هويدا عراف .. ناشطة فلسطينة "سلمية انتحارية" في مواجهة الاحتلال

هويدا عراف .. ناشطة فلسطينة "سلمية انتحارية" في مواجهة الاحتلال
غزة - دنيا الوطن
اعتقلت قوات الاسرائيلية الناشطة الفلسطينية – الأمريكية، هويدا عراف بعد تمكنها بصحبة ناشطين فلسطينين من دخول حافلات نقل اسرائيلية تحظر على الفلسطينين ركوبها وتسمح فقط للمستوطنين باستخدامها.

وتضم مسيرة هويدا في مقارعة الاحتلال الكثير من القصص والمواقف، ويقول صديقها الناشط جونثان بولاك لـ"لعربية.نت": "هويدا امرأة حديدية، إنها الفتاة التي تتحدى المخاطر والصعاب لكي تفضح عنصرية الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب بحقوق الشعب الفلسطيني".

و أضاف" عراف هي التي رتبت لحملة (ركاب من أجل الحرية)، وهي قبل ذلك كانت ضمن من نظموا تحرك سفينتي أمواج الحرية اللتين احتجزتهما إسرائيل مؤخرا، كما أنها تشارك في كل المسيرات الأسبوعية التي تنظم ضد الجدار والاستيطان ".

وبرأي جونثان فإن عراف " المرأة الحديدية، والناشطة السلمية الانتحارية، التي تمضي جل وقتها لصالح القضية الفلسطينية، وهذا كله على حساب حياتها وعائلتها".

وأسست عراف حركة "غزة الحرة" التي بدأت بتنظيم رحلات السفن لكسر الحصار عن قطاع غزة، وقبل ذلك أسست حركة التضامن الدولي التي تقود أكبر حملة مقاطعة ضد إسرائيل على مستوى العالم.

ونظمت عراف حملة " ركاب من أجل الحرية" التي انطلقت اليوم الثلاثاء بهدف " فضح عنصرية اسرائيل التي تسمح للمستوطنين بركوب حافلات النقل العام في الضفة الغربية المحتلة، وتحظر على الفلسطينين ذلك".

"عنصرية الاحتلال"

وقبل اعتقالها قالت عراف لـ"العربية.نت": "نريد من هذه الخطوة أن نظهر للعالم مدى عنصرية الاحتلال، نحن ناشطون فلسطينيون نريد لوطننا أن يتحرر من الظلم التاريخي، ونريد أن ننهي احتلال أرضنا بأي ثمن، وبكل الطرق السلمية".

وأصبحت هويدا من رموز المقاومة السلمية في فلسطين، بعد مخاطرتها باستمرار بحياتها للتصدي للاحتلال الإسرائيليى، حيث كادت تلقى حتفها اثناء تواجدها على متن قافلة "اسطول الحرية" عام 2010 التي حاولت فك الحصار عن قطاع غزة، وتصدت لها قوات البحرية الإسرائيلية وقتلت 9 متضامنين اتراك كانوا على متنها.

ورغم أنها الفتاة الوحيدة التي كانت ضمن مجموعة "ركاب من أجل الحرية" فإنها " تساوي مئة رجل" حسب بولاك، الذي استذكر شريط فيديو مثير صور لعراف وهي تقف في "وجه المدافع".

ويظهر الفيديو الذي حصلت عليه "العربية.نت"، هويدا تقف أمام جنود إسرائيليين يحاولون إطلاق النار على متظاهرين فلسطينين، ورغم أنه نشر في وقت سابق، إلا ان العديد من الفلسطينين يتداولونه كونه يجسد "قوة المرأة الفلسطينية ونضالها ضد الاحتلال".

وتتصدى هويدا ابنة الخامسة والثلاثين عاما والمولودة في قرية معليا بالجليل الأعلى وتحمل الجنسية الأمريكية، خلال الفيديو لجنود وضباط إسرائيليين وهم يطلقون النار على متظاهرين فلسطينين في إحدى المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية وتطالبهم بالتوقف عن ذلك.

وهويدا المتزوجة من ناشط سلام أمريكي، واحدة من عدة متضامنين مشهورين في الأراضي الفلسطينية، والذين برأي العديد من المراقبين ساهموا إلى حد كبير في فضح الانتهاكات الإسرائيلية وعملوا على تغير الصور النمطية للنضال الفلسطيني الذي وصفه البعض بأنه اصبح أكثر عنفا وأقرب إلى كونه إرهابا بدلا من أن يكون نهج مقاومة.

ويرى العديد من الفلسطينين أن النضال الفلسطيني اتخذ منحى آخر بعد أبتكار المتضامنين أساليب ابداعية جديدة مثل ركوب الحافلات الإسرائيلية، أو اقتحام المطارات الإسرائيلية، وكل هذا كان يتم وما زال بمساعدة المتضامنين الأجانب الذين ينتشرون في أكثر من 10 مواقع في الضفة الغربية تشهد مسيرات دورية ضد الاستيطان والجدار الذي تبنيه اسرائيل حول الضفة.  

التعليقات