قصص يرويها الأبناء.. زوجة الأب.. حق مشروع وحنان مفقود

قصص يرويها الأبناء.. زوجة الأب.. حق مشروع وحنان مفقود
غزة - دنيا الوطن - محمد الدهشان -إسراء عبيد
قصص يرويها أبناء حول زوجة الأب تتمحور حول كثيرين رافضين تواجدها، قليل متقبل ذلك وآخرون يعتبرونه حق مشروع، فتختلط الأمور بين المشاعر ومتطلبات الحياة لتكّون صراعات داخلية لدى الأبناء مع تواجد زوجة تحل محل أمهم في منزلهم وتتعايش بينهم كجزء لا يتجزأ من المنزل

وصفت بالأنانية والمستحوذة على الأب لتطبع صورة سلبية في أذهان الناس حول تواجدها داخل المنزل لتبقى قضية الحنان والتعامل مع الأبناء القضية الأكثر أرقا  لدى الأولاد الذين يفتقدون حنان أمهم ليجدوا بينهم إنسانة جديدة يعتبرون أنها جاءت لتحل محل والدتهم

صعوبة التأقلم..

"زوجة الأب مشروعا ناجحا للأب ومدمرا للأبناء" هذا ما اعتبرته " سهام" التي أكدت أن زوجة الأب توقع ظلما على الأولاد وتواجدها يزيد إحساسهم بفقدان والدتهم بشكل أكبر

وعن نفسها قالت: "  أنا عن نفسي لم  أتقبل  الموضوع حتى الآن برغم ان الزواج  مضي عليه سنوات إلا أننى لا استطيع  التأقلم  مع وجودها بنفس مكان أمي،  شعور جدا قاسي أن تجد إنسانا 
أخد مكان إنسان تعتبره كل حياتك" مضيفة أنها تشعر بجرح كبير حين تراها بنفس المكان الذي كان لوالدتها في المنزل

وعبرت سهام عن مدى تألمها وحزنها خاصة في المناسبات والأعياد وفي رمضان: " الأسى الأكبر يكون في تواجدها على مائدتنا في المناسبات المختلفة، هنا أشعر بفقدان والدتي بشكل أكبر"

وتتفق سهام مع المواطن أشرف في رفضهم لتعامل زوجة الأب مع إخوانهم الصغار مؤكدين أنها تتبع أسلوب الترهيب والتخويف معم مما يفقد المحبة والاحترام بينهم مشيرين إلى أنها لا تتعامل مع أبنائها بنفس الطريقة.

فروقات كبيرة بين الأم وزوجة الأب

المواطن محمود يروي قصته مع زوجة أب تركتهم وقت الأزمات، يقول : "أبي تزوج امرأة أخرى في حياة وتواجد أمي، ومع الأمر الواقع تعايشت والدتي مع تواجد امرأة أخرى في نفس المنزل"

يستذكر محمود الأحداث ويروي:" بعد فترة قصيرة من زواج أبي أصيب بمرض عضال ليصبح طريح الفراش، كانت المفاجأة حين طلبت زوجة أبي العروس الناعمة الجديدة  الطلاق من والدي، كان وضع والدي لا يسمح له بطلاقها ودفع كافة مستحقاتها فما كان ردها سوى مغادرة المنزل لبيت أهلها"

بعد أشهر قليلة توفي والد محمود وحسب روايته فإن زوجة أبيه لم تحضر العزاء ولم تشاركهم أحزانهم بوفاة زوجها وبعد أسبوعين من الوفاة أرسلت اخوتها لتطالب بحقها

يقول محمود: " تلك الحادثة عبرت عن رأيي بزوجة الأب، ولن أستطيع القول أكثر من ذلك"
 
المواطنة أسماء وصفت صعوبة تقبل الأمر مؤكدة أنه لا مانع من ذلك فالشرع سمح بأربعة نساء للرجل الواحد وهو حق شرعي وإنساني " يكون الأمر صعبا في حال وجود زوجة الأب بحياة الأم، لكن بعد وفاتها لا أحد يستطيع أن يمنع الأب من الزواج  لحاجته  لإنسانه ترعاه وتحافظ عليه ولكن دون تمثيل دور الأم التي كانت العمود الأساسي"

وتضيف: " في البيت وفي مجتمعنا من صعب جدا أن يتقبل اهل البيت زوجة لابيهم  حتى بعد فقدان الأم  وان حدث تقبلهم للموضوع لن يستقبلوا زوجة الأب بحفاوة وتصفيق" . 

حق مشروع..

