ابرز احداث فلسطين عام 2011

ابرز احداث فلسطين عام 2011
غزة - دنيا الوطن

2011 عام مليء بالتطورات والأحداث على مستوى العالم وليس على مستوى القضية الفلسطينية فحسب، وبالتركيز على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، يمكن القول إنه عام النجاح الدبلوماسي للقيادة الفلسطينية دوليا، وعام الوحدة الوطنية. ولا يمكننا إغفال أن العام الجاري كان عام الحرب الدينية الاستيطانية الإحلالية التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون وحكومتهم بحق الشعب الفلسطيني خصوصا في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة القدس المحتلة، وعام الاعتداءات على أماكن العبادة وحرق المساجد من قبل المستوطنين. وفيما يلي أبرز أحداث العام: 

كانون الثاني

الشهر الأول من العام المنصرم افتتح بشهيدة هي جواهر أبو رحمة التي قتلها جنود الاحتلال لدى مشاركتها في مسيرة سلمية ضد جدار الضم والتوسع العنصري الذي يبنى في بلدة بلعين غرب مدينة رام الله، كما قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي المسن الفلسطيني عمر القواسمي وهو نائم في سريره بالخليل، وقتل أيضا الشاب محمد دراغمة وهو في العشرينيات من العمر، على حاجز عسكري شمال شرق نابلس، بحجة أنه كان يحاول مهاجمة أحد الجنود بسكين. 

وبعيدا عن العمليات العسكرية الإسرائيلية، فقد شهد هذا الشهر أول إنجاز للدبلوماسية الفلسطينية، تمثل في اعتراف كل من البراغواي وإيرلندا والبيرو بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، حيث جرى رفع التمثيل الدبلوماسي لهذه الدول في فلسطين كما رفعت دولة قبرص أيضا تمثيلها في فلسطين إلى درجة سفارة، فيما وضع الرئيس حجر الأساس للسفارة الفلسطينية في البرازيل، والتي كانت أول دولة في أميركيا اللاتينية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية خلال شهر كانون الأول 2010. 


لكن القيادة الفلسطينية -ورغم نجاحها الدبلوماسي- إلا أنها تلقت ضربة حين كشفت قناة الجزيرة عن وثائق تم تسريبها من مكتب دائرة شؤون المفاوضات، تشير إلى أن الفلسطينيين وافقوا لأول مرة على التنازل عن مساحات كبيرة من القدس لصالح إسرائيل خلال المفاوضات التي جرت في السنوات الأخيرة. 

وعلى صعيد الاستيطان، فقد شهد هذا الشهر موافقة إسرائيل على خطة جديدة لبناء 1600 وحدة استيطانية في حي غيلو الاستيطاني بالقدس الشرقية، وأثارت هذه الخطة توترا بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وعلى صعيد متصل قدمت الدول العربية في الأمم المتحدة طلبا رسميا إلى مجلس الأمن لإصدار قرار لإدانة الاستيطان، إلا أن القرار اصطدم بفيتو أمريكي. 

وفي السياق ذاته، هدمت إسرائيل في كانون الثاني فندق شيبرد في القدس الشرقية، بهدف إقامة عمارة سكنية يهودية، ووجهت عملية الهدم بإدانات دولية وعربية. 

شباط

في الشهر الثاني من العام 2011، طرح رئيس الوزراء سلام فياض مبادرة خاصة تدعو إلى إنهاء الانقسام عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية مع إبقاء حماس مسيطرة أمنيا على قطاع غزة. وفي ذات الشهر قدمت الحكومة استقالتها للرئيس محمود عباس، والذي كلف فياض بتشكيل حكومة جديدة. 

وفي ذات السياق، قررت القيادة الفلسطينية عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال شهر أيلول 2011، مع تواصل النجاح الدبلوماسي الفلسطيني حيث اعترفت جمهورية 'سورينام' في أمريكيا الجنوبية بالدولة الفلسطينية على حدود 67. 

آذار

اعتبر شهر آذار شهر انطلاق التحرك الشعبي الجدي للمطالبة بإنهاء الانقسام، إذ انطلقت فعاليات ما عرف بـ'الشعب يريد إنهاء الانقسام' في مدن الضفة والقطاع للمطالبة بإعادة الوحدة للضفة والقطاع وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. 

