اللواء كامل ابو عيسى: مصير ايران ولبنان وحزب الله سيتحدد على ضوء نتائج الصراع الداخلي في سوريا

غزة دنيا الوطن
في لقاء خاص مع دنيا الوطن قال مدير المركز الاستراتيجي للسياسات الفلسطينية اللواء الدكتور كامل ابو عيسى أن مصير ايران ولبنان وحزب الله والاردن والشرق الاوسط الجديد سيتقرر على ضوء نتائج الصراع الداخلي الدائر في سوريا وأن المناورات الهجومية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان تأتي كتعبير عن استعداد معين لساعة الصفر المنتظرة للمواجهة بحسب الاجندة الاسرائيلية .
وفيما يلي نص اللقاء
س1: سيادة اللواء : بعد مرور سته اشهر من عام 2011 وهو عام المتغيرات العاصفة في المنطقة العربية هل بدأت تتشكل الملامح المطلوبة للشرق الاوسط الجديد ؟
ج1: شهد النصف الاول من عام 2011 انفجارا واسعا للقدور المكتومة بالغليان ، كان ذلك في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا والبحرين وربما يشهد المزيد بفعل ارتفاع منسوب البخار الشعبي المكتوم في العديد من المناطق ، اسرائيل تبدي انزعاجها المليء بالقلق والتوتر والارتباك بسبب عجز البوصلة الامنية الخاصة بها عن تحديد المسارات المتعلقة بهذه المتغيرات الاستراتيجية المتسارعة من جهة وعدم قدرة الولايات المتحدة الامريكية عن التحكم الفعلي والعملي بهذه المسارات من جهة اخرى ، الاقطاب الدولية الاخرى مثل روسيا الاتحادية والصين الشعبية تتعامل بحذر مع هذه المستجدات في حين يبدي الاتحاد الاوروبي تأييده والى حد اشتراك حلف الناتو عسكريا ضد نظام القذافي في ليبيا وربما يتم ذلك في مناطق اخرى اذا لزم الامر وبحسب المناسيب الجديدة لتوازنات المصالح الدولية على الصعيد الاستراتيجي في عموم المنطقة ، وكما يبدو فان رسم خارطة جديدة للجغرافيا السياسية يأخذ بالحسبان تقسيمات اتفاقيات "سايكس بيكو " الشهيرة بالمنطقة ومن خلال بعض التعديلات الجديدة سيشكل بحد ذاته القاعدة المعتمدة للنظم والكيانات السياسية المستحدثة عربيا واقليميا وبحيث يتم تعميم النموذج الديموقراطي البرلماني في الجمهوريات العربية والنموذج الديموقراطي الدستوري على صعيد الانظمة الملكية وعليه : وعلى ضوء ذلك تجري صياغة منظومة الشرق الاوسط الجديد وبحيث يتم عمليا ومن وجهة نظر صانعي القرارات المتعلقة بالمنطقة استبعاد عاملين اساسيين في تركيبة المنظومة السابقة وهما : العامل المتعلق بالمشروع السياسي للقومية العربية والعامل المتعلق بالمشروع العقائدي والديني للإسلام السياسي ، وعمليا فان التوجهات العروبية والاسلامية المرتبطة بالعداء للكيان الصهيوني والمطالبة بتحرير فلسطين ووحدة شعوب الامة العربية ما زالت تشكل الاطار العام للحركات الجماهيرية المنتفضة ضد طغيان الحكام والمطالبة بالحرية والديموقراطية وهو الامر الذي يثير القلق والفزع في اسرائيل ويربك والى حد كبير الحسابات الاستراتيجية الامريكية .
س2: هل سيكون للانتفاضات الشعبية العربية المتلاحقة وفي سوريا على وجه التحديد تأثيرا معينا على الصعيد الاقليمي ؟
ج2: بالتأكيد وهذا هو المتوقع وعلى سبيل المثال فان ما يجري في سوريا اليوم سيكون له تأثيره القوي ليس فقط على الاوضاع في لبنان والاردن وانما كذلك على النظام السياسي الحاكم في ايران وعليه فان معركة الشرق الاوسط الجديد ستحسم في سوريا وعلى اساس اما ان يتم عرقلة المشروع برمته بسبب العقبة السورية واما انه سيواصل طريقة بعد ان يتم الخلاص من النظام السوري ، ولكم ان تتصوروا التداعيات التي ستنشأ على ضوء ذلك في لبنان والاردن وايران وهي تداعيات خطيرة وكبيرة ستنتهي بتغيير النظام الايراني الحاكم وانهاء الوجود العسكري لحزب الله وتقزيم نفوذه السياسي هذا بالإضافة الى اتساع وتجذر حركة الاحتجاجات في الاردن وصولا الى تقليص صلاحيات الملك وفرض حكومة برلمانية في اطار ملكية دستورية .
