سيف الدين الحاج امين الهندي والصلاة المخابراتية

بقلم: عبدالله عيسى
راودت امين الهندي رئيس المخابرات الفلسطينية الاسبق امنية اداء فريضة الحج فسعى اليها في احدى السنوات ولكنه لم ينجح بذلك بسبب ارتباطات عمل ضرورية ولكنه اصر في العام التالي وتوجه الى الديار الحجازية المقدسة وتحققت امنيته وادى فريضة الحج .
عاد الى غزة وقد تغيرت احواله وبدأ بعمل طيب فافتتح مسجدا في مقر المخابرات بمنطقة السودانية او ما سميت بالسفينة نظرا للشكل الهندسي للبناء .
جهز المسجد بسرعة قياسية بمكبرات الصوت واوصل المكبرات الى كل غرف مقر الجهاز بحيث اذا نودي للصلاة وصل صوت المؤذن الى كل العاملين في الجهاز.
وكان المسجد في طابق سفلي تحت الارض والوصول اليه عبر المصعد وبحسن نية كان امين الهندي اذا رأى ضابطا او عاملا في الجهاز يقول له بأدب :" الا ترافقنا للصلاة في المسجد".
خلال اسابيع انتشر في الجهاز جوا ايمانيا لامثيل له وظهرت فرحة في وجوه العاملين واصبح المسجد يعج بالمصلين المخلصين والله اعلم .
حتى كاد ان يرفع شعار " سيف الدين الحاج امين " وهو الشعار الذي رفعه ثوار فلسطين قبل نكبة عام 48 للحاج امين الحسيني" سيف الدين الحاج امين".
وفجأة شعرت قلة قليلة وهي فئة الفاسدين من الجهاز بان مصالحهم في المنطقة بدأت تتضرر وانتابهم شعور بالقلق من ان يرتد امين الهندي عليهم فينظف الجهاز من بلاويهم .. واذا بهم اول المصلين في الصف الاول بجانب امين الهندي وظن العاملين في الجهاز ان الله هداهم واذا بهم يصلون لامين وليس لله .
واصبح ما يجري في المسجد حديث العاملين نكتة يومية .. احدهم وهم من كبار الضباط يخرج من المسجد اثناء الصلاة ليدخن سيجارة واخر يرد على هاتفه النقال وبصوت يملا المسجد :" انا في المسجد اصلي مع الاخ امين سأطلبك فيما بعد ".!!!
هؤلاء الفاسدين افسدوا فرحة كل العاملين في الجهاز ولكن المضحك المبكي كما يروي احدهم فيقول:" كنت في مكتب احد هؤلاء الفاسدين فيؤذن المؤذن والصوت يملا كل الغرف من السماعات الداخلية في كل غرفة فينهض فورا ويعتذر لي قائلا انا نازل للمسجد لأداء الصلاة وسأعود .. وذات مرة اذن المؤذن ولم يتحرك من مكانه فسالته يبدو ان الاخ امين مسافر فقال :نعم انه مسافر وسيعود خلال ايام ".
ويضيف:" لم يفهم مغزى سؤالي وكنت اقصد ان غياب امين لايجعلك تذهب للمسجد للصلاة ".
تلك الفئة من الفاسدين استقوت داخل الجهاز وكانوا بهلوانات . وكان امين مسالما ولايريد ان يدخل في صدام مع الفاسدين فتركهم حتى لوثوا سمعة الجهاز في كل مكان بعمليات النهب والاتاوات والجرائم .
وبعد احالة امين للتقاعد وخروج ابو رجب للعلاج في الخارج اصبح الجهاز ملعبا للفاسدين وانقسم الجهاز الى قسمين شلة الفاسدين يسرحون ويمرحون والاف العاملين من الضباط يشعرون بإحباط شديد . حتى وصل الامر بملازم ان يتجول في شوارع غزة راكبا سيارة رئيس الجهاز المصفحة وخلفه وامامه جيمسات الحراسة المخصصة لرئيس الجهاز !!
