ازدهار الرياضة النسائية في قطر والشرق الأوسط رغم التحديات الاجتماعية والثقافية

ازدهار الرياضة النسائية في قطر والشرق الأوسط رغم التحديات الاجتماعية والثقافية
ابوظبي-دنيا الوطن-جمال المجايدة
مع تزايد المشاركة النسائية في الرياضة بمنطقة الشرق الأوسط، تواجه النساء والفتيات في المنطقة مجموعة متنوعة من التحديات التي لا تواجهها نظيراتهن الغربيات، وذلك وفقا لبحث أجري مؤخرا في جامعة نورثويسترن في قطر.

فقد سلَّط اختصاصي علم الاجتماع بجامعة نورثويسترن-قطر جيف هاركنس وتلميذته سميرة إسلام الضوء على الثورة الناعمة التي كثيرا ما يتم إغفالها، والتي تنادي منذ زمن على أهمية مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية بالمنطقة، وذلك من خلال بحثهما الأولي "الرياضيات المسلمات والحجاب".

وقد نشر البحث في العدد الأخير من "مجلة سياقات"، وهي إحدى إصدارات جمعية علم الاجتماع الأميركية.

ويشير التقرير إلى أن الرياضيات في الشرق الأوسط يواجهن ضغوطا من جانب العائلة والدين والسياسة والثقافة ، وتتمحور هذه الإشكاليات غالبا حول مسألة ارتداء أو خلع الحجاب، وهو غطاء الرأس التقليدي للنساء المسلمات.

ويعد هذا التقرير جزء من بحث مستمر يجريه هاركنس حول المشاركة الرياضية النسائية في قطر، في وقت تستعد فيه البلاد للاحتفال باليوم الوطني الأول للرياضة في 14 فبراير.

وقال هاركنس: "هناك عدد من المفاهيم الخاطئة عن سكان الشرق الأوسط، ولا سيما النساء. وتكمن إحدى فوائد هذا النوع من البحوث الاجتماعية في أنه يمكنها المساعدة على الحد من انتشار بعض تلك الصور النمطية، ورسم صورة أكثر دقة لما تبدو عليه الأمور هنا بالفعل".

ويعتبر هذا البحث ثمرة جهد استمر قرابة عام من التعاون بين أستاذ جامعة نورثويسترن-قطر وتلميذته سميرة إسلام، الطالبة بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، التي أجرت مقابلات مع عدد من اللاعبات ومدرباتهن في المدينة التعليمية أثناء دراستها لمادة علم الاجتماع التي يدرسها هاركنس.

وعلق هاركنس على تعاونه مع الطالبة سميرة إسلام، قائلا: "يمكن للطلاب في الدوحة الانخراط في بعض أوجه الحياة الاجتماعية التي يتعذر على الأكاديميين دخولها بسهولة. ولأن سميرة كانت لاعبة كرة سلة في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، فهي تمتلك رؤى فريدة تجاه الرياضة النسائية في الدوحة، وقد أقامت علاقات ألفة وانسجام مع كثير من اللاعبات اللاتي رصدتهن وأجرت معهن مقابلات ، إضافة إلى ذلك، تتصف سميرة بفضول طبيعي ومثابرة، مما أسفر عن بيانات مذهلة شكلت جوهر المشروع بكامله" .

ويقول هاركنس إن الرياضة غالبا ما تمثل تجربة لتمكين الشابات في المنطقة، ويستشهد في ذلك بنجمات الرياضة الإقليميات اللاتي يشكلن مصدر إلهام للشابات، مثل فاطمة النبهاني، لاعبة التنس العمانية التي لا ترتدي اللباس الإسلامي التقليدي خلال المباريات، والعداءة البحرينية رقية الغسرة، التي كانت مغطاة تماما وترتدي الحجاب عندما فازت في دورة الألعاب الأولمبية 2008 في بكين.

ويعتبر التقرير أن كلتا المرأتين لا تمثلان مجرد قدوة للرياضيات الطامحات في المنطقة، بل تسهمان أيضا في هدم التصورات النمطية الغربية.

ووفقا للتقرير، فإن نساء الشرق الأوسط غالبا ما ينظر إليهن باعتبارهن كتلة واحدة، غير أن هذا يجافي الحقيقة، ففي الواقع تكتظ دول عديدة في المنطقة بالنساء المغتربات من أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، ومن بلدان مثل الهند والسودان وإثيوبيا، مما يجعل فكرة الأحادية منافية للعقل.

ويرى هاركنس أن ما يجعل إجراء هذا البحث في قطر مثيرا للاهتمام على نحو خاص، هو ذلك التنوع في التركيبة السكانية للبلاد. حيث يمكن لفريق رياضي واحد أن يشتمل على عدد من الجنسيات مماثل لعدد اللاعبين، وينبغي على كل منهن أن تقرر ماذا ترتدي، وما إذا كانت ستشارك علنا أم لا في جامعات المدينة التعليمية، فعلى سبيل المثال، يمكن لفريق كرة السلة النسائي أن يضم أفرادا من باكستان والسودان ومصر والمملكة المتحدة.

هذا، ويشكل التعاون بين هاركنس وإسلام نموذجا لما تبذله جامعة نورثويسترن في قطر من جهود لإشراك الطلاب في مبادرات للريادة الفكرية تسعى كلية الإعلام إلى تفعيلها في قطر والمنطقة.

وابدى عميد جامعة نورثويسترن في قطر والرئيس التنفيذي إفيريت دينيس ملاحظته حول هذا التقرير قائلاً: "وحيثما تتطور قطر كمركز عالمي من الطراز الأول في مجال الرياضة، فإن جامعة نورثويسترن القائمة في قطر تتطلع إلى دراسة الدور الرئيسي الذي يلعبه الإعلام في ربط الرياضيين بالمجتمع. وهذا التقرير مثال جيد حول كيف أن هيئة التدريس والطلاب قادرون على التعاون في سبيل المساهمة في بلورة قادة فكر حول القضايا المهمة في قطر وفي المنطقة ككل."

التعليقات