فلسطيني يقضي عقوبة 115 عام في سجن بأمريكا!

فلسطيني يقضي عقوبة 115 عام في سجن بأمريكا!
غزة - دنيا الوطن
 معارك الجاسوسية بين العرب والغرب مستمرة ولا زالت رغم التزاوج غير الشرعي بين اجهزة مخابرات الأنظمة العربية واجهزة مخابرات الأنظمة الأجنبية..ولن تتوقف مطلقاً طالما هناك أرضي اغتصبت بالقوة وشعوب أجبرت على هجر أرضيها. ولان أمريكا وذراعها الأيمن "اسرائيل" في المنطقة العربية أصحاب تاريخ أسود مُشترك مليء بالاحتلالات والاعتقالات والمذابح والهدم والتخريب والأنحلال الأخلاقي..فكانَ للفرعون الأول نصيباً من عصا الشباب المُسلم السحري.

ولد أحمد محمد عجاج لأسرة متوسطة الدخل في الضفة الغربية سنة 1966م. عاشَ عجاج مراحل الطفولة والصبا والفتوة تحت قساوة سياط الأحتلال الأسرائيلي, وحينما بلغَ مرحلة الشباب القي القبض عليه بتهمة تهريب اسلحة الى الضفة الغربية يُقال انها كانت لصالح حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح". فيما بعد قررت سلطات الأحتلال الاسرائيلي ابعاده خارج الارضي الفلسطينية, الا ان مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي اعتبره لاحقاً بانه احد كبار منظمي الانتفاضة الفلسطينية الاولى, بحسب المحلل الصحافي الأمريكي روبرت فريدمان.

بداية رحلة الهدهد خارج الوطن:

هاجرَ احمد عجاج الى مدينة هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية مطلع سنة 1992م, ليعمل في مُكان قريب منها سائق بيتزا. الا ان حدثاً ما جعله يتحولَ فُجاة الى مُسلم مُلتزم, فقررَ التخلي عن مطالبته باللجوء في الرابع والعشرين من ابريل نيسان سنة 1992م.

توجه عجاج من نيويورك الى بيشاور الباكستانية بأستخدام اسم مستعار "ابراهيم سلامة", ومن هُناك توجه الى معسكر خالدين على الحدود بين باكستان وافغانستان, الا ان المُعسكر رفضَ استقباله لعدم حوزته على خِطاب تزكية.

في السادس عشر من مايو ايار سنة 1992م, توجه عجاج الى السعودية مروراً بالأمارات ليحصل على التزكية المطلوبة للتدرب في المعسكر على استخدام الأسلحة والمتفجرات. وبعد حصوله على الخِطاب, عادَ عجاج الى باكستان مروراً بالامارات في الرابع عشر من يونيو حزيران سنة 1992م.

خمسة جوازات مزورة في مطار كنيدي:

في الحادي والثلاثين من اغسطس اب سنة 1992م, توجه عجاج مع زميله الباكستاني رمزي يوسف -المولود في الكويت لعائلة بلوشيه سنة 1967- من بيشاور الى كراتشي ومن ثم الى مطار كنيدي في مدينة نيويورك على متن رحلة الخطوط الجوية الباكستانية 703.

أستخدمَ عجاج ويوسف في هذه الرحلة خمسة جوازات سفر مزورة, وهي " جواز سفر سعودي, جواز سفر اردني, جواز سفر عراقي, جواز سفر بريطاني, جواز سفر سويدي", الا ان الرحلة لم تكن موفقة.

اذ حاولَ عجاج أيهام موظفي التفتيش في مطار كنيدي بانه مواطناً سويدياً وعضواً في الصحافة السويدية من خِلال عجينة بلاستيكية بسيطة كانت قد وضعت على صورة الجواز, لكن امره قد أنكشف, فالجواز الذي كانَ بحوزته عائداً الى أحد المواطنين السويديين من أصولٌ مُسلمة في معسكر التدريب في باكستان.

اثناء تفتيش حقائب عجاج, أكتشفَ موظفوا المطار جوازات السفر السعودية والاردنية والبريطانية التي كانت تحمل اسماء مُختلفة. وأكتشفَ الموظفون ايضاً كتيبات لصنع المتفجرات واشرطة للفيديو وخطابات مناهضة للأمريكيين والاسرائيليين.

