هل يخشى نتنياهو اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية؟

بقلم : عبدالله عيسى
يعتقد البعض ان نتنياهو لا يخشى اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية غير العضو في الامم المتحدة وعزز هذا الاعتقاد تصريح نتنياهو انه لا يهتم بقرارات الامم المتحدة .
والسؤال المطروح: اذا كان نتنياهو لا يخشى اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية ولا يهتم بالأمم المتحدة كما يزعم فلماذا كل الضغوط التي مورست على الرئيس ابو مازن كي يتراجع عن التوجه للأمم المتحدة؟ ولماذا فرضت اسرائيل عقوبات مؤلمة على السلطة بعد اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية؟
اعتقد ان موقف نتنياهو متناقض فالوقائع على الارض تكذب اقواله لأنه حاول بكل الوسائل منع الرئيس ابو مازن من التوجه الى الامم المتحدة واستعان بحلفائه في العالم وفشل فشلا ذريعا .
الا ان الاعتراف الاممي اصبح واقعا لا يمكن تغييره ووجدت اسرائيل نفسها امام هذه الحقيقة الساطعة وعليها ان تتعامل معها لأنه لابديل لذلك وكل الاجراءات الاسرائيلية ضد السلطة لن تلغي الاعتراف الاممي ،فحتى انهيار السلطة لن يلغي الحقيقة الساطعة وبالتالي فإن حكومة إسرائيل ستواصل ممارستها ضد السلطة لحين إجراء الانتخابات الاسرائيلية ولن تشهد العلاقات الفلسطينية إنفراجا إلا بعد الانتخابات الاسرائيلية .
وبالتالي فإن نتنياهو قد دخل سوق المزايدات الانتخابية بالإعلان عن توسيع الاستيطان في الضفة وفرض حصار مالي على السلطة كي يستخدمها كأوراق انتخابية لأن الجمهور الاسرائيلي سيواجهه بفشله في منع السلطة الفلسطينية من التوجه للأمم المتحدة.
اما ادعاء نتنياهو بأنه لا يهتم بالأمم المتحدة فهذه كذبة كبرى لأنه بنى أمجاده السياسية على عمله كمندوب دائم لإسرائيل في الامم المتحدة قبل ان يعود الى اسرائيل ليخوض غمار الحياة السياسية حتى انه كان يفاخر بأن خطاباته في الامم المتحدة كانت بمثابة " شو" سياسي يحرص الكثيرون على متابعته لقدرته على الخطابة الا أن نتنياهو لم يشعر ان الزمن قد تغير والكثيرين الذين كانوا يتابعون خطاباته البليغة انفضوا من حوله فهو يتحدث بلغة سئم منها العالم كما تحدث خليفته في الامم المتحدة بنفس اسلوب نتنياهو ولم يجد من يصفق لخطابه في تعقيبه على خطاب ابو مازن.
ابو مازن تحدث بلغة جميلة ومقنعة وتتوافق مع الزمن السياسي الان فوجد اعجاب العالم كله وكانت تضج قاعة الامم المتحدة بالتصفيق الحاد تأييدا للرئيس ابو مازن وبالمناسبة القاعة لم تكن كلها وفود عربية فالوفود العربية 22 وفدا من بين 190 وفدا من كافة انحاء العالم غالبيتهم العظمى دولا اجنبية ايدوا خطاب الرئيس ابو مازن .. وكان خطاب الرئيس ابو مازن عقلانيا حكيما فاستطاع كسب الدول التي امتنعت عن التصويت ثم بادروا الى تهنئة ابو مازن .
والحقيقة ان اسرائيل منذ اقامتها وحتى الان حرصت بشكل جنوني على عدم صدور أي قرار عن مجلس الامن يدين سياسة اسرائيل وهذا الحرص الاسرائيلي لم يأت من فراغ .. فقادة اسرائيل ومنذ البداية ادركوا مسالة في غاية الخطورة ان صدور قرارات عن مجلس الامن تدين اسرائيل ستؤدي الى في النهاية الى صدور القرار القاتل لإسرائيل والذي يصنف اسرائيل كدولة عنصرية ومن ثم مقاطعتها عالميا ومن ثم فرض عقوبات عليها كما حصل مع النظام العنصري البائد في جنوب افريقيا .
