محمد رشيد يوجه البيان الأول للضباط الأحرار في السلطة الفلسطينية

محمد رشيد يوجه البيان الأول للضباط الأحرار في السلطة الفلسطينية
بقلم :عبد الله عيسى

وجه محمد رشيد في مقاله الأخير الذي تحدث فيه عن صمت الكبار نداءً بمثابة بيان للضباط الاحرار في السلطة الفلسطينية يطالبهم فيه بالخروج علي أبو مازن واعلان العصيان ويحذرهم أن الفرصة ما تزال متاحة امامهم اليوم ولكن بعد ذلك لن تقبل توبتهم وحسب زعمه فان سفينة أبو مازن تصارع الامواج العاتية وفي طريقها الى الغرق ويطالب كبار المسئولين في السلطة واعضاء اللجنة المركزية في حركة فتح وقادة الأجهزة الامنية وذكرهم بالاسم باستثناء نضال أبو دخان ولا نعرف سبب استثناء نضال أبو دخان ويبدو ان توبة ابو دخان ليست مقبولة عند محمد رشيد وعصابته .
لقد حاول محمد رشيد في بيانه الايحاء بأن السلطة الفلسطينية بأكملها بقياداتها وقادة الاجهزة الامنية وكوادر فتح تقف في ناحية والرئيس أبو مازن يقف في الطرق المقابل وان قادة السلطة أجمعوا علي ان محمد رشيد هو القائد الرمز الجديد للشعب الفلسطيني .
عندما تكون الضربة قاسية على الرأس يصاب الانسان المضروب بحالة من الهذيان وينطق بتخاريف وهلوسات وهذا حال محمد رشيد بعد قرار محكمة مكافحة الفساد التي أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً فهو يهلوس بكلام لا علاقة له بالواقع ولكن بيانه والذي جاء بصيغة مقال كشف عن عدة امور أهمها نواياه وأسبقيته في جريمة القرن وهي اغتيال الرئيس الراحل أبو عمار فالرجل خسر مشاريعه في ليبيا بعد سقوط القذافي وخسر مشاريعه في مصر بعد سقوط النظام السابق وشراكاته بالباطن مع أحمد عز وغيره من رموز النظام السابق الذين يقبعون في سجن طرة وها هي السلطة الوطنية تلاحقه وتصادر الاموال التي نهبها فالضربات متتالية ومتلاحقة ومع قوة الضربات ازدادت حالة الهلوسة لديه .
فى مقاله انه لا يخاطب الكبار كما يزعم لان الكبار لديهم موقفهم الواضح والصريح ولم يلتزموا الصمت كما زعم بل عبروا عن رأيهم دائماً بمطالبة مستمرة للرئيس ابو مازن كي يتخذ الاجراءات القانونية ضد أي فاسد فلسطيني وعلي رأسهم محمد رشيد وعصابته ومحمد رشيد يعلم بالتأكيد وربما لا يعلم ما يجري في اجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري واجتماعات مجلس الامن القومي وهي الفئة التي خاطبها رشيد بمقاله وهذه الفئة أكثر الناس مطالبة للرئيس باتخاذ الاجراءات القانونية ضد رشيد وعصابته لانهم يريدون سلطة فلسطينية خالية من الفساد وقد نجح الرئيس أبو مازن بأن يطوي صفحة الفساد للسلطة وان يغلق كل الافواه التي عيرت السلطة ببعض الفاسدين حتي ان التقارير الدولية التي لا تعرف المحاباة والمعروفة بحياديتها اكدت ان السلطة الفلسطينية من اكثر دول المنطقة نزاهةً وأقلها  فساداً.. من لا يعجبه هذا الكلام هو مكابر ويريد ان تبقي صورة السلطة سوداوية أماما العالم ولكن التقارير الدولية اشادت عدة مرات وليس مرة واحدة بنزاهة السلطة وشفافيتها وأثنت على انجازات الرئيس أبو مازن في مكافحة الفساد.
ويزعم محمد رشيد أن أبو مازن يحارب الفساد في عصر أبو عمار فقط أي بأثر رجعي وتناسي أن الوزير حسن أبو لبدة الذي قدم للمحاكمة وكذلك ادعيق وزير الزراعة وبعض المسئولين لا علاقة لهم بعصر أبو عمار وانما بعصر أبو مازن .
علي العموم أراد محمد رشيد الايحاء للعامة من الشعب ان هنالك من يؤازره وهم كثر حسب زعمه من كبار المسئولين ولكنهم يؤازرونه سراً  وقد اثبتنا زيف ادعائه ومن يؤازر محمد رشيد معروف  ولا يوجد بين كبار مسئولي السلطة من يؤازره.
فقد اراد محمد رشيد ان يوحي للعامة أن هنالك من يؤازره سراً وانه لا يخوض المعركة وحده ولكن مشكلته حسب زعمه مع صمت الكبار .
والنقطة الاهم في بيانه والتي يحرض فيها جهاراً نهاراً بلا حياء ولا خجل علي الرئيس أبو مازن وان سفينة الرئيس تغرق ملمحاً الي ان قوي دولية لم تعد ترغب بوجود الرئيس ابو مازن .. يعنى وبمعنى آخر محمد رشيد يؤكد كل يوم دوره وفعلته الشنيعة النكراء في جريمة اغتيال الرئيس أبو عمار والآن وبما أن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تدخل منعطفاً صعباً بسبب اصرار الرئيس أبو مازن على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وبسبب تعنت الحكومة الاسرائيلية وبسبب عدم قدرة او رغبة الجانب الامريكي على ممارسة الضغط فاعل على الحكومة الاسرائيلية فالحل الأسهل لدي محمد رشيد والجهات الحقيقبة التي تؤازره هي جهات ليست فلسطينية هي ازاحة أبو مازن والحقيقة أقولها ان الجهات الدولية التي تحرض محمد رشيد علي العبث بالساحة الفلسطينية تخشي من مرحلة ما بعد أبو مازن فأي رئيس قادم لا يستطيع ان يخرج عن الاجماع الفلسطيني وكل التحريض لمحمد رشيد بهدف ممارسة ضغوط على الرئيس لا أكثر ولا يستطيع أي رئيس قادم كما ذكرت ان يخرج عن الاجماع الفلسطيني الا اذا كان من نوعية محمد رشيد وأعوانه وهذه الفئة تعرفها الجهات الدولية جيداً وتعرف ان رصيدها الجماهيري صفر ورسمت لها منذ سنوات حدوداً  لا يتجاوزونها ولا تتعدى كونهم ادوات استخدمت ضد الرئيس أبو عمار وتستخدم الآن ضد الرئيس أبو مازن .
يبدو أن محمد رشيد أخذها مقاولة يريد  أن يتخلص من أي رئيس فلسطيني يعنى الاخ أخذ رؤساء فلسطين مقاولة ولا يوجد على ما يبدو فى قانون الادوات نظام التقاعد يعنى ان يتقاعد محمد رشيد بعد ان أدي الخدمات الجليلة لأسياده ضد المصالح العليا للشعب الفلسطيني ويجلس في مقهي يتحدث مع أصحابه عن الذكريات او الذاكرة السياسية كما يشاء ويتذكر أيام  الفن الجميل عندما كان يتآمر على الشعب الفلسطيني وقيادته .

