دنيا الوطن تتجول شارع عمر المختار بغزة لتكشف سر جاذبيته لكافة طبقات الشعب الغزي .. عمر المختار: شيخ الشوارع الغزية .. شاهد صور الجولة

دنيا الوطن تتجول شارع عمر المختار بغزة لتكشف سر جاذبيته لكافة طبقات الشعب الغزي .. عمر المختار: شيخ الشوارع الغزية .. شاهد صور الجولة
غزة – خاص دنيا الوطن – منى حلس
 
عند دخولك شارع عمر المختار، المكتظ بالأسواق المتنوعة والحرف في شتى المجالات، ينتابك شعور جميل ممزوج بالحنين إلى الماضي، والإعجاب بالتطور العمراني و الاقتصادي، الذي وصل إليه هذا الشارع في وقتنا الحالي، جعله بمثابة عمود فقاري لمدينة غزة، فهو مقصد كافة شرائح المجتمع الغزي ، اللذين جميعا يجدوا فيه ما يلبي احتياجاتهم ويرضى أذواقهم.  

كانت مدينة غزة عبارة عن كتلة متكتلة من المباني العمرانية، تتميز بشوارعها الضيقة، والمعوجة لظروف أمنية واقتصادية، لذا لم يكن هناك مخطط هندسي أو رؤى مستقبلية بعينها، لمحاولة توسيع هذه الشوارع، إلا في حقب متميزة كالحقبة البيزنطية والرومانية. 

خطوات نشأته وتسميته 

بقي حال هذه الشوارع الضيقة على ما هو عليه طيلة الحقبة العثمانية، وفي أواخر العهد العثماني، وبالتحديد في العقد الأول من القرن العشرين، قام جمال باشا "السفاح" بشق شارع في قلب المدينة، يمتد من جامع الشيخ شعبان "البنك العربي حاليا" إلى منطقة سوق العملة. 

و أدى شق هذا الشارع إلى إحداث مشاكل كبيرة جدا لعامة الشعب، نظرا لتقسيم هذا الشارع لأجزاء متفرقة طالت المنازل والمحلات الموجودة في ذلك الحين، وخاصة جامع "الوزيري"، أيضا "خان الزيت"، اللذان من المعالم الأثرية المميزة لهذا الشارع، حيث اقتطفت منهم أجزاء كبيرة.

إلى هذا الحين كان يطلق على الشارع اسم "الشارع الكبير"، وظل على هذا الاسم حتى عام 1934م، ثم أطلق عليه بعد ذلك اسم "شارع جمال باشا"، وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى، نسبة إلى جمال باشا "السفاح"، قائد الفرقة الرابعة للجيش التركي في الحرب العالمية الأولى. 

وعندما اعتلى رئاسة البلدية السيد "فهمي بيك الحسيني"، الذي امتدت رئاسته من سنة 1927م إلى سنة 1939م، عقد مجلسا بلديا برئاسته، كان من أهم بنوده تغيير اسم الشارع، باسم شارع"عمر المختار"، نسبة للمجاهد الليبي عمر المختار، الذي أعدمته القوات الإيطالية الفاشستية، ولكن القنصل الإيطالي في القدس حينها اعترض بشدة على هذه التسمية، و حاول جاهدا منع الحسيني من إتمام التسمية، أيضا قوبل هذا الاسم بالاعتراض من قبل الانتداب البريطاني.

لم يكترث الحسيني لهذه الاعتراضات، وظل مصمما على تغيير اسم الشارع إلى "عمر المختار"، وبعد ذلك قام شق الشارع من منطقة تقاطعه "شارع البوصطة" إلى الشارع المؤدي لحي الشجاعية كما نراه اليوم، بأمر من الحسيني. 

بعد الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة سنة 1967م ونتيجة الإضرابات المتلاحقة في هذا الشارع، لأنه الشارع الرئيسي للمدينة؛ بدأ يمتد غربا حتى وصل إلى شاطئ البحر، عند امتداد طريق أسفلتي.

سوق مركزي و مأثر تاريخي 

يتمتع شارع عمر المختار في وقتنا الحالي بتعدد أسواقه التي تكتظ أيضا بالمحلات لكافة البضائع التجارية، مثل سوق "القيسارية"، وهو السوق الوحيد في قطاع غزة المختص ببيع الذهب، وتصنيعه أيضا، ويحتل هذا السوق جزء كبير من شارع عمر المختار، أيضا سوق الخضرة المتعارف عليه حاليا بسوق "الموظفين"، أيضا العديد من المحلات التجارية لمختلف البضائع على جانبي الشارع، وسوق العملة، وينتهي "بسوق البسطات". 

يجمع هذا الشارع من خلال ما فيه من أسواق، كافة طبقات الأناس الغزيين، من طبقة شعبية، وأخرى متحضرة، غنية كانت أم متوسطة الحال، وحتى الفقيرة، كل منهم يمشي في هذا الشارع قاصد محلاته التجارية، التي تلبي كافة أذواقهم، وهذا من أهم مميزات شارع عمر المختار.
 
من أهم مآثر هذا الشارع الأثرية، حمام السمرة، الباقي لوقتنا الحالي ويرتاده الغزيين من كل صوب واتجاه، أيضا "خان الزيت" أو "البيمارستان"، وهو عبارة عن مستشفى، قام بإنشائها "منصور قالوون"، ولكنها أزيلت في العام ال55م، وحل محلها عمارة أبو رحمة في وقتنا الحالي.

ومن الأثريات المميزة لهذا الشارع، البلدية القديمة الجميلة، الموجودة في وسط الشارع، بنيت فترة رئاسة فهمي بيك الحسيني، والذي قام الصهاينة في الحرب الأخيرة على غزة، بتدمير الجزء الغربي منها.

ومن أهم جوامع جوامع هذا الشارع العريق، جامع "الوزيري"، الذي بقي جزء منه إلى يومنا هذا موجود، وجامع "الشيخ شعبان" المشهور باسم "أبو القرون".

  









التعليقات