السلام والتطبيع مع إسرائيل ..الحرب على سوريا ضمن المفهوم المستجد للنظام العربي

السلام والتطبيع مع إسرائيل ..الحرب على سوريا ضمن المفهوم المستجد للنظام العربي
بقلم المحامي علي ابوحبله
القمة العربية الرابعة والعشرون التي عقدت في الدوحة خرجت على ألامه العربية والاسلاميه بمفهوم جديد ضمن ثقافة مستجدة هي من بنات أفكار أولئك الذين عرفوا عبر التاريخ بأنهم في مواجهة حركات التحرر الوطني العربي ، الرجعية العربية أصبحت صانعة الثورات والتاريخ المستجد للامه العربية ، ثورات الربيع العربي بثقافة مستجدة وبأفكار مستجدة وفي إعلام مستجد يصدح باسم الحرية والديموقراطيه على ألطريقه الامريكيه الصهيونية ، لا غرابة عبر هذا التاريخ من الصراع مع الكيان الإسرائيلي الذي عمره ما يقارب الأربعة وستون عاما تحتل قوات الاحتلال الإسرائيلي كامل التراب الفلسطيني وهي تشرع بمخطط يتم تنفيذه عبر عشرات السنين ضمن مخطط يستهدف تهويد كافة فلسطين وتهويد القدس والأقصى والضفة الغربية وهضبة الجولان السوري المحتل ، وهي تشرع منذ عشرات السنين بإقامة المئات من البؤر الاستيطانية المنتشرة عبر كافة أرجاء الضفة الغربية والقدس والجولان السوري تستولي على الأرض الفلسطينية وتسعى لتهجير المواطن الفلسطيني السوري عن أرضه ، القمة العربية التي عقدت في الدوحة لم تضع في سلم أولوياتها واهتماماتها القضية الفلسطينية على جدول أعمالها ، وضعت القضية الفلسطينية بجدول أعمال القمة استثناء ، قمة الدوحة الرابعة والعشرون مهدت للقبول بالكيان الإسرائيلي ليصبح عضوا في ألجامعه العربية بعد ان يتم تحويل ألجامعه العربية لمنظمة يسمح ميثاقها بإدخال إسرائيل لعضويتها ، قد تشارك إسرائيل في القمم العربية المقبلة كون الكيان الإسرائيلي أصبح جزء من منظومة الأمن للدول العربية في ظل ما أصبح يعرف بثورات الربيع العربي ، ان الإعلام المسخر من قبل الانظمه العربية التي أخذت على عاتقها بتجنيد كل مقوماتها النفطية لأجل تحقيق وتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد أو ما يحلو للبعض تسميته بالشرق الأوسط التجاري الكبير ، قمة الدوحة رفعت شعار السلام مع إسرائيل وألغت مصطلح ومسمى القضية الفلسطينية المتعارف عليه عربيا وإسلاميا ، العديد من دول ألجامعه العربية اعترفت بالكيان الإسرائيلي والبعض يسعى للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي علما أنها ما زالت تحتل كامل التراب الفلسطيني وتحتل الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية تحاصر الفلسطينيين في غزه والضفة الغربية وترفض الإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتواصل البناء الاستيطاني وتهويد القدس وتدنيس المقدسات ، هذا المسعى للسلام العربي ضمن مفهوم الربيع العربي للسلام مع إسرائيل ، قابله مفهوم جديد ومستجد الحرب على سوريا تحت هدف تسعى تلك المنظومة المتامره على سوريا لتحقيق امن إسرائيل ضمن ما عرفته قمة الدوحة حفظ دماء السوريين من بطش ما تعتبره النظام في سوريا ، شرعنت قمة الدوحة الحرب على سوريا وشرعت قتل السوريين وأباحت للجميع بتزويد المجموعات المسلحة للسلاح والمال والعتاد ضمن ما ترتئيه دول ثورات الربيع العربي المدعومة من دويلة قطر وتركيا وبعض الدول المنخرطة بالمشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد من ان سوريا ومنظومتها الاقليميه تشكل خطرا على المشروع الأمريكي الصهيوني ، أي تغيير في المنظومة الدولية والاقليميه تستهدف النظام العالمي الأحادي القطبية يؤدي إلى تقهقر الدول العربية المنضوية تحت لواء الحماية الامريكيه الصهيونية ، قمة قطر وهي تصعد من حربها الضروس على سوريا إنما تسعى لتحقيق امن واستقرار الكيان الإسرائيلي وتعزيز وترسيخ التحالف التركي القطري الإسرائيلي لمواجهة كل القوى الممانعة والمقاومة في سبيل تنفيذ المخطط المرسوم الذي يستهدف دول المنطقة العربية وشعوبها ، لا غرابة لاستدرار التدخل الخارجي وإدخال حلف الناتو لضرب سوريا تحت حجة حماية امن تركيا ، ان قطر وهي تحتضن اكبر القواعد الامريكيه على أراضيها تحذو العديد من دول الخليج العربي حذوها هذه الدول تستشعر الخطر الذي يداهمها من تنامي القوى العربية المناهضة للمخطط الأمريكي الصهيوني ، أصبحت ألامه العربية على قناعه بعمق المخطط الذي