الرباط تسعى لتغيير صورة سيئة في المخيال الشعبي عن احد مقرات المخابرات

غزة - دنيا الوطن
خصصت السلطات المغربية يوم الاربعاء لتبديد ما يرسخ في الاذهان عن معتقل سري تابع للمخابرات تردد انها تمارس به احتجاز وتعذيب مشتبه بهم، ما أدى بكاتب مغربي بارز الى وصف عملية التبديد هذه بـ'الماركيتينغ' الذي يدفع الى تقوية الشك.
وقام الاربعاء النائب العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط والمجلس الوطني لحقوق الانسان ورؤساء الفرق البرلمانية بجولة في مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الدي اس تي) بمدينة تمارة القريبة من الرباط وقالوا جميعا انهم لم يلحظوا مؤشرات ان المكان مخصص للاعتقال خارج القانون.
وأكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان أنه خلال الزيارة الاستطلاعية التي قام بها رئيسه وأمينه العام، للمقر لم تتم 'ملاحظة وجود أي مؤشرات من شأنها أن تؤكد، في إبانه، أن هذا المكان مخصص للاعتقال خارج القانون.'
وأوضح بلاغ للمجلس الذي وصف بـ'المرتبك' أن الرئيس والأمين العام قاما بزيارة استطلاعية معلنة دامت حوالي 3 ساعات لمقر مراقبة التراب الوطني بتمارة، مكنت 'من التعرف على وظيفة هذا المرفق وعلى مكوناته، ولم يلاحظ خلال تفقد مختلف المباني وجود أي مؤشرات من شأنها أن تؤكد، في إبانه، أن هذا المكان مخصص للاعتقال خارج القانون'.
وجدد المجلس الذي توقف محللون امام تأكيده على ان ملاحظته تعني (ابان زيارته) عزمه 'على مواصلة العمل من أجل تكريس الاحترام التام لجميع الضوابط القانونية وفق المعايير الدولية للحقوق الإنسانية، وخاصة في مجال السياسة الجنائية والأمنية.'
وواجهت القوات الامنية المغربية يوم الاحد الماضي بعنف مفرط محتجين اعلنوا انهم سيتوجهون لمقر جهاز (الدي اس تي) اعلنت السلطات بعدها عن دعوة النائب العام بمحكمة الاستئناف بالرباط والمجلس الوطني لحقوق الانسان (حكومي) ورؤساء الفرق البرلمانية لزيارة استطلاع للمقر.
وتحدث معتقلون مغاربة على موقع اليوتيوب عن التعذيب الذي تعرضوا له في معتقل تمارة ونقلت منظمات حقوقية مغربية ودولية شهادات معتقلين أجانب قالوا إنهم مروا من هناك، من بينهم محمد بنيام المعتقل الإثيوبي الأصل والبريطاني الجنسية الذي اتهم أجهزة استخباراتية بريطانية بالمشاركة في تعذيبه بمعتقل سري في المغرب يعتقد أنه هو نفسه معتقل تمارة.
وأعلن مسؤولون أمريكيون عن اكتشاف أشرطة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) تظهر رمزي بن الشيبة أحد المتهمين في هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وهو يخضع للاستجواب في سجن قرب الرباط استخدمته وكالة المخابرات المركزية عام 2002 للتحقيق مع مشتبه بهم في هجمات 11 ايلول/سبتمبر.
وكان الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالرباط مولاي الحسن الداكي قد أكد أنه لم يقف خلال الزيارة التي قام بها (الأربعاء) لمختلف البنايات التابعة للمقر الإداري للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة 'على أي مكان يمكن اعتباره معتقلا سريا قد يستغل لارتكاب أعمال ماسة بحقوق الانسان كما يشاع'. ونقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية عن رؤساء فرق بمجلسي البرلمان (النواب والمستشارين) أن الزيارة التي قاموا بها للمقر الإداري لمديرية المخابرات أظهرت أن الأمر يتعلق بإدارة كباقي الإدارات وأنها لا تضم أي مركز للتعذيب وأنهم اطلعوا على مهام هذه المديرية والتي تتمثل في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين. وقال برلمانيون ان مدير المخابرات بين للوفد مدى احترام إدارته للقوانين، وان موظفيه قالوا ان عملهم يتلخص في جمع المعلومة وتحليل المعطيات ثم إخبار الأجهزة المختصة، ونفي كل شبهة عن الجهاز مشددين على أنه إذا كان هناك شطط فهذه الإدارة لا تتحمل مسؤوليته وانهم لم يجدوا أي معتقل سري أو سجن، بل مجرد مكاتب وبناية قديمة وجديدة، ومرافق، وملحقات، ومدرسة، ومركز تكوين.