انقلبت الموازين واصبح القهر والاحباط عنوان تلك المرحلة التي سبقت الانقسام مباشرة .
جيش من المحبطين والمقهورين بسبب قلة قليلة وشعور الاحباط تزايد يوما بعد يوم والاصلاحات الحقيقية لم تأخذ طريقها للجهاز .
الرئيس ابو مازن لم يترك هذه القضايا بلا حل ولم يقبل ان تكون أي مؤسسة للسلطة مرتعا لثلة من الفاسدين وعندما اعلن الرئيس الحرب على الفساد لم يكن قراره انتقائيا او انتقاميا كما زعم محمد رشيد بل كانت حملة شاملة لكل بؤر الفساد وبدا باولى الخطوات فور توليه الرئاسة وكانت اولى القضايا حربي صرصور رئيس هيئة البترول وبدأ بالحرب على الفساد تصاعديا .
والحقيقة ان لدى الرئيس ابو مازن وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر الرئيس الراحل ابو عمار في معالجة ملف الفساد . فالرئيس الراحل ابو عمار كان يرى ان الاولوية لاقامة الدولة الفلسطينية وكان يقول انا اريد ان اعمل دولة وبعدها نظفوها من الجزم "الفاسدين ".
ولكن الرئيس ابو مازن يرى انه لن يستطيع اقامة دولة مستقلة بوجود فئران السفينة تنخر في كل مؤسسات السلطة لذا كان قراره منذ تولي الرئاسة خوض المعركة على جبهتين في ان واحد :معركة اقامة الدولة المستقلة ومعركة تنظيف مؤسسات السلطة من الفاسدين .
ويرى انه كلما كانت السلطة انظف كلما كانت معركة الدولة اسهل والجبهة الداخلية اقوى .
واردت من هذا المثال على مستوى المخابرات ان اوضح ان اجراءات الرئيس ليست كلها مرئية ولايتخذ الرئيس قرارا بدون مبررات وحكمة الرئيس محل تقدير كل ابناء الشعب الفلسطيني.
الصورة الذي تحدثنا عنها عما كان يجري في جهاز المخابرات وهي جزء يسير مما كان يجري ونموذجا لما كان يجري في مختلف اجهزة الامن الفلسطينية انتهت الى غير عودة . فقد وجد الرئيس في اللواء ماجد فرج خير منفذ لتعليماته وقارىء ممتاز لقواعد المعركة التي يخوضها الرئيس في مكافحة الفساد واعادة بناء مؤسسات السلطة ومعركة اقامة الدولة المستقلة.
لم يتهاون اللواء ماجد فرج وقام بعملية تطهير داخلية لامثيل لها وفي الوقت نفسه حول جهاز المخابرات الي جهاز يرتقي الى مصاف الاجهزة الامنية العربية والدولية من حيث الكفاءة . هذ الانجاز اردنا ان نشير اليه اشارة فقط وهو انجاز محمي بتوجيهات الرئيس ابو مازن ومحمي بكل الضباط المخلصين في الجهاز فقد قطع دابر الفاسدين واصبحت مؤسسة المخابرات نقية صلبة . ولم يعد من سلاح للفاسدين الذين لم يعد لهم مكان في المخابرات سوى محاولات يائسة للتشويش بأخبار كاذبة تطال الرئيس ومؤسسات السلطة وعلى راسها المخابرات .
واقول هذا ردا على تساؤل البعض عن سبب محاسبة محمد رشيد لوحده ..ومن قال هذا؟ في عهد ابو مازن لم يبق فاسد الا وحل ضيفا على هيئة مكافحة الفساد من وزراء ومدراء وغيرهم .
اللواء ماجد فرج يتحمل الاساءات ولا ينظر خلفه لان كل الفاسدين اصبحوا من الماضي وتراه ينظر للمستقبل كيف يتطور الجهاز وكيف يصبح بعد سنوات بعمل وخطط وتدريب وتأهيل لضباط اكفاء . والشارع الفلسطيني يلمس بوضوح تغير المشهد كليا في علاقته بجهاز مخابرات محل ثقة وحافظ لكرامة المواطن وحافظ لأمنه وسلامته .
