عاجل

  • غارة من طائرات الاستطلاع على حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة

  • مصادر محلية: غارة للاحتلال تستهدف منزلاً على مفترق الكلية الجامعية جنوب غرب مدينة غزة

فضيحة .. الازمة المالية للسلطة الفلسطينية

فضيحة .. الازمة المالية للسلطة الفلسطينية
بقلم:عبدالله عيسى
قبل التوقيع على اتفاق اوسلو شهدت منظمة التحرير الفلسطينية ازمة مالية خانقة عندما توقفت عدد من الدول العربية عن دفع مساعداتها لمنظمة التحرير وتزامنت مع ضغوط امريكية على منظمة التحرير.
وبعد التوقيع على اتفاق اوسلو وعندما كانت الابواق الاعلامية تهاجم وتخون ابو عمار وتتهمه ببيع القدس وفلسطين التاريخية كانت الضغوط الامريكية بالتزامن مع ضغوط بعض الدول العربية كالعادة تحاصر ابو عمار .. وكان الهجوم الاعلامي على ابو عمار مؤلما .
ابو عمار وضع الشعب الفلسطيني على اول درجات تحرير الاراضي المحتلة عام 67 وحصار مالي خانق وبعض وسائل الاعلام العربية والفلسطينية تتهمه ببيع القدس 
طالب ابو عمار باسئناف ضخ المساعدات فادارت دول عربية ظهرها بناء على تعليمات امريكية وجاءت الفتوى الامريكية " ارجع الى غزة وهناك تصل المساعدات .
ابو عمار رفض وقال المساعدات اولا ثم اتوجه الى غزة فتحركت دول عربية تضغط وتضايق ابو عمار واخذت وسائل اعلام عربية تعلم ابو عمار دروسا في الوطنية وهي وسائل اعلام ابعد ما تكون عن الوطنية 
اضطر ابو عمار لمغادرة تونس وطلب من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ان تكون تكون مغادرته لتونس بدون وداع رسمي حتى تكون ورقة بيد ابو عمار مهما كانت ضعيفة بانه سيعود لتونس ان لم تلتزم الدول المانحة 
وعند مغادرته تونس فوجىء بوداع رسمي تونسي فكانت رسالة تونسية عكسية باطار حملة الضغوط "خروجك من تونس "ون وي" اي طريق واحد لاعودة لتونس"
تجرع ابو عمار مرارة شديدة من الضغوط العربية والتزم الصمت وصبر حفاظا على العلاقات الفلسطينية مع الدول العربية 
بعد عودته الى ارض الوطن وجد ابو عمار ان لمنظمة التحرير الفلسطينية ديونا على ليبيا تصل الى 180 مليون دولار فارسل احد مستشاريه الى القذافي مطالبا ليبيا بتسديد مبلغ 180 مليون دولار وهي قيمة مبالغ مقتطعة من رواتب الموظفين الفلسطينيين في ليبيا حسب قرار جامعة الدول العربية باقتطاع نسبة 4% من راتب اي موظف فلسطيني في اي دولة عربية لصالح منظمة التحرير . التزمت كثير من الدول الخليجية بتسديد هذه المبالغ لمنظمة التحرير بنما رفض القذافي تسديد هذه المبالغ على مدى سنوات طويلة " باطار دعمه المطلق للقضية الفلسطينية كما كانت تقول خطبه الطنانة الرنانة".
ذهب مستشار ابو عمار الى القذافي وشرح له الازمة المالية التي تعيشها السطة ووضع الشعب الفلسطيني المدمر من الاحتلال الاسرئيلي وان السلطة لاتطلب مساعدة وانما مستحقات لمنظمة التحرير وكان رد القذافي صاحب نظرية "طز في امريكا" ان ليبيا سددت هذا المبلغ للفصائل الفلسطينية في دمشق!!!
اي ان القذافي صاحب نظرية طز في امريكا انضم للجوقة ورفض دفع مستحقات منظمة التحرير وحتى لو دفع جزءا من هذه المبالغ لفصائل دمشق فهو اجراء غير صحيح اضافة الى ان دعم ليبيا لفصائل دمشق كان من مستحقات فلسطينية وليس من اموال ليبية كما كان يزعم حول دعمه للشعب الفلسطيني 
