مباشر | تغطية صحفية | آخر التطورات

قناة الميادين : آخر محاولات إنعاش نظام الأسد إعلاميا .. مستشارة الأسد ضمن طاقمها

قناة الميادين : آخر محاولات إنعاش نظام الأسد إعلاميا .. مستشارة الأسد ضمن طاقمها
غزة - دنيا الوطن
في واحدة من صور الاستمرار في التمدد الإعلامي لما كان يعرف بـ«محور الممانعة» الذي يمثله في المنطقة إيران وسوريا وحركات سياسية مسلحة مثل حزب الله، أعلن الإعلامي غسان بن جدو، المستقيل من قناة «الجزيرة» القطرية عن إطلاق قناة «الميادين» من خلال الاندماج مع قناة «الاتحاد» التي يرأسها نايف كريم المسؤول الإعلامي السابق في قناة «المنار» التابعة لحزب الله. 

الإعلان عن إطلاق هذه القناة التي اختارت مقرا لها «بيروت» العاصمة اللبنانية، لم يكن مفاجئا، فقد تسربت أنباء التحضير لها منذ فترة، حتى إن اختيار بيروت كمقر رآه الكثير من المهتمين سياقا طبيعيا. فالنائب اللبناني نهاد المشنوق، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «بيروت منذ فترة طويلة وهي غرفة عمليات سياسية وإعلامية للمشروع الإيراني في المنطقة». 

وكان غسان بن جدو أظهر أخيرا في الأزمات التي تمر بها المنطقة، ميله الكامل لتصورات محور «الممانعة» السياسية، فهو يرى بحسب حوار أجري معه في قناة «المنار» التابعة لحزب الله أن «نظام بشار الأسد يتعرض لمؤامرة دولية» رغم ماكينة الموت اليومية التي يُعمِلها النظام في الشعب السوري وتنشرها جميع وسائل الإعلام. وأشار أيضا في ذات اللقاء إلى أنه «ضد توجه دول الخليج التي تشجع على تسليح المعارضة السورية، وأن هذا التوجه من دول الخليج يعلن حربا على هذه المنظومة ومحور كامل للمانعة والمقاومة» بحسب وصفه.

وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع غسان بن جدو، ولكن تعذر إيجاد رد منه حتى بعد التواصل مع سكرتيرته الشخصية.

في هذا السياق، يرى الكاتب الكويتي سامي النصف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «استخدام الإعلام من قبل محور الممانعة، هو في شق منه تأكيد على الإخفاق الذي يجده هذا المحور متمثلا في إيران وسوريا وحتى عراق صدام حسين، والنظام الناصري، وهو إعلام يهدف لتضليل الرأي العام عن الإخفاقات التنموية والبشرية على الأرض».

ويضيف «كشعوب عربية نتأثر كثيرا في قضية الخطاب المدغدغ للعواطف، خصوصا الخطابات التي تصف بعض الأفكار العقلانية لمحور (الاعتدال) في المنطقة بالخيانة والتهاون. لأننا لا نستوعب أن العمل السياسي الصحيح يقوم على الواقعية والوسطية والعقلانية، وهذا ما لا يرغب في تعزيزه الإعلام الذي يتبنى الأجندة والمشروع الإيراني والسوري في المنطقة».

قناة «الميادين» أعلنت عن استقطابها أفرادا ممن عملوا في قناة «الجزيرة» القطرية لفترات طويلة. وربما من أبرز الأسماء التي تم تداولها، سامي كليب كمدير للأخبار في القناة، وزوجته لونة الشبل التي كانت مقدمة برامج على قناة «الجزيرة»، وهي اليوم مستشارة إعلامية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، إضافة للمذيع اللبناني زاهي وهبي.

يقول مصدر مطلع من داخل قناة «الجزيرة» لـ«الشرق الأوسط» إن مكتب بيروت تحديدا قام بما «يشبه الانشقاق عن قناة الجزيرة، والانتقال لقناة الميادين» حيث شهد استقالات متعددة أخيرا على مستوى المقدمين ومحرري الأخبار وفرق العمل، بعد تزايد الضغط على النظام السوري الحاكم.

وبالعودة للنائب اللبناني نهاد المشنوق، يرى أنه «لم يعد ممكنا حماية نظام الأسد بأي منطق إعلامي مهما بلغت حرفيته، فالمجازر وكم الدماء التي يسيّلها يوميا على جبين الشعب السوري، أصبحت أكبر من قدرة أي إعلامي أن يغطي على هذه السياسة».

وختم حديثه «لسوء الحظ لم ينفذ أي عمل عربي جدي لمواجهة هذا المشروع الإيراني لا إعلاميا ولا سياسيا ولا حتى أمنيا».


 


التعليقات