حسون لبابا الفاتيكان : كان الأحب إلى قلوبنا أن تكون الزيارة إلى سورية ولبنان

حسون لبابا الفاتيكان : كان الأحب إلى قلوبنا أن تكون الزيارة إلى سورية ولبنان
غزة - دنيا الوطن
قال الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية في اتصال هاتفي مع التلفزيون العربي السوري إن سياسة القطب الواحد بدأت بتدمير العالمين العربي والإسلامي وكذلك الإنساني تحت مسمى الربيع العربي.

وقال المفتي “إن ما وجدته خلال زيارتي الحالية إلى روسيا هو تفهم حقيقي للوضع في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط.

والحكومة والشعب الروسي يعتبرون أن مواقفهم بإعلان “الفيتو” لما يتعلق بالوضع في سورية هو ليس نصراً للسوريين فقط بل هو نصر للعدالة في العالم لأن القطب الواحد هو الذي بدأ يدمر العالمين العربي والإسلامي وكذلك الإنساني باسم الربيع العربي.

وأضاف مفتي الجمهورية “إن روسيا تشكر اليوم سورية على موقفها وصمودها لمدة 16 شهراً لأنها استطاعت أن تجعل لروسيا موقفاً دولياً يعود إلى الساحة من جديد ويقول لا للقطب الدولي الواحد وهذا ما شعرناه في كل المؤسسات الروسية الحكومية حين كانوا يشكروننا ويرسلون التحية للقيادة والشعب السوري الذي استطاع أن يصمد أمام هذه الفتنة الكبيرة التي سموها “الربيع العربي” ونحن نسميها الدمار العربي”.

وحول الفيلم المسيء للرسول “ص” أكد المفتي وجود لعبة غربية قذرة تستهدف إثارة مشاعر المسلمين من خلال الأفلام المسيئة للدين الإسلامي لاستخدام ردود أفعال المسلمين عليها من أجل تشويه صورة الإسلام والمسلمين.

وقال مفتي الجمهورية “إذا كنتم تذكرون موقف سورية شعباً وحكومة في قضية الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى منذ سنوات حيث قلنا وقتها إنها عملية جس نبض وإنشاء فتن في العالمين العربي والإسلامي وعلينا أن نتابع هذا الموضوع بدقة وليس أن نثور في الشوارع ونعترض لمدة يوم أو يومين ثم نترك ذلك “داعيا المؤسسات الدولية إلى وضع قانون ملزم لمن يريد أي إساءة للرموز الدينية سواء أكانت إسلامية أم مسيحية أم لسيدنا موسى أم لسيدنا إبراهيم ليكون هناك موقف دولي من الإساءة للمقدسات الإيمانية وليس الإسلامية فقط.

 

وتابع المفتي حسون “إنهم حين جعلوا للمسيح فيلماً في هوليوود جعلوه فيه يرقص كما جعلوا سيدتنا العذراء ترقص أيضاً.. سكت المسيحيون يومها فظنوا أن هذا سيوصل إلى الساحة الإسلامية علماً أننا منعنا حينها فيلم المسيح من دخول سورية لأن في ذلك استصغاراً لشخصية سيدنا عيسى عليه السلام.. فاليوم قضية الفيلم المسيء ليست قضية حكومة واحدة بل هي حكومة أمريكية ومؤسسات فكرية ونفسية تدرس حالة العالم العربي والإسلامي وكيف يمكن أن تثير الفتن وأن تجعل من المسلمين قتلة كما حدث الآن في بنغازي الليبية”.

وتابع المفتي “إن كل الفضائيات الأوروبية والأمريكية الآن لا تظهر الفيلم المسيء الذي كان سبب الثورة إنما تظهر هذا المواطن الذي غضب وجاء إلى السفارة فأحرقها بالتالي هناك لعبة قذرة هي إثارة مشاعر المسلمين ثم استعمال هذه المشاعر المثارة في تشويه صورة الإسلام والمسلمين ولعدة مرات حدثت”.

وحث مفتي الجمهورية العالم الإسلامي على الانتباه من هذه الأمور قائلاً: “يحزنني أن أقول إن الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي يجب أن يكون لها كلها اليوم الدور في الوصول إلى الأمم المتحدة لتجتمع مئة اجتماع وليس فقط لسورية اجتمعت 20 و50 اجتماعاً ووزراء الخارجية العرب اجتمعوا من أجل تدمير سورية”.

وأضاف: “يجب أن يجتمعوا اليوم لأن ما سيدمر هو العالم الإسلامي والعربي في قيمه ورسالته ولذلك سورية كان لها موقف رسمي وشعبي من اللحظة الأولى التي كانت فيها الصور الكاريكاتورية الدانماركية وقد كان الموقف أنه تجب متابعة هذا الموضوع وعدم تركه أمام محاكم ومؤسسات دولية وأن نضع له برنامجاً خاصا للمتابعة بنفس الوقت وهذا ما أطلبه من كل قادتنا في العالم الإسلامي الروحيين والسياسيين”.

وأشار المفتي إلى ضرورة وجود توجه أوروبي عربي لتفهيم صورة النبي “ص” التي شوهها المتطرفون وجعلوا من هذا التطرف سلاحاً لهذه الأفلام وقال “نحن مشكلتنا أننا لم نمسك التطرف في أمتنا وجعلوا منه جسراً للإساءة لنبينا محمد “ص” وسورية موقفها دائماً حكيم وحازم في هذه المواضيع حيث لا نرضى بالإساءة إلى أي رمز ديني سواء كان النبي “ص” أو أي نبي من الأنبياء ولكن بنفس الوقت نكون على حكمة في كل تصرفاتنا بشكل كامل”.

وحول نداء بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر الذي يزور لبنان حالياً لارسال أفكار السلام والمحبة إلى سورية بدلاً من إرسال الأسلحة قال المفتي حسون: “إنني أتمنى أن يسمع هذا النداء قادة العالم الإسلامي وأوجه دعوة لصاحب القداسة أقول له فيها.. جئت إلى لبنان ولبنان في أمان وبذلت سورية من دماء أبنائها الكثير ليبقى لبنان دولة موحدة واحدة وكان الأحب إلى قلوبنا أن تكون الزيارة إلى سورية ولبنان وخصوصاً في هذه المرحلة وأقول هذه الكلمة من أموي دمشق ومن حنانيا ومن الطريق المستقيم ليقول لهم إن سورية رمز من رموز الحضارة الإنسانية تحمل كل الرسالات السماوية فسورية التي حافظت على التعدد فيها ثراء وعطاء ونماء كأزهار الربيع يريدونها اليوم ميتة ممزقة محروقة”.

وتابع المفتي حسون: أقول لصاحب القداسة كنا نتمنى أن نسمع هذا الخطاب الجميل في مطار دمشق ليقول للعالم ..أنا اليوم في دمشق وأرى سورية بأمن وأمان فأرسلوا لها زهور المحبة والسلام بدل أن ترسلوا لها الأسلحة ومن هنا أيضا أوجه الآن نداء ورجاء لأبناء شعبنا السوري بجميع أطيافهم معارضة وموالاة.. احفظوا وطنكم فإنني في روسيا اليوم أرى دموع الشعب الروسي على سورية وهم يقولون لي .. لماذا استهدفت سورية.. ولماذا سورية التي كنا نتعلم فيها العربية والإسلام والأرثوذكسية والتي كانت رسالة نور للعالم … ولماذا بعض أبناء سورية حمل السلاح… فأناشدهم .. لا تجعلوا صفحة سورية صفحة دماء واجعلوها صفحة نور وعطاء وصفاء وإيمان ومحبة وإخاء.


التعليقات