ليلى خالد : الانقسام يجب أن ينتهي لأنه يبدد النصر العسكري والسياسي الذي حققناه

أكدت المناضلة ليلى خالد عضو المكتب السياسي
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أهمية الكفاح المسلح في تحرير فلسطين، مؤكدةً أن
خارطة الطريق لفلسطين هي المقاومة والكفاح المسلح، داعيةً إلي الوحدة الوطنية ورص الصفوف
وإنهاء الانقسام، والالتزام بما تم التوصل إليه من اتفاقات وخاصة وثيقة الأسرى، وأكدت
خالد أن الانقسام لا يجوز أن يطول لأنه يبدد الانجاز وشعبنا يريد أن يراكم انجازاته،
جاء ذلك خلال استقبال شعبي حاشد نظمته اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم الشاطئ بغزة
في جمعية بادر أمس بمناسبة قدومها لأول مرة لقطاع غزة، بحضور الدكتورة مريم أبو دقة
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، وأبو علاء حميد مفوض عام لجان الإصلاح الوطنية
في حركة فتح في قطاع غزة، والدكتور عاطف أبو حمادة رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الشاطئ، وأعضاء الهيئة الإدارية وحشد من المدعوين والوجهاء
والمتضامنين الأجانب.

وأشارت خالد في كلمة لها خلال حفل الاستقبال
إلى أن قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية التي ترتكز على عنوانين، الأرض والسيادة
عليها، والشعب أي اللاجئين والعودة ، وقالت هذا هو جوهر الصراع بيننا وبين الصهيونية
وإسرائيل وأمريكا لأنهم زرعوا هذا الكيان في الأرض الفلسطينية لكي يطهرونا تطهيرا عرقيا
لكن الشعب الفلسطيني الذي أفتخر وأعتز بأنني أنتمي إليه له كل المستقبل، مؤكدة أنه
لا تفريط بذرة تراب واحدة من أرض فلسطين.

وأضافت: ليس صدفة أن يكون النشيد الوطني الفلسطيني
فدائي، فكلنا فدائيون من أجل فلسطين"

وخاطبت خالد الحضور قائلة: وأنا في حضرة إخوتي
في اللجنة الشعبية للاجئين أحمل لكم كل الحب من ثمانية ملايين فلسطيني لاجئ مشتتين في كل بقاع الأرض يعانون كل ألوان العذاب
منذ نكبة 48 .. أحمل إليكم فرحهم عندما سمعوا صمودكم خلال ثمانية أيام ، وقد كانت تشبه
أن أبواب جهنم قد فتحت فوق غزة، لكننا لم نسمع صوت استغاثة ولكننا سمعنا الصمود لأن
صوت الصمود كان أعلى من كل أصوات الاستغاثة واستمعنا المقاومة وهي فوق كل الخلافات
وهي التي وحدت شعبنا ورفعت هاماتنا فوق عمود السحاب، وقالت هؤلاء الفاشيون يزرعون الموت أينما كانوا ونحن نزرع الحياة.

وأضافت تربينا منذ أن هاجرنا أن حلم العودة
حلما لكل اللاجئين داخل الوطن وخارجه وأن لا حياة لنا إلا في فلسطين، وأضافت أنه بعد
عام 67 كان واضحاً أن العودة لفلسطين تستدعي أن نحدد البوصلة وأن تحرير فلسطين يتم
بالكفاح المسلح، هكذا تربينا ووعينا أن التحرير يحتاج إلي الكفاح المسلح.

وأشارت خالد إلي الصهيونية، وقالت هذه الحركة
العنصرية الفاشية والنازية حتى نعلم الأجيال أن الصهيونية هي التي خلقت إسرائيل لأنه
العدو، وليس فقط إسرائيل والحركة الصهيونية وإنما الامبريالية العالمية بقيادة أمريكا
وأيضا الرجعية العربية أيضاً هي معسكر من معسكرات الأعداء.

واستعرضت خالد مسيرة شعبنا الكفاحية منذ
36 وثورة القسام وإضراب عام 36 وهو أطول إضراب في التاريخ، حيث تكامل عاملان معاً:
عمل شعبي عبر عنه بالعصيان المدني، وعمل مقاوم عبر عن نفسه بالسلاح، وكان الرجل والمرأة
مع بعضهما البعض، وكلنا نعرف أن النساء خلعن ذهبهن ليزودوا الرجال بالسلاح، وجاءت المقاومة
التي قدم في دروبها الشهداء والأسرى، وزج في السجون خيرة شباب فلسطين، وقدم على هذا
الطريق الذي لا طريق سواه الآلاف من الشهداء في مواقع مختلفة.

وتطرقت إلى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة
في 65 وإلى الهجمة التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية في لبنان عام 82 ظناً منهم أن
هذا الكفاح لن يوصلنا إلى شيء ولكننا أن الهوية الوطنية الفلسطينية، فأنجزنا منظمة
التحرير الفلسطينية ممثلاً وقائداً لشعبنا تحقق وتعمد بدماء الشهداء وهذه المنظمة لازالت
حتى اللحظة ممثلنا الشرعي والوحيد لكل شعبنا في فلسطين والشتات.