ولهذا ولذلك فان الاستحقاقات المنتظرة على ضوء المتغيرات الجارية في المنطقة هي بالفعل استحقاقات كبيرة وخطيرة ومحفوفة بالأزمات ومن كل جانب وربما تؤدي الى صدام عسكري شامل يعم منطقة المشرق العربي وقد تنجر اليه اطراف عربية اخرى وفي معركة شرسة ضد اسرائيل ، ولم يكن من قبيل الصدفة بتاتا ان يقوم الجيش الاسرائيلي بإجراء مناورات عسكرية هجومية في هضبة الجولان وانما استعداد معين لساعة الصفر المنتظرة بحسب الاجندة الاسرائيلية وربما ولهذا الامر بالذات قال وزير الخارجية الروسية "سيرغي لافروف" بأن الاوضاع في سوريا تهدد السلام والامن العالميين وذلك في معرض رده على مساعي البيت الابيض ودول اخرى لاتخاذ قرار في مجلس الامن يدين وحشية النظام السوري في تعامله مع ابناء شعبه من المحتجين والمطالبين بالحرية والديموقراطية .
س3: ولكن الجماهير العربية المنتفضة ضد حكامها لن تقبل بهذا التقسيم العرقي والطائفي في المنطقة وفي اطار خارطة الشرق الاوسط الجديد ؟
ج3: نعم وبكل تأكيد سترفض جماهير الثورات والانتفاضات العربية المساس بوحدتها ولن تقبل بتمرير هذه المشاريع الطائفية والعرقية ولهذا ولذلك فان التصادم مع المشروع الاستراتيجي الامريكي والصهيوني لتقسيم وتفتيت المنطقة العربية من الامور الواردة في اطار الاحتمالات المستقبلية وعمليا : فان العداء العربي على الصعيد الجماهيري والشعبي للكيان الاسرائيلي ولأسباب تتعلق بالقضية الفلسطينية وباعتبارها قضية العرب القومية الاولى سيتصاعد وسيعبر عن نفسه في اشكال تصادمية عديدة وربما لن تجد فيما بعد اسرائيل أي مجموعة من المعتدلين الفلسطينيين والعرب القادرين على التفاوض معها تحت ضغط هذه التطورات التي تسبب وما زال يتسبب بها احتلال اسرائيل الاستيطاني للأراضي الفلسطينية والعربية واصرار حكامها على ضم القدس الشرقية ورفضهم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اطار دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة في عموم اراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة .
في لقاء خاص مع دنيا الوطن قال مدير المركز الاستراتيجي للسياسات الفلسطينية اللواء الدكتور كامل ابو عيسى أن مصير ايران ولبنان وحزب الله والاردن والشرق الاوسط الجديد سيتقرر على ضوء نتائج الصراع الداخلي الدائر في سوريا وأن المناورات الهجومية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان تأتي كتعبير عن استعداد معين لساعة الصفر المنتظرة للمواجهة بحسب الاجندة الاسرائيلية .
وفيما يلي نص اللقاء
س1: سيادة اللواء : بعد مرور سته اشهر من عام 2011 وهو عام المتغيرات العاصفة في المنطقة العربية هل بدأت تتشكل الملامح المطلوبة للشرق الاوسط الجديد ؟
ج1: شهد النصف الاول من عام 2011 انفجارا واسعا للقدور المكتومة بالغليان ، كان ذلك في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا والبحرين وربما يشهد المزيد بفعل ارتفاع منسوب البخار الشعبي المكتوم في العديد من المناطق ، اسرائيل تبدي انزعاجها المليء بالقلق والتوتر والارتباك بسبب عجز البوصلة الامنية الخاصة بها عن تحديد المسارات المتعلقة بهذه المتغيرات الاستراتيجية المتسارعة من جهة وعدم قدرة الولايات المتحدة الامريكية عن التحكم الفعلي والعملي بهذه المسارات من جهة اخرى ، الاقطاب الدولية الاخرى مثل روسيا الاتحادية والصين الشعبية تتعامل بحذر مع هذه المستجدات في حين يبدي الاتحاد الاوروبي تأييده والى حد اشتراك حلف الناتو عسكريا ضد نظام القذافي في ليبيا وربما يتم ذلك في مناطق اخرى اذا لزم الامر وبحسب المناسيب الجديدة لتوازنات المصالح الدولية على الصعيد الاستراتيجي في عموم المنطقة ، وكما يبدو فان رسم خارطة جديدة للجغرافيا السياسية يأخذ بالحسبان تقسيمات اتفاقيات "سايكس بيكو " الشهيرة بالمنطقة ومن خلال بعض التعديلات الجديدة سيشكل بحد ذاته القاعدة المعتمدة للنظم والكيانات السياسية المستحدثة عربيا واقليميا وبحيث يتم تعميم النموذج الديموقراطي البرلماني في الجمهوريات العربية والنموذج الديموقراطي الدستوري على صعيد الانظمة الملكية وعليه : وعلى ضوء ذلك تجري صياغة منظومة الشرق الاوسط الجديد وبحيث يتم عمليا ومن وجهة نظر صانعي القرارات المتعلقة بالمنطقة استبعاد عاملين اساسيين في تركيبة المنظومة السابقة وهما : العامل المتعلق بالمشروع السياسي للقومية العربية والعامل المتعلق بالمشروع العقائدي والديني للإسلام السياسي ، وعمليا فان التوجهات العروبية والاسلامية المرتبطة بالعداء للكيان الصهيوني والمطالبة بتحرير فلسطين ووحدة شعوب الامة العربية ما زالت تشكل الاطار العام للحركات الجماهيرية المنتفضة ضد طغيان الحكام والمطالبة بالحرية والديموقراطية وهو الامر الذي يثير القلق والفزع في اسرائيل ويربك والى حد كبير الحسابات الاستراتيجية الامريكية .
