دور المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى

دور المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الأولى
ارشيف
غزة - دنيا الوطن
الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة، سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت الأداة الرئيسية فيها، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة والانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام التردي بسبب الاحتلال الإسرائيلي وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني..

بدأت الانتفاضة يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987، وكان ذلك في جباليا، في قطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين. يعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز « ايرز»، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي فلسطين منذ سنة 1948. ، وتوقفت الانتفاضة مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.

يُقدّر أن 1,300 فلسطيني استشهدوا أثناء أحداث الانتفاضة الأولى على يد الجيش الإسرائيلي، كما قتل 160 إسرائيليّا على يد الفلسطينيين.

دخل المصطلح ميدان الصحافة العربية والغربية التي تناقلته بلفظه العربي كما تواردته ألسنة المحللين.

أسبابها في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1987 دهست شاحنة إسرائيلية يقودها إسرائيلي من أشدود سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا-البلد متوقفة في محطة وقود، مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين. وقد اكتفت الإذاعة بإعلان الخبر دون أن تركز عليه لأنه كان عبارة عن حادث يشبه العديد من الحوادث المماثلة] وقد أُشيع آنذاك أن هذا الحادث كان عملية انتقام من قبل والد أحد الإسرائيليين تم طعنه قبل يومين حتى الموت بينما كان يتسوق في غزة، فاعتبر الفلسطينيون أن الحادث هو عملية قتل متعمد. في اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود. وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة. ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير، لأن الانتفاضة اندلعت بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي حين قرر الشعب الفلسطيني أن ينتفض ضد العدوان والظلم والتشريد واللجوء وقرر ان يقاوم بكافة شرائحه اطفاله ، نساءه ، شيوخه ورجاله .

الرد العسكري الإسرائيلي أعلن إسحق رابين خلال كلمة في الكنيست الإسرائيلي: "سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، حتى ولو كان يجب المعاناة لفعل ذلك". وأضاف قائلاً "سنكسر أيديهم وأرجلهم لو توجب ذلك".

وصلت الانتفاضة إلى أعلى مستوى لها في شهر فبراير/شباط عندما نشر مصور صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين عزل باستخدام الحجارة في نابلس عملاً بما هدد به رابين. ودارت تلك الصور حول العالم مما أثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين..

.

تطور الانتفاضة تميزت الانتفاضة بحركة عصيان وبمظاهرات ضد الاحتلال. امتدت بعد ذلك إلى كامل الأراضي المحتلة. فبعد جباليا البلد انتقلت إلى مخيم جباليا ومن ثم انتقل لهيب الانتفاضة إلى خان يونس والبريج والنصيرات ومن ثم غطى كل القطاع وانتقل بعد ذلك إلى الضفة. وقد تولى الانتفاضة عموما الأطفال والشباب والنساء الذين كانوا يرشقون الجنود بالحجارة ويقيمون حواجز من عجلات مشتعلة. كما كانوا يجتمعون ويتحدون الجيش بأن يقوم بتفريقهم. وقد استعملت مكبرات الصوت لدعوة السكان إلى التظاهر كما كانت توزع المناشير ويتم الكتابة على الجدران للثورة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. تشكلت القيادة الموحدة للانتفاضة باشراف قيادة منظمة التحرير في تونس وكانت تشرف يوميا غلى اصدار البيانات ومتابعة وتوجيه الاحداث الميدانية .

كانت المناشير توزع في الشوارع من قبل أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة. أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس ويتم تمريرها من تحت الأبواب. جاء توزيع المناشير كشكل من أنواع الإعلام البديل بسبب تشديد دائرة الرقابة على الوسائل الإعلام التي لم تستطيع الوصول إلى الرأي العام الفلسطيني وأيضا مضايقات واعتقال للصحفيين. قامت إسرائيل أولا بإتباع سياسة تعسفية من خلال الضرب والإيقاف من دون المحاكمة والتعذيب إلى جانب إغلاق الجامعات والعقوبات الاقتصادية وبناء المستوطنات. وقد أدت صور الجيش الإسرائيلي وهو يعتدي على الفلسطينيين إلى تعاطف دولي مع قضيتهم ونجح الرئيس الراحل ياسر عرفات في استغلال هذا الموقف من أجل التقدم بالقضية الفلسطينية.

نشأت لجان محلية داخل المخيمات عملت على تنظيم الغضب غير المسلح للشارع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي المسلح والشد من أزره والتقريب بين صفوفه وذلك عن طريق توفير المؤونة والتعليم والأدوية وباقي الخدمات الضرورية للمخيمات والمناطق التي يطبق فيها حظر التجول.

طالبت هذه الفصائل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وبالانسحاب الإسرائيلي خارج حدود عام 1967. واستمرت الانتفاضة حتى سنة 1993 تاريخ التوقيع على اتفاقية أوسلو..