تقوده الدول العربية الداعمة لأنظمة التغيير في دول الربيع العربي ، استنهاض الشارع العربي أولوية حركات التحرر الوطني لمواجهة الخطر الداهم الذي أصبح يتهدد امن ألامه العربية من جراء ذاك المخطط ، يقظة الشارع وتيقنه من مخاطر ثورة الربيع العربي هو يعود إلى صمود سوريا وقوى المقاومة والممانعة في مواجهة المخطط الخطير الذي أصبح هدفه واضح وعنوانه السلام مع إسرائيل والحرب على سوريا شعار تبنته قمة الدوحة القطرية ويهدف لتصفية القضية الفلسطينية ، ان الشارع العربي يستيقظ من أحلامه ومن مخاطر الحملات الاعلاميه التي استغلت عقلية المواطن العربي الراغب في التغيير لأنظمة عربيه قبلت بالتخاذل والاستسلام للمخطط الأمريكي الصهيوني قبلت بالتطبيع والسلام مع إسرائيل على حساب الحق القومي العربي بهدف تصفية قضية فلسطين ، المواطن العربي يستذكر تاريخه ويستذكر شجاعة من سبقوه ويستذكر القمم العربية السابقة ويستذكر عهد صعود حركات التحرر الوطني العربية وكيف كان للقمم العربية في عهد الثورات العربية ألحقه قيمة في الأقوال واحترام المشاعر ، الشارع العربي وهو يقيم تاريخ نضال من سبقوه ويستذكر مواقف مواجهة النكسة والهزيمة يستذكرها في مؤتمر قمة الخرطوم التي عقدت بعد نكسة حزيران 67 حيث خرج المؤتمر بلاءاته الثلاث المشهورة ( لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات ) مع الكيان الصهيوني ، بعد هذا المشهد من تاريخ حركات التحرر الوطني جاءت قمة مؤتمر بغداد بعد زيارة السادات للقدس صدرت عن قمة بغداد قرارات كان أهمها رفض الاعتراف بالكيان الإسرائيلي وطرد مصر من ألجامعه العربية ونقل مقرها إلى تونس وتشكيل جبهة الصمود والتصدي ، بعد قمة بغداد بدأت مرحلة التخطيط لإسقاط بغداد كما سقطت القاهرة في هذه الفوضى وها هي عواصم تسقط الأخرى تلو الأخرى لتبقى قلعة الصمود دمشق عاصمة الأمويين وقاهرة الغزاة الصليبيين بشعبها وجيشها العربي السوري قلعه صامدة في مواجهة المخطط الذي تقوده دول عربيه رجعيه ارتدت ثوب ثورات الربيع العربي التي بانت أهدافها ومقاصدها لم يبقى أمام امتنا العربية إلا ان تستفيق من كبوتها ومن أحلام يقظتها لتعيد للامه العربية مجدها وتعيد لكل حركات التحرر الوطني هيبتها وكرامتها وتعيد للامه مجدها بالتحرر والانعتاق من المخطط الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد ، لتنتصر قوى التحرر العربي لدمشق والقاهرة وبغداد واليمن لينتصروا جميعا إلى فلسطين والقدس أولى القضايا العربية وأولى الأولويات لاهتمام المواطن العربي لتتحرك جماهير امتنا العربية لتزلزل الأرض تحت أقدام هؤلاء الأقزام الذين ظنوا أنهم في زمن عز فيه ظهور الرجال هذا الزمن للشعوب العربية التواقة للحرية والتحرر باق ما بقيت ألامه العربية على عهدها بالتحرر والانعتاق من الهيمنة الامريكيه الصهيونية الحرية والتحرر باقية ما بقيت الروح في الجسد العربي ليقاوم كل المخططات التي تستهدف امن امتنا العربية ، من أراد الحرب على سوريا ليعلم ان سوريا بصمود شعبها وبوحدة أراضيها وتماسك جيشها العربي السوري ستتصدى لمؤامرتهم وتتصدى لمخططاتهم المشبوهة ، بانت حقيقة التآمر على سوريا بما يستهدف سوريا من تدمير وقتل وترويع لأهلها وأبنائها وما يتم استهدافه من علماء ورجال علم وطلاب جامعات انه التدمير المقصود بشر عنة الحرب على سوريا التي رفعته قمة الدوحة ، ان الأوان لكل القوى العربية المناهضة للمخططات الامريكيه والرافعة للواء الحرية ألحقه في مواجهة المخطط الذي يستهدف امن امتنا العربية ويستهدف الإسلام بمعناه الحقيقي ان يرفعوا صوتهم عاليا ويعبروا عن مشاعر سخطهم وحنقهم على من رفع الصوت عاليا لشرعنه الحرب على سوريا وقوى المقاومة ان يعلموا ان الشعب الذي أراد الحرية سيبقى في خندق المقاومة لأجل الحرية ألحقه وسينجلي قيد الظلام بعد ان بانت حقيقة كل أولئك الهادفون إلى غسل العقول وتنويم الشعوب التي استفاقت من أحلام يقظتها وتيقنت لحقيقة وعمق التآمر الذي يستهدف امن ألامه العربية ، ألامه العربية ستنهض من كبوتها وتواجه المخطط الأمريكي الصهيوني والقوى الداعمة لهذا المخطط بمزيد من القوه والمنعة ما يسقط كل أدوات التآمر ويسقط المخطط التآمري الذي يستهدف الإسلام والمسلمين ويستهدف قضية فلسطين والشعب الفلسطيني .
[email protected]

التعليقات