س2: هل سيكون للانتفاضات الشعبية العربية المتلاحقة وفي سوريا على وجه التحديد تأثيرا معينا على الصعيد الاقليمي ؟
ج2: بالتأكيد وهذا هو المتوقع وعلى سبيل المثال فان ما يجري في سوريا اليوم سيكون له تأثيره القوي ليس فقط على الاوضاع في لبنان والاردن وانما كذلك على النظام السياسي الحاكم في ايران وعليه فان معركة الشرق الاوسط الجديد ستحسم في سوريا وعلى اساس اما ان يتم عرقلة المشروع برمته بسبب العقبة السورية واما انه سيواصل طريقة بعد ان يتم الخلاص من النظام السوري ، ولكم ان تتصوروا التداعيات التي ستنشأ على ضوء ذلك في لبنان والاردن وايران وهي تداعيات خطيرة وكبيرة ستنتهي بتغيير النظام الايراني الحاكم وانهاء الوجود العسكري لحزب الله وتقزيم نفوذه السياسي هذا بالإضافة الى اتساع وتجذر حركة الاحتجاجات في الاردن وصولا الى تقليص صلاحيات الملك وفرض حكومة برلمانية في اطار ملكية دستورية .
ولهذا ولذلك فان الاستحقاقات المنتظرة على ضوء المتغيرات الجارية في المنطقة هي بالفعل استحقاقات كبيرة وخطيرة ومحفوفة بالأزمات ومن كل جانب وربما تؤدي الى صدام عسكري شامل يعم منطقة المشرق العربي وقد تنجر اليه اطراف عربية اخرى وفي معركة شرسة ضد اسرائيل ، ولم يكن من قبيل الصدفة بتاتا ان يقوم الجيش الاسرائيلي بإجراء مناورات عسكرية هجومية في هضبة الجولان وانما استعداد معين لساعة الصفر المنتظرة بحسب الاجندة الاسرائيلية وربما ولهذا الامر بالذات قال وزير الخارجية الروسية "سيرغي لافروف" بأن الاوضاع في سوريا تهدد السلام والامن العالميين وذلك في معرض رده على مساعي البيت الابيض ودول اخرى لاتخاذ قرار في مجلس الامن يدين وحشية النظام السوري في تعامله مع ابناء شعبه من المحتجين والمطالبين بالحرية والديموقراطية .
س3: ولكن الجماهير العربية المنتفضة ضد حكامها لن تقبل بهذا التقسيم العرقي والطائفي في المنطقة وفي اطار خارطة الشرق الاوسط الجديد ؟
ج3: نعم وبكل تأكيد سترفض جماهير الثورات والانتفاضات العربية المساس بوحدتها ولن تقبل بتمرير هذه المشاريع الطائفية والعرقية ولهذا ولذلك فان التصادم مع المشروع الاستراتيجي الامريكي والصهيوني لتقسيم وتفتيت المنطقة العربية من الامور الواردة في اطار الاحتمالات المستقبلية وعمليا : فان العداء العربي على الصعيد الجماهيري والشعبي للكيان الاسرائيلي ولأسباب تتعلق بالقضية الفلسطينية وباعتبارها قضية العرب القومية الاولى سيتصاعد وسيعبر عن نفسه في اشكال تصادمية عديدة وربما لن تجد فيما بعد اسرائيل أي مجموعة من المعتدلين الفلسطينيين والعرب القادرين على التفاوض معها تحت ضغط هذه التطورات التي تسبب وما زال يتسبب بها احتلال اسرائيل الاستيطاني للأراضي الفلسطينية والعربية واصرار حكامها على ضم القدس الشرقية ورفضهم الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اطار دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة في عموم اراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة .