اللواء كامل ابو عيسى : اسرائيل تستعد لخلط الاوراق في حرب عدوانية شاملة عبر البوابة اللبنانية

اللواء كامل ابو عيسى : اسرائيل تستعد لخلط الاوراق في حرب عدوانية شاملة عبر البوابة اللبنانية
غزة دنيا الوطن
 قال مدير المركز الاستراتيجي للسياسات الفلسطينية اللواء الدكتور كامل ابو عيسى في تصريح خاص بدنيا الوطن : انه وبعد التلويح التركي الصريح بالاستعداد لتدخل مدني وعسكري في سوريا وعلى ضوء التشكيل المفاجئ والسريع لحكومة الرئيس " ميقاتي " اللبنانية اثر تعسر دام قرابة السته شهور ، وفي اجواء المناورات العسكرية الاسرائيلية المتواصلة على الحدود مع الاقطار العربية المجاورة والدفع بتشكيلات هجومية ومن وحدات النخبة نحو جنوب لبنان والتلويح بعمل عسكري اسرائيلي في شبه جزيرة سيناء وبحجة ان مصر غير قادرة على ضبط الوضع الامني هناك ، والنجاح المطلوب والمرتقب في تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية من الكفاءات والشخصيات المستقلة وعلى قاعدة اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة بين حركتي فتح وحماس ، وتصاعد حملة الضغوطات الامريكية على جمهورية روسيا الاتحادية كي ترفع يد الحماية عن النظام السوري في مجلس الامن وتصريح وزيرة الخارجية الامريكية " هيلاري كلينتون " بان تعاون النظام السوري مع السياسات الامريكية في المنطقة وبشكل خاص في الملف العراقي والملف اللبناني والملف الفلسطيني لم يعد يكفي وليس كافيا لمنحه رخصة للبقاء وعدم تعرضه للانهيار والاندثار تحت ضغط الانتفاضة الشعبية المتصاعدة ، هذا مع تجاهلها للحديث عن هضبة الجولان المحتلة من قبل "اسرائيل" ، وتهديد الرئيس الايراني "احمدي نجاد" كافة الاطراف التي تسعى وتستعد للتدخل في الشأن الداخلي السوري وفي المقدمة منها اسرائيل من عواقب الرد الايراني الوخيم ، والتهديد الاسرائيلي الوقح بحجز اموال الضرائب عن خزينة حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية الجديدة بعد تشكيلها واستعداد الجيش الاسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية في سبتمبر "ايلول" وكرد على تصويت الامم المتحدة على مشروع للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة في المناطق الفلسطينية المحتلة وتحديدا على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 ،. يترك بصماته العميقة على حالة جديدة من الاصطفاف والانقسام على الصعيدين الاقليمي والعربي وعلى قاعدة اشتداد الصراع بين القوى الاقليمية المتنافسة وبشكل خاص بين ايران واسرائيل من جهه وبين تركيا واسرائيل من جهه اخرى وهو الامر الذي سيسحب نفسه في شكل من التوتير المتصاعد للعلاقة بين بعض الاطراف والاقطاب الدولية ، ناهيك عن رفض جمهورية مصر العربية المنشغلة بوضعها الداخلي حاليا لكافة اشكال التدخلات الخارجية والدولية في الشأن الداخلي لعموم كيانات المشرق العربي وباعتبارها الحاضنة القومية والتاريخية لشعوب وكيانات الامة العربية . 

وعليه وعلى ضوء هذا التزاحم المرتبك في الساحة العربية تحت وقع المتغيرات فان اسرائيل تعتبر ان التدخل العسكري التركي المباشر في سوريا يعتبر بحد ذاته ومن الناحية الاستراتيجية تهديدا لأمنها القومي ولنفوذها الذي تحلم بفرضة في عموم منطقة المشرق العربي بعد انهيار الكيان السوري ، وهي لذلك تستعد لعملية خلط الاوراق عبر البوابة اللبنانية ومن خلال حرب طاحنة بهدف وغرض تدمير قوات وحزب الله والمساهمة الفعلية في تقويض دعائم واركان الدولة السورية ولتمهيد المناخات اللازمة لفرض وتمرير مشروع الوطن البديل على حساب وجود وبقاء الكيان الاردني .

 وعمليا وبلغة الوقائع الاستراتيجية فان اسرائيل وبعد ان فقدت المبادرة والقدرة على الردع اثر حرب تموز عام 2006 م في جنوب لبنان تحاول استعادتها وانتزاعها من يد حزب الله على ضوء الاحداث الجارية في سوريا . والسؤال الان هو : هل سينتظر حزب الله هجوم العدوان الاسرائيلي ؟ ام انه سيكون المبادر في معركة مصيرية تربك الحسابات الاسرائيلية وتقلبها رأسا على عقب ؟! .