لوتس عبد الكريم تكشف قصة الرسالة التي كتبتها الملكة فريدة إلى سوزان مبارك ولم ترسلها
غزة - دنيا الوطن
محمد الدعدع
شديدة الحساسية والنبل وشديدة الحزن. باعثة علي البهجة وهي سيدة الألم. صادقت العالم في أسفارها المتعددة لكل أركان الدنيا. وصادفت البشر ملوكا وملكات ووزراء وسفراء وفنانين وكتابا لفرط عشقها للكتابة والصحافة أصدرت مجلة الشموع، ومن خلالها تعاملت مع أهم كتاب وصحفين مصر.
شاء لها القدر أن تكون ابنة أخت أمين عثمان وزير مالية الوفد الذي كان الرئيس الراحل أنور السادات أحد المشاركين في اغتياله, وأن تحتضن الملكة فريدة في سنواته الخمس الأخيرة, وأن تكون حافظة لأسرار احسان عبدالقدوس ويوسف السباعي ويوسف وهبي ومصطفي محمود, وأن تتعلم من الإمام الراحل عبدالحليم محمود إنها الدكتورة لوتس عبدالكريم امرأة الحياة العجيبة أحببت الفلسفة ودرستها، تعلمت السياسة والدبلوماسية من التنقل بين البلدان، احتكت بعلماء الدين والتقت السياسيين والمشاهير والفنانين والأدباء وتعلمت منهم الكثير..جالست سارتر في المقهي بباريس وقابلت سيمون بوفوار وصدمت بآرائها المتحررة جدا..لأنها أكثر من يعرف عن حياة الملكة فريدة..ولأنها من شاءت لها الأقدار أن تحمل الي العالم أخر أسرارها..
صداقتها بملكة مصر كانت بمثابة نقطة تحول كما تقول هي..انها "سيدةالألم"لوتس عبد الكريم..ذلك أنه قدر لها أن تكون أمينا لأسرارها وشاهدة علي قصة الأيام الأخيرة لصديقتها المقربة الملكة فريدة، الزوجة الأولى للملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، وأم بناته الثلاث , والتى عاشت معها خمس سنوات ، فاستطاعت أن تكتب سيرتها الذاتية التي لم تدونها في كتاب يعد أبرز وثيقة ملكية مهمة لما يحويه من معلومات وصور ووثائق وأحداث نادرة لم يذكرها المؤرخون.
ولم ترد في كتاب تناول الملكية في مصـر مما دفع بالذهول أن يعتري وجه الصحفية نوال مصطفي لدي اطلاعها علي الكثير من الأوراق والوثائق التاريخية الأصلية بحوزة الدكتور لوتس عبد الكريم وقد حملت احداهن أكبر المفاجأت فى هذه الأوراق الخاصة بالملكة فريدة، فكانت خطاباً موجهاً من الملكة إلى السيدة سوزان مبارك، والخطاب يكشف عن لقاء لم يعلن عنه، بين السيدة الأولى سوزان مبارك والملكة فريدة ملكة مصر سابقاً!
وقد كتبت الملكة فريدة على المظروف الخارجى للخطاب:
"السيدة المحترمة سوزان مبارك، حرم السيد رئيس جمهورية مصر العربية. خاص وسرى.
وعلى ظهر المظروف كتبت: " الراسلة فريدة ذوالفقار ملكة مصر سابقاً".
وهذا الخطاب كتبته الملكة فريدة فى 18 أغسطس 1982، وكتبت فيه بالنص:
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة المحترمة سوزان هانم مبارك، أتقدم لسيادتك بمزيد من شكرى وامتنانى لحسن المقابلة، داعية الله أن يسدد دوماً خطاكم، وأن يحقق لجمهورية مصر العربية النصر والتوفيق، تحت قيادة سيادة الرئيس مبارك..
عزيزتى ابنتى سوزان ..
أعطيتنى الثقة والأمل وأنا فى ظلم يأسى، فقد غادرت قصر العروبة وكلى أمل وواثقة كل الثقة على غير العادة، من أن الله سبحانه وتعالى أخيراً، قد من على بالصدق، ولم أجد حرجاً من أن أقول، إنه فعلاً اليوم قد رَدَّ لى جزءاً مما ضاع منى منذ السنوات الطويلة الماضية، ولكن أقول الحمد لله، وأما بنعمة ربك فحدث، راضية بما قسم الله لى.
