الصحافة الفلسطينية تتستر على الفساد وتنافق محمد رشيد لكسب وده

الصحافة الفلسطينية تتستر على الفساد وتنافق محمد رشيد لكسب وده
بقلم : عبدالله عيسى

عندما تأسست دنيا الوطن  في عام 2003 كان الرئيس الراحل ابو عمار محاصرا في المقاطعة برام الله وهذه قصة سأكشفها لأول مرة فأرسلت له رسالة شفوية مع الصديق العزيز د.احمد الطيبي تقول:" اننا نعلم ظروف السلطة وانها غير قادرة على محاربة الفساد الان وانا اريد ان افتح ملفات الفاسدين بدنيا الوطن حتى يستحوا على دمهم وعلى الاقل يشعروا ان صحيفة تلاحق فسادهم ولا يعيثوا في الارض فسادا". كان رد ابو عمار:" على بركة الله بس ما يقوي العيار لانريد بلبلة الان.

وكل يوم كان وزير او مسؤول يشتكي دنيا الوطن الى ابو عمار ولم يحرك ساكنا وعندما تسلم الرئيس ابو مازن امانة المسؤولية كان لديه توجه اخر اتفق معه بدون جدال . فالرئيس ابو عمار كان لديه نظرية كنت اختلف معها وهي انه يريد ايصال الشعب الفلسطيني الى الدولة المستقلة بكل العفن الموجود وبعد ذلك " ينظف الشعب هذا العفن بعد اقامة الدولة ".

ابو مازن  لديه نظرية اخرى كنت اتفق معها اننا لن نصل للدولة بكل هذا العفن الموجود يجب اعطاء محاربة الفساد اولوية لان الفئران تنخر السفينة .

وعندما كانت الصحافة الفلسطينية لاتجرؤ ان تفتح فمها بكلة ضد فاسد كانت دنيا الوطن تنشر ملفاتهم على الملأ واستطاعت ان تخلق راي عام مؤيد لمحاربة الفساد بلا هوادة .

ولم يكن تميز دنيا الوطن بريادتها في محاربة الفساد فقط بل كان الاهم حياديتها واستقلاليتها التامة رغم كل الضغوط والمغريات التي تقدم لنا تحت وفوق الطاولة .

وعندما فتحت السلطة ملف محمد رشيد تصدت دنيا الوطن لهذا الملف كما تصدت لكل من سبقه ولم تكن دنيا الوطن سباقة في التصدي لملف محمد رشيد بل كانت الوحيدة وما زالت وعندما كنا نرى تجاهل الصحافة الفلسطينية لنشر كلمة واحدة حول محمد رشيد لم نعطي الامر اهمية ولكن ان يصل الامر بكاتب ومدير موقع ممول من الوكالة الامريكية للتنمية الذي افتضح امره بسرقة المقالات وما خفي اعظم صاحب حواديت سمكة القرش وفتاة الجيشا فيزعم ان الصحافة الفلسطينية لم تتدخل . وكان دنيا الوطن ليست فلسطينية.

ان يكتب المقال تلو المقال ينافق فيه محمد رشيد ويتقرب اليه زلفى فكان امرا مستفزا لنا ولكن ان يصل به الامر ليقول ان الصحافة الفلسطينية لم تتناول قضية محمد رشيد باستثناء تصريح لنقيب الموظفين بسام زكارنة ..وهل اصبح زكارنة مع احترامنا له من الصحفيين؟!

دنيا الوطن تواجه ملف الفساد منذ عشر سنوات باطار عملها الصحفي ولم تتقاضى يوما مقابل ذلك فلسنا مؤسسة نزاهة التي تتقاضى الملايين من المؤسسات الدولية لإصدار نشرات تطالب المواطن الفلسطيني تقديم شكوى على شرطي المرور ان اخذ 20 شيكل رشوة .. تركوا القضايا الكبيرة واصبح غايتهم الشرطي فقط ولم تصدر نزاهة كلمة عن قضايا الفساد التي تعالجها السلطة .

دنيا الوطن التي حققت اعلى نسبة قراء بلا منازع على فلسطين ووصل عدد قراء دنيا الوطن 700 الف قارئ  يوميا مؤخرا وهو رقم قياسي لاتصله كل الصحف والمواقع الفلسطينية مجتمعة والتي كتب عنها كاتب الماني في دراسة المانية عن الانترنت في العالم العربي بان دنيا الوطن من اهم 4 مواقع عربية الاكثر تأثيرا على الراي العام العربي  وللتوضيح فقط ولم اكن ارغب بهذا التوضيح ابدا فان قراء مقالاتي يصل عددهم ما بين 50 -70 الف قارىء للمقال الواحد .

