الجزائريون المقيمين في إسبانيا استقبلوا شاليط بأعلام فلسطين والجزائر

الجزائريون المقيمين في إسبانيا استقبلوا شاليط بأعلام فلسطين والجزائر
غزة - دنيا الوطن
غابت سهرة الأحد أجواء هيستيريا الكلاسيكو الإسباني بين فريقي برشلونة وريال مدريد التي كانت تعرفها مختلف المدن الجزائرية خاصة في السنتين الأخيرتين، عندما تجاوزت كل الحدود وبلغت التصادم العنيف، ورغم أن المباراة شهدت تسجيل أربعة أهداف، إلا أن الصمت ظل يخيمّ، رغم أن بعض النقاد قالوا إن مباراة برشلونة وريال مدريد قد تكون إحدى أروع المباريات في تاريخ كرة القدم.

ومع أن نادي برشلونة أصرّ على أن يكون الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضيف المواجهة، إلا أن العلم الصهيوني لم يواكب الحدث الكروي، رغم أنه من العادة أن يرفع يهود إسبانيا علم الدولة العبرية في مباريات الليغا، وبالعكس حافظ جزائريو أوروبا وإسبانيا بالتحديد، على عاداتهم القومية، فأبانت اللقطة التي أصيب فيها كريستيانو رونالدو عندما حاول القيام بضربة مقصية في الشوط الثاني العلم الفلسطيني يرفرف في المدرجات، وكان جزائريو إسبانيا قد تحدّوا بطريقتهم الخاصة برشلونة، و"صدموا" شاليط بالأعلام الفلسطينية وأيضا الجزائرية، رغم أن غالبية أبناء برشلونة وأهل منطقة كاتالونيا لم يستحسنوا دعوة شاليط، واعتبروها مؤامرة من الدولة الإسبانية لتقحمهم في السياسة الخارجية، وتنسيهم مطلبهم الرسمي، وهو استقلال إقليم كاتالونيا عن الدولة الإسبانية، حيث كانت الهتافات الطاغية خلال مباراة أول أمس هي الدعوة لاستقلال الإقليم الكتالوني، وهو ما أخرج لاعبي الفريقين عن أجواء المباراة، وجعل الجندي شاليط مثل الأطرش في الزفة، وصار حديث قرابة نصف مليار نسمة في العالم الذين تابعوا المباراة البحث عن حقيقة ومغزى مطلب المقاطعات الكتالونية بالاستقلال عن الدولة الإسبانية.

وكانت كتالونيا بمقاطعاتها الأربعة، خاصة العاصمة برشلونة التي تضم أكثر من خمسة ملايين نسمة، إضافة إلى مقاطعة جرندة التي تجاوز عدد سكانها 750 ألف نسمة، وطالبت دعم العالم بأسره ووجدت تجاوبا من كل الشعوب المظلومة، وهو ما جعل الكتالونيين يتعاطفون مع الشعب الفلسطيني، واعتبر بعض أهل برشلونة من السياسيين دعوة شاليط نسفا ليتعاطف بعض العرب مع مطالب الكتالونيين، الذين قرّروا سهرة أول أمس أن لا يتكلموا اللغة الإسبانية، حيث طغت اللغة الكتالونية التي يتكلمها في العالم أزيد عن 12 مليون نسمة في شرق فرنسا، وفي جزيرة أندورا وحتى في منطقة كاغلياري الإيطالية، أما عن أجواء المباراة فإن تزامنها مع مباراتين كبيرتين في إيطاليا وفرنسا جعل الكثير من الجزائريين يهتمون بالداربيات الأخرى، خاصة كلاسيكو إيطاليا بين قطبي مدينة ميلانو بالرغم من غياب جمال مصباح عن ميلان، حيث حافظ اللقاء على نكهته إلى آخر دقيقة بفوز مهم للإنتير، كما أن ما قام به إبراهيموفيتش عبر تسجيله هدفين عجيبين في مرمى مارسيليا، عرّج بالكثير من الجزائريين نحو الوجهة الفرنسية في مباراة تشابهت كثيرا في شكلها ونتيجتها مع مباراة كلاسيكو إسبانيا، وقد لا حظ مراسلو الشروق في الكثير من ولايات الوطن وخاصة في الإقامات الجامعية الـ300 المنتشرة في الجزائر حالة اللامبالاة بالنسبة لهذه المباراة التي مرت ولُعبت وتابعها حسب تقارير إعلامية أكثر من أربع مئة مليون متفرج في العالم والكثير من الجزائريين لا يعلمون بنتيجتها لحد الآن ولا يريدون معرفة النتيجة رغم أن ميسي ورونالدو لم يتورطا في قضية شاليط فكانا بطلين ولكن من دون تاج .. في الجزائر.

التعليقات