مطالبها سعى الفلسطينيون عبر الانتفاضة إلى تحقيق عدة أهداف يمكن تقسيمها إلى ثوابت فلسطينية ومطالب وطنية:]

ثوابت فلسطينية إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيره.

تفكيك المستوطنات.

عودة اللاجئين دون قيد أو شرط.

تقوية الاقتصاد الفلسطيني: تمهيدا للانفصال عن الاقتصاد الإسرائيلي.

المطالب الوطنية إخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية.

وقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين.

لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج.





تميزت الانتفاضة الأولى بحركة عصيان مدني كبيرة ومظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

قررت إسرائيل تطبيق إجراءات عقابية ورادعة لإعادة السيطرة للإدارة المدنية الإسرائيلية والحد من انتشار حركة العصيان. وتمت مراجعة القانون الجزائي ليسمح بالقيام بعمليات إيقاف موسعة. بالإضافة إلى بناء عدد من مراكز الإيقاف لاحتواء العدد الكبير من الموقوفين الفلسطينيين لفترات طويلة. وقرر الجيش كذلك المد من فترات حظر التجوال. وخلال العام الأول للانتفاضة تم إحصاء 1600 حظر تجوال منها 118 لفترة لا تقل عن خمسة أيام. وعاش جميع سكان قطاع غزة حالة منع تجوال وكذلك ما لا يقل 80% من القرى والمدن العربية بالضفة الغربية. كما تم إغلاق الجامعات والمدارس الفلسطينية وإبعاد 140 من قادة الانتفاضة إلى جانب هدم عدد من المنازل.

دور النساء

لعبت نساء فلسطين دوراً بارزاً خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إذ لم يكن يخشين مواجهة الجيش الإسرائيلي كان هذا ملموسا في الواقع إذ كن يمثلن ثلث ضحايا الانتفاضة. بدأت الانتفاضة السماح للنساء بتأكيد وجودهن على الصعيد الاجتماعي والسياسي مما شكل قطيعة مع الماضي. ففي السابق كانت النساء الناشطات هم فقط اللواتي يشاركن في السياسة الوطنية.

مع تدهور أوضاع المعيشة وارتفاع وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية زادت مشاركة المرأة وذلك إما عن طريق رمي الحجارة أو تنظيم مظاهرات. مع تزايد العقوبات الإسرائيلية لعبت النساء دورا مهما لبلوغ الاكتفاء الذاتي إذ قمن بإنشاء تعاونيات من أجل توفير كل المواد التي شح وجودها بسبب العقوبات


والملفت في الانتفاضة هو أن الدور الملموس والفاعل والمتكامل والمتمازج الذي أسقط الحساسية التقليدية لدور المرأة وضوابطه في الانتفاضة أدى أيضاَ لذوبان الفوارق الشكلية بين المرأة والرجل في الفعل الجماهيري حتى أن تقييما نضالياً جديداً للعمل برز من خلال الانتفاضة بين الرجل والمرأة ، أعطى المرأة دوراً بارزاً ومتقدماً لا يستطيعه الرجل مثلاً اعتقال الأطفال والشباب في القرى والمخيمات والمدن وقيام النساء بتخليصهم من أيدي الجنود " .

هذا ولم يكن الدور البطولي الذي لعبته المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الباسلة بداية بمسيرتها في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني وثورته الجبارة بل كانت منذ أن تعرض الشعب الفلسطيني للاحتلال تمارس دورها جنباً إلى جنب مع الرجل في كل موقع وزمان في عام 1983 كان هناك أربع اطر نسائية تمثل أربع تنظيمات سياسية وقد أصبحت مدخلا تنظيم النساء في الأطر السياسية تسعى إلى زيادة الفاعلية والمشاركة ا لوطنية للمرأة، وفي عام 1987 أصبح عدد الأطر ستة، وقد انتظمت أعداد واسعة من النساء ، في هذه الأطر التي انتشرت في المدن والقرى والمخيمات حيث عملت على تقديم الخدمات للجمهور الفلسطيني وبذلك حازت على ثقة المجتمع الذي تتواجد فيه.

