فريد الديب يكشف تفاصيل الساعات الحرجة فى حياة الرئيس السابق

فريد الديب يكشف تفاصيل الساعات الحرجة فى حياة الرئيس السابق
غزة - دنيا الوطن
أكد فريد الديب، محامى الرئيس السابق، أن «مبارك» كشف له عن جرائم و«بلاوى كثيرة»، وأنه لا يفكر فى كتابة مذكراته الآن، فقط يفكر فى مرضه وعلاجه، ونفى متابعته الانتخابات الرئاسية.

وأضاف «الديب»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، أن الإخوان وعناصر من حماس وحزب الله هم الذين قتلوا المتظاهرين خلال أحداث الثورة، وأكد أن «مبارك» لم يتم وضعه على جهاز التنفس الصناعى سوى مرة واحدة. وقال إن ما نُشر فى الصحف عن يوميات الرئيس السابق «كذب فى كذب»، وأوضح أنه حال زيارته الأخيرة للرئيس السابق أصيب بحالة اكتئاب، وكشف عن أن «جمال» و«علاء» يتناوبان النوم لرعاية والدهما، وأن «جمال» كانت حالته «كرب» عندما شاهده خلال زيارته الأخيرة. وإلى نص الحوار..

■ ترقبنا جميعاً جلسة الحكم على الرئيس السابق.. وشاهدنا «مبارك» داخل القفص لحظة الحكم واستغربنا من عدم إبدائه أى رد فعل، ما جعل البعض يستشعر وأنه كان متيقناً من صدور حكم ضده؟

- مش مطلوب منه إنه يلطم.. فهو سمع الحكم ولازم يحترم المحكمة والحكم.. يعمل إيه يعنى؟، وبعد الحكم كلفنى باتخاذ الإجراءات القانونية للطعن بالنقض. وفيه ناس قالت إنه كان عارف الحكم، وهذا سخف.. وأتساءل: هل أفشت المحكمة الحكم قبل أن تنطق به؟ غير معقول طبعاً.

■ لكن كانت هناك ترتيبات أمنية غير مسبوقة داخل قاعة المحكمة وفى السجون؟

- الدليل القاطع على عدم صحة ذلك أن الترتيبات الأمنية دى موجودة طوال المحاكمة وطوال نظر الجلسات، أما ترتيبات سجن طرة، فهذا الكلام يقال منذ سنة تقريباً.. وبالنسبة لتوقعه الحكم.. فهذا كلام لا يصح ترديده.. و«مبارك» سمع الحكم لأنه كان حاطط السماعات فى ودنه.

■ ذهبت لزيارة «مبارك» بعد الحكم وكان «جمال» معه فى نفس الغرفة كيف وجدته؟

- هذه هى المرة الوحيدة اللى رحت له فيها ورجعت مكتئباً، ويا ريتنى لم أذهب، كان «جمال» قد ذهب ليجالس والده المريض من أول يوم تم نقله فيه إلى مستشفى السجن، وتم السماح له بمرافقته ليمرّض والده وكانت حالته «كرب»، وتم ضم أخيه له فيما بعد ولا يوجد أى استثناء فى ذلك. الاثنان التفا حول أبيهما المريض.. واللى عاوز أقوله إنهم ليسوا مرفهين زى ما الناس فاكره، دول مبيناموش أبوهم عيان ومعرض للموت فى أى لحظة.. ولما يناموا بيناموا بنصف عين.. يعنى عين صاحية وعين نايمة.. وواحد بينام وواحد بيصحى.. سيبوهم فى حالهم بقى.

■ هل تطالبون بنقل «مبارك» لدواع صحية أم لدواع أمنية؟

- الأسباب صحية بحتة، أما المسؤولية الأمنية فتقع على عاتق الدولة والجهة المنوط بها المحافظة عليه.

■ قدمت طلباً للنائب العام لنقل «مبارك» إلى مستشفى عسكرى.. ما الذى تستند إليه فى ذلك؟

- «مبارك» يتمتع بالصفة العسكرية منذ أن ترك رئاسة الجمهورية فى فبراير 2011 بعد تنحيه وفقاً للقانون الذى أصدره الرئيس الراحل أنور السادات، لتكريم أبطال حرب أكتوبر العظام، وهو القانون 35 لسنة 79. ونص القانون على أن يبقوا فى الخدمة مدى الحياة، وإذا حدث أن عُينوا فى وظائف مدنية، فإنه من تاريخ تركهم الوظيفة تعود لهم الصفة العسكرية، وينص القانون على حبسهم طبقاً للمادة 108 فى السجن العسكرى وعلاجهم فى مؤسسة عسكرية.

