نقابات الموظفين افسدت على الشعب الفلسطيني فرحته

بقلم: عبدالله عيسى
الحقيقة ان نقابات الموظفين في الضفة افسدت على الشعب الفلسطيني فرحته بعد اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين وافسدت الاجماع الوطني الرائع بالالتفاف الجماهيري منقطع النظير حول الانجاز الفلسطيني الذي حققه الرئيس بو مازن .
اضرابات واعتصامات وشل مرافق الدولة الصحية والتعليمية واطباء وممرضون يتجمهرون في ساحة احدى المستشفيات يرفضون تقديم الخدمات الصحية لمرضى بأمس الحاجة للعلاج ومدارس تتعطل ووزارات تتوقف وحركة مرور تشل وجميعهم يحملون د. سلام فياض المسؤولية عن تدني الرواتب او عن انقطاع الرواتب وكان د. سلام فياض رئيس حكومة خليجية تمتلئ خزائن وزارة ماليته بالأموال ويرفض صرف الرواتب او تحسين وضع الموظفين .. انها مهزلة ان الاوان ان تتوقف .
لقد نسيت النقابات المهنية ان اسرائيل ومعها امريكا ودول عربية فرضوا حصارا ماليا عقابيا على السلطة الفلسطينية بسبب اصرار الرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية على التوجه للأمم المتحدة وانتزاع الاعتراف الاممي بدولة فلسطين وقد ايد الشعب الفلسطيني بأكمله في الداخل والخارج هذا الانجاز التاريخي فلماذا الضغط على د. سلام فياض .. وهل هذه هي الطريقة المثلى لإشعار العالم ان الشعب الفلسطيني يعاني الامرين بسبب الحصار المالي؟!!
ولماذا لا تسمى الاشياء بأسمائها ولماذا لا يكون الاحتجاج ضد المانعين لأموال الشعب الفلسطيني وهم اسرائيل وامريكا وبعض الدول العربية التي خذلت الشعب الفلسطيني خذلانا ما بعده خذلان باستثناء نفر قليل من الدول العربية على راسها الملك عبدالله الثاني الذي بادر الى زيارة رام الله وشارك الشعب الفلسطيني وقيادته فرحتهم بإعلان دولة فلسطين .
ان التوجه للعنوان الخاطئ وهو د. سلام فياض لن يحل الازمة الفلسطينية بل يزيدها تعقيدا وهذا التوجه الخاطئ يريح نتنياهو بل يتمناه كي يضعف السلطة ويفرض شروطه التفاوضية مقابل رفع الحصار المالي .
انني على ثقة بان نوايا النقابات المهنية حسنة ولكن طريق جهنم مفروش بالنوايا الحسنة ايضا وقد ان الاوان كي تتوقف موجة الاضرابات وليكن احتججنا على الاوضاع بالطرق السلمية والتظاهرات التي تعبر عن غضب الشعب الفلسطيني من الحصار المالي الجائر ضد القوى الدولية التي تفرض الحصار وليس ضد حكومة د. سلام فياض التي تجتهد ليل نهار بالتعاون مع الرئيس ابو مازن كي يخرج الشعب الفلسطيني من هذه الازمة .