عرض لحقيقة خمسة أساطير أساسية شائعة في الثقافة الغربية عن العرب "كلمة" يصدر "أصوات عربية.. ما تقوله لنا،ولماذا هو مهم" لِـ: جيمس زغبي

عرض لحقيقة خمسة أساطير أساسية شائعة في الثقافة الغربية عن العرب "كلمة" يصدر "أصوات عربية.. ما تقوله لنا،ولماذا هو مهم" لِـ: جيمس زغبي
ابوظبي - دنيا الوطن – جمال المجايدة
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاباً جديداً بعنوان "أصوات عربية.. ما تقوله لنا ولماذاهو مهم" للإعلامي المعروف جيمس زغبي، ونقله للعربية كل من المترجمتين د.سرى خريس وعبلة عودة.

وباعتبار أنّ فهم الشعوب التي تعيش في العالم العربي بات أكثرمن مجرد عملية تثقيفية، وخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الدور القيادي الذييلعبه الغرب في عمليتي الحرب والسلام إقليم ما، يقوم جيمس زغبي، عبر كتابه هذا" أصوات عربية" بإبراز النتائج المتعلقة باستطلاع شامل للرأي، جديد مننوعه، طرح من خلاله أسئلة مهمة على آلاف الأشخاص الذين يقطنون ثماني دول تمتد من المغرب وحتى السعودية. وهنا، ومن خلال مشاركته إجاباتهم، يُطيح زغبي بالأنماطالشائعة، والأساطير التي سادت الثقافة الغربية عن العالم العربي وهوية شعوبه.

وخلافاً للعديد من الكتب أو المقالات الأخرى التي كتبت حول هذه المنطقة فإن كتاب «أصوات عربية» ليس إعادة سرد للتاريخ، ولا مجموعة من القصص الشخصية. صحيح أن هذه المقاربات يمكن أنتكون مفيدة، وهناك أمثلة ممتازة ساهمت مساهمة حقيقية في فهمنا على نحو أفضل لدىالآخر؛ ولكنها قد تكون في الوقت نفسه عرضة للانحياز أو ما يسميه زغبي «العلم السيئ» - كما هو في حالة الكُتاب الذين يجنحون إلى رفع ملاحظة أو حوار عارض إلىمستوى الاستنتاج أو الخلاصة العامة القابلة للتعميم.

وقد انطلق زغبي في كتابه من بيانات صلبة مستخلصة عبر أكثر من عقد من استطلاعات الرأي التي أجرتهامؤسسة «زغبي الدولية» في الشرق الأوسط لتفنيد الأساطير المتعلقةبالعالم العربي، ثم دحض الافتراضات والتصورات الخاطئة وراءها ببيانات من استطلاعاتالرأي تكشف عما يفكر فيه العرب حقّاً.

وفي تعليقٍ ليوسف العتيبة، سفيردولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن قال إنّ مؤلف الكتاب، جيمس زغبي، يعبر عن وجهة نظر تستند إلى هويته الأمريكية ــــ العربية، ليوضح أسباب المشاعر المتناقضةالتي يكنها المواطن العربي تجاه الولايات المتحدة، ويُعزِي زغبي ذلك بصورة أساسيةإلى انعدام التواصل الحقيقي بين المجتمع الأمريكي والمجتمعات العربية، فضلا عنانعدام التواصل بين صُنَّاع القرار  في الجانبين والنخبالسياسية التي تعتمد في آرائها على كتابات تخلو من الدقة والنزاهة. ويضيف سعادةيوسف العتيبة أن ما يقترحه مؤلف الكتاب هو أن تنتشر ثقافة حوار حقيقية بين الطرفين، وأن ذلك لا يتموفق تصور المؤلف إلا من خلال الاستماع إلى صوت الطرف الآخر، وتعريف الشعبين بزيفما يُقال عن الشخصيتين العربية والأمريكية من معلومات لا تعكس حقيقتهما.

-  عرض زغبي في كتابه لخمسة أساطير أساسية شائعة في الثقافة الغربية عن العرب ويمكن تلخيصها كالآتي:

1-   هل كل العرب من طينةواحدة وبالتالي هل يمكن اختزالهم في «نوع»؟ .

إن قراءة التعميماتوالصور النمطية المغلوطة للعرب التي نجدها في كتاب رافايل باتاي «العقل العربي» أوكتاب توم فريدمان «قواعد شرق أوسطية للتقيد بها» قد تدفع المرء للاعتقاد بذلك؛ولكن استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة زغبي الدولية تكشف عن رأي مختلف تماماً؛إذ إنّ ما تجده عندما نستطلع الآراء العامة هو مشهد غني ومتنوع عبر العالم العربييتحدى الصور النمطية السائدة؛ ذلك أنه ليست ثمة فقط ثقافات فرعية متنوعة وتواريخفريدة وخاصة تمنح الحياة ميزتها، بل إن هناك أيضاً اختلافات بين الأجيال. فالشبابالعربي، على سبيل المثال، يواكب العولمة والتغيير، حيث يشترك في بواعث قلق مختلفة،ويتطلع إلى أهداف مختلفة مقارنة مع جيل الآباء.

2-   هل العرب مختلفونجدّاً إلى درجة أنهم لا يشكلون عالماً على الإطلاق؟ .

تكشف استطلاعاتالرأي مرة أخرى العكس تماماً، حيث يُعرِّف العرب أنفسهم عبر المنطقة على أنهم«عرب» ويصفون أنفسهم بأنهم مترابطون بلغة مشتركة (والتاريخ المشترك الذي تنطويعليه) وبواعث قلق سياسية مشتركة؛ كما تُظهر الغالبية من كل الأجيال وفي كل البلدانتعلقاً قويّاً بقضية فلسطين ومصير الشعب العراقي.