وقد تجلت مشاركة المرأة بوضوح في انتفاضة 1987 ، فقد لعبت المرأة الفلسطينية دورا رئيسيا في الانتفاضة منذ البداية، مما لفت نظر المراقبين، ولولا ذلك ماقيل أن المشاركة في الانتفاضة كانت شاملة، وذلك من خلال دورها الفاعل في تشكيل اللجان الشعبية على مستوى الأحياء التي كانت تقدم للجمهور الخدمات المختلفة في مجال الصحة والتعليم، والرعاية الاجتماعية، وكذلك في أشكال النضال المختلفة المباشرة وغير المباشرة لمواجهة الاحتلال أدت هذه المواجهات إلى اعتقال 433 امرأة مابين الأعوام 1967-1990 لفترة ما بين شهر ومؤبد ، هذا بالإضافة إلى ما يقارب 1000 امرأة تعتقلهم سلطات الاحتلال سنويا ما بين ساعة ويوم وشهر ، ، ساهمت هذه المشاركة في بلورة وعي جديد لدى المرأة وبشكل خاص فيما يتعلق بدورها المجتمعي الهادف إلى تفعيل دور المرأة في بناء مجتمع مدني ديمقراطي يفي بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الرجال والنساء ، وطرحت عددا من المفاهيم الاجتماعية التقليدية كارتفاع المهور التي شهدت انخفاضا واضحا خلال الانتفاضة إضافة إلى ضرورة مشاركة المرأة في القيادة السياسة سواء في الهيئات القيادية للأحزاب أو في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة،.

كان لدور المرأة والفتاة الفلسطينية بروزاً مميزاً في انتفاضة الاستقلال والنصر ومع أن الحقيقة لم تظهر كاملة لأن الاحتلال فرض حصاره الإعلامي على دورها محاولاً دفن الحقائق إلا أن الدور العظيم للمرأة الفلسطينية كان أحد العوامل الفاعلة والأساسية لاستمرار الانتفاضة …فالمرأة استطاعت أن تفشل سياسة الاحتلال الإسرائيلي في فرض الحصار الاقتصادي على القرى والمخيمات حينما كانت المرأة تحمل كميات كبيرة من الحليب وتتسلل مخترقة الحصار لمساعدة أهالي القرية أو المخيم المحاصر وكان لذلك أثر كبير في رفع معنويات الأهالي المحاصرين ومساعدتهم على الاستمرار في النضال اليومي ، كما عملت المرأة الفلسطينية على توفير كميات كبيرة من الخبز عندما كانت وعلى مدار العشرين ساعة جالسة خلف الغرف وهي تخبز وحينما لجأ الاحتلال إلى قطع الكهرباء ومنع الغاز لجأت المرأة الفلسطينية إلى استخدام الطابون الفرن الطبيعي وقهرت الاحتلال ووفرت الخبز والحليب لأبناء الشعب الفلسطيني وفي تأسيس الاقتصاد المنزلي من اجل الاكتفاء الذاتي .

كما عملت المرأة الفلسطينية على تحرير العديد من شباب وأبطال الانتفاضة وأفراد المجموعات الضاربة من أيدي جنود الاحتلال حينما كان يلقي القبض عليه وكذلك إنقاذ أعداد كبيرة من الاعتقال وتهريبهم وتوفير كمائن لهم داخل البيوت أو الحقول وكانت تحمل للمطاردين في الجبال والحقول احتياجاتهم من الملابس والغذاء اليومي مما ساعدهم على الاستمرار في مطاردة الاحتلال والاختفاء لحمايتهم من الاعتقال ولم يختصر دور المرأة على هذه الجوانب النضالية بل ساهمت بإنجاح برامج نداءات القيادة الموحدة للانتفاضة حينما طلب مثلاً رفع الأعلام الفلسطينية في معظم أيام الانتفاضة لجأت المرأة إلى توفير القماش بألوانه الأربعة وقفت ساعات طويلة وهي تخيط راية العزة والنصر ، علم فلسطين وزودت المناضلين بكميات كبيرة وبأحجام مختلفة من الأعلام الفلسطينية لترفرف في كل موقع معلنة أن فلسطين حرة عربية

وها هي المرأة الفلسطينية في الانتفاضة تخرج للشارع لتشارك في الاعتصامات والمظاهرات وتصطدم مع قوات الاحتلال متحدية الغازات السامة والدبابات والرصاص وتقدم فلذات أكبادها والأجنة في بطونها شهداء على درب الاستقلال والنصر جراء استنشاق الغازات السامة أو الاستشهاد أو الضرب على أيدي جنود الاحتلال. ولم يقتصر دور المرأة على ذلك فقط بل مارست دوراً فاعلاً وهاماً في تحريك وتنظيم الإمكانيات النسائية من خلال توعية المرأة الفلسطينية لدورها في الانتفاضة فأصدرت البيانات الخاصة بالمرأة الفلسطينية بما ينسجم مع برامج بيانات القيادة الموحدة للانتفاضة مما دعم هذه البرامج وزادها قوة وشمولية ومن هذه البيانات والنداءات على سبيل المثال لا الحصر

