بالفيديو: غردت ضد مشاركة حزب الله في القتال في سوريا… فحرقوا منزلها وهددوها بالقتل!

بالفيديو: غردت ضد مشاركة حزب الله في القتال في سوريا… فحرقوا منزلها وهددوها بالقتل!
رام الله - دنيا الوطن
رفضت الشابة اللبنانية مروى عليق أن يقاتل “حزب الله” في القصير ويشارك بذبح أطفال سوريا، فردت على التبرير المذهبي الذي يستعمله الحزب للقتال في سوريا بتأكيدها أنها تفضل أن تسبى السيدة زينب ألف مرة على أن يموت ويشرد أطفال سوريا!

كتبت الشابة مساء الإثنين “يا إبن النبطية وبعلبك والهرمل والضاحية الجنوبية وإقليم التفاح وصور وبنت جبيل ومرجعيون… يللي عم يبعتوك تموت على الفاضي بسوريا، دمعة بيّك أغلى من بشار الأسد وكل عيلته. دمعة رفقاتك أغلى من ألف نظام ديكتاتوري.. أنا من الجنوب وما بدي إطلع قاتل بسوريا، هالعالم كلها مثلي”. لتختم تعليقها بجملة تثمّن دمعة الأم على مقامات دينية مختلفة. وكانت عليق قد حضّرت هذا التعليق لتشارك به في تحرك الثلاثاء تضامناً مع القصير.

وفي ساعات الصباح الأولى من يوم الإثنين، كانت عليق كتبت تعليقاً تقول فيه: “تسبى السيدة زينب ألف مرة على أن يموت ويشرد أطفال سوريا”! وتحول هذا التعليق إلى عنوان الحرب على الشابة التي تقول لـ”المدن” أن هذا التعليق كان على صفحتها منذ ساعات الصباح، إنما ما أثار حفيظة المؤيدين لحزب الله فعلاً هو دعوتها للتضامن مع القصير”.

لطالما كانت الشابة العشرينية، التي تدرس الإعلام في الجامعة اللبنانية في بيروت، نقدية على “حزب الله” ورافضة لتدخله في سوريا، لا سيما حرب القصير، لكن يبدو أن قدرة إحتمال الرأي الآخر بلغت حدودها الدنيا، إذ توالت الشتائم العنيفة على عليق التي اعتذرت عما كتبته، قبل أن تغلق صفحتها وتترك منزل ذويها أيضاً.

“الاعتذار لم يكن كافياً”، تقول مروى، “اتصل بي أحد أبناء القرية المنتسبين إلى حزب الله، محاولاً إيجاد الحل الذي لا يكون برأيه إلا بأن أكتب على صفحتي أنا شيعية جنوبية، وأعتذر عن كل كلمة، السيدة زينب على راسي، السيدة زينب تمثلني”. علماً أنه “سبق أن أغلقت حسابي.. وسبق أن أوضحت أن التعليق الأساسي ما كان لإهانة أي مقام ديني بل للتضامن مع أطفال سوريا”.

لم يستطيع المجتمع المحيط بمروى أن يحتمل تعبيرها عن رأيها بطريقة حرة، فكان ردّه ساحقاً للغاية. إذ سرعان ما انتشرت صورة الفتاة، وقد كُتب عليها “هل من ناكح؟”، كما انتشرت رسالة بين أبناء قرية يُحمرالشقيف، على الانترنت، طُلبت فيها مقاطعة محل والد مروى المخصص لتوزيع الإنترنت، “وإلغاء اشتراك الانترنت معه وعدم التعامل معه نهائياً، وذلك دفاعاً عن شرفنا وجدتنا زينب عليها السلام”.

وبعيداً من هذه الرسائل الإلكترونية، تشرح عليق أن “حديقة منزل الأسرة في القرية تعرضت للتحطيم والتكسير وحرق ما وُجد فيها، كما ترك المعتدون رسالة ورقية إلى الوالد على باب منزله الثاني في النبطية مفادها: “لا تفكر ترجع”، كما اعتدوا على محل الوالد ومزقوا اطارات سيارته وكسروا المرآة”. وتضيف: “ما تتعرض له عائلتي غير مقبول. والداي يرزحان تحت ضغط ترهيب غير محتمل، لم يسبق أن رأيت والديّ يعيشان هذا النوع من الخوف”.

اليوم تجلس أسرة الفتاة في منزلها في القرية، بعدما عاشت طوال ليل أمس على وقع التهديدات والشتائم التي أطلقها شبان من القرية يحومون حول منزل العائلة. أما مروى فباتت مطرودة من القرية، ملبّية رجاء أمها: “ابحثي عن بيت في بيروت. لن أسمح بأن تعودي إلى القرية”. هكذا، ما عاد في إمكان “البيئة الحاضنة” لحزب الله، أن تسمع صوتاً مختلفاً أو تقرأ رأياً يعارض ما قررته قيادة “المقاومة الإسلامية”، لا سيما أن الحرب التي يخوضها الحزب في سوريا، تبقيه متوتراً، وغير قادر على احتمال أي معارضة لـ”واجبه الجهادي”. فكيف إذا كان الرأي المعارض صادراً عن شابة في قرية جنوبية؟ عقابها السريع هو المسّ بكرامتها، وتشويه سمعتها كفتاة، ومن ثم التسبب بالأذى لعائلتها الصغيرة. وذلك، بتكسير منزلها، وطردها، وملاحقتهم إلى خارج قريتها ربما!

سرعان ما تحولت حادثة مروى عليق إلى قضية عامة على مواقع التواصل الإجتماعي. فتتابعت “البوستات” المستنكرة والمنددة بما تتعرض له أسرة الفتاة. إذ كتب المدون عماد بزي على صفحته الخاصة: “أنا متضامن مع مروى عليق، ولو اقتضى الأمر اعطيها بروفايلي تكتب عليه.. لا لكاتم الصوت”.

وعلق الفنان سمعان خوام على صفحته “الفايسبوكية” قائلاً: “حياة مروى عليق وعائلتها رهن بظهور المهدي اليوم، ويفضل قبل الظهر، وصفع الطاغوت الإيراني وأذياله بالعودة الى صوابهم الإنساني (وسيكون هنالك وعلى طرف الحدث مظاهرة تضامنية من المجتمع المدني)”. كما نشر أكرم عليق، وهو أحد أبناء قرية يُحمر الشقيف أيضاً، تعليقاً حول قضية مروى، محملاً حزب الله مسؤولية ما جرى لأسرة الفتاة، وكتب أنه ينتظر من مسؤولي الحزب “تغليب مصلحة البلدة وأهلها على كل المصالح الحزبية والمذهبية والسياسية الأخرى، ورفض كل أشكال الترهيب والقمع وتشويه سمعة الناس بهذا الشكل البذيء”.




التعليقات