رحلة البحث عن قاتل العقيد الرخ في جنين:تفاصيل حول المشتبه بهم

رحلة البحث عن قاتل العقيد الرخ في جنين:تفاصيل حول المشتبه بهم
جنين- خاص دنيا الوطن
قالت مصادر مطلعة ان الاجهزة الامنية المختصة في جنين واللجنة المشتركة- التي شكلت عقب وفاة محافظ المدينة السابق اللواء قدورة موسى- شرعت بحملة اعتقالات واسعة في مخيم جنين عقب اغتيال العقيد في الامن الوقائي هشام الرخ قبل عدة أيام.

وأضافت المصادر أن حملة الاعتقالات في المخيم طالت عددا ممن تم اعتقالهم منذ بداية الحملة الامنية وافرج عنهم فيما بعد .

وأكدت المصادر ان عمليات الاعتقال وعلى الرغم من كونها اقل حدّة من الحملة السابقة الا انها تتم دون تحريات وفقط للاشتباه وغير المؤكد ايضاً ،حيث قالت المصادر أن اثنين ممن تم اعتقالهم هم من الأشخاص الذين قاموا بإسعاف العقيد الرخ ونقله الى المستشفى قبيل وفاته .

وأشارت المصادر إلى أن شقيق القيادي في كتائب الأقصى زكريا الزبيدي المعتقل حاليا في  سجن اريحا على ذمة قضايا من بينها حادثة اطلاق النار على منزل اللواء الراحل قدورة موسى من بين المشتبه بهم في مقتل الرخ.

ومن بين المعتقلين أيضا أفراد من مجموعة زكريا الزبيدي وعدد من أصدقائه ، إضافة الى ابن شخصية معروفة تم اعتقاله في الحملة السابقة .

رحلة البحث عن القاتل

وفي رحلة البحث عن الجاني تشير المصادر إلى أن أهالي جنين يدركون تماما الجهة المسئولة عن عملية القتل والتي تمتلك المقومات والجرأة ولديها المصلحة في اغتيال العقيد الرخ بناء على وقائع وأحداث يعلمها الصغار قبل الكبار في جنين.

 الاجهزة الامنية كانت قد اعتقلت سابقا مجموعة صغيرة متهمة باطلاق النار على النائب شامي الشامي وتم الافراج عن معظمهم وتوقفت التحقيقات فيما بعد حسبما أفادت المصادر المطلعه, وعلى الرغم من البعد الكبير "ظاهرياً" بين عملية اغتيال العقيد الرخ ومحاولة اغتيال "شامي الشامي" إلا أن الدلائل تؤكد على ان ربط العمليتين معاً سيؤدي إلى الجاني ، ففك لغز أي من الحادثتين كفيل بمعرفة المسؤول عن الحادثة الأخرى .

المصادر تقول أن بعض المعتقلين "ربما" يكون لهم صلة بعملية قتل العقيد هشام الرخ لكن وحسب التحريّات فإن الجهة التي تقف خلف عملية الفلتان المنظم في جنين كبيرة ولا يستطيع اي شخص الوصول اليها او الاشتباه بها .

مخطط لتوتير الساحة

 من جهته رفض النائب جمال حويل توجيه أصابع الاتهام لجهات معينة ،مؤكدا في الوقت ذاته على ان هذا الحادث يخدم الاحتلال الاسرائيلي بالدرجة الاولى ،فهو يستهدف ارباك وتوتير الساحة الفلسطينية خاصة في ظل الاوضاع السياسية والحصار الذي يمارس على الرئيس ابو مازن . 

لماذا جنين؟

وردا على سؤال لماذا تتكرر هذه الحوادث في جنين بالذات خصوصا بعد وفاة محافظ جنين السابق عقب تعرض منزله لإطلاق نار من بعض المسلحين ،وتعرض  النائب شامي الشامي لعملية إطلاق نار أخرى ،قال حويل أن جنين مستهدفة لما تمثله من حالة نظامية خاصة ومتقدمة جدا ،مشيرا إلى أن هذا المخطط يستهدف تشويه صورة المقاومة وإظهار الشعب الفلسطيني بأنه شعب لايستحق دولة ولا يستحق أن يقاوم،وذلك من اجل ضرب الاستقرار الأمني الذي ينعم فيه المواطن  الفلسطيني منذ فترة طويلة. 

مسلسل الاغتيالات مستمر..

ولم يستبعد حويل ان تستمر حلقات مسلسل الاغتيالات ،مؤكدا ان هناك مجموعة تعمل في الظلام بالتعاون مع الاسرائيليين،وان في حال عدم كشف الجناة في أقرب وقت ستكون هناك أسماء أخرى مرشحة لأن تكون ضحايا لهذا المخطط الاجرامي. 

وطالب حويل السلطة والاجهزة الامنية  العمل بجدية من اجل الوصول للجناة ووقف مسلسل الدمار الذي تعيشه محافظة جنين.