راودت امين الهندي رئيس المخابرات الفلسطينية الاسبق امنية اداء فريضة الحج فسعى اليها في احدى السنوات ولكنه لم ينجح بذلك بسبب ارتباطات عمل ضرورية ولكنه اصر في العام التالي وتوجه الى الديار الحجازية المقدسة وتحققت امنيته وادى فريضة الحج .
عاد الى غزة وقد تغيرت احواله وبدأ بعمل طيب فافتتح مسجدا في مقر المخابرات بمنطقة السودانية او ما سميت بالسفينة نظرا للشكل الهندسي للبناء .
جهز المسجد بسرعة قياسية بمكبرات الصوت واوصل المكبرات الى كل غرف مقر الجهاز بحيث اذا نودي للصلاة وصل صوت المؤذن الى كل العاملين في الجهاز.
وكان المسجد في طابق سفلي تحت الارض والوصول اليه عبر المصعد وبحسن نية كان امين الهندي اذا رأى ضابطا او عاملا في الجهاز يقول له بأدب :" الا ترافقنا للصلاة في المسجد".
خلال اسابيع انتشر في الجهاز جوا ايمانيا لامثيل له وظهرت فرحة في وجوه العاملين واصبح المسجد يعج بالمصلين المخلصين والله اعلم .
حتى كاد ان يرفع شعار " سيف الدين الحاج امين " وهو الشعار الذي رفعه ثوار فلسطين قبل نكبة عام 48 للحاج امين الحسيني" سيف الدين الحاج امين".
وفجأة شعرت قلة قليلة وهي فئة الفاسدين من الجهاز بان مصالحهم في المنطقة بدأت تتضرر وانتابهم شعور بالقلق من ان يرتد امين الهندي عليهم فينظف الجهاز من بلاويهم .. واذا بهم اول المصلين في الصف الاول بجانب امين الهندي وظن العاملين في الجهاز ان الله هداهم واذا بهم يصلون لامين وليس لله .
واصبح ما يجري في المسجد حديث العاملين نكتة يومية .. احدهم وهم من كبار الضباط يخرج من المسجد اثناء الصلاة ليدخن سيجارة واخر يرد على هاتفه النقال وبصوت يملا المسجد :" انا في المسجد اصلي مع الاخ امين سأطلبك فيما بعد ".!!!
هؤلاء الفاسدين افسدوا فرحة كل العاملين في الجهاز ولكن المضحك المبكي كما يروي احدهم فيقول:" كنت في مكتب احد هؤلاء الفاسدين فيؤذن المؤذن والصوت يملا كل الغرف من السماعات الداخلية في كل غرفة فينهض فورا ويعتذر لي قائلا انا نازل للمسجد لأداء الصلاة وسأعود .. وذات مرة اذن المؤذن ولم يتحرك من مكانه فسالته يبدو ان الاخ امين مسافر فقال :نعم انه مسافر وسيعود خلال ايام ".
ويضيف:" لم يفهم مغزى سؤالي وكنت اقصد ان غياب امين لايجعلك تذهب للمسجد للصلاة ".
تلك الفئة من الفاسدين استقوت داخل الجهاز وكانوا بهلوانات . وكان امين مسالما ولايريد ان يدخل في صدام مع الفاسدين فتركهم حتى لوثوا سمعة الجهاز في كل مكان بعمليات النهب والاتاوات والجرائم .
وبعد احالة امين للتقاعد وخروج ابو رجب للعلاج في الخارج اصبح الجهاز ملعبا للفاسدين وانقسم الجهاز الى قسمين شلة الفاسدين يسرحون ويمرحون والاف العاملين من الضباط يشعرون بإحباط شديد . حتى وصل الامر بملازم ان يتجول في شوارع غزة راكبا سيارة رئيس الجهاز المصفحة وخلفه وامامه جيمسات الحراسة المخصصة لرئيس الجهاز !!
انقلبت الموازين واصبح القهر والاحباط عنوان تلك المرحلة التي سبقت الانقسام مباشرة .