اسرائيل تمكنت منذ اكثر من 60 عاما بمساعدة الفيتو الامريكي من منع الوصول الى قرار يصنفها كنظام فصل عنصري باستثناء قرار واحد ادان الغارة الاسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بتونس ويعود ذلك لأسباب منها ان امريكا وجدت نفسها اما غضبة شديدة من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وان تونس دولة مسالمة وان مبررات الغارة الاسرائيلية على مكاتب منظمة التحرير لم تكن مقنعة للعالم كما ان بورقيبة كان قد حصل على تعهد امريكي مسبق بأن لا تقوم اسرائيل بقصف منظمة التحرير بتونس واخلت امريكا بتعهدها مما اثار غضب الرئيس التونسي آنذاك في عام 1985 فطلب السفير الامريكي في مكتبه بقصر قرطاج وشتم السفير الامريكي باللغة الفرنسية التي كان يجيدها بو رقيبة ثم طلب من نجله "بورقيبة الابن" الذي يتقن الانكليزية ان يشتم السفير الامريكي بالإنكليزية " حتى يفهم السفير الامريكي الشتيمة اكثر حسب قول بورقيبة لنجله في ذلك اللقاء "..
وسارع نائب الرئيس الامريكي ووزير الدفاع بزيارة استغرقت 4 ساعات فقط كان هدفها تهدئة غضب بورقيبة وتقديم مساعدات عسكرية لتونس بضع طائرات حربية واحتياجات للجيش التونسي.
وقد يقول قائل ان الطائرات الاسرائيلية قصفت العراق والسودان وسوريا ولبنان ولم تشفع لهذه الدول عضويتها في الامم المتحدة .. عضويتها الكاملة وليس كحال الدولة الفلسطينية التي لم تكتمل عضويتها ولماذا اسرائيل تخشى الدولة الفلسطينية وتحسب لها الف حساب بينما لم تقيم اسرائيل وزنا لدول عربية كاملة العضوية.
اعتقد ان اسرائيل كانت تلعب على وتر المنشآت النووية وتهول الامور وتقنع امريكا واوروبا ان هذه الدول تشكل خطرا وجوديا على اسرائيل بما فيه مصنع السلاح السوداني بينما في الحالة التونسية كانت حجتها ضعيفة لم تقنع احدا وهاهي اسرائيل تواجه الان نفس التحدي مع ابو مازن الذي ادار المعركة بحكمة وبشجاعة منقطعة النظير وعرض في خطابه امام الامم المتحدة بصدق حقيقة القضية الفلسطينية ومفهومه للدولة الفلسطينية عندما قال:" لم نأت لنزع الشرعية عن احد ولا عزل احد".. ويقصد اسرائيل .
ابو مازن يدرك تماما ان اسرائيل دولة عاشت على الحروب منذ اقامتها وحتى الان وافتعلت الحروب في معظم الاحيان ما عدا حرب اكتوبر والتي شنها العرب لتحرير اراضيهم .. وبالتالي فإن مقتل اسرائيل في السلام الذي ينزع منها اهم اسلحتها وهي الحروب . والسلام هو الذي جعل اسرائيل في عامي 1999-2000 تتهم امريكا علنا بانها منحازة للسلطة الفلسطينية وهذه سابقة لم تحصل في تاريخ الصراع واتوقع العام القادم ان تكرر اسرائيل نفس الاتهام لأمريكا بانها منحازة للسلطة الفلسطينية لان أي متابع للسياسة يدرك ان امريكا ضاقت ذرعا بسياسات اسرائيل رغم استخدامها الفيتو ضد الفلسطينيين ورغم ضغوطها على ابو مازن قبل توجهه الى الامم المتحدة .. ابو مازن سيستمع بعد الانتخابات الاسرائيلية " بغض النظر عن الفائز برئاسة الحكومة الاسرائيلية " الى مبادرات دولية جدية وستحاصر هذه المبادرات اسرائيل وستبين للعالم اكثر زيف السياسية التفاوضية الاسرائيلية .
المنطق يقول ان الاحداث ستسير على النحو الذي ذكرته لان استمرار الوضع الحالي والاجراءات الاسرائيلية يعني انهيار السلطة وانهيار السلطة يعني فوضى عارمة وامريكا ترفضها بشكل قاطع وبالتالي فان الخيار الوحيد المطروح هو حل الدولتين باطار مفاوضات الحل النهائي .
والدليل على ذلك ان عنتريات ليبرمان قبل توجه ابو مازن الى الامم المتحدة نتوقف عند احدها عندما اعلن ان توجه ابو مازن للأمم المتحدة سيدفع اسرائيل الى تدمير السلطة وخلال ساعات تراجع عن تصريحه واصدر مكتب نتنياهو توضيحا ينفي فيه تصريحات ليبرمان وهذا التوضيح والنفي لم يكن مكرمة من نتنياهو بل نتيجة ضغط امريكي واضح لا لبس فيه ..