وقال حويل أن ان كل الجماهير التي شاركت في تشييع وبيت عزاء العقيد الرخ أكدت على وقوفها خلف السلطة الوطنية وتدعم خطواتها الجدية والمهنية من اجل  انهاء هذه الحالة.

 وردا على سؤال لماذا لم تخرج السلطة الى الان للإعلان عن المسئول عن عمليات القتل والترويع في جنين ، قال حويل "ان عملية اطلاق النار على بيت المحافظ تم ادراك جميع حيثياتها بشكل كامل وهناك أشخاص معتقلين في السجن ولكن قضية الشامي والرخ لا تزالان مجهولتان  لحد الان فلم يتم التوصل لمعلومات تقود الى من تسبب في اطلاق النار على الشامي ، إلان  أن هناك مجموعة تعمل في الظلام  وتحاول ان توصل رسالة ان ممثل الامن الوقائي ليس بعيدا عن ايديهم وهذا موضوع خطير جدا وانا اعتقد انه يجب العمل بكل جدية  من اجل الوصول لاي نتيجة في اقرب وقت" . 

من المسئول عن بيان القتل؟

وتعقيبا على ماذكرته مصادر خاصة لدنيا الوطن عن توزيع بيان من قبل مجهولين قبل عملية قتل العقيد هشام الرخ بساعتين حمل عبارات تهديد ووعيد لجهاز الامن الوقائي والمحققين مع اعضاء في حركة فتح في جنين ،وخٌتم بعبارة "وصلتنا رسالتكم..وسيصلكم رصاصنا".. قال حويل:"انا لا اريد ان استبق نتائج التحقيق لكن هناك علامات استفهام بين البيان وعملية القتل لكن اعتقد ان وجود البيان ترك مجال للقاتل ان يتصرف في هذه اللحظة بناءا على هذا البيان لكن  يتوجب ان نعمل بمهنية واحتراف للوصول لادلة لعلاقة البيانات بحادثة القتل". 

وأضاف:"اؤكد ان جماهيرنا في محافظة جنين ترصد أي ظاهرة من مظاهر توزيع البيانات غير المسؤولة واطلاق النار في الهواء،فترويع المواطنين مرفوض بشكل مطلق وهناك جماهير من اهالي المحافظة تؤكد على استعدادها لمحاربة أي ظاهرة تحاول ان تهدد الامن وتفتح الابواب من اجل المتصيدين واعوان الاحتلال".

حقيقة المعتقلين

وحول ما اكدته مصادر دنيا الوطن عن اعتقال اكثر من 15 شخص حتى اللحظة ومنهم من اعتقل في الفترات السابقة وحول الى سجن اريحا وافرج عنه وتم اعتقاله مرة اخرى بعد اغتيال الرخ اكد حويل ما نقلته مصادرنا ان الاشخاص الذين تم اعتقالهم جزء منهم هم الذين نقلوا هشام الرخ الى المستشفى ،مشيرا الى ضرورة ان يكون هناك مهنية واحتراف في العمل والا نتعامل بردات الفعل والا نستبق النتائج وان نترك التحقيق يأخذ مجراه بدون اي ضغوط وبعيدا عن الشائعات.

وقال حويل نحن مع اجراءات السلطة ضمن النظام والقانون والاحتراف في هذا الموضوع والرخ كان مطاردا من قبل الاحتلال لفترة طويلة وقدم الكثير من الخدمات لشعبه ولم يتاخر في يوم من الايام لتقديم أي عون ومواجهة الاحتلال في كافة الميادين والساحات ،ولهذا جاء الاستنكار لعملية اغتياله واسعا لأنه اهالي المدينة كانوا يعتبرونه صمام الامان لهذه المحافظة وهذا المخيم.

في السياق ذاته قال محافظ جنين اللواء طلال دويكات، إن المؤسسة الأمنية لن تدخر جهدا في الكشف عن عملية اغتيال العقيد هشام الرخ نائب جهاز الأمن الوقائي ورئيس لجنة الخدمات في مخيم جنين.

واضاف أن الأجهزة الأمنية نفذت حملة اعتقالات ومستمرة في إجراءاتها واعتقال كل من يشتبه بوجود علاقة له بعملية اغتيال العقيد الرخ، وذلك وفق الإجراءات القانونية وتنفيذا لتعليمات الرئيس محمود عباس الذي امر باتخاذ كل الإجراءات للكشف عن الأيدي المجرمة الذين يرتكبون جرائمهم وينفذون مخططات الاحتلال في الليل.

وناشد دويكات كافة أبنا المحافظة التعاون مع المؤسسة الأمنية لتمكينها من الاستمرار في عملها لتوفير الأمن والأمن ودحر مخططات الاحتلال الرامية إلى تدمير المشروع الوطني.

وفضل اللواء دويكات عدم الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بمسار القضية والتحقيق وقال إن الموقوفين على ذمة التحقيق.