وفي ذات الشهر اعترفت الأورغواي بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، فيما رفعت الدنمارك التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى درجة بعثة. 

ومن الأحداث الأخرى البارزة في هذا الشهر، مقتل عائلة استيطانية كاملة مكونة من 5 أفراد في مستوطنة إيتمار طعنا بالسكين بالقرب من نابلس، فيما ألصقت إسرائيل تهمة القتل بشابين فلسطينيين. 

نيسان

سجل شهر نيسان إعلان كل من فتح وحماس التوصل لاتفاق مصالحة، وذلك بعد اجتماعات عقدها وفد حماس برئاسة موسى أبو مرزوق ووفد فتح برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد في القاهرة. 

ميدانيا، شهد هذا الشهر مقتل مستوطن إسرائيلي في نابلس، بعد أن قامت مجموعة من اليهود المتشددين بدخول موقع قبر يوسف. 

وفي قطاع غزة، قامت مجموعة سلفية باختطاف وقتل المتضامن الإيطالي فيكتور أريغوني. أما في الضفة، فقد قتل مجهولون المخرج الفلسطيني-الإسرائيلي، جوليانو مير خميس، أمام مسرح الحرية في جنين. 

أيار

أما شهر أيار فقد شهد تأجيل الانتخابات البلدية لـ22 من تشرين الثاني 2011، فيما جرى توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة في الرابع من أيار، بحضور الرئيس محمود عباس ومدير المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. 

وفي ذكرى النكبة، التي تصادف في الخامس عشر من أيار قتلت إسرائيل 16 شخصا وجرحت أكثر من 260، بعد أن حاول سوريون ولاجئون فلسطينيون عبور الحدود الإسرائيلية، بالتحديد عند خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان. 

حزيران

الإنجاز الأبرز للفلسطينيين وللمقاومة السلمية سجل في هذا الشهر، حين تم هدم الجدار في منقطة بلعين في سابقة هي الأولى من نوعها في الضفة الغربية، بعد قرار صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية يأمر بذلك، واعتبر هذا الحدث انتصارا للنضال السلمي الذي انطلق في هذه القرية منذ ست سنوات. 

وفي يوم النكسة وهو السادس من حزيران استشهد عشرة أشخاص وأصيب 112 آخرون بجروح في إطلاق نار إسرائيلي خلال تظاهرة في بلدة مارون الرأس الحدودية في جنوب لبنان. 

تموز

وأبرز أحداث هذا العام هو قيام النرويج برفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني لمستوى بعثة، بالتزامن مع قرار أممي من متطوعي العالم بالتوجه إلى فلسطين عبر مطار تل أبيب وقيام إسرائيل بترحيل العشرات من المتضامنين الأوروبيين الذين دخلوا عبر مطار بن غوريون للتضامن مع أهالي الضفة. 

وفي ذات الشهر قررت وزارة الإسكان الإسرائيلية بناء 340 وحدة سكنية في مستوطنة 'بيتار' جنوب القدس لحل مشكلة الإسكان في إسرائيل، وبلدية الاحتلال في القدس تصادق على إقامة 'متحف التسامح' على أراضي مقبرة مأمن الله التاريخية الإسلامية. 

آب

وفي شهر آب، تواصلت الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، وهو ما فعلته السلفادور ولبنان. 

وكان آب أيضا من أكثر الشهور دموية إذ قتل الاحتلال 15 مواطنا وأصاب العشرات بينهم نساء وأطفال في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متعددة في قطاع غزة، كما قتل مواطنين في قلنديا قرب رام الله في أول أيام شهر رمضان. 

وفي ذات الشهر قرر الرئيس عباس تأجيل موعد إجراء الانتخابات المحلية، إلى حين توافر الظروف المناسبة لإجرائها في كافة محافظات الوطن. 

أيلول واستحقاقه

ولعل شهر أيلول الأكثر سخونة والأكثر نجاحا على الصعيد الدبلوماسي الفلسطيني، إذ شهدت نهايته تقديم طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، بعد خطاب وصف بالحماسي والمؤثر ألقاه الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة، قدم خلاله طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. 