 أذكر قبل سنوات وعندما كانت اجهزة السلطة الفلسطينية قد قامت بحملة ضد العملاء واعتقلت الكثيرين فكنت بصدد عمل تحقيق صحفي عن هذه الظاهرة وطلبت من جهاز امني مقابلة احد العملاء كي أضع انطباعاتي فى التقرير الصحفي رغم انهم زودوني بمحضر التحقيق واعترافاتهم فجاءني احد الضباط بأحد العملاء الذى تقرر تحويله الى المحكمة بتهمة التخابر مع الاحتلال فرأيت رجلاً أشعث اغبر فى الستين من العمر ولفت انتباهي انه متعاون مع الاحتلال منذ 25 عاماً فسألت العميل بحضور الضابط سؤالاً واحداً فقط: "فهمت من اعترافاتك فى محضر التحقيق انك متعاون مع الاحتلال منذ 25 عاماً حتي القت السلطة القبض عليك ..ألا يوجد في قانون التعاون مع الاحتلال نظام للتقاعد أن تجلس على المقهى مع أصحابك وتتحدثون في احوال الدنيا وتتذكرون ايام الفن الجميل ؟" فضحك الرجل وسكت ولم يجب .

ويبدو ان محمد رشيد ما بتهدش الراجل شغال بلا كلل ولا ملل يتفانى في خدمة القوى المعادية لشعبنا ولم يطلب التقاعد.
محمد رشيد يحاول الزج بأسماء نعرف موقفها جيداً من محمد رشيد ولا يذكرون اسمه الا بالشتيمة ويطالبهم بأن يخرجوا عن صمتهم لتأييده ويوحي بان المسألة تتعلق بأبو مازن فقط ولا يري أبعادها الكاملة بان هنالك اجماع شعبي ورسمي فلسطيني على محاربة الفساد بلا هوادة لان شعبنا ذاق الامرين من هؤلاء الفاسدين ولكن نعطي لمحمد رشيد فسحة من الأمل بانه ممكن أن يخرج أحد الذين ناشدهم ويعلنوا تأييده بس بشرط أن من يريد تأييد محمد رشيد يكون راجل ويعملها .. ذات مرة سأل أحدهم فضية الشيخ محمد متولي شعراوي قائلاً: يا فضيلة الشيخ ما هي الأسباب الشرعية التي تبيح للراجل أن يتزوج على زوجته؟" فقال الشيخ الشعراوي: "مفيش شروط شرعية ولا حاجة  المهم ان يكون راجل ويعملها ".
من يريد ان يؤيد محمد رشيد هو حر بس يكون راجل ويعملها لان مشكلته ليست مع أبو مازن بل مشكلته مع الشعب الفلسطيني كله كما هي مشكلة محمد رشيد الآن وعصابته مع الشعب الفلسطيني كله.

التعليقات