ولكن اختلف الأمر مع احمد الذي كان رافضا لزواج أبيه بعد موت أمه ولكنه تقبل الوضع و من وجهة نظره انه لا يوجد احد يحل مكان أمه الذي فقدها ولكن يعتبر زوجة الأب حق من حقوق  أبيه لتساعده في ما تبقي من حياته وتعينه  

ويقول: " تعاملت مع الأمر في البداية بحزازية كبيرة خوفا من وجود امرأة غريبة بيننا تطلع علي أمورنا وخوفا من أن تحدث إشكاليات أو تتدخل  في أمور البيت الخاصة بنا او تزعج احد منا سواء أنا أو إخوتي ولكن مع مرور الوقت تأقلمنا مع الوضع وتفهمناه

ويضيف:" زوجة أبي لها حياتها مع والدي ولنا حياتنا التي لا نسمح لها بالتدخل  بها ولكن بحدود الأدب والاحترام المتبادل خوفا من افتعال المشاكل"

أما زوجة الأب " ن. و" رأت أن زواج الأب بعد وفاة زوجته الأولى أمرا طبيعيا وحق من حقوقه لأنه يحتاج إلى رعاية، حتى مع تواجد أبنائه بجانبه إلى أن كثيرا من الأمور لا يستطيع تلبيتها سوى الزوج

وأشارت: " لا يوجد بديلا عن الأم، لكن يجب أن يكون هناك مساحة من الاحترام والتفاهم بين زوجة الأب والأبناء، واجتياز الأمور بأقل المشاكل للمحافظة على تماسك الأسرة"
 
الأب هوالجسر العاطفي بين الأبناء وزوجة الأب
محمد محمود أبو دوابة ماجستير في علم نفس يؤكد أن زوجة الأب هي امرأة تتصف بصفات نفسية واجتماعية خاصة ليست كباقي الزوجات، فهي تقدم على أنت تكون تحت هذا المسمى (زوجة الأب ) وهي تعلم جيدا أن هذا المسمى لديه سمعة سيئة في  المجتمع  وفي أذهان الناس جميعاً

وحلل الأستاذ أبو دوابة الوضع  بأنها وصفت دائما بالقسوة و الأنانية والاستحواذ على الأب وحرمان الأبناء منه وقد قامت جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بطبع بهذه الصورة في أذهان  الناس ، فلذلك هي إن أرادت أن تكون علاقتها بالأبناء علاقة طيبة ودوده ملؤها الاحترام والحنان والعطاء وان تعوضهم ما فقدوه من حنان الأم الذي لا يعوض، تصدم برفضهم المسبق لها من  ناحيتين:

أولا: من ناحية نفسية أن هذه المرأة هي البديلة عن الأم المفقودة وهذا مرفوض لديهم أي أن الإحلال السريع لمفهوم كالأم يحتاج لوقت طويل لديهم

 ثانياً: من الناحية الفكرية  والتي قد عززت في أذهانهم مسبقا حول قسوتها و أنانيتها ، وهذا شكل خوف وعدم تقبل مسبق لديهم لهذه العلاقة ، كل هذا يجعل زوجة الأب تحتاج إلى مجهود اكبر لكسب ثقة الأبناء واثبات عكس فكرتهم

يضيف أن مهمة زوجة الأب مهمتها أكثر صعوبة في نسج علاقة طيبة مع الأبناء فهي تتقدم باتجاه الأبناء  أكثر من تقدمهم نحوها وهذا ليس سهلاً بالإضافة إلى الاهتمام بحياتها الخاصة كالإنجاب مثلا والاهتمام بالأب أيضا ، وتكون مهمة زوجة الأب أكثر صعوبة

وما يعيق العلاقة الاجتماعية أكثر حسب تفسير الأستاذ أبو دوابة، هو سلبية الأب الذي لا يقوم بتعزيز دورها كأم بديلة بالأسرة ، إضافة إلى التدخلات الدائمة من الأقارب من باب العطف على الأبناء

ونوه أبو دوابة أن نوع وعمر الأبناء محدد مهم في طبيعة العلاقة وسرعة نسجها فالأطفال يكونون أكثر مرونة واستقبالاً للام البديلة الحنونة من الأبناء في سن المراهقة

مشيرا إلى أن زوجة الأب التي تتخذ القسوة والعلاقة السيئة مع الأبناء تعيش في حالة من عدم الاستقرار النفسي لأنها تعيش في حرب مفتوحة مع أناس من الصعب التخلص منهم وتتشكل بالتالي مشاكل  نفسية عند الأبناء والأب من كثرة المناكفات والاتهامات بيت زوجة الأب القاسية والأبناء ويقف الأب هنا حائرا بين زوجته وأبنائه ويكون الجو الأسري سيئا وغير صحي , ولذلك على الأب أن  يكون الجسر العاطفي بين الأبناء وزوجة الأب .

التعليقات