الجيش الحر: موجودون في أنحاء العاصمة كلها وننفذ انسحابات تكتيكية

الجيش الحر: موجودون في أنحاء العاصمة كلها وننفذ انسحابات تكتيكية
ارشيف
غزة - دنيا الوطن
شنت قوات الأمن السورية أمس هجوما مضادا لإعادة إحكام قبضتها الأمنية على الأحياء المنتفضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، غداة يوم خميس دام قاربت فيه حصيلة القتلى نحو 300 قتيل وفق ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان لتسجل بذلك أعلى حصيلة قتلى في يوم واحد منذ اندلاع الثورة السورية قبل 16 شهرا، فيما تخطى عدد القتلى حتى مساء أمس 140 قتيلا وفق لجان التنسيق المحلية في سوريا. وبينما أطل قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد في رسالة مصوّرة لتهنئة الشعب السوري بحلول شهر رمضان المبارك، مؤكدا أنه سيعلن شخصيا عن «ساعة الصفر» قريبا بما يتناسب مع الأحداث الميدانية والمعارك التي يخوضها «الجيش الحر» ضد الجيش السوري النظامي، أعلن التلفزيون السوري الرسمي نجاح الجيش النظامي في «تطهير» منطقة الميدان، وسط دمشق، من «الإرهابيين» بعد معارك عنيفة. وأوضح أن «قواتنا المسلحة الباسلة طهرت منطقة الميدان في دمشق كاملة من فلول المرتزقة الإرهابيين وتعيد الأمن والأمان إليها».

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «مصدر رسمي» قوله إن «الجهات المختصة ضبطت في حي الميدان كميات ضخمة من الأسلحة بينها رشاشات دوشكا وأحزمة وعبوات ناسفة وبزات عسكرية وقواذف آر بي جي وذخائر وأجهزة اتصالات». وذكر أنه «تم القبض على مئات المسلحين بعضهم من جنسيات مختلفة وهم إما لهم تاريخ إجرامي سابق أو مرتزقة لا يعرفون لماذا يقاتلون في سوريا»، لافتا إلى أن «الإرهابيين المسلحين كانوا يحاولون الفرار من ضربات الجيش العربي السوري وتم ضبط اتصالات لهم مع بعض قادتهم الذين بدورهم هددوهم بالقتل في حال فرارهم».

ونفى نائب رئيس الأركان في «الجيش الحر» العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط» أن تكون عناصره قد انسحبت بالكامل من حي الميدان، وقال: «قوات الأمن النظامية دخلت إلى حي الميدان ونحن انسحبنا إلى مكان آخر من دون أن نخرج من الحي»، مشيرا إلى أن «الجيش الحر موجود في أنحاء دمشق كلّها، ويمكن للثوار أن يحملوا السلاح ثم يرتدون ثيابهم الرسمية والكرافات ويتوجهون إلى مراكز عملهم بشكل طبيعي، وبالتالي فإن إمكانية اندلاع اشتباكات في دمشق قائمة في أي لحظة».

وفي موازاة تأكيد الحمود أنه «ليس بإمكاننا كجيش حر الاستيلاء على منطقة بالكامل وإعلانها محررة مع لجوء النظام إلى استخدام سلاحه الجوي في قصف المناطق واستهداف نقاط تجمع عناصرنا»، قالت مصادر قيادية في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تعزيز وجودنا في أحياء عدة كما في حي الميدان، نقوم بانسحاب جزئي وهذا هو التكتيك الذي نتبعه في الجيش الحر». وشددت على أنه «ليس من الحكمة أن نواجه الطائرة والمدفعية بالبندقية ونتفادى قدر المستطاع هذه الوضعية»، مؤكدة «إننا نخوض معركة استنزاف ونقاتل متبعين أسلوب العصابات القائم على الكر والفر».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد عن «سماع أصوات انفجارات عدة في حي الميدان»، وذكر أن «قوات نظامية مؤلفة من دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي»، مشيرا إلى «اشتباكات وقعت فجر أمس في حي كفرسوسة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة».

وأكد وسام نور وهو أحد الناشطين في لجان التنسيق المحلية في دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن «اشتباكات عنيفة تشهدها أحياء عدة في دمشق منذ ثلاثة أيام يتخللها قصف مدفعي وبالمروحيات»، لافتا إلى «استهداف الريف الجنوبي والغربي لدمشق وتعرض أحياء القدم والحجر الأسود والحجيرة والسيدة زينب والذيابية والمشتل لقصف كثيف، وسط حركة نزوح كثيفة إلى لبنان تحديدا».

وفي ريف دمشق، أعلنت مجموعة من الثوار، في شريط فيديو، عن تشكيل «كتيبة نسور الشام» التابعة لـ«القيادة العسكرية في دمشق وريفها» ردا على «المجازر التي ارتكبها النظام المجرم الطائفي بحق أهلنا وشعبنا». وعاهد أفراد الكتيبة «الله والوطن على حماية الأهل وتحرير وطننا من رجز النظام وعصابته المجرمة».

وبحسب ما نقله ناشطون، فقد تعرض حي جوبر في دمشق لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، كما سقط 16 قتيلا على الأقل حتى ظهر أمس في حي التضامن. ونقلت تقارير إخبارية عن ناشطين في المعارضة قولهم إن عناصر من «الجيش الحر» تمكنوا من السيطرة على حي ركن الدين في دمشق، فيما قام آخرون بإحراق ثكنات تستخدمها قوات النظام في منطقة الإخلاص في دمشق.

وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في قصف نظامي على الزبداني ومعضمية الشام وعرطوز والمليحة وقرى الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فيما تعرّضت مدينة الضمير لقصف عنيف بالطيران المروحي، وسط حالات نزوح كثيفة شهدتها المدينة منذ الصباح الباكر.

وذكر المرصد السوري أن «مدينة عربين تعرضت لقصف منذ صباح أمس، تزامن مع حالات نزوح من المدينة خوفا من العمليات العسكرية». وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن «اشتباكات في منطقة سهل الروج في ريف جسر الشغور (256 كلم شمال دمشق) بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة هاجموا حاجز للقوات النظامية في المنطقة».

وطال قصف عنيف أحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية وبلدة الرستن في حمص، كما قصفت قوات الأمن مصيف سلمى وعين القنطرة وناحية كنسبا في ريف اللاذقية. وفي درعا، تعرضت خربة غزالة والحراك وعتمان التي نزح معظم سكانها لقصف عنيف.

وفي ريف حلب، قصفت مروحيات النظام بلدات حيان وبيانون، بالتزامن مع دوي انفجارات ضخمة فيها. وفي مدينة البوكمال في دير الزور، أكد ناشطون وقوع اشتباكات بين «الجيش الحر» والجيش النظامي.

التعليقات