الكونجرس الأمريكي يُطالب البنتجاون بالاستعداد ويتبعد عمل عسكري !

الكونجرس الأمريكي يُطالب البنتجاون بالاستعداد ويتبعد عمل عسكري !
صورة ارشيفية
غزة - دنيا الوطن
أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن كل الخيارات مطروحة على المائدة فيما يتعلق بالوضع السوري وأبدى استعداد وزارة الدفاع الأميركية لتنفيذ أي سيناريوهات يقررها الرئيس أوباما، موضحا أن البنتاغون يدرس وسائل إضافية لوقف أعمال العنف التي لا تنتهي في سوريا، مشددا أن العمل العسكري من جانب واحد لا يزال بعيدا، وله عواقب وخيمة على الشعب السوري. وأكد بانيتا أن الولايات المتحدة تركز في اللحظة الحالية على الجهود الدبلوماسية لإعادة سوريا إلى السوريين. وأوضح بانيتا خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب صباح أمس أن الرئيس بشار الأسد واجه التطلعات المشروعة لشعبه من أجل التغيير السياسي في سوريا بحملة قمع وحشية لأكثر من عام، مما وضع الشعب السوري في حالة يائسة وصعبة وكان موقف الولايات المتحدة هو أن الأسد فقد شرعيته ولا يوجد حل للوضع في سوريا إلا برحيل الأسد عن السلطة.

وقال بانيتا «الأيام القادمة تعد اختبارا لما إذا كان نظام الأسد سيلتزم بمسؤولياته تجاه الشعب السوري والمجتمع الدولي، واختبارا لقدرة الأسد على استعادة الهدوء في المدن والبلدات السورية، فالأسد هو المسؤول عن الالتزام الكامل بالخطة الانتقالية التي حددها المبعوث المشترك كوفي أنان والشكوك تستند إلى سلسة طويلة من خداع الأسد وعدم وفائه بالوعود لشعبه وأمام المجتمع الدولي».

وأوضح بانيتا أن الولايات المتحدة ملتزمة بتحميل النظام السوري تنفيذ تلك الالتزامات وقيادة الجهود الدولية لوقف العنف ودعم عملية انتقال سياسي سلمي في سوريا وقال بانيتا «الوصول إلى حل هو مهمة صعبة والوضع في سوريا معقد جدا من كافة الزوايا وليس لدينا حل سحري له، فالوضع له تأثيرات كثيرة على الدول المجاورة مثل تركيا ولبنان والعراق وإسرائيل والأردن وعلى دول منطقة الشرق الأوسط، بينما تقف إيران الحليف الوحيد لسوريا في المنطقة تمدها بالمساعدات المالية والتقنية وهي الدولة التي ستخسر أكثر من سقوط نظام الأسد في نهاية المطاف».

وأضاف بانيتا «شكلت مبادئنا وجه رد فعل الإدارة الأميركية في تونس ومصر وليبيا والآن في سوريا وهي أننا نعارض استخدام العنف والقمع الذي تمارسه الأنظمة ضد شعوبها وأننا نؤيد ممارسة حقوق الإنسان العالمية وندعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية لتلبية التطلعات المشروعة للشعوب».

ورسم بانيتا خريطة لسياسات الولايات المتحدة حول الوضع السوري وقال «سياستنا تجاه سوريا هي مساندة التغيير إلى الديمقراطية من خلال خمسة مسارات: - الأول هو مساندة الضغوط الدولية لتعزيز انتقالي سياسي في سوريا ودعم جهود مجلس الأمن لتنفيذ فوري لخطة المبعوث المشترك كوفي أنان، والثاني عزل نظام الأسد وتشجيع دول أخرى والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية على فرض عقوبات صارمة تضع الأسد تحت ضغوط كبيرة، والثالث توفير مساعدات غير قتالية ووسائل اتصال ومساندة مجموعة أصدقاء سوريا. الرابع توفير مساعدات إنسانية والتزام الولايات المتحدة بتقديم 25 مليون دولار لتوفير المساعدات الطبية والمياه. والخامس مراجعة والتخطيط لأي خطوات إضافية مطلوبة لحماية الشعب السوري». ووجه بانيتا حديثه لأعضاء اللجنة قائلا «لا نخطئ.. فهذا النظام سوف يسقط بطريقة أو بأخرى في نهاية المطاف».

وقال وزير الدفاع الأميركي «البعض يطالبنا بخطوات مماثلة لما اتخذناه في ليبيا لكن الوضع في سوريا مختلف عن ليبيا فقد حصلنا على كل المساندة والتفويض بالإجماع من مجلس الأمن بالسماح بالتدخل العسكري ولا يوجد هذا التوحد حول سوريا»، ولفت بانيتا النظر إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية أن أي تدخل خارجي في سوريا سيجعل الوضع أكثر صعوبة ويضع المدنيين أمام المزيد من المخاطر، وقال «لا نقلل من معاناتهم وسنستمر في وزارة الدفاع في الاستعداد لأي سيناريوهات يقرها الرئيس أوباما».

وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى أن الأسد ما زال يحتفظ بولاء الجيش له، مشيرا إلى مساندة كل من روسيا والصين لجهود كوفي أنان وجهود دبلوماسية روسية لضمان التزام سوريا بتنفيذ الخطة وتوحد المجتمع الدولي تجاه اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية ضد نظام الأسد، وقال «إن المعلومات الاستخباراتية التي نملكها تشير إلى أن الأسد سيستمر في ضرب المقاومة لكنه سيسقط تباعا».

وأكد الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة استعداد الجيش الأميركي لأي طلب وقال في إجابته حول المخاوف من الأسلحة البيولوجية والكيمائية التي يملكها النظام السوري «نتشارك مع الاستخبارات في هذه المعلومات ولدينا علم وفهم كامل لأماكن تلك الأسلحة». وشدد ديمبسي على ضرورة اليقظة من محاولات المتطرفين استغلال الأزمة السورية.

وبدا أعضاء اللجنة من الديمقراطيين والجمهوريين مقتنعين بعدم استخدام الخيار العسكري لوقف إراقة الدماء في سوريا لكن انعكاسات الوضع والشكوك في التزام الحكومة السورية بتعهداتها دفع بالكونغرس إلى التساؤل عمل يمكن للولايات المتحدة أن تفعله لوقف العنف والتعجيل برحيل الأسد عن السلطة. وقال النائب هاوارد مكيون الجمهوري عن كاليفورنيا ورئيس اللجنة «إننا لا نوصي الولايات المتحدة بالقيام بتدخل عسكري خاصة في ضوء وضع الميزانية الأميركية الخطير ما لم يكن الأمر فيه تهديد للأمن القومي وكان هذا التهديد واضحا وقائما»، وأيد ذلك النائب الديمقراطي عن ولاية واشنطن آدم سميث وقال «على الولايات المتحدة دعم الشعب السوري لكن يجب علينا أن نكون حذرين للغاية ونحن نناقش إمكانية استخدام القوة العسكرية».

التعليقات