صور: مسجد وقبر الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان في بغداد

صور: مسجد وقبر الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان في بغداد
غزة - دنيا الوطن
 مجموعة من الصور المُلتقطة من قبل الفوتوغرافيين خلال الفترة 1308هـ/1890م - 1433هـ/ 2012م لمسجد وقبر الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان في جانب الرصافة من بغداد، وهو الإمام أبو حنيفة بن النعمان بن ثابت بن زوطا بن مرزبان‎ الأفغاني الأصل الكوفي المولد.

 

توفي أبو حنيفة النعمان في عهد الخليفة ابي جعفر المنصور سنة 150هـ/ 767م ودفن في شمال بغداد في مكان سمي بعد حين بمقبرة الخيزران نسبة إلى الخيزران بنت عطاء زوج الخليفة المهدي ووالدة الهادي وهارون الرشيد، والتي توفيت ودفنت هناك سنة 173هـ/ 789م.

 

في سنة 375هـ/ 986م بني المسجد بجوار قبر أبو حنيفة النعمان وبنيت عنده مدرسة كبيرة، ثم في سنة 459هـ/ 1066م، بني مشهد وقبة على القبر وعرفت المنطقة الواقعة في جوار المشهد باسم محلة الامام أبي حنيفة.

 

وقد وصف ابن جبير في رحلته إلى بغداد سنة 580هـ/ 1184م الجانب الشرقي من بغداد بما يلي: "وبأعلى الشرقية خارج البلدة محلة كبيرة بإزاء محلة الرصافة كان باب الطاق المشهور على الشط وفي تلك المحلة مشهد حفيل البنيان له قبة بيضاء سامية في الهواء فيه قبر الإمام أبي حنيفة وبه تعرف المحلة".

 

ووصف ابن بطوطة مدينة بغداد بزيارته سنة 727هـ/ 1327م، وذكر المساجد التي تقام الجمعة فيها وهي مسجد الخليفة ومسجد السلطان ومسجد الرصافة بالأعظمية وبينه وبين مسجد السلطان نحو الميل وبقرب الرصافة قبر الامام أبي حنيفة. ولولا وجود مشهد الامام أبي حنيفة ومدرسته في بغداد لكانت المنطقة أندثرت وزالت كما أندثرت مناطق عديدة منها بعد سقوط بغداد على يد المغول سنة 656هـ/ 1258م، وخِلال حقبة الشاه طهماسب ووجود الصفويين في بغداد جرى ولمرات عدة هدم مشهد الامام أبي حنيفة والمدرسة بسبب الفتنة الطائفية.

 

بعد مجئ العثمانيين إلى بغداد سنة 941هـ/ 1534م، شهد ذلك العام إصلاحات من قبل السلطان سليمان القانوني، فعند عودة السلطان من زيارته لكربلاء والنجف زار قبر الامام ابي حنيفة الذي كان مهدما فأمر بإعادة تشييد القبة وإعمار المسجد والمدرسة وأمر كذلك بتعمير دار ضيافة وحمام وخان وأربعين إلى خمسين دكانا حوله، ثم أمر بتعمير قلعة لحراسة المسجد والمدرسة والمنطقة ووضع جنودا بلغ عددهم نحو 150 ومعهم معدات حربية ومدافع لحماية المكان.

 

وفي عهد المماليك وتحديدا الوالي سليمان باشا جُدد المرقد وأنشئت المنارة والقبة سنة 1170هـ/ 1757م. وفي سنة 1291هـ/ 1874م جدد بناء المسجد بأمر السلطانة والدة السلطان عبد العزيز.

 

وقد بقيت مدرسة الإمام الأعظم المدرسة الوحيدة في الأعظمية إلى جانب بعض الكتاتيب لتعليم القراءة والكتابة والقرآن حتى سنة 1329هـ/ 1911م حيث أعيد إعمار المسجد وجرى تنظيم المدرسة بأسم كلية الإمام الأعظم.

 

بعد سنة 1378هـ/ 1958م جرى بناء برج أسطواني بارتفاع 25م وكسي بالفسيفساء الأزرق والأبيض ليكون جاهزا لاستقبال ساعة الأعظمية التي نصبت سنة 1381هـ/ 1961م. وفي سنة 1393هـ/ 1973م  قامت وزارة الأوقاف بكساء البرج بصفائح من الألمنيوم المضلع باللون الذهبي، وكانت هناك كذلك بعض إعمال الترميم خلال ثمانينات القرن الماضي.

 

بعد غزو بغداد سنة 1424هـ/ 2003م حدثت معركة عسكرية في الأعظمية، تم على أثرها تدمير جزء من منارة المسجد والساعة والضريح وأجزاء أخرى داخل المسجد، وتحطمت المباني حول المسجد ومنها مبنى جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة، ثم قام أهالي الأعظمية بتنظيف المكان وإزالة الزجاج المتهشم وآثار المعركة وحماية المسجد والمرقد وكلية الإمام الأعظم من محاولات السرقة والتخريب، وبعد ذلك جرى ترميم المسجد والمرقد وإعادة نصب ساعة الأعظمية إلى برجها.

























التعليقات