■ ولماذا لم تتم محاكمته أمام محكمة عسكرية؟

- هناك فرق.. وقت أن نسب إليه الاتهام كان مدنياً.. وكان يجب أن يحاكم كرئيس جمهورية، وليس كعسكرى والعبرة بتاريخ الجريمة.

■ عندما تلتقى «مبارك».. هل يفكر فى القضية بشكلها القانونى أم أنه يفكر فى شكله التاريخى؟

- أنت متصور إن واحد ممدد على سرير المرض ومهدد بالموت بيفكر فى إيه؟.. يبفكر طبعاً إنه يتعالج.. والرئيس السابق بيثق فى المحامى بتاعه، ويعلم أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة، وهو لا يسأل عن التفاصيل الجنائية، وأقسم بالله أن لا «مبارك» وأولاده ولا «العادلى» حد منهم سأل هتقول إيه فى القضية، أو إيه هى نقاط دفاعى، لأنهم يثقون بى.. أنا بس لما كنت بحب استفسر عن شىء كنت بسألهم، وكانوا قاعدين فى القفص بيسمعوا مرافعتى للمرة الأولى، وده ليس معناه أن «مبارك» يئس، لكن لأنه واثق أن محاميه اتخذ الإجراءات القانونية اللازمة.

■ هل يتابع «مبارك» انتخابات الرئاسة؟

- عمره ما اتكلم فى الانتخابات الرئاسية، ده أنا بقولك لما قعدت معاه ساعة فقط راح فى غيبوبة 3 مرات. وقال لى شوفلى يا أستاذ فريد حل. الرئيس ترك كل شىء وتنحى عن الحكم ولم يعد يهتم، ولم يهرب وكان فى إيده إنه يعمل كده، ولما راح شرم الشيخ قعد يلعب مع أحفاده.

■ ما تفسيرك لما قاله فى السجن «مكنش ده الاتفاق»؟

- الكلام ده غير صحيح يعنى هوه فيه حد كان قاعد معاهم فى الطيارة.

■ هل فعلا «مبارك» هو الذى كتب بيت الشعر الذى قدمه إلى المحكمة فى نهاية جلساتها؟

- لا أنا اللى كتبته، وكتبت كلمة من «مبارك» للمحكمة، ووقع الرئيس السابق عليها من أسفل.

■ وماذا عن الطعون التى ستقدمها إلى محكمة النقض للطعن على الحكم؟

- كتبت حتى الآن 50 صفحة.. لكن لا أستطيع أن أفصح عنها وسأقدمها للمحكمة العليا فقط. اللى عاوز أقوله إن فيه تقصير إعلامى كبير جداً فى تلك القضية، والإعلام فضل يسخن الناس على الشرطة، وأتحدى أى أحد يكون قرأ الحكم، لأنه أجاب عن السؤال الذى يريح الجميع.

■ بعد أن برأت المحكمة قيادات الشرطة ووزير الداخلية من قتل المتظاهرين السلميين؟

- أيوه حيثيات الحكم أجابت عن ذلك، وأوضحت من قتل المتظاهرين السلميين فى أيام الثورة، الحيثيات جاء بها أن عناصر أجنبية وإجرامية قامت بتهريب الأسلحة وتواجدت بين المتظاهرين وتشابكت مع الآخرين، الكلام مفهوم.. المحكمة لم تتوصل إلى أن الشرطة هى التى قتلت المتظاهرين.. والشهود اللى المحكمة استدعتهم ومنهم اللواء محمود وجدى، وزير الداخلية الأسبق، قالوا ده.

■ يعنى من قتل المتظاهرين بصريح العبارة؟

- اللى قتل المتظاهرين هم من وصفتهم المحكمة بالعناصر الإجرامية، الذين حددهم الشهود، بأنهم مسلحون من كتائب عزالدين القسام، وحماس، وحزب الله، والإخوان المسلمين.

■ لكن اتهام الإخوان قد يعرضك للمساءلة.. وقد يتقدم الإخوان ببلاغ ضدك؟

- الكلام ده مش من عندى، ده فى القضية.