على مدى عشر سنوات من محاربة الفساد اردت تحريك المياه الراكدة حتى وصلت لمرحلة والله لا ابيت ليلة بدون تهديد برسالة او هاتفيا من الفاسدين الصغار والكبار .. واطرف التهديدات جاءت ذات مرة من شخص اتصل يهدد وهو فاسد صغير اتصل برنة ويكررها من رقم لا اعرفه فطلبته من جوالي لا اعرف من هو وما يريد فبادر بالتهديد فقلت له سأغلق الخط فصرخ لاتغلق الخط لايوجد معي كرت فضحكت وقلت له روح جيب كرت لجوالك ثم هدنني كما تشاء على حسابك .

مدير مكتب احدهم اتصل ليلا وقال يقول لك فلان كيف تنشر موضوع كذا فقلت له دنيا الوطن مفتوحة لكل الآراء فقال الا تخشى احراق مكتبك . قلت له :هذه رسالة منك ام من معلمك قال من معلمي . قلت له ابلغ ردي على رسالته :" يقول لك عبدالله عيسى لكل فعل رد فعل ".

وعندما وقفت في وجهه ووجه الكثيرين كان الكاتب الممول من وكالة التنمية الامريكية يمارس هواية لعق الاحذية .

كل هذا والله لم اكن ارغب بكتابته وهنالك الكثير مما لا اريد قوله في اشد معركة ضد الفساد خضتها على مدى عشر سنوات بعد تأسيس دنيا الوطن وقبلها بخمس سنوات معارك تشهدها السلطة عندما كنت مراسلا لصحيفة الشرق الاوسط السعودية والصادرة بلندن .. من دفع في كل السلطة ثمنا لمكافحة الفساد كما دفعته ومن واجه وتحدى كما تحديت فعندما كتبت مقالا عن وزير تربية سابق امر بطرد ابنتي من المدرسة عقابا لي .. قصة لاتحصل في الهندوراس وعندما شكوته للرئيس الراحل ابو عمار قال لقد هاجمني بمقال فشتمه ابو عمار.

اما المناصب التي عرضت علي فحدث ولاحرج وعليها شهود رفضتها بلا تردد عندما كان البعض يبوس الجزمة من اجل ان يحصل على منصب كهذا ممن يزايد علي الان .

وعندما كسرت اسنان طفلة لي بروضة بسبب اهمال مديرة الروضة وهي زوجة وزير "وهذه رسالة لمحمد رشيد ".. اخذتني العزة بالإثم وقلت سأقلبها عاليها واطيها وكانت انتفاضة الاقصى في اوجها واردت ان اخرج للفضائيات لأفضح ممارسات الوزير وزوجته فاتصل بي كثيرون لتهدئة الامر ولكن وزيرا قال لي كلمة :" معك حق بكل ما تريد فعله والوزير وزوجته ارتكبوا جريمة ولكن احسب التالي ان العرب يتعاطفون الان مع شعبنا من جرحى وشهداء ومتضررين ان فعلت ما تريد فعله سيتراجع العرب عن تعاطفهم والخاسر شعبنا وليس الوزير ".

سمعت كلامه وقلت في نفسي لن اكون سببا في حرمان اسر فلسطينية بأمس الحاجة للمساعدة وطويت الموضوع ولم افتحه مطلقا .

ومحمد رشيد الذي يتفنن كاتب وكالة التنمية الامريكية في نفاقه ومداهنته كتب رسالة الى القمة الاسلامية بجدة يطالبها فيها بعدم تقديم أي دعم مالي للسلطة ..هل محمد رشيد حريص على مصلحة الشعب الفلسطيني وهو يوجه رسالته للقمة الاسلامية .. والله رسالته اوجعتني شخصيا في الوقت الذي كان فيه الرئيس ابو مازن والوفد المرافق صائب عريقات وماجد فرج واخرين يحاولون اقناع الدول الاسلامية والخليجية بتقديم دعم للسلطة والقدس ولدفع رواتب الموظفين  .

المواطن الفلسطيني يبحث عن صحيفة تعبر عن همومه ووجدها في دنيا الوطن التي تنحاز دوما لمصلحة المواطن .

 

التعليقات