وأرجو داعية مبتهلة إلى الله، أن أرك دائماً فى أسعد الأحوال والتوفيق، وأرجو قبول فائق احتراماتى" ..
التوقيع فريدة ذوالفقار"!
ترى ماذا دار فى هذا اللقاء الإنسانى بين سيدة مصر الأولى وفريدة ملكة مصر السابقة؟ لا أحد يعلم.
لكن المؤكد أن الملكة فريدة خرجت من هذا اللقاء، وهى تكاد تطير فرحاً، وقد عبرت عن ذلك بكلماتها المؤثرة فى هذا الخطاب..هكذا تقول الدكتورة لوتس عن أثر ذلك الخطاب وأضافت "
وعندما بدأت تعانى من المرض فى عام 1988، واكتشف الأطباء أنها مصابة بالأنيميا الحادة "لوكيميا الدم"، ووصل الخبر إلى سوزان مبارك حرم الرئيس، اهتمت وتأثرت كثيراً، وصدر قرار بأن تتحمل الدولة نفقات علاج الملكة فريدة فى الداخل والخارج.
وسافرت الملكة فريدة للعلاج فى باريس على حساب مصر، ثم سافرت إلى النمسا للعلاج بالأعشاب.
لكن حالتها الصحية لم تتحسن كثيراً، وعادت إلى مصر لتواصل العلاج عن طريق نقل الدم، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور مؤتمر دولى للفنانين، وعندما عادت إلى مصر اكتشف الأطباء إصابتها بتلوث كبدى نتيجة نقل الدم.
كانت فريدة تعلم أن موعدها مع نهاية الرحلة قد اقترب لا مفر، وعندما رحلت عن الدنيا، أمرت السيدة سوزان مبارك أن يلف جثمان الملكة فريدة بعلم مصر، ليحتضنها التراب المصرى، الذى نقشت عليه بسلوكها وتاريخها المشرف، اسمها بحروف من نور على صفحات تاريخ مصر.
محمد الدعدع
شديدة الحساسية والنبل وشديدة الحزن. باعثة علي البهجة وهي سيدة الألم. صادقت العالم في أسفارها المتعددة لكل أركان الدنيا. وصادفت البشر ملوكا وملكات ووزراء وسفراء وفنانين وكتابا لفرط عشقها للكتابة والصحافة أصدرت مجلة الشموع، ومن خلالها تعاملت مع أهم كتاب وصحفين مصر.
شاء لها القدر أن تكون ابنة أخت أمين عثمان وزير مالية الوفد الذي كان الرئيس الراحل أنور السادات أحد المشاركين في اغتياله, وأن تحتضن الملكة فريدة في سنواته الخمس الأخيرة, وأن تكون حافظة لأسرار احسان عبدالقدوس ويوسف السباعي ويوسف وهبي ومصطفي محمود, وأن تتعلم من الإمام الراحل عبدالحليم محمود إنها الدكتورة لوتس عبدالكريم امرأة الحياة العجيبة أحببت الفلسفة ودرستها، تعلمت السياسة والدبلوماسية من التنقل بين البلدان، احتكت بعلماء الدين والتقت السياسيين والمشاهير والفنانين والأدباء وتعلمت منهم الكثير..جالست سارتر في المقهي بباريس وقابلت سيمون بوفوار وصدمت بآرائها المتحررة جدا..لأنها أكثر من يعرف عن حياة الملكة فريدة..ولأنها من شاءت لها الأقدار أن تحمل الي العالم أخر أسرارها..
صداقتها بملكة مصر كانت بمثابة نقطة تحول كما تقول هي..انها "سيدةالألم"لوتس عبد الكريم..ذلك أنه قدر لها أن تكون أمينا لأسرارها وشاهدة علي قصة الأيام الأخيرة لصديقتها المقربة الملكة فريدة، الزوجة الأولى للملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، وأم بناته الثلاث , والتى عاشت معها خمس سنوات ، فاستطاعت أن تكتب سيرتها الذاتية التي لم تدونها في كتاب يعد أبرز وثيقة ملكية مهمة لما يحويه من معلومات وصور ووثائق وأحداث نادرة لم يذكرها المؤرخون.