يعتقد البعض ان نتنياهو لا يخشى اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية غير العضو في الامم المتحدة وعزز هذا الاعتقاد تصريح نتنياهو انه لا يهتم بقرارات الامم المتحدة .
والسؤال المطروح: اذا كان نتنياهو لا يخشى اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية ولا يهتم بالأمم المتحدة كما يزعم فلماذا كل الضغوط التي مورست على الرئيس ابو مازن كي يتراجع عن التوجه للأمم المتحدة؟ ولماذا فرضت اسرائيل عقوبات مؤلمة على السلطة بعد اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية؟
اعتقد ان موقف نتنياهو متناقض فالوقائع على الارض تكذب اقواله لأنه حاول بكل الوسائل منع الرئيس ابو مازن من التوجه الى الامم المتحدة واستعان بحلفائه في العالم وفشل فشلا ذريعا .
الا ان الاعتراف الاممي اصبح واقعا لا يمكن تغييره ووجدت اسرائيل نفسها امام هذه الحقيقة الساطعة وعليها ان تتعامل معها لأنه لابديل لذلك وكل الاجراءات الاسرائيلية ضد السلطة لن تلغي الاعتراف الاممي ،فحتى انهيار السلطة لن يلغي الحقيقة الساطعة وبالتالي فإن حكومة إسرائيل ستواصل ممارستها ضد السلطة لحين إجراء الانتخابات الاسرائيلية ولن تشهد العلاقات الفلسطينية إنفراجا إلا بعد الانتخابات الاسرائيلية .
وبالتالي فإن نتنياهو قد دخل سوق المزايدات الانتخابية بالإعلان عن توسيع الاستيطان في الضفة وفرض حصار مالي على السلطة كي يستخدمها كأوراق انتخابية لأن الجمهور الاسرائيلي سيواجهه بفشله في منع السلطة الفلسطينية من التوجه للأمم المتحدة.
اما ادعاء نتنياهو بأنه لا يهتم بالأمم المتحدة فهذه كذبة كبرى لأنه بنى أمجاده السياسية على عمله كمندوب دائم لإسرائيل في الامم المتحدة قبل ان يعود الى اسرائيل ليخوض غمار الحياة السياسية حتى انه كان يفاخر بأن خطاباته في الامم المتحدة كانت بمثابة " شو" سياسي يحرص الكثيرون على متابعته لقدرته على الخطابة الا أن نتنياهو لم يشعر ان الزمن قد تغير والكثيرين الذين كانوا يتابعون خطاباته البليغة انفضوا من حوله فهو يتحدث بلغة سئم منها العالم كما تحدث خليفته في الامم المتحدة بنفس اسلوب نتنياهو ولم يجد من يصفق لخطابه في تعقيبه على خطاب ابو مازن.
ابو مازن تحدث بلغة جميلة ومقنعة وتتوافق مع الزمن السياسي الان فوجد اعجاب العالم كله وكانت تضج قاعة الامم المتحدة بالتصفيق الحاد تأييدا للرئيس ابو مازن وبالمناسبة القاعة لم تكن كلها وفود عربية فالوفود العربية 22 وفدا من بين 190 وفدا من كافة انحاء العالم غالبيتهم العظمى دولا اجنبية ايدوا خطاب الرئيس ابو مازن .. وكان خطاب الرئيس ابو مازن عقلانيا حكيما فاستطاع كسب الدول التي امتنعت عن التصويت ثم بادروا الى تهنئة ابو مازن .
والحقيقة ان اسرائيل منذ اقامتها وحتى الان حرصت بشكل جنوني على عدم صدور أي قرار عن مجلس الامن يدين سياسة اسرائيل وهذا الحرص الاسرائيلي لم يأت من فراغ .. فقادة اسرائيل ومنذ البداية ادركوا مسالة في غاية الخطورة ان صدور قرارات عن مجلس الامن تدين اسرائيل ستؤدي الى في النهاية الى صدور القرار القاتل لإسرائيل والذي يصنف اسرائيل كدولة عنصرية ومن ثم مقاطعتها عالميا ومن ثم فرض عقوبات عليها كما حصل مع النظام العنصري البائد في جنوب افريقيا .
