"باب الحارة" بنسخة عسكرية.. سوريون يروون حكاياتهم على حواجز دمشق

"باب الحارة" بنسخة عسكرية.. سوريون يروون حكاياتهم على حواجز دمشق
غزة - دنيا الوطن-وكالات-وطن
يصف السوريون الجنود الواقفين على الحواجز في العاصمة دمشق بأنهم الأكثر لطفاً ورقياً، إذا ما تمت مقارنتهم بجنود الحواجز الموجودة في المناطق الساخنة.

وبحسب رأي سكان الريف، لم تسفك حواجز دمشق مياه وجهها بالكامل بعد، كي لا تخسر من تبقى من موالين ومصدقين لروايات النظام، أما سكان دمشق الذين يصعب عليهم التأقلم مع شوارع مدينتهم المقسمة، وفقاً لمزاج الأفرع الأمنية، فإن لهم وجهات نظر متعددة حول الحواجز التي فرضت خناقاً نفسياً ومرورياً على العاصمة المختنقة أصلاً.

ويكفي للحصول على آلاف القصص الغريبة، أن تسأل أحد الدمشقيين "كيفك مع ها الحواجز؟".

"التذاكي" تسلية من لا شغل له

يقول "بسام" المقيم في شارع بغداد حيث توجد ثلاثة حواجز: يتسلى جنود الحواجز بالتذاكي على المواطن، على الرغم من أن ذلك يُوقعهم بالكثير من المواقف الحرجة، ومن هذه المواقف عندما سأل الجندي، صديقي بأسلوب متعالٍ، عن مهنته، فأجابه صديقي: "معيد في الجامعة"، فما كان من الجندي إلا أن وقف باستعداد قائلاً: تحياتي سيدي العميد!..

وتكثر معاناة علاء -موظف في سوق البحصة للإلكترونيات- مع الحواجز الأمنية، يقول علاء: أضطر بحكم عملي إلى نقل بعض المعدات الإلكترونية البسيطة، مثل "الفلاشات" التي أبيعها في المحل.. ويضيف: تم إيقافي أكثر من مرة، لعدة ساعات على الحواجز، ريثما تأكدوا أنني لا أنقل "فيس بوك" لأبيعه في المحل!

ويصنف أحد الناشطين جنود الحواجز إلى عساكر متعلمين، وآخرين يُشك في أنهم شبيحة يعانون من الجهل والأمية، يكثر تواجدهم في أطراف المدينة، ولذلك حسب الناشط يُعيّن لهؤلاء ما يسمونه "بالقرّا" أي عسكري قادر على القراءة، ليقرأ لهم معلومات الهويات عن الحاجة.

التغزل بالصبايا.. صفة تكاد تكون مشتركة

تعاني فتيات دمشق من جنود الحواجز الأمرين، فبالإضافة إلى أنهن يتعرض لـ "التلطيش" تضطر الفتيات للتكتم أمام رجالهن، خوفاً على حياتهم.. تقول صبا: أسكن في شارع خالد بن الوليد، واضطر للذهاب يومياً إلى المزة حيث أعمل، ولذلك أُجبر على المرور على الحاجز القريب من منزلي يومياً، لأسمع كل يوم كلمات الغزل من نفس الضابط.. تضيف صبا: مؤخراً بدأ الضابط يصعد في غزله، ولذلك أفكر في ترك عملي، لأني أخشى أن يخطفني بحجة أنه يريد اعتقالي.. وتتابع: أنا متأكدة من أن جميع فتيات دمشق في نفس معاناتي، ولكننا لا نجرؤ على الشكوى لأن ذلك سيجر علينا مصائب أكبر، أو سيعني جلوسنا في المنزل.

"باب الحارة" بنسخة عسكرية

غالباً ما تطبق حواجز دمشق قوانين مسلسل "باب الحارة" على الدمشقيين وخاصة في يوم الجمعة، حيث يستفسرون عن سبب تجول المواطن في غير منطقة نفوسه، ولذلك يحاول سامر ألا يخرج من منزله في يوم الجمعة، لأن الحواجز الطيارة التي تتواجد في مدحت باشا -مكان إقامته- تمنعه من الرجوع إلى منزله، يقول سامر: لأن خانتي حماة، يُحظر علي الذهاب إلى مدحت باشا!!.. ويتساءل مستهجناً: كأننا بحاجة إلى فيزا للتجول بين مناطق بلدنا؟

للأمهات نظرة أخرى

لا تستطيع الحاجة أم محمد أن تغضب من عساكر الحواجز، لأنها كما تقول تضع نفسها مكان أمهاتهم، وتقدر خوفهن على أبنائهن، فالكثير منهم كما تقول الحاجة مجبر على الخدمة العسكرية، والبعض الآخر ضائع ولا يعلم أين الحقيقة، وتروي أم محمد ما حدث معها على أحد الحواجز عندما اقترب عسكري، وطلب منها بصوت منخفص: خالة، الله يوفقك أنا مثل ابنك.. معلش إذا عطيتك رقم أمي، وطمنتيها أني لساتني عايش، وإني صرت بالشام، أنا من حماة وخايف أطلب احكي تلفون يفكرون يبدي انشق.. تضيف أم محمد: أخذت الرقم، وأنا أبكي على هؤلاء الشباب الذين زُج بهم، في ساحات الحرب ليقاتلوا أبناء شعبهم.

التعليقات