ولم ترد في كتاب تناول الملكية في مصـر مما دفع بالذهول أن يعتري وجه الصحفية نوال مصطفي لدي اطلاعها علي الكثير من الأوراق والوثائق التاريخية الأصلية بحوزة الدكتور لوتس عبد الكريم وقد حملت احداهن أكبر المفاجأت فى هذه الأوراق الخاصة بالملكة فريدة، فكانت خطاباً موجهاً من الملكة إلى السيدة سوزان مبارك، والخطاب يكشف عن لقاء لم يعلن عنه، بين السيدة الأولى سوزان مبارك والملكة فريدة ملكة مصر سابقاً!
وقد كتبت الملكة فريدة على المظروف الخارجى للخطاب:
"السيدة المحترمة سوزان مبارك، حرم السيد رئيس جمهورية مصر العربية. خاص وسرى.
وعلى ظهر المظروف كتبت: " الراسلة فريدة ذوالفقار ملكة مصر سابقاً".
وهذا الخطاب كتبته الملكة فريدة فى 18 أغسطس 1982، وكتبت فيه بالنص:
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة المحترمة سوزان هانم مبارك، أتقدم لسيادتك بمزيد من شكرى وامتنانى لحسن المقابلة، داعية الله أن يسدد دوماً خطاكم، وأن يحقق لجمهورية مصر العربية النصر والتوفيق، تحت قيادة سيادة الرئيس مبارك..
عزيزتى ابنتى سوزان ..
أعطيتنى الثقة والأمل وأنا فى ظلم يأسى، فقد غادرت قصر العروبة وكلى أمل وواثقة كل الثقة على غير العادة، من أن الله سبحانه وتعالى أخيراً، قد من على بالصدق، ولم أجد حرجاً من أن أقول، إنه فعلاً اليوم قد رَدَّ لى جزءاً مما ضاع منى منذ السنوات الطويلة الماضية، ولكن أقول الحمد لله، وأما بنعمة ربك فحدث، راضية بما قسم الله لى.
وأرجو داعية مبتهلة إلى الله، أن أرك دائماً فى أسعد الأحوال والتوفيق، وأرجو قبول فائق احتراماتى" ..
التوقيع فريدة ذوالفقار"!
ترى ماذا دار فى هذا اللقاء الإنسانى بين سيدة مصر الأولى وفريدة ملكة مصر السابقة؟ لا أحد يعلم.
لكن المؤكد أن الملكة فريدة خرجت من هذا اللقاء، وهى تكاد تطير فرحاً، وقد عبرت عن ذلك بكلماتها المؤثرة فى هذا الخطاب..هكذا تقول الدكتورة لوتس عن أثر ذلك الخطاب وأضافت "
وعندما بدأت تعانى من المرض فى عام 1988، واكتشف الأطباء أنها مصابة بالأنيميا الحادة "لوكيميا الدم"، ووصل الخبر إلى سوزان مبارك حرم الرئيس، اهتمت وتأثرت كثيراً، وصدر قرار بأن تتحمل الدولة نفقات علاج الملكة فريدة فى الداخل والخارج.
وسافرت الملكة فريدة للعلاج فى باريس على حساب مصر، ثم سافرت إلى النمسا للعلاج بالأعشاب.
لكن حالتها الصحية لم تتحسن كثيراً، وعادت إلى مصر لتواصل العلاج عن طريق نقل الدم، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور مؤتمر دولى للفنانين، وعندما عادت إلى مصر اكتشف الأطباء إصابتها بتلوث كبدى نتيجة نقل الدم.
كانت فريدة تعلم أن موعدها مع نهاية الرحلة قد اقترب لا مفر، وعندما رحلت عن الدنيا، أمرت السيدة سوزان مبارك أن يلف جثمان الملكة فريدة بعلم مصر، ليحتضنها التراب المصرى، الذى نقشت عليه بسلوكها وتاريخها المشرف، اسمها بحروف من نور على صفحات تاريخ مصر.
التعليقات