وفي ذات الشهر أطلقت حملة 'فلسطين الدولة 194' فعالياتها من أمام مكتب الأمم المتحدة برام الله، وبدأ 'مقعد فلسطين الطائر'، جولته الدولية في أوروبا وبعض دول الشرق الأوسط، وصولا إلى الأمم المتحدة. 

كما شهد أيلول إعلان الأسرى في سجون الاحتلال إضرابا عن الطعام احتجاجا على سياسة العزل الانفرادي. 

وتوالت الاعترافات الدولية في فلسطين وأبرزها من جزيرة دومنيكان، كما اعترفت مملكة بيليز في أمريكا الوسطى بدولة فلسطين. فيما أكدت الدول المانحة استعداد السلطة لإقامة دولة فلسطينية، بالاستناد إلى تقارير المؤسسات الاقتصادية الدولية الرئيسية والأمم المتحدة. 

وشهدت مدينة القدس تطورا لافتا بقيام الاحتلال بتوزيع الكتب المدرسية المحرفة على مدارس القدس. 

واختتم هذا الشهر بقيام المستوطنين بإحراق مسجد النورين في بلدة قصرة بمحافظة نابلس. 

تشرين الأول: تحرير الأسرى

لعل هذا الشهر كان شهر تتويج النجاحات الفلسطينية في المجال الدبلوماسي بحصول فلسطين على عضوية كاملة في منظمة اليونسكو، والذي عارضته الولايات المتحدة وقررت بعدها قطع تمويلها عن هذه المنظمة الدولية. 

وشهد ذات الشهر تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة شاليط بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية. والتي شملت الإفراج عن 477 أسيرا وأسيرة فلسطينية، تم إبعاد بعضهم للقطاع والخارج. 

على صعيد آخر، أفرجت إسرائيل عن جثمان الشهيد حافظ أبو زنط، بعد احتجاز جثمانه لمدة 35 عاما في مقابر الأرقام. 

وفي نهاية الشهر أضرم مستوطنون النار في مسجد قرية طوبا الزنغرية بالجليل الأعلى. 

تشرين الثاني

توالت النجاحات الدبلوماسية في شهر تشرين الثاني، وذلك باعتراف البرلمان الآيسلندي بدولة فلسطين على حدود 67، كما جرى افتتاح القنصلية الفلسطينية في إقليم كردستان العراق. 

وشهد هذا الشهر أيضا، عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ومشعل في القاهرة، والذي أعلنا خلاله عن شراكة فلسطينية جديدة، واتفقا على المقاومة الشعبية. فيما قام العاهل الأردني، بزيارة تاريخية لفلسطين هي الأولى منذ عام 2000. 

ورغم الزخم الماضي للدبلوماسية الفلسطينية إلا أن لجنة العضوية في مجلس الأمن وجهت ضربة قوية للطلب الفلسطيني بالعضوية في الأمم المتحدة بتقريرها الذي أكد عدم وجود اتفاق بين أعضائها بشأن قبول طلب فلسطين عضوا في الأمم المتحدة. 

وتواصلت اعتداءات المستوطنين بحق دور العبادة في هذا الشهر، حين أضرموا النار في مسجد في قرية بروقين شمال الضفة الغربية. 

كانون الأول

واختتم العام بنجاح دبلوماسي آخر، حيث اعتمدت الجمعية العامة في الأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، مشروع قرار 'السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على موارده الطبيعية'، كما أدانت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن في بيان مشترك لها البناء الاستيطاني وهجمات المستوطنين. 

كما اعتمدت الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة مشروع قرار بعنوان 'حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير'، بعد أن صوتت 182 دولة لصالح القرار، فيما رُفع علم فلسطين بمقر اليونسكو في باريس. 

في المقابل صعد المستوطنون من اعتداءاتهم، حيث أضرموا النار في مسجد الصحابة في بلدة بني نعيم بالخليل، وأحراقوا مدخل مسجد قرية بروقين، كما أحرقوا مسجد النور بقرية برقة قرب رام الله. 

وشهد الشهر الأخير من هذا العام تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة شاليط، وشملت إطلاق سراح 550 أسيرا فلسطينيا.

التعليقات