أحمد جبريل:قمنا بتسليح أبناء الجبهة لحماية مخيماتنا من العصابات"الجيش الحر"

أحمد جبريل:قمنا بتسليح أبناء الجبهة لحماية مخيماتنا من العصابات"الجيش الحر"
غزة - دنيا الوطن
قال أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة " إنه في زمن كهذا نجد أن القابض على مبادئه، كما القابض على جمرةٍ من نار، ورغم ذلك فنحن في الجبهة لا زلنا نقبض على مبادئنا التي انطلقنا من أجلها، لا زلنا نتمسك بمواقفنا، لم نغيرّها أو نلتفّ عليها، منذ إنطلاقتنا قبل خمسين عاماً، كانت بوصلتنا باتجاه فلسطين ووضعنا نصب أعيننا تحريرها من رأس الناقورة إلى النقب، ومن النهر إلى البحر، لم نهن ولم نضعف ولم نتراجع رغم قوافل الشهداء، الذين ضحوا بدمائهم على هذا الطريق"، وجاء كلام "جبريل" في مناسبة تأبين أحد كوادر الجبهة مساء أمس حيث التقى حشداً من فعاليات ومشايخ ووجهاء وأبناء الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك بدمشق بحضور عدد من ممثلي فصائل الثورة الفلسطينية ، وتابع  "جبريل" قائلا "كذلك بنينا منذ البدء رؤيتنا على أن يكون قربنا من أي حزب أو نظام بمقدار قربه من فلسطين، فنحن لم نقل يوماً أن الشعب الفلسطيني قادر بمفرده على إنجاز مشروع التحرير، بل كنا نؤكد على ضرورة تضافر كل الجهود الإسلامية والعربية لتحقيق أهدافنا، حيث كنا نعي بأن الكيان الصهيوني زرع في فلسطين ضمن مؤامرة دولية كبرى، شاركت بها دول غربية عظمى، من أجل أن يقوم بحماية مصالحها في منطقتنا العربية وليس في فلسطين فقط، لأن الأطماع الاستعمارية بهذه المنطقة قديمة، وما أن سمحت لهم الظروف الدولية والمتمثلة بضعف ودحر الدولة العثمانية التي كانت تهيمن على منطقتنا حتى سارعوا إلى احتلال الوطن العربي والعمل على تقسيمه إلى دويلات بموجب إتفاقية "سايكس-بيكو" وقد كان للموقع الجغرافي الهام للمنطقة، واكتشاف النفط فيها أكبر محرّض للإسراع بإحكام سيطرتهم على دول المنطقة ولكي يضمنوا مصالحهم ونهب خيرات الأمة، عمدوا إلى زراعة الكيان الصهيوني في فلسطين، وقاموا بتجزئة الوطن العربي فيما بينهم.

إلى ذلك أكد "جبريل" أن الجبهة التي كان لها شرف وضع المداميك الأولى للثورة الفلسطينية أدركت منذ البدايات حجم المؤامرة التي نزلت بالشعب الفلسطيني فاتخذت موقفاً واضحاً وصلباً، أن لا مهادنة مع أعداء الأمة ولا مساومة على حقوق الشعب الفلسطيني وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلى بالقوة، فهذا هو طريقها وهذه هي أهدافها، مشيرا إلى أن اتفاق "كامب ديفيد" الذي اخرج مصر من خندق المواجهة، أصابنا بخيبة أمل كبيبرة وبشيء من الإحباط وازداد هذا الشعور حين تتالت الإتفاقات الأخرى مع العدو الصهيوني مما أعطى العدو الدعم للسيطرة على المنطقة العربية بمعظمها، قائلا: "مع ذلك فإننا لم نستسلم، ولم نيأس، وشحذنا الهمم وتابعنا نضالنا من المربع السوري الذي لم نجد سواه يحتضننا ويدعمنا، وكثيراً ما كنا نتسائل أين هم العرب والمسلمون؟ أين هو دعمهم لنا؟ لكن الله لم يتخل عنا حيث قيّض لنا الثورة الإسلامية في إيران لتعلن جهاراً ونهاراً عداءها للعدو الصهيوني حيث اعتبرته غدة سرطانية لا بد من اقتلاعها، وتابع أن هذا الموقف الثابت والقومي لسوريا تجاه قضية فلسطين، وإلى جانبه الموقف الإسلامي الإيراني الداعم، شكلا الرافعة لمتابعة نضالنا، و أعادا الأمل بتحقيق النصر على أعدائنا، إلا أن هؤلاء الأعداء وجدوا خطراً في هذا المحور المقاوم، أولاً مصالحهم في المنطقة، وثانياً على ضمان أمن العدو الصهيوني، فأوعزوا لأدواتهم في المنطقة التحرك لمواجهة هذا المحور من خلال بث الفتنة المذهبية والطائفية بين شعوب المنطقة، وصوروا لهم أن عدوهم الحقيقي هو إيران وليس الصهاينة حسب تعبيره!