جيش من المحبطين والمقهورين بسبب قلة قليلة وشعور الاحباط تزايد يوما بعد يوم والاصلاحات الحقيقية لم تأخذ طريقها للجهاز .
الرئيس ابو مازن لم يترك هذه القضايا بلا حل ولم يقبل ان تكون أي مؤسسة للسلطة مرتعا لثلة من الفاسدين وعندما اعلن الرئيس الحرب على الفساد لم يكن قراره انتقائيا او انتقاميا كما زعم محمد رشيد بل كانت حملة شاملة لكل بؤر الفساد وبدا باولى الخطوات فور توليه الرئاسة وكانت اولى القضايا حربي صرصور رئيس هيئة البترول وبدأ بالحرب على الفساد تصاعديا .
والحقيقة ان لدى الرئيس ابو مازن وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر الرئيس الراحل ابو عمار في معالجة ملف الفساد . فالرئيس الراحل ابو عمار كان يرى ان الاولوية لاقامة الدولة الفلسطينية وكان يقول انا اريد ان اعمل دولة وبعدها نظفوها من الجزم "الفاسدين ".
ولكن الرئيس ابو مازن يرى انه لن يستطيع اقامة دولة مستقلة بوجود فئران السفينة تنخر في كل مؤسسات السلطة لذا كان قراره منذ تولي الرئاسة خوض المعركة على جبهتين في ان واحد :معركة اقامة الدولة المستقلة ومعركة تنظيف مؤسسات السلطة من الفاسدين .
ويرى انه كلما كانت السلطة انظف كلما كانت معركة الدولة اسهل والجبهة الداخلية اقوى .
واردت من هذا المثال على مستوى المخابرات ان اوضح ان اجراءات الرئيس ليست كلها مرئية ولايتخذ الرئيس قرارا بدون مبررات وحكمة الرئيس محل تقدير كل ابناء الشعب الفلسطيني.
الصورة الذي تحدثنا عنها عما كان يجري في جهاز المخابرات وهي جزء يسير مما كان يجري ونموذجا لما كان يجري في مختلف اجهزة الامن الفلسطينية انتهت الى غير عودة . فقد وجد الرئيس في اللواء ماجد فرج خير منفذ لتعليماته وقارىء ممتاز لقواعد المعركة التي يخوضها الرئيس في مكافحة الفساد واعادة بناء مؤسسات السلطة ومعركة اقامة الدولة المستقلة.
لم يتهاون اللواء ماجد فرج وقام بعملية تطهير داخلية لامثيل لها وفي الوقت نفسه حول جهاز المخابرات الي جهاز يرتقي الى مصاف الاجهزة الامنية العربية والدولية من حيث الكفاءة . هذ الانجاز اردنا ان نشير اليه اشارة فقط وهو انجاز محمي بتوجيهات الرئيس ابو مازن ومحمي بكل الضباط المخلصين في الجهاز فقد قطع دابر الفاسدين واصبحت مؤسسة المخابرات نقية صلبة . ولم يعد من سلاح للفاسدين الذين لم يعد لهم مكان في المخابرات سوى محاولات يائسة للتشويش بأخبار كاذبة تطال الرئيس ومؤسسات السلطة وعلى راسها المخابرات .
واقول هذا ردا على تساؤل البعض عن سبب محاسبة محمد رشيد لوحده ..ومن قال هذا؟ في عهد ابو مازن لم يبق فاسد الا وحل ضيفا على هيئة مكافحة الفساد من وزراء ومدراء وغيرهم .
اللواء ماجد فرج يتحمل الاساءات ولا ينظر خلفه لان كل الفاسدين اصبحوا من الماضي وتراه ينظر للمستقبل كيف يتطور الجهاز وكيف يصبح بعد سنوات بعمل وخطط وتدريب وتأهيل لضباط اكفاء . والشارع الفلسطيني يلمس بوضوح تغير المشهد كليا في علاقته بجهاز مخابرات محل ثقة وحافظ لكرامة المواطن وحافظ لأمنه وسلامته .
التعليقات