قيادي في "حزب الله" يؤكد أن النظام السوري انتهى ولا يمكن إنقاذه بل تأخير سقوطه

قيادي في "حزب الله" يؤكد أن النظام السوري انتهى ولا يمكن إنقاذه بل تأخير سقوطه
غزة - دنيا الوطن
في أول موقف واضح من نوعه ، على حد علمنا، وإن يكن في قاعة مغلقة على المحازبين، نطق حزب الله بما يعرفه عن حقيقة ما يجري في سوريا ، وحقيقة المآل الذي سينتهي إليه.

"اعتراف" حزب الله جاء قبل أسبوعين في لقاء مغلق للقيادي البارز في الحزب غالب أبو زينب ، عضو المجلس السياسي للحزب، مع كوادر الحزب في منطقة بعلبك البقاعية ، ولكن بعد أن جرى سحب كل وسائل التسجيل والتصوير من القاعة، بما فيها أجهزة "الموبايل"! فقد عبر أبو زينب ، انطلاقا من المعلومات الاستخبارية والسياسية التي يملكها الحزب، عن قناعته بأن النظام السوري انتهى ، ولن تقوم له قائمة ، وأن كل ما يجري الآن هو قتال تراجعي في ربع الساعة الأخير، وأن هذا الأمر يعلمه الروس جيدا ربما أكثر من غيرهم ، لكنهم يعملون على تأخير سقوطه قبل تأمين بديل يحول دون سقوط سوريا نهائيا في أيدي التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي ـ السعودي ، وهذا"ما نشاركهم فيه الموقف والرأي والتوجه".

أبو زينب ، ونقلا عن أحد المقربين من أوساط الحزب في دردشة مع "الحقيقة"، قال في اللقاء ما حرفيته تقريبا"نحن أدرى الناس بأن النظام السوري دموي ومخابراتي من رأسه إلى أخمص قدميه ، وقد ارتكب من الحماقات والجرائم والأخطاء قدرا كبيرا وأكبر مما يتصوره اي منا . ونحن من جانبنا لم نتأخر في نصحه ، لكنه لم يستجب لنا. فمنذ البداية ، نصح السيد حسن نصر الله الرئيس بشار الأسد بإجراء إصلاحات ، وأكد له بأن الحل الأمني لن يجدي ، لكن الأسد ركب رأسه ولم يستجب . وقد ضرب عرض الحائط بنصائح السيد (نصر الله) مثلما ضرب عرض الحائط بنصائحه صف العام 2004 حين نصحه بعدم التمديد للرئيس إيميل لحود ، ليس لأن لنا موقفا من لحود ، وهو الرئيس المقاوم كما نسميه، ولكن لأننا كنا نعرف أن التمديد له سيكون خطأ مجانيا نضعه في أيدي الخصوم ، لاسيما وأنه كان لدينا مرشحان موثوقان وطنيا وسياسيا (سليمان فرنجية و جان عبيد) ويمكن أن يكون أي منهما خلفا موثوقا للحود. لكن الرئيس الأسد نظر إلى الأمر من زاوية النكاية الشخصية (مع شيراك) وليس من زاوية المصلحة الاستراتيجية"(*). وتابع أبو زينب القول" لهذا ، الوضع في سوريا في منتهى التعقيد والصعوبة ، ونعرف أن النظام انتهى عمليا ، وكل ما يمكننا القيام به مع حلفائنا في موسكو وطهران وغيرهما هو تأخير سقوطه قدر الإمكان إلى حين تأمين بديل يحمي وحدة الأراضي السورية وسلامتها ويمنع سقوطها في أيدي التحالف الأميركي ـ الإسرائيلي السعودي. (...). نحن لسنا مع بشار الأسد ولا مع النظام ، ولكن ـ ولأن بوصلتنا الوحيدة هي فلسطين وبحاجة إلى عمق استراتيجي لتأمين مقومات المواجهة مع إسرائيل ـ نقف موقفنا الراهن رغم كل ما يسببه لنا من خسائر معنوية في الشارعين العربي والإسلامي، وقبلهما في الشارع السوري المظلوم. ومشكلة المعارضة السورية ، في أغلبيتها الساحقة، أنها معارضة مرتبطة بواشطن وإسرائيل وحلفائهما، وهي لن تتردد في تسليم البلد إلى هذا التحالف إذا ما وصلت إلى السلطة، وقد قدمت أوراق اعتمادها لهذا التحالف بشكل مبكر وبكل صراحة ، ودون أي خجل أو تستر ، سواء من خلال الشعارات التي أطلقتها في الشارع أو من خلال المقابلات الإعلامية لرموزها حتى مع وسائل إعلام إسرائيلية . هذا إذا وضعنا جانبا ما نملكه من وثائق ومعلومات عن اتصالاتها المشبوهة بإسرائيل وحلفائها. ولو أن هذه المعارضة قدمت وجها وطنيا منذ البداية ، ولم تكن رهينة للتحالف المذكور، على غرار ما فعلت هيئة التنسيق الوطني ، وهي ضعيفة للأسف ، لما كنا ترددنا في الوقوف إلى جانبها بقوة ، طالما أن بوصلتنا الوحيدة هي فلسطين وليس القرداحة"!

محاضرة " أبو زينب" صدمت عددا من الحضور ، وهم من الكوادر الحزبية البارزة في المنطقة، ما دعا بعضهم إلى مساءلته بالقول" لماذا لا تعبرون عن هذا الموقف بصراحة وعلانية" ؟ ولم تكن صدمة الحضور ومفاجأته بإجابة "أبو زينب" أقل وطأة . فقد أكد أن " النظام السوري كان سيسقط اليوم وليس غدا لو قلنا هذا الموقف علانية . فإعلان موقف من هذا النوع يعني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تخلت عن الرئيس الأسد ونظامه . وهذا لم يتقرر حتى الآن . فالأخوة في طهران، ومعهم الأصدقاء الروس، يبذلون جهودا جبارة لإنقاذ الأسد ونظامه للأسباب الاستراتيجية التي ذكرتها ، وليس لأي سبب آخر. ولأنها (طهران) تعرف استحالة هذه المهمة ، طرحت مبادرة الحوار على أراضيها بين النظام والمعارضة".

يشار إلى أن الأمين العام لحزب الله ، وفي خطابه يوم أمس بمناسبة حرب تموز ، كشف ما كانت "الحقيقة" أكدته قبل سنوات ، وهو أن جميع الأسلحة التي استخدمها الحزب خلال الحرب المذكورة مصدرها ليس مستودعات الجيش السوري فقط، بل ومعظمها من تصنيع مؤسساته الصناعية الدفاعية.


التعليقات