الكتاب المقدس ينفي أكذوبة " أرض الميعاد "

الكتاب المقدس ينفي أكذوبة " أرض الميعاد "
الباحث: عطية مرجان ابوزر

يدعي اليهود في أمر اغتصابهم لأرض فلسطين إدعاءات توراتية أقنعوا بها النصارى واستجلبوا عطفهم كما سبق لهم أن استنصروا بهم على المسلمين بدعوى أن المسيح عليه السلام لن يعود للأرض حيا إلا بعد قيام دولة إسرائيل والتي لا تكون إلا على أرض كنعان " التي هي أرض الميعاد, وفي ذلك نرى أن اليهود قد كذبوا على توراتهم ليس فقط بتحريفه كما أخبرنا القرآن في سورة "النساء الاية 46 " مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ...." بل وفي تكذيب ما جاء في نصوصه ومن كتابهم المقدس سنقتبس ماده بحثنا تحت عنوان أكذوبة ارض الميعاد في التوراة:

ذكر الكتاب المقدس - العهد القديم "أي التوراة" - و في سفر التكوين الإصحاح 17 العدد "8 أن رب إبراهيم قد أعطاه أرض فلسطين كلها ملكا أبديا حسب نص العدد8 " وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكا أبديا. وأكون إلههم " وهذا النص التوراتي هو أكثر النصوص التي يتذرع بها اليهود لتبرير اغتصابهم لفلسطين , وقد حددت التوراة أرض كنعان المشار إليها كما جاء في الإصحاح 10 من سفر التكوين العدد 19 وكانت تخوم الكنعاني من صيدون، حينما تجيء نحو جرار إلى غزة، وحينما تجيء نحو سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم إلى لاشع "

وهذه الخريطة التوراتية لارض كنعان التي وعد الرب بها إبراهيم تمتد من صيدا في الجنوب اللبناني على امتداد البحر المتوسط حتى رفح الفلسطينية غربا ومن رفح الى بئر السبع جنوبا ومن جنوبي البحر الميت حتى طبريا شرقا ومن صيدا حتى حمص السورية :
1. صيدون بالعبرية ( צידון ) وهي صيدا بجنوب لبنان,.
2. جرار( גךך ) وقد ذكرت في سفر التكوين إصحاح 20 العدد 1 وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. أي حدد موقع جرار في جنوب فلسطين "النقب" مرددا الوصف في الإصحاح 26 عدد 1 ... فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ , وهذا يؤكد إنها من فلسطين .
3. سدوم وعمورة " סדום ועמורה" فكما ورد في كتاب العهد القديم فهي المنطقة التي أقام فيها لوط عليه السلام, إلى الشمال من البحر الأحمر،والتي تمتد على طول الحدود الأردنية الفلسطينية.أدمة وصبوييم " עלית עור " ويرى كثيرون من العلماء أن موضع صبوييم الآن هو تحت الطرف الجنوبي من البحر الميت, ولاشع אש עמק " هو وادي شرقي البحر الميت كما يقول قاموس الكتاب المقدس.

وبعد هذا العرض تبدأ أكاذيب اليهود في بطلان وعد الرب بأرض كنعان تدريجيا حيث يذكر الاصحاح12 العدد 10 أن القوم ارتحلوا من ارض كنعان إلى مصر " وحدث جوع في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك..." مع نسبهم الكذب إلى النبي إبراهيم أصلا حيث طلب من زوجته ساره أن تكذب على المصريين وتدعي انها اخته " قولي إنك أختي، ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك "العدد 13 " كما سبق ونسبوا الكذب الى اسحق عليه السلام في " 7 وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمَكَانِ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أُخْتِي» العدد 7 من الاصحاح 26, ,وكذا تظهر التوراة أن ملك الفلسطينيين وفرعون كانا أكثر شرفا وصدقا من الأنبياء كما في النصوص التالية" 11 فَأَوْصَى أَبِي مَالِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ أَوِ امْرَأَتَهُ مَوْتًا يَمُوتُ العدد 7 من الإصحاح 26»": فدعا فرعون أبرام وقال18: لماذا قلت: هي أختي ،.. والآن هوذا امرأتك خذها واذهب" 19 , وعادوا لوصف النبي ابراهيم بالكاذب مرة أخرى مع ملك الفلسطينيين " وبالحقيقة أيضا هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي، فصارت لي زوجة" :الإصحاح 20 عدد 12 , فبات تكذيبهم للأنبياء مرض في نفوسهم وفيه ما ذكره القرآن بحقهم " فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة : 10]