وقال محمد مبدع رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب إن الزيارة 'تأتي في إطار الانفتاح الذي تشهده المؤسسات التنفيذية'، وأنها المرة الاولى التي يقوم فيها وفد برلماني بزيارة لهذه المؤسسة 'مما يدل على أنه ليس لديها ما تخفيه' وأنه 'ليس هناك أي شيء يوحي بوجود معتقل سري '.
وفسر مسؤولو جهاز المخابرات انها أضحت تشتغل منذ نهاية صراع الأحزاب مع النظام، حول قضايا كبرى كالإرهاب وغسل الأموال وانها احبطت اكثر من مئة مشروع عملية إرهابية.
وأكدت لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق النيابي الاستقلالي أن الوفد البرلماني قام بزيارة لمختلف مرافق المديرية التي 'لا تشتغل إلا من أجل ضمان أمن المواطنين'.
الا انه اشتم من تصريحات الحسن الداودي، رئيس فريق العدالة والتنمية (اصولي معارض) وعبد الحكيم بن شماس رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين شكا ان كانت الزيارة تبدد ما تردد حول الانتهاكات التي تردد انها مورست بالمقر.
وقال الداودي 'قمنا بزيارة لمديرية مراقبة التراب الوطني وقدمت لنا شروحات وساءلنا المدير العام، وزرنا كل المرافق، والمساحات التي تغطيها هذه الإدارة ورأينا مكاتب ولم نر أي شيء آخر'، فيما قال بن شماش، إن الزيارة الميدانية أكدت 'في حدود ما رأيناه ' أن الأمر يتعلق بـ 'بناية ككل الإدارات' وقال رشيد الطالبي العلمي، رئيس الفريق التجمعي الدستوري انه ليس هناك أي آثار لشيء يسمى معتقلا او ما يثير الشكوك وأنه يفتخر بهذه المديرية، محذرا من ثقافة التشكيك السائدة اليوم والتي تضرب مصداقية كل المؤسسات.
وقال الكاتب المغربي علي انوزلا رئيس تحرير موقع 'لكم' ان 'معتقل تمارة السري مثل عرين الأسد، لا أحد يستطيع أن يدخل إليه، والضحايا التي يجرها إليه نادرا ما تكتب لها حياة ثانية لتروي ما شاهدته، ورأينا كيف تصرفت السلطة مع المتظاهرين عندما فقدت أعصابها وكشرت عن أنيابها تماما مثلما تفعل الوحوش المفترسة عندما نقترب من مخابئها التي تحتفظ فيها ببقايا فرائسها.'
ويقترح انوزلا انه عندما تقول السلطة إنها فتحت أبواب 'الديستي' التي يعتقد أنها تؤوي المعتقل السري المفترض، يصعب تصديق شهادات 'الزوار' الذين تم اختيارهم بعناية لتبييض تاريخ هذا الجهاز المتهم بالاختطافات وبممارسة التعذيب والتنكيل بمعتقليه.
من جهة اخرى أعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن تعليق الوقفة التي كانت تعتزم تنظيمها امس الخميس أمام مقر ولاية الأمن بالرباط احتجاجا على تعرض صحافيين يوم الاحد الماضي لعنف اثناء تفريق قوات الامن للمسيرة التي كانت مقررة باتجاه مقر المخابرات. وأوضح بلاغ للنقابة أن قرار التعليق جاء إثر تلقيها رسالة من المدير العام للأمن الوطني الشرقي تقول ان 'التدخل ضد المشاركين في المسيرة لم يكن يقصد الصحافيين، وإنما كان يهدف إلى السهر على تطبيق القانون' ويعتبر 'الصحافة شريكا في تكريس دولة الحق والقانون، ونقل الحقائق إلى الرأي العام بعيدا عن أي مزايدات'.