وحتى في الاراضي الفلسطينية لايمكن ان نجد جمعية اهلية او مستشفى او مدرسة بتمويل ليبي لان القذافي انشغل بدفع اموال منظمة التحرير في عمليات ارهابية مثل لوكربي وتمويل التناحر الداخلي الفلسطيني والاقتتال بين الفصائل ودفع اموال لفتح ابو موسى ضد فتح ابو عمار وهكذا
اما قصة انه دفع مبلغ 180 مليون دولار لفصائل دمشق فهي اكذوبة صارخة لان القذافي كان يدفع مبالغ ضئيلة للفصائل وعلى سبيل المثال كان يدفع ميلغ 49 الف دولار شهريا لتنظيم الصاعقة الموالي للبعث السوري وكان قادة الصاعقة يتندرون على حكاية 49 الف دولار ولماذا لاتكون 50 الف دولار مثلا حتى اصطلح على تسميتها بدعم شركة باتا للاحذية الايطالية التي اخترعت تسعيرة لاحذيتها مثلا 99 دولار بدل 100 و79 دولار بدل 80 وهكذا
موقف القذافي ابو الثورية كان نموجا لانصياع بعض الدول العربية للرغبات الامريكية والاسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية
هذه القصة والحصار المالي العربي ضد السلطة الفلسطينية تكررت كثيرا حتى خلال انتفاضة الاقصى عندما اعلن خادم الحرمين الشريفين عن التبرع بمليار دولار للانتفاضة فانتفضت دول عربية وقررت ان تحول الاموال الى بنك التنمية الاسلامي وان ترسل للسلطة الاموال بالقطارة وعندما قرر الرئيس الجزائري ارسال 30 مليون دولار مبامشرة الى السلطة قامت تلك الدول في وجهه وضغطت عليه كي يحولها الى البنك الاسلامي للتنمية
الان تعيش السلطة الفلسطينية حلقة جديدة ضغوط اسرائيلية وصلت لدرجة التهديد باغتيال الرئيس ابو مازن وضغوط امريكية وبالمقابل بعض الدول العربية اوقفت دعمها للسلطة ولانعلم موقف المجلس الانتقالي الليبي هل سيعيد الحق الى نصابه باعادة اموال منظمة التحرير المنهوبة من القذافي الى السلطة الفلسطينية ام لا
ما يحصل الان هو فضيحة عربية بكل المقاييس ان تقف بعض الدول العربية موقفا سلبيا تحريضيا ضد الرئيس ابو مازن لانه قرر انتزاع اعتراف اممي بالدولة الفلسطينية بعد ان وجد ان طريق المفاوضات مع اسرائيل في ظل حكومة نتنياهو بلا جدوى
في العام الماضي وعنما القى ابو مازن خطابه التاريخي في الامم المتحدة والحق اقول انني لم استمع الى خطاب في حياتي بهذه القوة والصلابة والتاثير مثلما كان خطاب ابو مازن وبكى الكثيرون حتى ان معظم زعماء العالم تسمروا للاستماع للخطاب كلمة كلمة وتاثروا ابلغ تاثير.. انه الخطاب الذي اوقف العالم لساعة على قدم واحدة وبحق ان ساعة خطاب ابو مازن توقف فيها الزمن 
رايت في عيون الزعيم دولة فلسطينية .. هرمنا ونحن ننتظر هذه اللحظة .. هرمنا ونحن ننتظر اقامة دولة فلسطينية تجعل الفلسطيني يعيش مثل بقية شعوب الارض
ومع كل هذا نجد من يشغل نفسه ليل نهار بالتحريض على ابو مازن والتطاول عليه مثل محمد رشيد وهو يبشر بالحصار الامريكي الاسرائيلي ضد ابو مازن 
ابو مازن من زعماء العالم المعروفين بالحنكة السياسية والذين يعتد بهم على مستوى العالم وقادر على ان يصل بشعبنا للدولة المستقلة باقل الخسائر ولا يتعامل بردات الفعل وانما يعرف طريقه جيدا وثقتنا به مطلقة ومن يرى غير ذلك فليجلس على قارعة الطريق وينتظر وسيرى ان التاريخ لايصنعه الا قادة من امثال ابو مازن 

التعليقات