عاجل

  • غارة من طائرات الاستطلاع على حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة

  • مصادر محلية: غارة للاحتلال تستهدف منزلاً على مفترق الكلية الجامعية جنوب غرب مدينة غزة

بنوك سويسرا بغزة

بنوك سويسرا بغزة
بقلم: عبدالله عيسى

تحولت غزة الى حالة فريدة في العالم بل انني اتوقع ان تدرس هذه الحالة في جامعات السوربون واكسفورد لأنه لم يسبق ان وجدت حالة على هذا النحو من المفارقات المضحكة المبكية .

اوجد الانقسام مفارقات شاذة لاتحصل في أي بلد ولم تحصل حسب معلوماتي المتواضعة الا بغزة ..في العام الماضي اعتمدت حكومة فياض التوقيت الصيفي وتأخرت حكومة هنية اسبوعين في اعتماد التوقيت الصيفي فوجدنا انفسنا في وضع غريب الساعة مثلا برام الله الحادية عشرة صباحا وفي غزة العاشرة .

الى هنا قلنا مقولة باراك عندما اخترع فكرة الجدار الفاصل وقال:" نحن هنا وهم هناك ". وبالمناسبة فكرة الجدار كانت لباراك ونفذها شارون والحكومات اللاحقة .فقلنا نحن هنا بغزة وهم هناك برام الله مراعاة لفروق التوقيت.

ولكن لم يقتصر الامر على "هنا وهناك"  فعندما نسير في شارع الجندي المجهول بغزة وتكون الساعة العاشرة صباحا ومجرد ان تدخل من بوابة أي بنك فلسطيني تجد فورا الساعة الحادية عشرة .. أي فرق التوقيت لعشرين سم وهي عتبة الباب ساعة كاملة !!

 البنوك اعتبرت ان التزامها بقرارات حكومة فياض يعني بالضرورة التوقيت الصيفي والشتوي وبمعنى اخر لو ان لهذا البنك فرع في امريكا لن يتعرف بفروق التوقيت وسيوحد القطرين ويحقق المعجزة بان يجبر امريكا على تغيير توقيتها حسب التوقيت المحلي لرام الله .

الحقيقة ان البنوك لم تلتزم بتوقيت رام الله من باب عصبية ولكن لأمر في نفس يعقوب فالبنوك اصبحت دولة مستقلة بغزة يحكمها جهاد الوزير فان اعترضت سلطة النقد بغزة على أي مخالفة بنكية تقوم هوجة عرابي ويهددون بإغلاق البنوك باعتبارهم رعايا اجانب بغزة مقل السفارة النرويجية تماما .

في النهاية لا نريد ان ندخل في الاشكال السياسي ولكن اتحدث من زاوية الخدمات التي تقدمها بنوك غزة للمواطن .. خدمات من اسوأ ما يمكن وتلاعب بأسعار صرف العملات على عينك يا تاجر خصوصا فيما يتعلق برواتب الموظفين وكل شهر تظهر المشكلة ويضرب الموظف راسه في الحيط ولايوجد من ينصفه ..والبنوك تصر على انها تابعة لجهاد الوزير ولاسلطان عليها الا من الوزير .

صرافات الية معطلة دائما ونرى طوابير الموظفين يبدا من باب البنك الى مسافة كيلو متر .. والبنك الذي لديه اكثر من صراف معظمها عطلانه في اوقات الرواتب وغيرها او فارغة من العملات .. استهتار ولامبالاة من البنوك غير مسبوقة .

سافرت لرام الله مرات ولدول خارج فلسطين ولم اصدف يوما صرافا به عطل الا صرافات بنوك غزة .. لماذا لا احد من البنك يكلف خاطرة للرد او اصلاح الامر .

اتصلت بجهاد الوزير وسالته عن مخالفات البنوك وفوجئت بانه يحاول اقناعي ان البنوك الفلسطينية تقدم خدمات افضل من بنوك سويسرا . قلت ولماذا يهرب بعض الزعماء العرب اموالهم الى بنوك سويسرا فهنا بغزة افضل لهم باعتماد نظرية جهاد الوزير في بنوك غزة .

بنوك غزة ترى في نفسها دويلات مستقلة والمواطن الغزي عليه ان رغب ان يضرب راسه في ستين حيط ولا مجيب له .. المهم وعندما جادلت جهاد الوزير واكثرت من جداله في مخالفات بنوك غزة احسست انه يريد ان يبصق في وجهي فاختصرت الكلام .

للأسف حالة البنوك بغزة حالة فئة استفادت من الانقسام لذبح المواطن من الوريد الى الوريد ولا دية له في سلطة النقد .

هنالك بلا شك فئة في فتح وحماس استفادت ايضا ولاتريد للانقسام ان يزول وهي الفئة التي يلاحقها الاعلام بالاتهام امام كل تعثر للمصالحة ولكن فئة البنوك بغزة بقيت تنهش في جسد الموطن الغزي بلا حسيب ولارقيب .

ما فعله ابو مازن من اجل قطاع غزة بعد الانقسام لا يفعله أي زعيم في العالم بهذا الالتزام الوطني والانساني والاخلاقي ولكن ان يستغل توجه ابو مازن من قبل بنوك غزة وان تتحول الشرعية الى غطاء لارتكاب المخالفات بحق المواطن الغزي امر لايقبل به احد ولا يقبل به الرئيس على الاطلاق .. فهل يعقل ان يتلاعب احد البنوك ويجبرك على شراء الشيقل ويرفض التعامل بالدولار بحجة عدم توفره وبفارق سعر يصل الى 200 شيقل في محلات الصرافة خارج البنك .. بمعنى ان تطلب مثلا الف دولار فيقول البنك لا يوجد دولار نعطيك بالشيقل فتأخذ مضطرا بسعر 3700 وتذهب الى محل صرافة مقابل بوابة البنك فيطلب منك 3900 شيقل كي يعطيك الف دولار بالدولار .. حصل هذا العام الماضي في بنوك سويسرا بغزة .. او بنوك جهاد الوزير. 

التعليقات