خصصت السلطات المغربية يوم الاربعاء لتبديد ما يرسخ في الاذهان عن معتقل سري تابع للمخابرات تردد انها تمارس به احتجاز وتعذيب مشتبه بهم، ما أدى بكاتب مغربي بارز الى وصف عملية التبديد هذه بـ'الماركيتينغ' الذي يدفع الى تقوية الشك.
وقام الاربعاء النائب العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط والمجلس الوطني لحقوق الانسان ورؤساء الفرق البرلمانية بجولة في مقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الدي اس تي) بمدينة تمارة القريبة من الرباط وقالوا جميعا انهم لم يلحظوا مؤشرات ان المكان مخصص للاعتقال خارج القانون.
وأكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان أنه خلال الزيارة الاستطلاعية التي قام بها رئيسه وأمينه العام، للمقر لم تتم 'ملاحظة وجود أي مؤشرات من شأنها أن تؤكد، في إبانه، أن هذا المكان مخصص للاعتقال خارج القانون.'
وأوضح بلاغ للمجلس الذي وصف بـ'المرتبك' أن الرئيس والأمين العام قاما بزيارة استطلاعية معلنة دامت حوالي 3 ساعات لمقر مراقبة التراب الوطني بتمارة، مكنت 'من التعرف على وظيفة هذا المرفق وعلى مكوناته، ولم يلاحظ خلال تفقد مختلف المباني وجود أي مؤشرات من شأنها أن تؤكد، في إبانه، أن هذا المكان مخصص للاعتقال خارج القانون'.
وجدد المجلس الذي توقف محللون امام تأكيده على ان ملاحظته تعني (ابان زيارته) عزمه 'على مواصلة العمل من أجل تكريس الاحترام التام لجميع الضوابط القانونية وفق المعايير الدولية للحقوق الإنسانية، وخاصة في مجال السياسة الجنائية والأمنية.'
وواجهت القوات الامنية المغربية يوم الاحد الماضي بعنف مفرط محتجين اعلنوا انهم سيتوجهون لمقر جهاز (الدي اس تي) اعلنت السلطات بعدها عن دعوة النائب العام بمحكمة الاستئناف بالرباط والمجلس الوطني لحقوق الانسان (حكومي) ورؤساء الفرق البرلمانية لزيارة استطلاع للمقر.
وتحدث معتقلون مغاربة على موقع اليوتيوب عن التعذيب الذي تعرضوا له في معتقل تمارة ونقلت منظمات حقوقية مغربية ودولية شهادات معتقلين أجانب قالوا إنهم مروا من هناك، من بينهم محمد بنيام المعتقل الإثيوبي الأصل والبريطاني الجنسية الذي اتهم أجهزة استخباراتية بريطانية بالمشاركة في تعذيبه بمعتقل سري في المغرب يعتقد أنه هو نفسه معتقل تمارة.
وأعلن مسؤولون أمريكيون عن اكتشاف أشرطة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) تظهر رمزي بن الشيبة أحد المتهمين في هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وهو يخضع للاستجواب في سجن قرب الرباط استخدمته وكالة المخابرات المركزية عام 2002 للتحقيق مع مشتبه بهم في هجمات 11 ايلول/سبتمبر.
وكان الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالرباط مولاي الحسن الداكي قد أكد أنه لم يقف خلال الزيارة التي قام بها (الأربعاء) لمختلف البنايات التابعة للمقر الإداري للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة 'على أي مكان يمكن اعتباره معتقلا سريا قد يستغل لارتكاب أعمال ماسة بحقوق الانسان كما يشاع'. ونقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية عن رؤساء فرق بمجلسي البرلمان (النواب والمستشارين) أن الزيارة التي قاموا بها للمقر الإداري لمديرية المخابرات أظهرت أن الأمر يتعلق بإدارة كباقي الإدارات وأنها لا تضم أي مركز للتعذيب وأنهم اطلعوا على مهام هذه المديرية والتي تتمثل في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين. وقال برلمانيون ان مدير المخابرات بين للوفد مدى احترام إدارته للقوانين، وان موظفيه قالوا ان عملهم يتلخص في جمع المعلومة وتحليل المعطيات ثم إخبار الأجهزة المختصة، ونفي كل شبهة عن الجهاز مشددين على أنه إذا كان هناك شطط فهذه الإدارة لا تتحمل مسؤوليته وانهم لم يجدوا أي معتقل سري أو سجن، بل مجرد مكاتب وبناية قديمة وجديدة، ومرافق، وملحقات، ومدرسة، ومركز تكوين.