■ ترددت شائعات عن وفاة الرئيس السابق، والبعض يقول إن حالته فى تدهور، وآخرون يقولون حالته مستقرة، وإن كل ما يثار من أجل نقله خارج السجن. حضرتك قابلته وزرته فما هى طبيعة حالته الصحية؟

- ما يتردد عن حالته الصحية بأنها محاولات لنقله خارج السجن كلام غير صحيح، لأن السنة الماضية، النائب العام ندب لجنة طبية مكونة من 7 من كبار الأطباء، وانتقلوا إلى مستشفى شرم الشيخ الدولى للكشف عليه ووضعوا تقريراً طبياً فى 24 مايو 2011، قالوا فيه إن حالته متدهورة وسيئة جداً وخطيرة، ولابد من نقله إلى مستشفى مجهز ووصفوا حالته بالسيئة.. وأثبتوا ما يعانيه من أمراض وذبذبات أذينية وبطينية، وانسداد الشرايين وكل المضاعفات، لأن عمره أكثر من 84 سنة، وبناء على هذا التقرير ظل «مبارك» فى مستشفى شرم الشيخ، حتى أول يوم جلسات المحاكمة، وقررت المحكمة إيداعه المركز الطبى العالمى والتحفظ عليه، لأن المحكمة أعلنت أنها ستعمل بشكل يومى، وفى آخر يوم من المحاكمة جاءت توصية من مجلس الشعب بنقله إلى السجن بعد زيارتهم لمستشفى السجن. والقاضى تحفظ على «مبارك» فى المركز الطبى العالمى. كما أن قرار اللجنة البرلمانية كان بمثابة تدخل من السلطة التشريعية. ويوم صدور الحكم نقل إلى «طرة»، دون أن يكون هناك تقرير طبى يناقض التقرير الطبى الأول. ولما زرته وجدت أن المستشفى غير مستعد وغير مؤهل لحالته.

أما شائعة وفاته فهى تتردد منذ أكثر من عام، والمشكلة أن مبارك لا يثق فى أى طبيب، وطلب الأطباء اللى كانوا بيعالجوه، ولما راحوا اكتشفوا إنه مفيش أجهزة، وبعد أن جلست معه خلال زيارتى له، السبت الماضى، غاب عن الوعى 3 مرات. وكل ده مكتوب فى التقرير.

■ بعض المصادر أكدت أن التقارير الطبية تقول إن حالته مستقرة؟

- بيكتبوا فى التقرير إنه لحظة الكشف عليه كانت حالته مستقرة، وده فى أول السطر.. ولكن الحالة تنذر بمنتهى الخطر فى باقى التقرير.. وهمه بيسيبوا كل التقرير ويمسكوا فى السطر الأول، «حالته مستقرة»، لإيهام الناس بأن الحالة عال العال، والحالة مستقرة ليس معناها إنه كويس.

■ هل يوضع «مبارك» على جهاز التنفس الصناعى؟

- بيحطوه بالليل فقط، لأنه حدث له تضخم فى القلب، مع وجوده داخل السجن ومع الذبذبات أصبح يعانى من مياه على الرئة، وده بيعمل ضيق فى التنفس، وهما من باب الاحتياط بيحطوه على جهاز التنفس.

■ المصادر تقول إنه لم يوضع إلا مرة واحدة على جهاز التنفس الصناعى؟

- وده اللى أنا قلته.. هما معندهمش استعداد لمواجهة الموقف، و«مبارك» كإنسان، وسيبك من إنه كان رئيس، وكضابط كبير يحتاج إلى رعاية بأن نوفر له مكان العلاج.

■ وماذا عن الحالة النفسية.. وقد نقلت عنه قوله: «عاوزين يقتلونى فى السجن»؟

- القتل يعنى بالامتناع، يعنى تركه فى ظروف غير صحية، وعدم توفير الأجهزة الملائمة، ويعنى أنه فى يدك أن تنقلنى إلى مكان للعلاج، وهذا معناه هسيبك لما تموت، والدكاترة سامى وأيمن وسيد عبدالحفيظ الأطباء الضباط فى مستشفى السجن كتبوا إن حالته خطيرة.

■ ولكن ما وصل إلى النيابة أن حالته «مستقرة» وأن جميع الإمكانيات متوفرة له؟

- عدم كشف المصادر يعنى عدم صحة ما قالته، وأنا قلت كل المصادر والتقارير شفتها، وكل التقارير اللى وصلت للنيابة تبنى على السطر الأول.. عمرك سمعت إن فيه عناية مركزة مفيهاش جهاز أشعة علشان نشوف الرئة فيها مياه ولا لأ.. وأنا كنت خارج بعد زيارته لقيتهم لسه جايبين جهاز أشعة، قعدوه أسبوع ولسه هيركبوه ويجيبوا ناس علشان تشتغل.

■ إحدى الصحف نشرت يوميات عن «مبارك».. ما صحتها؟

- منتهى السخف وكلام كذب فى كذب، ونشر صوره وهو على رجليه هذا ليس معناه إنه كويس، وده معناه إنه مش سليم.. ده كان واقف لما بييجى ينزل من محفة الطيارة، بينزل على محفة أخرى، ولما بييجى يروح الحمام بيقف وواحد بيسنده ولما كنت بزوره كنت بسنده علشان يروح الحمام.

■ كتب أن «جمال» طلب من الطبيب أن يكتب تقريراً ليعفى والده من حضور الجلسات؟

- هذا كلام كذب.. وفبركة وقلة ذوق وعيب، واللى بيفبرك الكلام ده لازم يفهم ويعرف إن المحكمة استدعت الطبيب بتاع المركز الطبى العالمى وسألته: هل يمكن تعديل وضع «مبارك» ونقله على كرسى متحرك؟ فرد الطبيب بأنه لا يمكن، لأن هذا السرير مجهز بالأسلاك لإسعافه، وإذا تطورت حالته الصحية، أو إذا فاجأته الحالة، ففى إحدى المرات استمرت الجلسة حتى التاسعة مساءً، وهنا طلب الطبيب نقل مبارك إلى المستشفى لقرب فراغ البطاريات المعدة للسرير.. دول بيدربوا «مبارك» على المشى، وعنده خشونة فى الركبة... والدم لم يعد يصل إلى الأطراف ودى مشكلة لها علاقة بقوة ضخ القلب.

■ ولماذا لا تقاضى تلك الوسائل؟

- طلب منى «مبارك» ذلك، ورفضت لإنهم نفسهم يدخلوا فى نزاع مع الرئيس السابق علشان يشتهروا.

■ هل صحة «مبارك» تجعله يدرك ما يحدث له؟

- إلى حد ما.. «مبارك» لما كان فى الطيارة، أثناء نقله إلى السجن، سأل: الطيارة رايحة فين؟ وقال لى إحنا لما كنا فى الطيارة لاحظ إنها لفت لفة غريبة، وبخبرته كطيار أدرك أن مكانه تغير.. طيب إدولوا فكرة علشان يجيب أدويته.. أما إنه قال إن إحنا متفقناش على كده.. ده كلام عصابات.. الجرائد بتكتب كذب كبير.. لدرجة أننى كنت قاعد معاه فى شرم الشيخ ولقيت جورنال كبير كاتب إنه شوهد فى «تبوك» مع «سوزان»، وفيه جورنال كان بيكتب مذكرات «مبارك» وطلع كلام كذب فى كذب ودار النشر كذبت الخبر.

■ وهل تتأثر حالة «مبارك» الصحية بحالته النفسية؟

- الحالة النفسية للمريض تتضاعف أو تحسّن من الحالة الجسمانية للمريض.. و«مبارك» لما تتحسن حالته النفسية بتتحسن حالته الصحية.

■ هل طلب لقاء المشير؟

- لم يطلب لقاء المشير أو أى شخصية.. وأنا لما رحت رحت بناء على طلبه، والبعض بيقول اللى يجراله جزء من اللى عمله.. ودى شماتة نهى عنها الرسول.

■ وهل كتب الرئيس السابق وصيته؟

- لم يكتب.

■ هل كتب مذكراته؟

- لا.. ولم يطلب منه أحد كتابة مذكراته.. والأعمار بيد الله.

■ البعض يقول إن لديه معلومات كثيرة عن جرائم ارتكبها كثيرون لكنه رفض الكشف عنها؟

- أيوه بلاوى كثيرة وأشخاص كثيرون، وقال لى عليها، لكنها أمانة ولا يمكن أن أكشف عنها.. إلا إذا وافق على ذلك وإذا مات فسوف تموت تلك الأسرار معه.

التعليقات