ومن غربته في مصر يعود الى غربته في فلسطين 12 : 1" فصعد أبرام من مصر ... إلى الجنوب" 12 أبرام سكن في أرض كنعان" حيث يتكرر وعد الرب له باعطاءة جميع ارض كنعان 15: " لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد" 18:" فنقل أبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون، وبنى هناك مذبحا للرب" .

و ما هي إلا أعداد قليلة حتى تذكر التوراة المحرفة أن إبراهيم الموعود بملك فلسطين قد تغرب فيها ولم يتوطن" العدد 34 الإصحاح 11" وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة" و يستمر التغرب حتى تموت زوجته سارة , قيؤكد ابراهيم عليه السلام أنه لايملك مترا واحدا من الأرض حيث غربته في فلسطين ة إلى الإصحاح 23 العدد4 لنجد فيه ان سارة قد ماتت ليعود إبراهيم و يعترف انه غريب في فلسطين ويتوسل من أهلها أن مترا من الأرض ليدفن زوجته" أنا غريب ونزيل عندكم. أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي" وهنا يعرض شراء مغارة المكفيلة بماله فانظر قوله في العدد 8:" والتمسوا لي من عفرون بن صوح "9:" أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له، التي في طرف حقله. بثمن كامل يعطيني إياها في وسطكم ملك قبر" وبالفعل يشتري الموعود بارض كنعان كلها مغارة بـ400 شاقل" 15 يا سيدي، اسمعني. أرض بأربع مئة شاقل فضة، ما هي بيني وبينك ؟ فادفن ميتك"

هكذا يروي كتاب اليهود قصة ارض ميعادهم وراثة عن أبيهم إبراهيم الذي يثبتون انه لم يمتلك فيها إلا مغارة وحقل مدفوعة الثمن اشتراها من بني حث ؟ ويؤكد العدد 20 من الإصحاح 23 هذا الخبر" فوجب الحقل والمغارة التي فيه لإبراهيم ملك قبر من عند بني حث"

ويموت إبراهيم عليه السلام ويوصي بوصية "3الإصحاح 24 " فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم " 4 بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق" وفي هذين القولين يكره ابراهيم القوم الذين آووه وامنحوه الإقامة بينهم ( على ذمة محرفوا التوراة طبعا" فيمنع زواج أبناءه وأحفاده منهم , ثم يعلن صراحة بوصيته ليعقوب ولده أن الى أرضه ويأخذ منها زوجه لحفيده اسحاق , و لا تبين التوراة أي أرض هي المقصودة ؟

يجري تسلسل الإحداث التوراتية مع نسل إبراهيم الموعودين بأرض فلسطين فيذهب يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إلى حاران( العراق ) راحلا من بئر السبع الفلسطينية حسب ( الإصحاح 28 عدد 10) "فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران " وحاران مدينة بين النهرين، على نهر بليخ وهو فرع للفرات وتقع على مسافة 280 ميلًا إلى الشمال الشرقي من دمشق., ولا يتحقق وعد الرب لنسل إبراهيم حتى الآن , وقد توال مئات السنوات التي منها 640 عاما من حياة ابراهيم بعد وعد الرب , بل ويتمادى محرفوا العهد القديم في وصف الرب المبدل لوعده مرة بعد أخرى فما أن يصل يعقوب الى العراق حتى يسارع الرب باعطاءة ارض العراق, انظر العدد13 من نفس الإصحاح "... فقال: أنا الرب ... الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك" فاينما ذهب نسل ابراهيم اعطاهم الرب الارض التي هم عليها , ولا يتحقق الوعد الجديد للرب الذي وعدهم بالتكائر على ارض العراق حاران حتى يكونوا فيها أمة فلا يتكاثروا ولا ينتشروا في حاران رغم مرور أكثر من 2000 عام وحتى الان. انظر العدد 14 " ويكون نسلك كتراب الأرض، وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا"

ومرة أخرى يعود يعقوب إلى ارض كنعان دون أن يتحقق له وعد الرب ودون أن يصبح نسله كتراب الارض, انظر الاصحاح 30 عدد 17 فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال... 18 ليجيء إلى إسحاق أبيه إلى أرض كنعان"

وفيها يشتري قطعه ارض لتضاف إلى المغارة التي امتلكها جده إبراهيم في فلسطين ملكا مدفوع الثمن فيدفع ثمنها كاملا 100 قسيطه,و يأخذها لا وعدا من رب ولا عطية من أحد,انه يشتريها من الفلسطينيين ومن بني حمور أبي شكيم تحديدا انظر الإصحاح 33 لعدد 19 وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة" وهكذا يصبح كل ما دفعه إبراهيم وحفيده يعقوب في ارض فلسطين 400 شاقل فضه و 100 قسيطه؟ وكل ما ملكوه هو مغارة وحقل .

إنني أقتبس منها ولم أنسب ذلك إلى أي مرجع تاريخي أو مؤلف ولا حتى للقرآن المجيد. أليس هذا ما جاءت به توراتهم؟

وكتابهم الذي خطوه بأيديهم يكرر من موقع لموقع أن الوعد الرباني لم يتحقق بدليل أن الرب لم يعد أصلا بشيء على عقيدة تامة بأن ما يعد به الرب يجب أن يتحقق وإلا فالكلام للمؤلف وليس للرب سبحانه عما يفترون.

ففي الإصحاح 35 تعود التوراة لتؤكد غربة إبراهيم وولده إسحاق في " حيرون" بفلسطين لا توطنهما فيها انظر عدد 27 "وجاء يعقوب إلى إسحاق أبيه إلى ممرا، قرية أربع، التي هي حبرون، حيث تغرب إبراهيم وإسحاق" وذلك تأكيد مكرر على غربتهما عليهما السلام لا توطنهما بارادة الرب .

في العدد 34 من ذات الإصحاح تؤكد التوراة مرة أخرى على أن إبراهيم كان غريبا في ارض الفلسطينيين وتعترف صراحة أن الأرض للفلسطينيين "وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة"....37 عدد1" وسكن يعقوب في أرض غربة أبيه، في أرض كنعان.

ونتابع التسلسل التاريخي التوراتي الى ان نصل لقصة يوسف بن يعقوب عليهما السلام, وهي التي وردت مفصلة في التوراة كما في القرآن مع اختلاف بسيط في التفاصيل , فهذا يوسف الذي بات عزيز مصر لا فلسطين والذي نقل والدية وإخوته إليها وتملكا فيها, إلى مات عليه السلام حيث ينتهي سفر التكوين بإصحاحه الخمسين 50: 26 " ثم مات يوسف و هو ابن مئة و عشر سنين فحنطوه و وضع في تابوت في مصر"

فمن أين أتى ميعاد الرب لليهود بأرض الميعاد وكيف ؟

تثبت الحقائق المعاصرة على الأرض هذه الاكذوبه الكبرى بعناصرها الواقعة :
بعد مرور ما يزيد على 2500 عام على الوعد المزور لا يقيم اليهود على شبر واحد من الأراضي اللبنانية الممتدة من الناقورة الفلسطينية حتى صيدون .أو جبيل.التي هي من ارض كنعان .
لا يقيم اليهود على شبر واحد من الأراضي السورية الممتدة من الجولان الى شرقي دمشق وهي من ارض كنعان .
يقيم اليهود اغتصابا على ارض النقب من بئر السبع الى العقبة وهي ليست من ارض كنعان ؟
لا يقيم اليهود بعدد التراب في حاران العراق بما وعد الرب يعقوب عليه السلام.
توفى يعقوب ويوسف نسل إبراهيم في مصر ولم يتملكوا شيئا في ارض كنعان و لا حتى مساحة قبورهم .
وهكذا من حجارتهم نرميهم وقد خدعوا العالم بأسره واستنصروه على الباطل , وسبحان ربي القائل"
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران : 67] قاتلهم الله بشركهم وكذبهم وعدوانه "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة : 30]

التعليقات