وقال محمد مبدع رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب إن الزيارة 'تأتي في إطار الانفتاح الذي تشهده المؤسسات التنفيذية'، وأنها المرة الاولى التي يقوم فيها وفد برلماني بزيارة لهذه المؤسسة 'مما يدل على أنه ليس لديها ما تخفيه' وأنه 'ليس هناك أي شيء يوحي بوجود معتقل سري '.
وفسر مسؤولو جهاز المخابرات انها أضحت تشتغل منذ نهاية صراع الأحزاب مع النظام، حول قضايا كبرى كالإرهاب وغسل الأموال وانها احبطت اكثر من مئة مشروع عملية إرهابية.
وأكدت لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق النيابي الاستقلالي أن الوفد البرلماني قام بزيارة لمختلف مرافق المديرية التي 'لا تشتغل إلا من أجل ضمان أمن المواطنين'.
الا انه اشتم من تصريحات الحسن الداودي، رئيس فريق العدالة والتنمية (اصولي معارض) وعبد الحكيم بن شماس رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين شكا ان كانت الزيارة تبدد ما تردد حول الانتهاكات التي تردد انها مورست بالمقر.
وقال الداودي 'قمنا بزيارة لمديرية مراقبة التراب الوطني وقدمت لنا شروحات وساءلنا المدير العام، وزرنا كل المرافق، والمساحات التي تغطيها هذه الإدارة ورأينا مكاتب ولم نر أي شيء آخر'، فيما قال بن شماش، إن الزيارة الميدانية أكدت 'في حدود ما رأيناه ' أن الأمر يتعلق بـ 'بناية ككل الإدارات' وقال رشيد الطالبي العلمي، رئيس الفريق التجمعي الدستوري انه ليس هناك أي آثار لشيء يسمى معتقلا او ما يثير الشكوك وأنه يفتخر بهذه المديرية، محذرا من ثقافة التشكيك السائدة اليوم والتي تضرب مصداقية كل المؤسسات.
وقال الكاتب المغربي علي انوزلا رئيس تحرير موقع 'لكم' ان 'معتقل تمارة السري مثل عرين الأسد، لا أحد يستطيع أن يدخل إليه، والضحايا التي يجرها إليه نادرا ما تكتب لها حياة ثانية لتروي ما شاهدته، ورأينا كيف تصرفت السلطة مع المتظاهرين عندما فقدت أعصابها وكشرت عن أنيابها تماما مثلما تفعل الوحوش المفترسة عندما نقترب من مخابئها التي تحتفظ فيها ببقايا فرائسها.'
ويقترح انوزلا انه عندما تقول السلطة إنها فتحت أبواب 'الديستي' التي يعتقد أنها تؤوي المعتقل السري المفترض، يصعب تصديق شهادات 'الزوار' الذين تم اختيارهم بعناية لتبييض تاريخ هذا الجهاز المتهم بالاختطافات وبممارسة التعذيب والتنكيل بمعتقليه.
من جهة اخرى أعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن تعليق الوقفة التي كانت تعتزم تنظيمها امس الخميس أمام مقر ولاية الأمن بالرباط احتجاجا على تعرض صحافيين يوم الاحد الماضي لعنف اثناء تفريق قوات الامن للمسيرة التي كانت مقررة باتجاه مقر المخابرات. وأوضح بلاغ للنقابة أن قرار التعليق جاء إثر تلقيها رسالة من المدير العام للأمن الوطني الشرقي تقول ان 'التدخل ضد المشاركين في المسيرة لم يكن يقصد الصحافيين، وإنما كان يهدف إلى السهر على تطبيق القانون' ويعتبر 'الصحافة شريكا في تكريس دولة الحق والقانون، ونقل الحقائق إلى الرأي العام بعيدا عن أي مزايدات'.
التعليقات