جامعة وستمنستر البريطانية تطلق اسم معالي الشيخ محمد بن عيسى الجابر على أكبر قاعاتها التاريخية

جامعة وستمنستر البريطانية تطلق اسم معالي الشيخ محمد بن عيسى الجابر على أكبر قاعاتها التاريخية
الرياض - دنيا الوطن
بعد أن إحتلت MBI FOUNDATION  المرتبة الأولى للشفافية والتأثير في تقرير المركز البريطاني للتماسك الإجتماعي, الشيخ محمد بن عيسى الجابر ومؤسسته الخيرية يكرمان مجدداً في جامعة ستمنستر واسمه يطلق على القاعة التاريخية فيها.

قلائل هم رجال الأعمال العرب الذين يكرسون حياتهم لخدمة القضايا العربية وتحسين صورة مواطنيهم في العالم الغربي، الشيخ محمد بن عيسى الجابر أحدهم إن لم نقل أبرزهم دائماً. فمن خلال مؤسسته الخيرية MBI FOUNDATION يسعى إلى توطيد أطر التعاون بين العالمين العربي والغربي وذلك من خلال التعريف بالثقافة العربية وتقديم المنح الدراسية للطلبة العرب من المحيط إلى الخليج في الجامعات الغربية. يتمتع الشيخ الجابر برؤية فذة تستبق الأحداث. فمنذ عقود عرف أن المدخل الثقافي هو الأفضل للتعريف بالحضارة العربية والإسلامية لدى الغرب. وعندما كانت المنح التعليمية الحكومية في منتصف التسعينات شبه متوقفة للطلبة العرب في الغرب كان المبادر في فتحها لدى الجامعات الغربية. اليوم بات عدد الطلبة الذين يرتادون الجامعات الغربية بالآلاف فهل يا ترى مهد الطريق بمبادرته هذه في هذا المجال الحيوي؟

أما مشروعه لإصلاح التعليم في العالم العربي والذي نادى به العام 2003 بالإتفاق مع منظمة العلوم والتربية والثقافة "اليونيسكو" فقد قوبل في حينه بعاصفة من الإنتقادات والريبة من قبل الحكومات العربية. وإذ بهذه الدول نفسها تتراكض في السنوات الخمس الأخيرة وتتنافس فيما بينهما لإصلاح التعليم في مناهجها وتتبنى فكرته.

هذا فضلاً عن دوره كمبعوث خاص لدى مدير عام اليونيسكولنشر الديمقراطية والسلام في العالم العربي منذ فترة ترؤس الياباني كوتشيرو ماتسورا للمنظمة الأممية.

لقد بات اسم  الشيخ محمد بن عيسى الجابر شعلة مضيئة  في الأكاديميات الغربية بدأ بلندن مروراً بفرنسا والولايات المتحدة الأميركية. في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن صدام الحضارات إختار الشيخ الجابر الحوار بدلاً عن المواجهة من خلال مؤسسته الخيرية وقناعاته الراسخة في إحلال الديموقراطية ورفع مكانة المرأة والحوار بين الأديان.

فمنذ التسعينيات عقدت مؤسسة الجابر شراكة مع جامعة لندن من خلال كليتها الشهيرة  SAOS وأصبحت بداية عام 2000 مركزاً علمياً وبحثياً فاعلاً. فأطلقت الكلية كرسي محمد بن عيسى الجابر للدراسات الشرقية.

كذلك قامت المؤسسة التي تحمل إسم الشيخ الجابر بدعم  الكثير من المبادرات التي أصبحت اليوم قدوة يحتذى بها من قبل الكثير من الحكومات.

كذلك ترعى المؤسسة منذ أكثر من عشر سنوات أكبر مشروع ثقافي عربي لنشر الثقافة والأدب في العالم العربي من خلال "كتاب في جريدة".

وبعد ان اطلقت عدة جامعات إسمه على أهم منشآتها ومن بينها كلية كوربس كريستي في جامعة أكسفورد, لم يكن غريباً أن تطلق جامعة وستمنستر مؤخراً إسمه و إسم مؤسسته الخيرية على قاعة الجامعة التاريخية التي شهدت ولادة السينما العالمية.

بعد الإنتهاء رسمياً من عملية إعادة تأهيلها، ها هي الآن القاعة التاريخية لولادة السينما البريطانية GRADE II LISTER GRAND HALL تحمل إسم رجل الأعمال الشيخ محمد بن عيسى الجابر، وذلك تعزيزاً للعلاقة الخيرية الإنسانية العريقة مع جامعة وستمنستر.

وتعود الأهمية التاريخية لمشروع إحياء مقر ولادة السينما البريطانية، إلى كونه شهد أول فيلم عرض على الجمهور في بريطانيا، وتزامن إعادة إفتتاح مدخل القاعة الكبرى والبهو الرئيسي، مع ذكرى مرور مئة عام على إعادة بناء الواجهة الحالية للمبنى، وهي مناسبة شهدت في حينه إلتقاط صورة للملك جورج الخامس والملكة ماري وأمير ويلز الذي أصبح في ما بعد ملك بريطانيا إدوارد الثامن .

وبكل تواضع عبَر الشيخ محمد بن عيسى الجابر رئيس مجلس إدارة المؤسسة المانحة عن فخره لإطلاق إسم MBI AL JABER على القاعة، مضيفاً الى ان : "هذه الخطوة هي تأكيد على إلتزامنا المستمر وعلاقتنا المتواصلة منذ زمن بعيد مع جامعة وستمنستر، وإنه من دواعي الشرف للمؤسسة مساهمتها في هذا المشروع وفي إحياء القاعة الكبرى"، منوها بالمكانة المرموقة للقاعة في تاريخ السينما البريطانية ما يجعلها جديرة بإستعادة مجدها السابق.