هذا وقد كان لهذه النداءات الأثر البالغ على المرأة الفلسطينية التي التزمت بكل ما جاء فيها بقوة وإصرار على دحر ونتيجة للدور الهام والجرئ للمرأة الفلسطينية في الانتفاضة أدركت الإدارة الإسرائيلية ذلك إذ قالت " إن الحرب هي الحرب وإن للنساء الفلسطينيات دوراً فعالاً في الانتفاضة لذلك لا بد من اعتقالهن وتعذيبهن إذ لزم الأمر لنزع الاعتراف منهن "

ولم يكن الاعتقال أو الضرب أو الجرح أو الشهادة فقط ما تواجهه المرأة الفلسطينية خلال مشاركتها في فعاليات ونشاطات الانتفاضة بل واجهت حرباً ديمغرافية مبرمجة هدفها الحد من التكاثر الفلسطيني وليس أدل على ذلك من إجابة "غولدا مائير" عندما سئلت عن السبب الذي يمنع عنها النوم أنه "ولادة طفل عربي" ، إن الهاجس الديمغرافي يشكل قلقاً دائماً على الذهنية الصهيونية وخصوصاً الأحزاب اليمينية المتطرفة

ولا استغراب بعد هذا أن تغتنم قوات الاحتلال وضع الانتفاضة لتسلط جام غضبها ليس فقط على الأحياء بل على من لم يروا النور بعد .. فإذا أخذنا إحصائية حتى يوم 9/10/1988 للشهداء فنجدها 470 شهيداً ولكن من المنطق أن يضاف إلى هؤلاء شهداء مجهولين قضوا على يد حقد الجيش الإسرائيلي جراء حالات الإجهاض التي بلغت حتى 9/10/1988 "1700" حالة جراء استنشاق الغازات السامة والضرب المبرح

تقدر حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين قضوا على أيدي القوات الإسرائيلية أثناء انتفاضة الحجارة بحوالي 1,162 شهيد، بينهم حوالي 241 طفلا ونحو 90 ألف جريح ومصاب و 15 ألف معتقل فضلاً عن تدمير ونسف 1,228 منزلاً، واقتلاع 140 ألف شجرة من الحقول والمزارع الفلسطينية.

تم اعتقال ما يقارب من 60,000 أسير فلسطيني من القدس والضفة والقطاع وعرب الداخل بالإضافة للأسرى العرب. لاستيعاب هذا العدد الهائل من الأسرى اضطرت إسرائيل إلى افتتاح سجون، مثل سجن كتسيعوت في صحراء النقب والذي افتتح في عام 1988.

ففي الانتفاضة الأولى انخرطت المرأة بشكل واسع في مقاومة الاحتلال وشاركت في كافة أنشطتها مما مهد فيما بعد لمشاركتها السياسية في الانتخابات التشريعية وفي مؤسسات السلطة الوطنية. وكان للمرأة دور فاعل خلال الإنتفاضة الأولى ، فقدمت التضحيات الجسام: فهي الام المثالية، والمناضلة المميزة، والقائدة الفذة، والشهيدة الخالدة، والأسيرة الصامدة، والمبعدة الحالمة بالعودة، والمحررة الصابرة التي أمضت شهوراً و سنوات طويلة وراءا لقضبان، حيث كانت خلال هذا المشوار شريك الرجل، تقف إلى جانبه وتسانده وتقوم بالدور الملقى على عاتقها لخدمة وطنها وقضيته العادلة

اهتم الإعلام المحلي والدولي بالدور الذي قامت به المرأة الفلسطينية فإضافة إلى دورها في إعداد الجيل المقاوم وحماية المطاردين من كلا الجنسين وقيادتها للأطر النسوية تعرض الإعلام لدور المرأة الفلسطينية ، باعتبارها إحدى فئات الشعب الذي تعرض جميعه للعدوان، فكان منها الشهيدة والجريحة والمقاومة للهدم والتجريف، والمحاصرة في المدن والقرى وعلى الحواجز. وهي معالجات كانت بطلتها الأولى والأساس المرأة،. وشهدت مناطق الاحتكاك المباشر مع العدو الإسرائيلي يومياً، مئات القصص اليومية لنساء قاومنّ وتصدينّ وعانينّ وسجلن أسطورة للبطولة والتضحية .

حققت الانتفاضة الأولى نتائج سياسية غير مسبوقة، إذ تم الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالوجود على أرضه. أدركت إسرائيل عن عدم وجود حل عسكري للصراع مع الفلسطينيين، مما يعني ضرورة البحث عن حل سياسي بالرغم الرفض الذي أبداه رئيس الوزراء إسحق شامير عن بحث أي تسوية سياسية مع الفلسطنيين. تم توقيع اتفاق أوسلو في العام 1993 الإسرائيلية.

تم إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية على ارض الوطن. في سبتمبر من عام 1994 تم توقيع اتفاق. وفي 20 يناير سنة 1996، تم إجراء أول انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية.

صادر عن وحدة النوع الاجتماعي –وزارة الإعلام

التعليقات