في محاولات لارجاعه للساحة السياسية.. نتنياهو يدرس تقديم موعد الانتخابات خوفا من اسقاطه

في محاولات لارجاعه للساحة السياسية.. نتنياهو يدرس تقديم موعد الانتخابات خوفا من اسقاطه
غزة - دنيا الوطن - وكالات

في أعقاب قرار المحكمة فرض حكم خفيف على رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وبدء محاولات من أنصاره العمل على إعادته إلى الساحة السياسية - كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه يدرس بكل جدية إمكانية تقديم موعد الانتخابات العامة. 

وقالت هذه المصادر إن نتنياهو كان ينوي تبكير الانتخابات لأنه يخشى من أن يفوز باراك أوباما بدورة ثانية في الرئاسة الأميركية فينتقم منه ويؤدي إلى إسقاطه، كما فعل من قبل الرئيس بيل كلينتون، سنة 1999. ولكنه تردد في ذلك قائلا إن أوباما لن يجد هذه المرة من ينافس نتنياهو. إلا أن ظهور أولمرت على الساحة يغير الوضع، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أنه الشخصية الوحيدة القادرة على منافسته والتغلب عليه في ظروف معينة, وفقا لما جاء في تقرير نشرته صحيفة" الشرق الأوسط" اللندنية.

وكانت المحكمة المركزية في القدس، قد أصدرت، أول من أمس، حكما بالسجن مع وقف التنفيذ على أولمرت، وغرامة مالية بقيمة 75 ألف شيقل (20 ألف دولار). وهو عقاب بسيط يزيل العقبات أمام أولمرت في العودة إلى العمل السياسي. وانتقدت المحكمة النيابة، لأنها تسببت في إسقاط أولمرت من رئاسة الحكومة، عندما وجهت إليه اتهامات بالفساد، تمت تبرئته منها تماما، وبإجماع ثلاثة قضاة، فقبل شهرين، تمت تبرئة أولمرت من غالبية التهم بالفساد التي وجهتها النيابة ضده.

ولكن المحكمة أدانته حينها بتهمة واحدة هي "خيانة الأمانة"، لأنه عين صديقا له محاميا في وزارة التجارة والصناعة عندما كان وزيرا فيها. وتم تأجيل الحكم الفعلي. وطلبت النيابة إصدار حكم بالسجن 6 أشهر على أولمرت، يتم تجييرها إلى عمل لخدمة الجمهور. ويعني حكما كهذا وضع وصمة عار على جبين أولمرت تمنعه من العودة إلى مزاولة نشاط سياسي رفيع (الانتخاب للكنيست أو الحكومة)، طيلة سبع سنوات. لكن المحكمة رفضت ذلك، قائلة إن فقدان أولمرت منصب رئيس الحكومة، هو عقاب كبير جدا. لذا اكتفت بالحكم عليه بالسجن الموقوف لمدة سنة في حال الإقدام على المخالفة نفسها خلال ثلاث سنوات. وحكمت على رئيسة مكتبه، شولا زاكين، حكما بالسجن 9 أشهر مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية بقيمة 40 ألف شيقل (10 آلاف دولار).

ومع صدور هذا الحكم، أصبح واضحا أن عودة أولمرت إلى الحياة السياسية ستغير كثيرا، وبشكل جوهري، الخريطة السياسية في إسرائيل. فحتى الآن، كان نتنياهو أقوى شخصيات الحكم ولا يوجد له منافس. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أولمرت يعتبر أقوى منافس ويهدد مكانة نتنياهو بشكل حقيقي. وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، عن تقدم الكثيرين من أصدقاء أولمرت وقادة حزب "كديما" إليه، يطلبون منه الإعلان عن نيته خوض الانتخابات المقبلة على رأس الحزب. لكنه دعاهم إلى التريث قائلا إنه لم ينه بعد معاركه القضائية.

في المقابل، أعلنت النيابة أنها ستستأنف ضد قرار الحكم الخفيف بحق أولمرت وكذلك على قرار تبرئته. وأشارت إلى أن هناك ملف فساد آخر ينتظر أولمرت، مع أن دوره فيه هامشي. واعتبر المقربون من أولمرت هذا الإعلان بمثابة تأكيد على أن قادة النيابة يتخذون موقفا عدائيا بشكل شخصي من أولمرشت ويحاولون التغطية على فشلهم في المحكمة بمواصلة الانتقام منه.

التعليقات