والدة الشاب الذى قتله رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسويس تتحدث

والدة الشاب الذى قتله رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسويس تتحدث
غزة - دنيا الوطن
مآساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. شاب في عمر الزهور لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراح آلة حادة غبية.. أحمد حسين عيد أبن محافظة السويس وطالب كلية الهندسة لم يقتل من طرف واحد فقط، بل اشتركت عدة أطراف في جريمة قتل بشعة كتبت له الموت البطئ حينما ظل ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة .. جناه ملتحون يرتدون زياً إسلامياً ولا يمتون للإسلام بصلة ولم يبت في تحديد هويتهم الحقيقية حتى الآن.. ومستشفيات تابعة لقطاع حكومي ما زال لا يكل من إهمال أرواح الناس حتى زهقت واحدة تلو الأخر.. وسلبية مجتمع مازالت راسخة بداخله..

لم تعش السويس منذ أول أمس إلا سوادا، الريبة انتزعت قلوب الأهالي فلم تخلد عيونهم إلى النوم، النساء يلتزمن منازلهن، والبنات تخشى النزول والرجال على المقاهي يتباحثون حول مستقبل مجهول يغزل تفاصيل منوال الانفلات الأمني الذي كلت الألسن من ترديد أنه وراء كل ما يحدث من مصائب منذ بداية الثورة وحتى الآن..

كلمات مرتجفة خرجت من شفاه ثكلى أغرقتها دموع دامية محترقة بقلب أم فقدت نور عينيها على مشهد نزيف فلذة كبدها.. هي كلمات أم القتيل "ليه عملوا في إبني كده" هكذا بدأت حديثها قائلة: صحيح أن أحمد كان متقطعاً في صلاته ولكنه كان قريبا من ربه ونشأ في بيت متدين فأنا منتقبة والبيت كله ملتزم دينيا، فهل هذا هو الإسلام أن يخرج عليه هؤلاء الملتحون ليقتلوه غدرا، الحكاية بدأت أن أحمد كانت لديه هذه الأيام امتحانات حيث أنه كان يكاد أن ينتهي من الدراسة داخل الفرقة الثالثة بكلية الهندسة جامعة السويس، وفي هذا اليوم المشئوم قرر أن يقابل أصدقائه وخطيبته لأنه لن يستطيع رؤيتهم في أثناء أيام الامتحانات فخرج عليه ثلاثة ملتحين وذهبوا للحديث مع خطيبته وسألوها أن تتخلص من تبرجها وأن هذا لا يصح، وهنا تدخل أبني، وبدأت مشادة بينهما انتهت بطعن أبني عدة طعنات بآلة حادة كانت مع من هاجموه.. ظل أبني ملقى في الشارع ينزف دمائه الطاهرة ولم يقف له أي تاكسي خوفا من المسئولية حتى وصل عمه لينتشله من الحالة المزرية التي وصل لها وفي مستشفى السويس العام لم يكن إلا مصير يدفع بابني نحو الموت أكثر فأكثر، لم يكن هناك دماء لتنقل له وبعد ساعات من النزيف وصراخ عم أبني في الأطباء قالوا له أن ينقلوه لمستشفى الإسماعيلية أو إحدى مستشفيات القاهرة، وقالوا أن حالته أصبح من الصعب إنقاذها، وكان نقل أبني لا يوجد له معنى سوى موت حتمي في الطريق، وفي مستشفى الجامعة بالإسماعيلية لفظ أنفاسه الأخيرة بعد محاولات نقل دم تبرع له بها مجموعة من الأخوة المسيحيين هناك الذين حاولوا إنقاذه ولكن دون جدوى، مات بعد أن وضعوه على جهاز تنفس صناعي لم يستطع ولدي أن يأخذ منه أي شهيق !



التعليقات