اسرائيل تمكنت منذ اكثر من 60 عاما بمساعدة الفيتو الامريكي من منع الوصول الى قرار يصنفها كنظام فصل عنصري باستثناء قرار واحد ادان الغارة الاسرائيلية على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط بتونس ويعود ذلك لأسباب منها ان امريكا وجدت نفسها اما غضبة شديدة من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وان تونس دولة مسالمة وان مبررات الغارة الاسرائيلية على مكاتب منظمة التحرير لم تكن مقنعة للعالم كما ان بورقيبة كان قد حصل على تعهد امريكي مسبق بأن لا تقوم اسرائيل بقصف منظمة التحرير بتونس واخلت امريكا بتعهدها مما اثار غضب الرئيس التونسي آنذاك في عام 1985 فطلب السفير الامريكي في مكتبه بقصر قرطاج وشتم السفير الامريكي باللغة الفرنسية التي كان يجيدها بو رقيبة ثم طلب من نجله "بورقيبة الابن" الذي يتقن الانكليزية ان يشتم السفير الامريكي بالإنكليزية " حتى يفهم السفير الامريكي الشتيمة اكثر حسب قول بورقيبة لنجله في ذلك اللقاء "..
وسارع نائب الرئيس الامريكي ووزير الدفاع بزيارة استغرقت 4 ساعات فقط كان هدفها تهدئة غضب بورقيبة وتقديم مساعدات عسكرية لتونس بضع طائرات حربية واحتياجات للجيش التونسي.
وقد يقول قائل ان الطائرات الاسرائيلية قصفت العراق والسودان وسوريا ولبنان ولم تشفع لهذه الدول عضويتها في الامم المتحدة .. عضويتها الكاملة وليس كحال الدولة الفلسطينية التي لم تكتمل عضويتها ولماذا اسرائيل تخشى الدولة الفلسطينية وتحسب لها الف حساب بينما لم تقيم اسرائيل وزنا لدول عربية كاملة العضوية.
اعتقد ان اسرائيل كانت تلعب على وتر المنشآت النووية وتهول الامور وتقنع امريكا واوروبا ان هذه الدول تشكل خطرا وجوديا على اسرائيل بما فيه مصنع السلاح السوداني بينما في الحالة التونسية كانت حجتها ضعيفة لم تقنع احدا وهاهي اسرائيل تواجه الان نفس التحدي مع ابو مازن الذي ادار المعركة بحكمة وبشجاعة منقطعة النظير وعرض في خطابه امام الامم المتحدة بصدق حقيقة القضية الفلسطينية ومفهومه للدولة الفلسطينية عندما قال:" لم نأت لنزع الشرعية عن احد ولا عزل احد".. ويقصد اسرائيل .
ابو مازن يدرك تماما ان اسرائيل دولة عاشت على الحروب منذ اقامتها وحتى الان وافتعلت الحروب في معظم الاحيان ما عدا حرب اكتوبر والتي شنها العرب لتحرير اراضيهم .. وبالتالي فإن مقتل اسرائيل في السلام الذي ينزع منها اهم اسلحتها وهي الحروب . والسلام هو الذي جعل اسرائيل في عامي 1999-2000 تتهم امريكا علنا بانها منحازة للسلطة الفلسطينية وهذه سابقة لم تحصل في تاريخ الصراع واتوقع العام القادم ان تكرر اسرائيل نفس الاتهام لأمريكا بانها منحازة للسلطة الفلسطينية لان أي متابع للسياسة يدرك ان امريكا ضاقت ذرعا بسياسات اسرائيل رغم استخدامها الفيتو ضد الفلسطينيين ورغم ضغوطها على ابو مازن قبل توجهه الى الامم المتحدة .. ابو مازن سيستمع بعد الانتخابات الاسرائيلية " بغض النظر عن الفائز برئاسة الحكومة الاسرائيلية " الى مبادرات دولية جدية وستحاصر هذه المبادرات اسرائيل وستبين للعالم اكثر زيف السياسية التفاوضية الاسرائيلية .
المنطق يقول ان الاحداث ستسير على النحو الذي ذكرته لان استمرار الوضع الحالي والاجراءات الاسرائيلية يعني انهيار السلطة وانهيار السلطة يعني فوضى عارمة وامريكا ترفضها بشكل قاطع وبالتالي فان الخيار الوحيد المطروح هو حل الدولتين باطار مفاوضات الحل النهائي .
والدليل على ذلك ان عنتريات ليبرمان قبل توجه ابو مازن الى الامم المتحدة نتوقف عند احدها عندما اعلن ان توجه ابو مازن للأمم المتحدة سيدفع اسرائيل الى تدمير السلطة وخلال ساعات تراجع عن تصريحه واصدر مكتب نتنياهو توضيحا ينفي فيه تصريحات ليبرمان وهذا التوضيح والنفي لم يكن مكرمة من نتنياهو بل نتيجة ضغط امريكي واضح لا لبس فيه ..