3-   هل كل العرب غاضبونويكرهون القيم الغربية وطرق الحياة في الغرب؟.

تظهر الاستطلاعات أنالعكس تماماً هو الصحيح، ذلك أن العرب معجبون بالشعب الأميركي ويحترمون التعليموالتقدم التكنولوجي، بل ويحبون أيضاً «الحرية والديموقراطية». أما الشيء الذي لايحبونه صراحةً، فهو السياسة الأمريكية تجاههم التي تدفعهم للاعتقاد بأن الولاياتالمتحدة تعاديهم.

4-   هل يحرك التعصبالديني العرب؟ .

الواقع أن العرب،على غرار كثيرين في الغرب، هم «أناس مؤمنون»؛ وقيمهم تؤثر فيها إلى حد كبير؛ غيرأن نسبة ارتياد المساجد عبر الشرق الأوسط تعادل نسبة ارتياد الكنيسة  فيالولايات المتحدة تقريباً. وعندما سُئل العرب عن البرامج التي يفضلون مشاهدتها علىالتلفزيون، فإن القائمة متنوعة على غرار قائمة المشاهدين الأميركيين. ففي مصر والمغربوالسعودية مثلاً ، كانت البرامج التي تأتي على رأس القائمة هي تحديداً الأفلاموالمسلسلات الدرامية؛ أما البرامج الدينية فتأتي في أسفل الترتيب تقريباً. وعندماطُلب من العرب ترتيب انشغالاتهم وبواعث قلقهم، تصدرت اللائحة جودة عملهم ومشاغلعائلاتهم.

5-   وأخيراً، هناك الأسطورةالتي تقول برفض العرب للإصلاح وبأنهم لن يتغيروا، ما لم يدفعهم الغرب إلى ذلك.

تعد هذه إحدىالعقائد الرديئة الأساسية لـ«المحافظين الجدد». وقد شكلت هذه الأسطورة، التي تستندإلى كتابات برنارد لويس، أحد أسباب ومسوغات حرب العراق - فكرة تدمير «النظام القديم»من أجل ولادة «الشرق الأوسط الجديد». غير أن ما أظهرته استطلاعات الرأي في زغبيالدولية هو أن العرب يرغبون في الإصلاح فعلاً، ولكن الإصلاح الذي يريدونه هوإصلاحهم الوطني الداخلي، وليس الإصلاح الخارجي. فأولوياتهم الداخلية هي: وظائفأحسن، ورعاية صحية أفضل، وفرص تعليمية أوسع. كما تُظهر خلاصة الاستطلاعات أن معظمالعرب لا يريدون التدخل في شؤونهم الداخلية، ولكنهم سيرحبون بمساعدة الغربلمجتمعاتهم على بناء القدرة على توفير الخدمات وتحسين جودة حياتهم.

 يأمل زغبي أن يسهم كتابه هذا في ردم جوانب من الهوة التي اتسعت بين العالم العربيوالإسلامي والغرب وخاصة الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو أمرمشروط بمزيد من المعرفة العميقة المتبادلة لهوية الشعوب وأفكار أبنائها من أجلتحقيق الازدهار والسلام العالميين.

مؤلف الكتاب جيمس زغبي: أمريكييتحدر من عائلة لبنانية هاجرت إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين. انهمكزغبي على مدى ثلاثة عقود في شؤون العرب الأمريكيين، وهو مؤسس معهد العربالأمريكيين (AAI) ومركزه واشنطن، ويدعم هذاالمعهد المشاركة السياسية للعرب الأمريكيين في التيارات السياسية في الولاياتالمتحدة. كما أسس زغبي حملة حقوق الإنسان الفلسطيني في السبعينيات، وأصبح لاحقاًالمدير التنفيذي للجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز العنصري، كما أنه فاعلفي السياسة الأمريكية، إذ عمل نائباً لمدير الحملة الانتخابية الرئاسية لجيسجاكسون، ويشارك في البرامج الحوارية السياسية على الشبكات التلفزيونية الأمريكيةالرئيسية.

 يكتب الدكتور زغبي ومنذعام 1992 مقالاً أسبوعياً حول السياسة الأمريكية في الصحف الرئيسية في العالمالعربي، وله عدد من الكتب في مجالات الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية منها"كيف يفكر العرب: القيم والمعتقدات والهموم"، و"كيف تفكر الأقلياتالعرقية الأمريكية".

قام بنقل الكتاب للعربية كل من:

د.سرى خريس:

تعمل أستاذاً مساعداً في النقد والأدب الإنجليزي، وقد حصلتعلى درجة الدكتوراه من الجامعة الأردنية عام 2001، وتعمل حالياً في قسم اللغةالإنجليزية في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة (عمان- الأردن) من أعمالها المترجمة:(الإسلام والاستشراق في العصر الرومانسي: مواجهات مع الشرق) لمحمد شرف الدين،و(المؤلف) لأندرو بينيت، و(تسلق أشجار المانغا) لمادور جافري، وجميعها صادرة عنمشروع "كلمة" للترجمة.

عبلة عودة:
أكاديمية ومترجمة فلسطينية، تعمل في حقل التدريس الجامعي منذعام 1993. حاصلة على شهادة الماجستيرفي اللغويات والترجمة من جامعة باث – إنجلترا ، وهي عضو مؤسّس في الجمعية الأردنيةللمترجمين واللغويين التطبيقيين في عمان، ولها ترجمات منشورة بعنوان " تكاياالدراويش" و"مذاق الزعتر" وقد فاز الكتاب بجائزة جامعة فيلادلفيالأحسن كتاب مترجم إلى العربية عام 2010.

التعليقات