وتأتي عملية ترميم القاعة الكبرى في إطار حملة كبيرة تهدف إلى إعادة الحياة إلى السينما في الموقع للمرة الأولى منذ العام 1980 ولتزويد الصناعة السينمائية بأفضل المواهب، بما يتلاءم مع أهمية المواقع التاريخية ضمن موازنة أكبر بلغت 5 ملايين جنيه إسترليني .

أما ترحيب الجامعة بالمشروع فقد عبرت عنه مديرة التسويق والإتصالات والإنماء "سارة كارثيو" SARAH CARTHEW بالقول: "إن مشروع تجديد وإعادة تأهيل القاعة الكبرى، يعني أننا سنكون قادرين الآن على تشريع أبوابنا لجمهور أوسع للمشاركة في تراثنا مع جيراننا ورفاق مهنتنا على حد سواء، ما يساهم بصورة مستمرة في قدراتنا على إظهار سجل ونجاح طلابنا".

ولا ينحصر النشاط الإستثماري للرئيس التنفيذي لمجموعة MBI INTERNATIONAL على المبادرات الخيرية الإنسانية، بل يشمل أيضا قطاعات التطوير العقاري والنفط والغاز، والصناعات الغذائية والفنادق والمنتجعات.

مع العلم أن إعادة تأسيس السينما مع الإحتفاظ بالغاية الأساسية الإضافية لإنشائها كمسرح ومركز محاضرات لفن راق رفيع المستوى، ستشكل المرحلة الثانية من المشروع.

 وما يجدر التوقف عنده هو إكتساب المشروع لتقدير منتدى RIBA HIGH EDUCATION DESIGN QUALITY FARUM، الذي أدرج جامعة وستمنستر كإسم من الأسماء المحدودة جداً لمسابقة بعنوان :" موازنة صغيرة، تأثير كبير " الهادفة إلى تطوير أداء مباني ومواقع التعليم العالي .

كما أن مجموعات عدة من دروس الجامعة تحمل تصنيف "ممتازة" في طريقة البحث العلمي وجمع الحقائق والمعلومات في حقول كثيرة كالهندسة والفن والتصاميم والإعلام والهندسة الإلكترونية، ضمن عناصر الجامعة الأساسية في الرؤية المستقبلية، الإستمرارية، توظيف الكفاءات والصفات الدولية .

ومما قيل في المناسبة ما أتى على لسان البروفسور المهندس جيريمي تيل JEREMY TILL عميد معهد بيئة الهندسة والبناء، والحائز على جائزة تقدير: "في هذا العالم التنافسي ستبقى الحاجة ماسة لبيئة تعليمية ذات نوعية عالية، وإن أحد أهم الإنجازات في مواقع التعليم العالي في المملكة المتحدة هو إعادة إستخدام المباني التاريخية، حيث الكثير منها يسمح بإستخدام مساحات وافرة لتسهيلات عصرية ".

ويذكر أن المشروع إنطلق في العام 2009 بمنحة المليون جنيه إسترليني المقدمة من MBI AL JABER FONDATION، وتشمل فنون المشروع مسلسلات شرق أوسطية تعرض أفضل مواهب المنطقة كجزء من جهد المؤسسة لتنشيط العلاقات بين الشرق الأوسط وباقي العالم .

وتقديرا لخدماته في التعليم العالي في بريطانيا عموماً، وفي كوربوس كريستي خصوصاً، بما في ذلك التبرع لقاعة المحاضرات الكبرى التي تحمل إسمه، أختير الشيخ محمد بن عيسى الجابر زميلاً فخرياً في الكلية في جامعة أكسفورد،  وذلك في إجتماع الهيئة الرئاسية في حزيران (يونيو) 2009 .

وفي كلمة اللورد كريس باتن رئيس الجامعة خلال منح الزمالة للشيخ الجابر، في حفل شهد الإفتتاح الرسمي لمبنى محمد بن عيسى الجابر، والذي يعد الوحيد الذي أضيف داخل الحرم الجامعي منذ 300 عام، أعرب باتن عن سعادته لمنح محمد بن عيسى آل جابر وسام الزمالة، واصفاً إياه برجل الأعمال الناجح للغاية مضيفاً: " يجاهد في العالم أجمع من أجل تعزيز السلام والتفاهم بين شعوب الشرق الأوسط، وفي النهوض بمستوى التعليم والبحوث بالنسبة الى منطقة الشرق الأوسط وعلى أعلى المستويات في المملكة المتحدة وبلدان أخرى، له أياد بيضاء في كلية لندن الجامعية، ومن خلال خبرته وروح المبادرة لديه أسس في العالم سلسلة من المشاريع الكبرى "، معتبرا أن الشيخ محمد بن عيسى الجابر هو أبرز مؤيد وداعم للتعليم والسلام والتفاهم مضيفا :"خدماتك لكلية كوربس كريستي هي أعلى إمتياز لدينا".

ومع نيل الشيخ محمد بن عيسى الجابر الزمالة الفخرية، فإنه ينضم إلى لائحة من الأسماء اللامعة التي نالتها، كالروائي فيكرام سميث، ورجل الدولة وليام ولدغريف، والدكتور إيان بوستردج. 

التعليقات