وبشأن العلاقات "الفلسطينية – السورية" قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة "إن مصلحتنا كفلسطينيين في قوة أمتنا وتماسكها، ومصلحتنا الوطنية تقضي بأن تبقى سورية قوية صامدة من خلال تحالفاتها مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومع الجمهورية الإسلامية ومع العراق المقاومة الذي بدأ يتعافى لتشكل محور المقاومة من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت وصولاً إلى فلسطين، وتابع "لقد قلنا منذ بداية الأحداث في سوريا بأن ما يجري هو شأن سوري داخلي، رغم أننا مع مطالب الإصلاح والقضاء على الفساد، لكن وجدنا أن الموضوع أكبر بكثير من مسألة الإصلاحات، وعرفنا أنها مؤامرة دولية تستهدف تقسيم سوريا إلى إمارات صغيرة تقاتل بعضها بعضاً لسنين طويلة، لقد قام أعداء الأمة بالإيعاز إلى محمياتهم في الخليج لتقديم المال والسلاح والعتاد للعصابات الإرهابية في سورية، لقد استنفروا كل إمكاناتهم المالية والإعلامية وأساليبهم الماكرة، من أجل القضاء على سوريا، في حين لم يسبق وشاهدناهم يستنفرون بهذا الحجم من أجل القدس وفلسطين، لم يتداعوا لعقد مؤتمر لأصدقاء فلسطين ! و"أمام هذه المؤامرة التي تستهدفنا نحن الفلسطينيين كما تستهدف الشعب السوري الشقيق، رأينا أنه لا بد من تحصين مخيماتنا، سيما وأن ما لمسنا أن هناك أطرفاً تسعى جاهدة لأخذ المخيمات إلى الهاوية، لقد حاولوا استفزازنا كثيراً، فقد قاموا بقتل العشرات من شعبنا، إلى جانب أعمال الخطف والسلب وسرقة العديد من سياراتنا، رغم هذا لم نحرك ساكناً ولم نقم بأية ردة فعل، حتى أننا لم نصدر أي بيان بذلك، ليس ضعفاً منا، فنحن قادرون على الرد بما نملكه من قدرات وإمكانات وليسألوا أسيادهم الصهاينة عن مقاتلينا، لكننا لا نريد حرف مسارنا، فوجهتنا فلسطين وبنادقنا موجهة للعدو الصهيوني وعليهم أن يعلموا أن مخيماتنا لن تكون ممراً أو مقراً لهم، وهي خط أحمر لن نسمح العبث بأمنها واستقرارها، مؤكدا أن الشباب الفلسطيني الذي قاتل العدو الصهيوني على مدار ما يزيد عن خمسين عاماً يمتلك الشجاعة والصلابة والقوة لمواجهة من يستهدف المخيم ، "فالشباب الفلسطيني الذي ركع العدو الصهيوني في الكثير من المعارك ، عندما يعطى الأوامر للتصدي فسيكون رده قاسياً".

وتابع  "جبريل" قائلا "لقد سبق وطلبنا من فصائل المقاومة عقد اجتماع لمناقشة الاوضاع، لكنها لم تستجب لطلبنا، فقررنا أن نحمل المسؤولية وحدنا، ونأخذ زمام المبادرة في حماية هذه المخيمات، وقمنا بتسليح أبناء شعبنا بهدف حماية أطفالنا ونسائنا وممتلكاتنا، لا سيما وأن هذه العصابات تحاول جاهدة الدخول بسلاحها إلى مخيماتنا لجرها إلى أتون الأزمة وليحولوها إلى بؤر تفجير" ، مضيفا أنه قبل أيام تداعت فصائل الثورة إلى اجتماع وقد أصدروا بياناً سياسياً يتضمن تحييد المخيمات وعدم السماح للمسلحين دخولها، كما تم إجراء لقاءات مع مشايخ وعلماء دين بالمخيم لإقناع المتورطين من أبناء الشعب الفلسطيني بتسليم أنفسهم وسلاحهم، وسيتم ضمان سلامتهم، فهي فرصة أمام بعض المتورطين ليعودوا إلى رشدهم من أجل أمن وسلامة شعبهم وأهلهم.

وختم "جبريل" قائلا "إن شعبنا لديه الشباب الواعي والكثير من الشرفاء الذين لديهم الاستعداد للتضحية في سبيل فلسطين، وستبقى مخيماتنا آمنة، وتبقى سوريا عصية على المؤامرة كي يبقى المحور المقاوم قوياً، وستزول هذه الغمّة ويسود الأمن والآمان مخيمات شعبنا في سوريا ولبنان، فالنصر حليفنا والخزي والعار لأعداء الأمة".

التعليقات