مثقفون اماراتيون في ندوة دبي : كتاب دفتر العمر لسالم السامان متعة تاريخية

مثقفون اماراتيون في ندوة دبي : كتاب دفتر العمر لسالم السامان متعة تاريخية
دبي - دنيا الوطن-جمال المجايدة
 
نظمت ندوة الثقافة والعلوم-اللجنة الثقافية (جمعية أصدقاء الكتاب)، بدبي امس الاول امسية  لمناقشة كتاب (دفتر العمر) بجزأيه الأول والثاني للكاتب الاماراتي سالم بن إبراهيم السامان، وبحضور كوكبة من  رجالات الفكر والثقافة والأدب والبحث ورجال الصحافة والإعلام، قدم للحفل الدكتور عبدالخالق عبدالله، رئيس اللجنة الثقافية بالندوة، حيث قال: نناقش اليوم ونفخر باستضافة كتاب (دفتر العمر).. هذا العنوان الجميل والمشوق كثيراً، وهو الذي يتطرق فيه المؤلف رجل الأعمال المعروف، سالم بن إبراهيم السامان، إلى الكثير من السيرة الشخصية وذاكرة الوطن، ويشرفني أن أقدم لكم القارئ الأساسي لهذا الكتاب الأستاذ الأديب عبد الغفار حسين ليقدم مداخلته.
 
بدأ الأستاذ عبد الغفار حسين مداخلته قائلاً: بالفعل اسم جميل (دفتر العمر)، وهو يلامس حياتنا اليومية القديمة ويلامس ذكرياتنا الأولى، حيث إن كلمة دفتر كانت تستعمل في حياتنا وبشكل يومي من قبل الدكان أو الذكريات أو الموظف أو السادة المطاوعة، فالاسم جميل ومدروس بعناية، وقد قرأت الكتاب ووجدته مشوقاً كثيراً، وسالم السامان ثالث رجل أعمال يكتب سيرته الشخصية، وقد سبقه محمد عبد الجليل الفهيم وعيسى القرق، وهذان الكتابان يتضمنان وثائق ومصادر وحقائق تختلف كثيراً عما قدمه السامان في (دفتر العمر).. فهذا الكتاب للسامان لامس الحياة اليومية من منطلق سرد شخصي وحكايات عاشها هو بنفسه، وألقى بظلالها على علاقاته التجارية ورحلاته البحرية هنا وهناك، داخل الإمارات والخليج وخارج الخليج، وكانت بمثابة سرد واقعي لأحداث مر بها من خلال هذا التجوال.

د. وليد السعدي

ثم ألقى الزميل د. وليد السعدي، المشرف العام على مشروع كتاب (دفتر العمر) كلمة قال فيها: لقد أرخ (دفتر العمر) لبدايات حكم المغفور له بإذن الله، مؤسس الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه).. وواكب الأيام الأولى لحكم الشيخ زايد (رحمه الله)، وكان للسامان الشرف أن يكون أول من صنع علم أبوظبي ليستقبل به حكام الإمارات عند وصولهم إلى أبوظبي لتهنئة الشيخ زايد بتسلمه الحكم في الإمارة.. حيث كلفه (رحمه الله) حينها بصنع الأعلام ووضعها عند مداخل قصر الحصن، وعلى سيارات الضيافة.

كما كان لسالم السامان دور مًهم في المساهمة بوضع لبنات دولة الاتحاد، حيث كلف بستة مراسيم أميرية في الصحة، والجمارك، والمجلس البلدي، وغرفة التجارة.. وتدرج في مناصب عدة، وتبوأ العديد من المناصب، وتقلد الأوسمة، ونال شهادات التقدير، محلياً وعربياً وعالمياً.. لقد دون الكاتب كل هذه الأحداث بالكلمة والصورة، وكانت شاهداً على عصر قل فيه من يدون أو يسجل أو يصور، كان شاهداً على بناء دولة وتقدم أمة.. وبناء وطن، وعزيمة رجال آمنوا بأن الاتحاد قوة.. وكان لهم ما أرادوا بعد إرادة الله.

وأضاف السعدي: هذا الإنجاز الفكري والثقافي الكبير، هو الكتاب الوحيد لمواطن إماراتي الذي طبع بأربع لغات عالمية حية، هي: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية...
 
الأستاذ بلال البدور، الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون، قال: الكتاب جميل ومفيد، وجهد يشكر عليه المؤلف، وهو استثارة لذكريات خاصة بالمؤلف والوطن، منها ذكريات بحرية، ومنها سياسية، ومنها تجارية، وبالنسبة للكتاب فقد جاء بسرد عفوي غير متكلف، وكنت أحس أن هناك قصصاً مكررة بين الحين والآخر، وكنت أعاود قراءة بعض الحلقات لأكتشف أنها قريبة من بعضها بعضاً، وكنت أتمنى أن يكون الكتاب مبوباً بشكل أفضل، كما أرجو أن تتم مراجعة الكتاب لبعض الأسماء وتصحيحها إن وجد الخطأ، وقد لاحظت أن السامان اعتمد على قصصه بالتواريخ، وهذا شيء يحسب للمؤلف، واعتماده على التواريخ كان من خلال الأختام الممهورة على جوازات سفر، الأمر المثير والمشوق في قراءة الحلقات.

وقال الأستاذ عبد الله الشرهان: أنا سعيد بهذه النخبة، وبعد أن أكون بينكم نناقش سوياً كتاب سالم السامان، لقد عاصرنا المرحلة التي مر بها السامان، ومررنا بكل المراحل اللاحقة، والكتاب عبارة عن سيرة ذاتية صادقة وشفافة، فيها الكثير من الحنين إلى الماضي وذكريات الزمن الأولى، ولا أشك أن سالم السامان الصديق العزيز قد واجه الكثير من المحن والقصص المثيرة التي لم يذكرها في الجزء الأول ولا في الجزء الثاني كما وعد، وأطلب منه أن ينشرها في الجزء الثالث بإذن الله.
 
الأستاذ الكاتب علي عبيد رئيس مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام قال: إنها تجربة شخصية مهمة ومشوقة وجذابة، وأكثر ما شدني منها صراحة المؤلف، حيث ذكر كل شيء بالأحداث والأسماء والتواريخ.

السيد أحمد الخطيب قال: سعيد جداً بهذه المشاركة، وأنا صديق قريب من سالم السامان، أعرفه منذ العام 1968 عندما كنت مسؤولاً في قصر الحصن، إبان حكم الشيخ زايد (طيب الله ثراه) لإمارة أبوظبي، وكان السيد سالم السامان يأتي كثيراً إلى الشيخ زايد صباحاً ومساءً، وأكثر لقاءاته بالشيخ زايد كانت في المساء، وكنت مسؤولاً عن برزة الشيوخ آنذاك، وقد وجدت السامان رجلاً مكافحاً ومجداً ومثابراً ورجلاً نشيطاً تجارياً.

د. عيسي البستكي قال: متعة تاريخية جميلة، وهي عبارة عن مادة أولية خصبة لأي باحث، تعنى بتطور التجارة والعلاقة بين الحاكم والتاجر، وفيها الكثير من العراقة والجرأة التي تحسب للكاتب، والتي لم يتطرق إليها كُتّاب كُثر قبله، وقد تحدث بشكل صريح عن الصراعات بين التجار، وكم كانت شرسة آنذاك في البدايات، وكم كان يتعرض السامان للظلم من قبل أقرانه في أبوظبي.
 

التعليقات