مصادر: أيّ مواجهة بين تركيا وسوريا ستؤدي إلى مواجهة مباشرة بين أنقرة وطهران

مصادر: أيّ مواجهة بين تركيا وسوريا ستؤدي إلى مواجهة مباشرة بين أنقرة وطهران
غزة - دنيا الوطن
كشف زوار العاصمة السورية من اللبنانيين والذين التقوا قياداتها العليا أنّ "الرئيس بشار الأسد أوعز إلى مساعديه بالبدء بحملة دبلوماسية مضادة تستهدف الولايات المتحدة والدول الاوروبية ولا توفر تركيا، وذلك تمهيدا لشنّ حرب مضادة موازية للحرب الامنية التي شنّتها الحكومة ضد المجموعات المسلحة , وأكدها الرئيس الأسد شخصياً من خلال ما جاء في خطابه الاخير حول استحالة الحوار مع المجموعات المسلحة التي وصفها بالخارجة عن القانون".
وبحسب موقع "النشرة" اللبناني يعرب زوار دمشق عن اعتقادهم بأنّ القيادة السورية تسير وفق جدول زمني محدد "زاوج بين الاصلاحات السياسية والحملة الأمنية الواسعة النطاق من جهة والمواجهة الدبلوماسية من جهة ثانية، فالمؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية وليد المعلم جاء استكمالا لخطاب الرئيس الأسد أكان من حيث الشكل أو المضمون، فهو انتقد الولايات المتحدة من دون أن يكسر الجرة معها اذ طلب منها، وبطريقة غير مباشرة، الانتظار لتحقيق الاصلاحات المفترضة غامزا من قناة الادارة الأميركية التي استغرقت أكثر من عشر سنوات لاعداد قانون اجتماعي، فكيف بسوريا التي وعدت بمراجعة الدستور برمته، بينما قطع شعرة معاوية مع الاتحاد الاوروبي في إشارة واضحة إلى أنّ دمشق في صدد إلغاء الاستثمارات النفطية الاوروبية في سوريا لمصلحة روسيا والصين.
وما يعزز هذا الاعتقاد بحسب هؤلاء هو قيام قوات الامن السورية بتقسيم الدولة إلى مربعات أمنية واضحة المعالم، على أن تتولى الأجهزة الأمنية معالجة الشأن الامني وفق مقتضيات الحاجة، وبشكل متدرج يسمح للقيادة بترتيب البيت الداخلي واستعادة المبادرة الامنية وعبرها المبادرة السياسية التي تسمح لسوريا بكسر عزلتها الدبلوماسية.
اما بالنسبة للرسالة الموجهة إلى تركيا فيرى هؤلاء أنّ سوريا كانت واضحة للغاية لجهة تمسكها بدورها الاقليمي من دون التنازل عنه حتى لمصلحة تركيا التي ما زالت تراوح بين حدي إعادة ترتيب علاقاتها مع سوريا وقطعها بصورة نهائية مع استبعاد الاحتمال الثاني لعدة اعتبارات يختصرها زوار العاصمة السورية بتوازن القوى بين الدولتين من جهة واستمرار إيران بدعم سوريا سياسياً ومعنوياً وحتى مخابراتياً. وهذا يعني أنّ أيّ مواجهة بين تركيا وسوريا ستؤدي إلى مواجهة مباشرة بين تركيا وإيران بما يعيد خلط أوراق المنطقة برمتها وهذا ما لا قدرة لأحد على احتماله، بما فيها الولايات المتحدة الاميركية التي تراقب عن كثب تطور الوضع الامني في سوريا من دون الدخول على الخط المباشر.
والجدير بالملاحظة ايضا في داخل الشارع السوري خروج مناصري النظام السوري إلى الشارع ومقارعة "المتظاهرين والمحتجين" عبر مظاهر تأييد للرئيس بشار الاسد ووصفه بقائد الاصلاح في مشهد يدعو إلى التأمل الكامل بمستقبل البلاد في ظل حراك سياسي متسارع استهله الرئيس الأسد بتوسيع رقعة قانون العفو ليشمل المزيد من شرائح المعارضة التي يسعى النظام لتلبية ما يراه محقا من مطالبها مع الاشارة إلى أنّ سوريا تعتبر الوحيدة في المنطقة العربية التي تعتمد النظام العلماني إسوة بجارتها تركيا.
ويخلص هؤلاء إلى التأكيد بأنّ النظام السوري هو من يطلب العزلة الدولية في هذه المرحلة بالذات حيث يسعى إلى تنظيم شؤونه بعيدا عن التدخلات الغربية، بحيث لفت تأكيد المعلم أن سوريا لن تتعرض لاي حظر جوي، ولا لتدخلات عسكرية اجنبية مباشرة.

التعليقات