عاجل

  • غارة من طائرات الاستطلاع على حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة

  • مصادر محلية: غارة للاحتلال تستهدف منزلاً على مفترق الكلية الجامعية جنوب غرب مدينة غزة

حذاء محمد رشيد بني في ابيض

حذاء محمد رشيد بني في ابيض
بقلم: عبدالله عيسى

تابعت مقالات محمد رشيد التي تناول فيها عملية اغتيال الرئيس الراحل ابو عمار ولفت انتباهي عدة نقاط كانت انه وجه اتهامات لعدد كبير من قادة ورجالات السلطة المدنيين والعسكريين بالتورط في اغتيال ابو عمار وتقريبا لم يترك مسؤولا الا ووجه اليه اتهاما بالضلوع في مؤامرة اغتيال ابو عمار لحساب اسرائيل .

وحسب مقالات محمد رشيد استطيع الخروج بانطباع ان عملية اغتيال ابو عمار لم تكن عملية سرية معقدة نفذتها المخابرات الاسرائيلية بل كانت زفة بلدي شارك بها 50 مسؤول فلسطيني احدهم تطوع بحمل علبة السم والاخرين كان يزفون القاتل .

وحسب روايات محمد رشيد استطيع الاستنتاج ان المخابرات الاسرائيلية اصبحت مثل مخابرات الصومال فهي تعمل بهذه الطريقة المكشوفة والصبيانية ولو كان الامر كذلك لانهارت اسرائيل في شهر ولدوى كل يوم 50 انفجار بفعل عمليات المقاومة الفلسطينية .

يا راجل احترم عقول الناس ولا تفترض في الناس الغباء فتسهب باتهامات يمينا وشمالا .. هذا تم تعيينه وكيل وزارة بعد تسلم ابو مازن الرئاسة وهذا تم تعيينه رئيسا لجهاز امني وهذا سافر وهذا عينه ابو مازن بوظيفة كذا وحسب مقالاتك فان كل التعيينات جاءت بغرض اسكات المشاركين بقتل ابو عمار وحسب قولك كانت مكافئات لمن اسهم في فتل ابو عمار واسهم نضع تحتها مليون خط . لان من اسهم هو المنفذ فقط ولاعلاقة لكل من تتهمهم بهذه الجريمة النكراء لان شغل الزفة ليس من طبيعة عمل المخابرات الاسرائيلية التي تعمل بطرق معقدة وبالغة السرية .

تذكرني بصحيفة عربية خرجت بتقرير غريب عندما اتهمت السعودية بالمشاركة في اغتيال الشهيد عماد مغنية وان السعودية مولت تكاليف العملية وهي 100 الف دولار دفعتها للموساد !! اسرائيل التي ناتجها القومي 200 مليار دولار ستطلب 100 الف دولار من السعودية او غيرها لتنفيذ عملية ضد اخطر رجل يهدد امنها .

نقرأ كل يوم قصص لايقبلها عقل ولامنطق حتى اصبنا الدوار لان البعض وعلى راسهم محمد رشيد يفترض في الشعب الفلسطيني الغباء ثم ينسج قصص واساطير.

قلنا هنالك قاتل واحد نفذ العملية الشنيعة ولكنك اتهمت 50 مسؤولا واتهمت الرئيس بانه منع ناصر القدوة والطيرواي من مواصلة التحقيق .. اولا ناصر القدوة لم يحقق في اغتيال ابو عمار وتفرغ لتأريخ نضاله وتوثيق السيرة النضالية للرئيس الراحل واما الطيرواي فقد اعلن اكثر من مرة انه لم يصل الى ادلة قاطعة وهذا كل ما في الامر واما توجيه السلطة رسميا وعلنيا لاسرائيل باغتيال ابو عمار رغم احساس كل الناس بان اسرائيل من فعلتها فهي تحتاج الى دليل قاطع والدليل اعترافات القاتل .

انني اتحداك بدل زوبعة الاتهامات والطعن بشرف المناضلين بدون وازع  ان تعلن عن اسم واحد وتقدم الدليل القاطع وتقول هذا هو القاتل وان لم تتخذ السلطة اجراءا ضد القاتل فإنني سكون اول من يضم صوته الى صوتك حتى يلاقي القاتل جزاءه ولكن نريد دليلا قاطعا لا يحتمل التأويل ولانريد حكايات جدتي واذا كنت لاتملك مثل هذا الدليل دع اجراءات السلطة تأخذ مجراها . انا واثق ان الرئيس ابو مازن ينتظر اللحظة بفارغ صبر عندما تمسك السلطة بالقاتل وانا واثق ان الرئيس سيعلن النبأ لعالم كله ولكن اذا كانت خيوط الجريمة غير واضحة ولم تمسك السلطة بطرف خيط فماذا عسها ان تفعل ؟!.

منذ سنوات طويلة اراد احد الظرفاء ان يثير بلبلة في دولة عربية فقام بطباعة منشور " ايام المنشورات والفن الجميل قبل اختراع النت "..كتب فيه مئات الاسماء لشخصيات واناس عاديين زعم فيه انهم يتلقون رواتب من المخابرات الامريكية ..الناس تلقفت المنشور لفترة مما اثار بلبلة في اوسط النخبة حتى اصبح الشخص يلتقي صديه فيصافحه ويساله:" هل اسمك في كشف المخابرات الامريكية ".

ونخشى ان نصل لهذه الحالة فان يلتقي احدنا بصديقه فيساله :" هل اسمك في كشف محمد رشيد للمتهمين بقتل ابو عمار". مسخرة حقيقة ونكتة مؤلمة ولكن باقحام كل هذه الاسماء من كبار وصغار المسؤولين ارى فيه هدفا خبيثا بإغلاق الطريق على تحقيق حقيقي وجدي تقوم به السلطة بحثا عن قاتل ابو عمار .

يذكرني محمد رشيد بفيلم سينمائي مصري قديم من بطولة الفنان محي اسماعيل يتحدث عن موظف بسيط " محي اسماعيل " جاءته الى المصلحة سيدة لا جراء معاملة لها فدعته لزيارتها في بيتها واثناء وجوده في منزلها قرع الجرس فقالت لمحي اسماعيل :"اختبئ تحت السرير في غرفة النوم ". فقتلت السيدة وروى محي اسماعيل للبوليس ما راه وانه كان تحت السرير ولم ير من القائل سوى حذائه ولونه بني في ابيض .

ضابط التحقيق كل يوم يحقق مع الشاهد الوحيد وهو مصر على رواته انه شاهد جزمة القاتل فقط ولونها بني في ابيض .. جن الضابط واصبح يبحث في محلات الجزمجية عن حذاء لون بني في ابيض ومحي اسماعيل يسير في الشارع وعينية على احذية المارة بحثا عن رجل حذاءه بني في ابيض .. طوال الفيلم والبحث من جهة الضابط ومحي اسماعيل وفي اخر مشهد في الفيلم امر الضباط باعتقال محي اسماعيل وظهر في اخر لقطه في البوكس معتقلا ووجهت الكاميرا على حذاء محي اسماعيل فاذا به هو من يرتدي الحذاء بني في ابيض .

أي انه القاتل ولم ير احدا يدخل الشقة ولكن كان يتحدث عن نفسه كيف قتل السيدة .


التعليقات