ليلى الطرابلسي .. ماري أنطوانيت هذا الزمان تكشف الحقيقة في مذكراتها قريبا

ليلى الطرابلسي .. ماري أنطوانيت هذا الزمان تكشف الحقيقة في مذكراتها قريبا
تونس - دنيا الوطن
 تعتزم ليلى بن علي زوجة دكتاتور تونس المخلوع نشر مذكرات عن حياتها من المرجح أن تثير جدلا في هذه الدولة التي يلعنها فيها كثيرون بوصفها ماري أنطوانيت هذا الزمان.
وكتابها الذي سيصدر باللغة الفرنسية تحت عنوان 'حقيقتي' يظهر على الصفحة الفرنسية لموقع 'أمازون دوت كوم' على الانترنت كعنوان قادم تاريخ نشره 24 من ايار (مايو) وسعره 16.10 يورو. ولم يتسن لـ'رويترز' الوصول إلى احد من دار نشر 'ليز اديسيون دو مومان' ومقرها باريس للتعليق.

وذكر الموقع الاخباري التونسي على الانترنت 'تونس لايف' أن الناشر أكد على أن الكتاب 'في طور الإعداد' دون ذكر تفاصيل.

وتسبب الكتاب بالفعل في ضجة على موقع 'تويتر' على الانترنت وقال البعض 'كتاب يجب مقاطعته' في محاكاة ساخرة للكثير من الكتب التي كانت محظورة خلال فترة حكم زين العابدين بن علي التي استمرت 23 عاما.

وكانت ليلى الطرابلسي تعمل مصففة شعر في السابق وينظر كثير من التونسيين لأسلوب حياتها المترف ولأقاربها الأثرياء باعتبارهم رموزا للفساد في عهد بن علي.

وكان الفساد والبطالة والتضييق على الحريات من الشكاوى الرئيسية التي اثارها المتظاهرون الذين اطاحوا بزين العابدين بن علي في عام 2011 في ثورة شعبية فجرت ثورات الربيع العربي.

وفر بن علي وليلى من تونس إلى المنفى في السعودية عندما اجتاحت الاحتجاجات العاصمة يوم 14 من كانون الثاني (يناير) 2011.

وفي حزيران (يونيو) قضت محكمة تونسية على زين العابدين بن علي وزوجته غيابيا بالسجن 35 عاما لكل منهما بتهم السرقة وحيازة مجوهرات ومبالغ نقدية كبيرة بصورة غير قانونية.

واثناء فترة حكم بن علي جمع أفراد عائلة الطرابلسي ثروات هائلة في حين دأبت قواته الأمنية على اعتقال كل من يجرؤ على المعارضة.

وكانت ليلى الطرابلسي سكرتيرة وعملت في عدة مجالات مختلفة قبل ان تصبح سيدة تونس الاولى، وستبدا محاكمتها مع زوجها الرئيس السابق زين العابدين بن علي لهيمنتها على قطاعات كاملة من الاقتصاد التونسي.

وقبل فترة قليلة من 'انقلابه الطبي' في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1987 على اول رئيس لتونس المستقلة الحبيب بورقيبة، كان بن علي قال لليلى 'قريبا سنكون في قرطاج'. وقد وفى بوعده.

ولم يكن يدور بخلد الزوجين ابدا انهما سيطردان ذات يوم من القصر الرئاسي.

ومنذ 14 كانون الثاني/يناير 2011 فرت ليلى مع زوجها الى السعودية اثر ثورة شعبية سقط فيها 300 تونسي قتيلا.

ولدت ليلى في 1957 لاب كان يعمل بائع بقول جافة ثم تابعت تعليما مهنيا لتصبح سكرتيرة كما عملت بشكل هامشي بائعة ورود في باريس. واطلق عليها لقب 'ليلى جين' لما عرفت به من خفة وحب للحفلات.

وبعد زواج دام ثلاث سنوات مع مدير محلي لشركة تاجير سيارات، ارتبطت بعلاقتين كانتا محددتين في وصولها الى قصر قرطاج.

فقد اقامت علاقة مع فريد مختار الصناعي القوي وصهر رئيس الوزراء الاسبق محمد مزالي، ما فتح امامها المجال للاختلاط مع الاسر النافذة في العاصمة.

لكن العلاقة الاهم كانت في اواسط ثمانينات القرن الماضي حيث اصبحت عشيقة الجنرال زين العابدين بن علي الذي يكبرها ب21 عاما وكان يتولى حينها منصب وزير الداخلية، قبل ان يتزوج بها بعد ان طلق زوجته الاولى.

واصبحت الشابة التي تتحدر من حي شعبي في العاصمة التونسية 'حاكمة' قرطاج كما اطلق عليها نيكولا بو وكاترين غراسييه في كتابهما 'حاكمة قرطاج'.

ووصف هذا الكتاب ليلى بن علي باعتبارها 'محتالة من الدرجة الاولى' تمكنت من وضع يدها مع باقي افراد اسرتها على قطاعات كاملة من الاقتصاد التونسي.

وجاء في برقية دبلوماسية امريكية نقلها موقع ويكيليكس ان 'ليلى بن علي واسرتها الموسعة (الطرابلسية) يثيرون غضب التونسيين. وعلاوة على العديد من المزاعم بشان تورطهم في الفساد فان الطرابلسية كثيرا ما يستهدفون بالتجريح بسبب نقص في التربية ووضعهم الاجتماعي المتدني ونهمهم الاستهلاكي'.

وجاء في برقية اخرى 'انها اكثر امرأة مكروهة في تونس'.

وبعد ثلاثة ايام من الاطاحة ببن علي كشف محمد الغنوشي آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع انه كان لديه 'انطباع' بأن ليلى هي التي تدير البلاد في الفترة الاخيرة.

وكانت ليلى بن علي تشغل منصب 'رئيسة' منظمة المرأة العربية منذ آذار/مارس 2009.

وفي 2004 كانت القت خطاب اختتام الحملة الانتخابية لزوجها المرشح لخلافة نفسه من قبل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم.

وصفق لها بن علي وهي تلقي الخطاب غير ان موظفا ساميا في جهاز الامن الرئاسي نبيل عديل الذي حز في نفسه رؤية ليلى تجهز نفسها للرئاسة قال حينها 'انتهت الجمهورية'، ليلقى به في السجن بحسب كتاب 'حاكمة قرطاج'.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2007 دفعت سهى عرفات ارملة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والصديقة الحميمة سابقا لليلى، بدورها ثمن تصريحات ادلت بها للسفير الامريكي في تونس.

وكانت قالت ان بن علي 'الذي اوهنه سرطان يفعل كل ما تمليه عليه زوجته' بحسب برقية كشفها ويكيليكس. والنتيجة كانت سحب الجنسية التونسية عن سهى عرفات وطردها من البلاد.

وتقول سهير بلحسن التونسية التي ترأس الفدرالية الدولية لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان 'هذين الزوجين كانا كريهين وفرضا على الشعب التونسي فترات من الاذلال الكبير'.

التعليقات