اما يوسف, فقد ادعى بانه عراقي وليس له علاقة بعجاج, وان جواز سفره مزور وقد اشتراه بمبلغ 100 دولار هرباً من صدام حسين. نتيجةً لعدم وجود أدلة تُشير الى العلاقة بين يوسف وعجاج, قرر المفتشون الأفراج عن يوسف كطالب لحق اللجوء السياسي الى حين عقد جلسة الأستماع.

خديعة في مطار كنيدي

يقول موظفوا التفتيش فيما بعد, بانهم سقطوا في خديعة عجاج, اذ ابعدت المواد المضبوطة التي كانت بحوزته الأنتباه عن يوسف, ويبدو ان تنظيم القاعدة قد أستغلَ الأنشطة الروتينية للمفتشين في المطار بهدف تمرير يوسف.

اثناء التحقيق مع عجاج, اخبرهم بانه كانَ طالباً للجوء في شهر فبراير شباط سنة 1992م, كما أعترفَ لهم بأنه مُذنب بأستخدام جوازات سفر مزورة, ليصدر حُكماً عليه بالسجن لمدة ستة اشهر.

منذُ الثاني من سبتمبر ايلول سنة 1992م, حافظ عجاج على اتصالاته مع يوسف وباقي افراد المجموعة من داخل السجن الأمريكي, وقد أستخدمَ في اتصالاته شفرات مثل "5 همبرغر كبيرة في دالاس", بهدف أستكمال خطة تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك.

أستهداف البرج الشمالي من مركز التجارة العالمي:

في السادس والعشرين من فبراير شباط سنة 1993م, فُجرت شاحنة مفخخة بوزن 606 كغم من المتفجرات تحت البرج الشمالي من مركز التجارة العالمي في نيويورك, لكن لم ينهار المركز التجاري العالمي على عكس تخطيط العملية. أسفرت العملية عن مقتل ستة اشخاص وجرح أكثر من ألف. أدين فيها كُل من الباكستاني رمزي يوسف والمصري محمود ابو حليمة والعراقي عبد الرحمن يس السامرائي والأردني اياد اسماعيل والفلسطينيين احمد عجاج ومحمد سلامة ونضال اياد بتمويل من خالد شيخ محمد عم رمزي يوسف.

 تمكن السامرائي من الفِرار من الولايات المتحدة الى بغداد عِبر احدى المحطات بعد العملية مُباشرة. في العاصمة العراقية أعتقلَ السامرائي من قبل جهاز المخابرات العراقي السابق بتهمة ضلوعه في تجهيز المواد الكيميائية للشاحنة, ليوضع فيما بعد في بيت تحت الأقامة الجبرية في منطقة الكاظمية غرب العاصمة, ويعزو ذلك لحمل السامرائي الجنسية الأمريكية وعدم وجود تنسيق أستخباراتي بين الجانبين العراقي والأمريكي حول قضايا مُكافحة الأرهاب من بعد حرب الخليج الثانية سنة 1991م. اختفى السامرائي بعد نقله من الكاظمية الى الفلوجة اثناء حرب الخليج الثالثة سنة 2003م, ويبدو انه فر بعد الغزو والفوضى في البِلاد, بحسب تصريح سالم الجميلي مدير شعبة امريكا في جهاز المخابرات العراقي السابق لأحدى القنوات العراقية في سنة 2009م.

شكاوى ودعاوى قضائية ضد نظام السجون:

سربت الصحافة الأمريكية عدة تقارير تتحدث عن أصابة احمد عجاج بسرطان الرئة وخضوعه على اثره لعلاج اشعاعي. وتحدثت التقرير ايضاً عن تقديم عجاج الشكاوى والدعاوى القضائية أحتجاجاً على نظام السجون الأمريكية والأنتهاكات الحاصلة فيها, أذ يقضي عجاج حُكماً بالحبس لمدة 115 عام في سجن ماريون بولاية ايلينوي الأمريكية مع دفع غرامة مقدارها 250,000 ألف دولار واخرى 250 مليون دولار لأدانته في تسع تُهم بينها "المُشاركة في المراحل الأولى للمؤامرة" و"التجسس".









التعليقات