بن لادن لديه هوس اعلامي

بن لادن لديه هوس اعلامي
غزة - دنيا الوطن
في الذكرى السنوية العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، ركز بن لادن جهوده على كيفية توجيه رسالة إعلامية متميزة، حيث اقترح أن تتصل القاعدة بقناة «الجزيرة» الإخبارية. كتب أسامة بن لادن في الوثائق: «إذا استجابت قناة (الجزيرة)، يجب علينا أن نقوم بالاتصال بمراسلي (الجزيرة) العربية والإنجليزية وأن نخبرهم باستعدادنا للتعاون معهم من خلال الإجابة عن أي أسئلة يرون أنها تهم الرأي العام من أجل تغطية الذكري السنوية العاشرة».

لقد أراد أيضا أن يتصل بوسائل الإعلام الأميركية وربما كان يسعى لدفعهم لعمل فيلم وثائقي بالتعاون مع تنظيم القاعدة.

وأضاف في كتاباته: «يجب أن نبحث عن قناة إخبارية أميركية أقرب إلى الحيادية، مثل شبكة (سي بي إس) الإخبارية، أو أي قناة أخرى لديها دوافع سياسية تجعلها تهتم بنشر وجهة نظر الجهاديين، وبعد ذلك يمكننا أن نرسل المادة الإعلامية التي نريد أن يشاهدها الأميركيون إلى القناة». وقال ابن لادن في إحدى رسائله: «أخبرهم أننا نقترح عليهم عمل فيلم وثائقي بمناسبة هذه الذكري السنوية وأننا سوف نمدهم بالمواد المطبوعة ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية».

وكتب أيضا أن لديه مخاوف من أن يمثل «تراجع التنسيق» مشكلة للتنظيم الإرهابي، كما حذر من ارتكاب «أخطاء» مثل تلك التي «ارتكبت بسهولة» مع الشاب الباكستاني الأميركي فيصل شاه زاد ذو الثلاثين عاما الذي حاول تفجير تايمز سكوير في نيويورك.

وجاء أيضا: «سوف أقوم بإصدار بيان صحافي أشير خلاله إلى بداية مرحلة جديدة يتم خلالها تصحيح (الأخطاء) التي وقعنا فيها. لعمل ذلك يجب أن نسترجع، بمشيئة الله، ثقة شريحة كبيرة من هؤلاء الذين فقدوا ثقتهم في الجهاديين». وجاء ذلك في خطاب طويل قام بكتابته بين شهري يوليو (تموز) وأكتوبر (تشرين الأول) عام 2010 وتم إرساله إلى أحد أهم مساعديه (الشيخ محمود) عطية الله. وقال أيضا: «يجب على الإخوة في كل الأنحاء الاعتراف بالخطأ والمسؤولية عما حدث».

كان بن لادن رئيسا صارما، فقد طلب في خطاب كتب بين فترتي يوليو وأكتوبر من عام 2010، من قيادات بارزة تابعة لـ«القاعدة» في اليمن (وطنه) أن يقوموا بكتابة تقارير بها نقد للذات موضحين الأخطاء التي وقعت فيها جماعتهم. من ضمن تلك الشخصيات رجل الدين المتشدد، أنور العولقي، الذي كان في هذا الوقت نجم المواقع الإلكترونية بين المجاهدين.

إذا نظرنا إلى بن لادن كرئيس تنفيذي، سنرى أنه كان يتعامل مع كثير من المديرين، حيث كتب عن مخاوفه بشأن فرع «القاعدة» في العراق الذي قام بقتل الكثير من المدنيين وبالتالي جلب مشكلات من قوات التحالف. ورأى أن إضاعة الوقت مع الأهداف الحكومية، كما كانت تفعل القاعدة في العراق، يعد تبديدا للطاقة.

لقد ناضل بن لادن من أجل أن يستهدف أتباعه المصالح الأميركية في الدول غير الإسلامية مثل كوريا الجنوبية، حيث لا يوجد هناك قواعد أو شركاء أو جماعات جهادية قد تواجه خطرا. كذلك اقترح استهداف المواطنين الأميركيين في جنوب أفريقيا لأنها خارج حدود المغرب الإسلامي.

التعليقات