للعملاء فقط .. !

للعملاء فقط .. !
البيت المقصود هو المحدد بالخطوط في الصورة المرفقة
بقلم د. طريف عاشور

هو بيت كالقصر يقع في المدينة الاقرب بين السماء والارض ، في الارض المقدسة التي وطأها الانبياء الاطهار ، في عقبة السرايا بالحي الأسلامي بالبلدة القديمة بقدسنا عاصمة قلوبنا في احد مداخل بيت الأيتام الاسلامية من الجهه اليمنى، قصر كان يستخدم كسرايا للحاكم العسكري الانجليزي يعرفه اهل البلدة القديمة بعقبة السرايا ، فيه ايضا بيت ملحق يستخدم للخدم ومخازن تم ترميمها باتت تستخدم كمساكن.

الحكاية بدأت عام 1994 حين تم عرض البيت - القصر المذكور للبيع من قبل العائلات الثلاث التي كانت تقطنه وهي عائلات ابو ارميله ، الزاغة ومعتوق ، حينها بدأت ِ   محاولات من قبل الاوقاف الاسلامية لشراء العقار وضمه لمدرسة الايتام الاسلامية ، ولكن وكالعادة قام الاغراب الاشرار بأغراء اصحاب العقار بمبالغ اكبر من تلك المبالغ الحلال ، وللاسف تم البيع في ذات العام بموافقة جميع اصحاب الحصص الثلاث .

هنا القصة لم تبدأ بعد ، فأهالي المنطقة الذين أحضر لهم جيران سوء من ما تسمى مغتصبة "عطريت كوهانيم" ، يقصّون ما حدث برأس عال وبنوع من الشماته المحموده ، ان رب عائلة ابو رميلة سكن بعد جريمته بلدة الرام شمال القدس وكان يعمل في مجال الاحذية وبعد ذلك البيع المخزي بأشهر معدوده حصل له حادث عمل فقد فيه جميع اصابع يده اليمنى ، حتما تلك التي وقع فيها على ورقة خيانته لدينه ووطنه ، اما رب عائلة الزاغة والكلام لشهود عيان وبعد اربع سنوات من جريمته بحق القدس وفلسطين والعروبة والاديان سواء ، فقد ابنيه بحادث سير بشع للغاية اصاب الاب بحالات هستيريا دائمة .

اما العائلة الاخيرة ، عائلة معتوق فلم تكن باحسن حال ، فقد قام ابنهم الوحيد بسرقة ثمن كرامتهم الرخيص وتحويله مباشرة الى امريكا لدى اخ له بالتبني هناك ، مما ادى الى نفوق الاب مباشرة بعد سرقة الابن المبلغ وانكاره لهم ، اما الام فأصيبت بجلطة دماغية وبقيت بالمشفى الفرنسي في باب الجديد لمدة تسع سنوات حتى نفقت كما يقول جيرانها ، وحينها وهنا العبرة ، لم ترضى الكنيسة الابية دفن ذلك الجسد الغريب في مقابرها .

اما الابن السارق للمال الحرام الهارب فيه ،  فيقول جيران له انه سافر للولايات المتحدة  بعدما قضى على والديه حيث تزوج من امرأة اجنبيه هناك ، انجب منها طفلا ، بعدما كان استثمر المبلغ الحرام في سوبرماركت ومحطة وقود بولاية شيكاغو، ليدخل في العام 2009 - والرواية لا تزال لجيرانه - لصوص  ويطلقون  النار عليه وعلى ابنه فنفق الاب بعد عذاب يومي من الشلل الكامل لمدة عام ونيّف .

تلك القصة الحقيقية التي سمعتها بالتفاصيل من اهل البلدة القديمة بالقدس الشريف بالاسماء والشهود ، ربما ارادها رب القدس والاقصى اية كما قال لفرعون " فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ ءَايَاتِنَا لَغَافِلُونَ " ولهؤلاء الغافلون نقول : هذا مصير من يحاول التفريط بدينه وثوابته ، هذا مصير كل مجرم باع عرضه وارضه ، ان القصاص يكون حتمي من بيته وجسده دنيويا ، حتى يكون للناس ايه ، وله العذاب والجحيم اللامسبوق في اليوم الموعود .

 استذكر هنا ، القصة التي روتها كتب التاريخ عن نابليون ووصول جيوشه لدى احتلاله اوروبا إلى النمسا ، تلك التي هزمته في معركة أسبرن ، ولكن الجيش الفرنسي استطاع الانتصار عليهم في معركة بمارخ فيلد في نفس العام وبذلك بدأ عصر نابليون بالنمسا ، ولكن كيف انتصر نابليون بمعركة مارخ فيلد ؟

القصة تقول عند شعور نابليون بالانكسار نتيجة خسارته طلب من ضباطه أن تكون المعركة استخبارية وبدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول الى النمسا من خلال نقطه ضعف في الجيش النمساوي وبعد جهد جهيد عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهربا بين الحدود واتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم استفادوا من معلوماته فدلهم الخائن على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم لكون المنطقة شبه مستعصية ، وبالفعل تمكن الجيش الفرنسي من اقتحام المنطقة واحتلالها ، وبعدما استقر الوضع لفرنسا جاء الخائن النمساوي لمقابلة نابليون بونابرت فأدخلوه على الإمبراطور وكان جالسا في قاعة كبيرة وما أن رأى نابليون ذلك الجاسوس النمساوي حتى رمى له بقبضة من النقود في صرة على الارض ليأخذها ثمن خيانته وجزاء أتعابه فقال الجاسوس - كعادة أمثاله - سيدي العظيم يشرفني ان أصافح قائدا عظيما مثلك... فرد عليه نابليون : اما انا فلا يشرفني ان أصافح خائنا لوطنه مثلك ، وانصرف الجاسوس وبصق عليه نابليون من وراء ظهره، وكان كبار القادة جالسون عنده وتعجبوا من تعامل نابليون مع الجاسوس على الرغم من أهمية الأخبار التي نقلها لهم وكانت سبباً في انتصارهم ، سألوه عن السبب فأجاب نابليون بعبارة حفرت كاحدى اروع عبارات التاريخ الحديث عن الخائن و الخيانة : مثل الخائن لوطنه كمثل السارق من مال ابيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص تشكره .. لهذا ابصق عليه" .

التعليقات