تنظم الجماعة الإسلامية تظاهرة مناهضة لحزب الله في مدينة طرابلس التي تشهد بعض أحيائها منذ أيام عدة معارك بين مسلحين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وآخرين معارضين له.

وفي هذا السياق، قال المسؤول السياسي في الجماعة لـ"سكاي نيوز عربية" إن الجماعة ستعمل على حماية "أبناء طرابلس" من عمليات القصف العشوائي التي تستهدفهم من قبل من وصفهم بـ"شبيحة النظام السوري"، في إشارة إلى المسلحين في جبل محسن.

وكان 23 شخصا على الأقل قتلوا خلال 5 أيام في معارك بين منطقتي باب التبانة المتعاطفة مع المعارضة السورية، وجبل محسن المؤيدة لحكومة الرئيس بشار الأسد.

ومنذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011، اندلعت أعمال عنف عدة بين المنطقتين، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى. لكن حدة المعارك هذه المرة شملت أحياء مجاورة لمناطق التوتر في شمال غربي المدينة.

وقال مراسلنا إن الهدوء يسود مدينة طرابلس منذ صباح الجمعة، وذلك بعد يوم من اشتباكات خلفت 3 قتلى و10 جرحى، وقد سمعت أصوات الأسلحة في المدينة الليلة الماضية، كما قطعت الطريق الدولية التي تربط طرابلس بالبداوي والحدود السورية.

واشنطن تدين تدخل حزب الله

من جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إذاء الاشتباكات الأخيرة في طرابلس وقالت إنها "تشكل تنبيهاً صارخاً بأن الصراع في سوريا يؤدي إلى تزايد الخطر على الاستقرار والأمن في لبنان".

وقال بيان صادر عن الخارجية الأميركية إن قرار حزب الله بتصعيد دوره في القتال بسوريا يزج بلبنان في صراع خارجي على حساب مصلحة الشعب، داعية جميع الأطراف اللبنانية إلى التزام سياسة الحياد التي تنتهجها بلادهم تجاه الأزمة السورية.

وأضاف البيان أن واشنطن "تؤيد مبادئ إعلان بعبدا عام 2012، وسياسة حياد لبنان واحترام الأزمة في سوريا" وندعو جميع الأطراف في المنطقة إلى تجنب أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم تلك الأزمة، وزيادة الميل للعنف بطرق غير مباشرة، وتؤثر سلبا على السكان المدنيين".

التعليقات