وقالت إننا لا نعمل لقيادات هنا أو هناك ولكننا
نعمل من أجل فلسطين داعية إلى إنهاء الانقسام لكي يكون تتويجا للنصر العسكري للمقاومة
والنصر السياسي في الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين

من جهته بدأ أبو علاء حميد مفوض عام لجان
الإصلاح المركزية في حركة فتح حديثه حول انتفاضة 87 التي تمثل علامة بارزة ومجيدة في
تاريخنا المعاصر، مستذكرا الشهداء وعلى رأسهم شهيدها الأول حاتم السيسي، وأضاف: 25
عاماً مرت على الانتفاضة المجيدة وما زلنا في ثورة مستمرة.

وأشار حميد إلى أهمية المرأة في المجتمع الفلسطيني،
مؤكداً أن المرأة تمثل المجتمع الفلسطيني كله وليس نصفه، لأن المرأة هي التي تقوم بالتربية
والتربية هي أولاً أداة التغيير، مؤكداً على ضرورة أن نحسن التربية البيتية والسياسية
والاجتماعية لكي نستطيع أن نحصن أهدافنا في الحرية والاستقلال.

وأشار حميد إلى الباقة الأوائل في الثورة
الفلسطينية وما قامت به المرأة الفلسطينية، وأولى هذه البطولات الرفيقة المناضلة ليلى
خالد التي اشتبكت مع العدو الصهيوني في الجو وأسرت طياريه، أما الباقة الثانية للمرأة
الفلسطينية هي عروسة فلسطين الشهيدة دلال المغربي، وأضاف أن أول عملية إنزال بحري في
التاريخ المعاصر للثورة الفلسطينية قامت بها امرأة، أما الباقة الأخرى هي وفاء إدريس
أول استشهادية في انتفاضة الأقصى ابنة الفتح وابنة فلسطين، وتابع يقول أن المرأة الفلسطينية
قاتلت العدو في البر والبحر والجو ، وقد يعتقد البعض أن المرأة الفلسطينية حملت السلاح
وناضلت منذ الثورة الفلسطينية المعاصرة، منذ عام 1965، فهذا اعتقاد خاطئ، مشيراً إلى
أن ابنة بيت دراس في عام 1948 "المناضلة لطيفة العبد أبو شنب وادي" كانت
تحمل السلاح في معركة بيت دراس الأولى ولقنت العدو في ذلك درساً قاسياً.

وأشار حميد إلى العدوان الإسرائيلي على غزة
في حرب الأيام الثمانية الأخيرة والانتصار الذي حققته المقاومة على الاحتلال، كذلك
الانتصار الدبلوماسي في الأمم المتحدة، مؤكداً أنه لن تكتمل فرحتنا بالنصر العسكري
والدبلوماسي إلا بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لأنها الدرع الواقي
لشعبنا في الحرية والاستقلال.

كما تحدث حميد حول قضية اللاجئين، مشيراً
إلى أن حل هذه القضية شمالاً وليس جنوباً، أي بالعودة إلى ديارهم، كما أكد على أهمية
وكاله الغوث سياسياً وليس تموينياً.

أما رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الشاطئ الدكتور
عاطف أبو حمادة، فقد قال في كلمته التي رحب فيها بالمناضلة ليلى خالد أن فلسطين حكاية
طويلة.. حكاية الأرض والإنسان، فهي بعمر الإنسان والكون، مستعرضاً أبرز المحطات التاريخية
النضالية الفلسطينية، وأضاف أنه بعد وعد بلفور عرفت فلسطين أشكالاً لم يعرفها العالم أجمع أبدعت فيها بمناضليها ومناضلاتها طرقاً، فخطف
الطائرات ليلى خالد، والعبوات الناسفة وفاء ادريس، وريم الرياشي، ومريم النجار، ووفاء
جرادات وحنان دراغمة، وغيرهن ممن أبدعن في النضال الفلسطيني، وأضاف أن الشعب الذي أبدع
في انتفاضة الحجارة وعلم العالم كله كيف يكون الحجر أقوى وأكبر من الدبابة إذ راهن
الأعداء في يوم من الأيام على عامل الزمن أن ينسينا وطننا، فإننا نقول للأعداء لسنا
هنوداً حمر، فنحن هنا أبناء كنعان نبقى في هذا الوطن ونبذل كل غال ونفيس من أجل فلسطين
والقدس.

وفي نهاية حفل الترحيب والاستقبال قدم رئيس
اللجنة الشعبية درع الوفاء وخارطة فلسطين للمناضلة الكبيرة ليلى خالد تقديرا لنضالها
ولنضال المرأة الفلسطينية على درب التحرير.

هذا وكان عريف الندوة أكرم ربيع قد ألقى كلمة
ترحيبية بالمناضلة ليلى خالد أكد خلالها على الدور الوطني الكبير الذي قامت بها، مشيراً
إلى خنساوات فلسطين وشهيداتها ومناضلاتها وأسيراتها، وقال" كل ما فيك يا فلسطين
جميل بحرك ونهرك وجبلك وسهلك"، مستذكراً الشهداء القادة أبو عمار والشيخ أحمد
ياسين وأبو علي مصطفى والشقاقي، وغيرهم.

التعليقات